خطبة الجمعة   

التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام

يوم 21/09/2018

في مسجد بيت الفتوح بلندن

*****

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين، آمين.

خلال البضعة أيام الماضية وفقني الله تعالى للاشتراك في جلسة الجماعة في كلٍ من ألمانيا وبلجيكا. وكما شاهد مشاهدو ايم تي ايه، ولعلكم رأيتم أنتم أيضا أن هاتين الجلستين كانتا مباركتين جدا بفضل الله تعالى. الجماعة في ألمانيا أكبر عددا، وكان الخليفة الرابع (رحمه الله) يشترك في جلساتها منذ عدة أعوام، كذلك أشترك فيها أنا أيضا كل عام. لذا فإن نظام الجلسة في جماعة ألمانيا قد تطور إلى حد كبير، ويحضرها الضيوف من الخارج أيضا، من بلاد مجاورة ولا سيما من بلاد أوروبية إضافة إلى بلاد أخرى. وفي هذه السنة بالذات حضرها ضيوف من بعض البلاد الإفريقية أيضا. وكما هو الحال دائما وفي كل جلسة بفضل الله تعالى يأخذ الضيوف من غير الأحمديين انطباعات جيدة من جلساتنا ويذكرونها أيضا. فالضيوف الذين اشتركوا في جلسة ألمانيا وبلجيكا أبدوا انطباعاتهم الحسنة عن الجماعة وأثنوا كثيرا على ترتيبات الجلسة والجو المحيط بوجه عام. وكان منهم من حضروها من قبل ومنهم من حضروا لأول مرة فقالوا: إن بواسطة جلساتكم تبيَّنَ لنا ما هو تعليم الإسلام الحقيقي، وأن وسائل الإعلام المعاصرة تقدم صورة الإسلام مشوهة تماما، وأن تعليم الإسلام الحقيقي وعمل المسلم الصادق ينافي تماما ما تقدمه وسائل الإعلام. فهؤلاء الضيوف يلاحظون سلوك كل عامل وكل مسؤول بل كل أحمدي وأعمالهم بنظرة فاحصة. من المعلوم أنه مهما كان التعليم جيدا لا يمكن أن يترك تأثيرا طيبا ما لم تكن أعمال المؤمنين به حسنة. فمن هذا الباب يساهم كل عامل وكل مشترك في الجلسة في تبليغ الدعوة بصمت،كما قلت مرارا من قبل أيضا، ويزيلون من أذهان غير المسلمين أفكارا وانطباعات خاطئة عن الإسلام. كذلك يزيلون من أذهان المسلمين الآخرين أفكارا خاطئة يروّجها المشايخ المزعومون عن الجماعة الإسلامية الأحمدية. يظن عامة الناس عنا نحن الأحمديين أننا لسنا مسلمين، والعياذ بالله، ولا نشهد الشهادتين، ولا نؤمن بالنبي r خاتم النبيين، ويتهموننا بأن لنا قرآنا مختلفا. ولكن عندما يلتقي الضيوفُ بالأحمديينَ ويعيشون الجو المحيط بالجلسة تزول كثير من الانطباعات الخاطئة من أذهان المسلمين غير الأحمديين أيضا، ثم يذكرون هذا التغيّر في أفكارهم. كما ذكره المسلمون غير الأحمديين الذين اشتركوا في جلستنا في ألمانيا وهم أصلا من بلاد عربية والهند وباكستان ومن بلاد أخرى. كذلك يثنون على مساعي العاملين ويمدحون سلوكهم.

وقد لوحظت هذه الأمور كلها في جلسة الجماعة في بلجيكا أيضا بفضل الله تعالى، وكانت جلستهم أيضا مباركة وناجحة جدا. رغم أن الجماعة في بلجيكا صغيرة العدد نسبيا، ومع أن عدد الضيوف في جلستها الأخيرة كان أكبر من أفراد الجماعة المحليين ومع ذلك أداروا الأمور على أحسن ما يرام. لقد اشتركت في جلستهم بعد 14 عاما، وكانوا قلقين بعض الشيء لعدم خبرتهم في إدارة نظام الجلسة، ولكنهم استطاعوا إدارته جيدا بفضل الله تعالى. وقد حضر جلسة بلجيكا أيضا ضيوف غير مسلمين، وإن كان عددهم قليلا نسبيا، وقد أشادوا بنظام الجلسة وما تقوم به الجماعة من الأعمال بوجه عام، وأثنوا على مساعيها في إرساء دعائم الأمن والسلام في العالم. فحيثما وُجدت الجماعة يكون لها تأثير حسن على الأغيار بفضل الله تعالى وتكون مساعيها وسيلة لتبليغ الدعوة. فمن هذا المنطلق يجب على كافة أفراد الجماعة أن ينتبهوا دائما إلى مدى حاجتهم إلى تحسين حالتهم بعد بيعتهم المسيحَ الموعود u. كل اجتماع من اجتماعتنا وكل جلسة من جلساتنا تترك تأثيرا طيبا دائما حيثما عُقدت.

اليوم سيبدأ اجتماع مجلس خدام الأحمدية في بريطانيا، وبهذه المناسبة أذكّر جميع المشتركين فيه أن يتصرفوا بما يترك أثرا طيبا على أهل المنطقة. ندعو الله تعالى أن يبارك في اجتماعهم، ويزيل قلقهم الناتج عن سوء أحوال جوية محتملة، ويجعل الطقس مناسبا.

والآن أريد أن أشكر جميع العاملين في الجلستين المذكورتين، أي في ألمانيا وفي بلجيكا، على أنهم خدموا الضيوف القادمين إلى الجلسة بحسب مواهبهم وقدراتهم. كذلك يجب على جميع المشتركين الأحمديين فيها أن يشكروهم. الناس الذين يقدمون أنفسهم لخدمة ضيوف المسيح الموعود u يأتون من فئات مختلفة وتتنوع أمزجتهم وأذواقهم. كان عدد العاملين في جلسة بلجيكا قليلا نسبيا، ومع ذلك أدَّوا واجباتهم على أحسن وجه. فيجب على العاملين أيضا أن يشكروا الله تعالى على أنه أعطاهم فرصة للخدمة، وينبغي أن يجهزوا أنفسهم جيدا للمستقبل ويفكروا كيف يمكنهم في السنوات المقبلة إزالة الأخطاء أو النقائص التي ظهرت للعيان هذه المرة، و ينبغي خاصة على المسؤولين والمشرفين على الأعمال أن يبحثوا في كيفية التخطيط للمستقبل ويسجلوا النقائص في الكتاب الأحمر الموجود سلفا لئلا تتكرر هذه النقائص في المستقبل. كانت الشكاوى تصلني في الماضي من العاملين في جلسة ألمانيا أن الابتسامة لا تلاحظ على وجوههم ولا يحسنون المعاملة، بل يكون سلوكهم غليظا بعض الشيء. أما في هذه السنة فقد جاءتني تقارير جيدة عنهم، ومع ذلك عليهم أن يحسنوا سلوكهم أكثر من ذي قبل. وهنا أريد أن أوجه الأنظار إلى خطأ آخر يتعلق بإنشاد  قصيدة في جلسة ألمانيا في خيمة الرجال، إذ لم يكن أسلوب قراءتها صحيحا. إن منصتنا ليست مثل المسارح حتى تُنشد القصائد على هذا النحو. علينا أن ننتبه إلى تقاليدنا دائما وينبغي ألا نختار أسلوبا يختلف عن تقاليدنا. كذلك يجب على واضعي برامج الجلسة أن ينتبهوا دائما إلى ألا تُنشد في هذه الجلسات إلا قصائد المسيح الموعود u وقصائد الخلفاء. يجب الانتباه إلى هذا الأمر بوجه خاص. وقد وجهتُ المشرف الأعلى على برامج الجلسة هنالك إلى هذا الأمر.

والآن أقدم لكم بعضا من انطباعات الحضور التي تبين أن بركات الجلسة لا تشمل الأحمديين فقط بل تتعداهم إلى غيرهم أيضا.

لقد حضر الجلسة إمامُ أحد مساجد غير الأحمديين وقال في لقاء قبل الجلسة أنه يريد أن يتحقق من أمر الجماعة بنفسه ليكوّن موقفا صحيحا مبنيا على علمه الشخصي. هو إمامٌ منفتح واسع الآفاق، لذلك دُعي للاشتراك في الجلسة. ثم قال بعد أن شاهد بعضا من وقائع الجلسة: إنني قد توصلت إلى نتيجة بعد قضاء بعض الوقت بينكم أنتم الأحمديين أنكم تبلّغون تعاليم الإسلام بطريقة صحيحة. وكان قد استمع لبرامج الجلسة بإنصات وإصغاء. ثم زار مقر الجامعة الأحمدية في ألمانيا مع بقية أعضاء الوفد وقال بعد هذه الزيارة: من المؤسف حقا أن المسلمين العاديين متخلفون كثيرا في مجال التعليم الديني والدنيوي. ولكني شاهدت ضمن مجريات هذه الجلسة إمام الجماعة يوزّع الجوائز على الطلاب، ذكورا وإناثا، ممن قاموا بأعمال بارزة في شتى المجالات العلمية، وهكذا يشجع حضرته المتقدمين من أفراد الجماعة في العلوم الدنيوية. ومن ناحية ثانية أدركت بعد زيارة الجامعة الأحمدية كيف يعمل خليفة الجماعة الأحمدية منذ البداية بانتظام وتنسيق محكم على نشر العلوم الدينية، وكيف تتقدم الجماعة إلى الأمام بخطى ثابتة، وتسعى جاهدة لإعادة مجد المسلمين الغابر!

ثم التقى بي هذا الإمام بعد الجلسة وقال أنه يريد أن يقرأ كتاب “البراهين الأحمدية” وكتاب “التذكرة”، فقلت له: بدلا من التذكرة عليك أن تقرأ أولا كتاب “فلسفة تعاليم الإسلام” وكتاب “الدعوة إلى الحق” لأنك بقراءة هذين الكتابين ستتعرف أكثر إلى الجماعة ودعوى المسيح الموعود u وسيرته وعلمه ومعرفته، وتأييدات الله تعالى له.

كذلك جاءت مع وفد البوسنة سيدة اسمها “مومرا” وقالت: اشتركتُ في الجلسة لأول مرة والتقيتُ بالخليفة ولكن أيام الجلسة مرت سراعا ولم أشعر إلا وقد انقضت، ليتها طالت أكثر! أتمنى أن أشترك في كل جلسة. كان هناك ضيف ضعيف البصر من الجبل الأسود فقال: بصري ضعيف ولكني باشتراكي في الجلسة شاهدتُ كل شيء بعيون القلب، وأنا عائد منها بعد إرواء غليل روحي. البلد والمنطقة التي جئت منها أهلُها بعيدون جدا عن الدين، ولا ندري ما  الروحانية، ولكني شعرتُ في أثناء الجلسة أن الله تعالى موجود، وبركاته تنـزل هنا بصورة الأمن والسلام والسكينة القلبية، وقد نلتُ أنا أيضا نصيبا منها.

لقد شارك في جلسة ألمانيا هذا العام وفد من بلغاريا يتألف من 56 فردا بينهم 31 ضيفا من غير الأحمديين الذين التقوا بي أيضا. كانت ضمن الوفد سيدة اسمها “كريلكا”، قالت في بيان انطباعاتها: لقد سبق لي أن شاركت في برامج عديدة ولكن الجو المحيط بجلسة الجماعة الأحمدية كان روحانيا وهادئا جدا وسيكون سببا لسكينة قلبي على مدى حياتي. كان في قلوب الناس احترام وحب كبير لنا، وكان إيمانهم ومدى صلاحهم وبِرّهم باديا في أعينهم. لقد تركت خطابات الخليفة تأثيرا عميقا في قلبي حتى أنني ظللت أبكي في أثنائها، وشعرت كأن حياتي الجديدة قد بدأت الآن، وسأسعى جاهدة أن أقضي بقية حياتي في ضوء هذه التعليمات. أشكركم على أنكم هيأتم لي فرصة الاستفادة من هذه البيئة الروحانية.

أقول: هؤلاء الناس لم يعرفوا الأحمدية من قبل بل تأثروا من الجو المحيط بعد مجيئهم هنا، فكانت الجلسة مباركة لهم أيضا.

قالت سيدة مسيحية اسمها “كريسي ميرا”: لقد اشتركتُ في الجلسة مع زوجي وأولادي، ولم أر ضيافة مرتّبة مثلها من قبل. لقد تعلمتُ كثيرا عن احترام الوالدين وتربية الأولاد وسأجعل هذه التعليمات جزءا من حياتي. وقد شد إعجابي أسلوب احترام الرجالِ النساءَ. ولم أر في المسيحية احتراما للنساء مثله. وأنا أدعو لكم شاكرة إياكم.

إذًا، في هذا درس للرجال أنه يجب ألا يقتصر احترامُهم النساء على أيام الجلسة فقط بل يجب أن تزخر قلوبهم باحترامهن دائما بحسب تعليم أعطانا الله تعالى إياه.

كذلك حضر الجلسة مسلم غير أحمدي اسمه السيد يوسف، فقال: اشتركتُ في هذه الجلسة أولَ مرة، وبعد مشاهدة أجواء الجلسة زال من قلبي كلّ ما كنتُ قد سمعته ضد الجماعة، فقد لاحظتُ الخير والعمل بتعليم القرآن والحديث في كل مكان. وقد ترك شعار “الحب للجميع ولا كراهية لأحد” تأثيرا عميقا في قلبي، كان الهدوء سائدا في كل مكان، لا سيما وأن خطابات الخليفة كانت سكينة كبيرة لي، فقررتُ الانضمام إلى الجماعة في أثناء الجلسة نفسها. كانت مشاكلي الشخصية الكثيرة حائلة دون ذلك ولكن حين اشتركتُ في الجلسة بدأت مشاكلي تزول تلقائيا، والآن سأعمل على نشر دعوة الجماعة.

كذلك هناك انطباعات لوفد قادم من لاتفيا، فقد جاء من هناك طالب في مجال الطب فقال: إن اشتراكي في جلسة ألمانيا شرف كبير لي، وشعرتُ أن هذه الجلسة جمعت جميع الناس ذوي الإيمان القوي والأرواح المطمئنة ومن فيهم الأُخوَّة ويروِّجون الأمن. لقد استغربت كثيرا نظرا إلى كيفية استماعهم للمحاضرات بإنصات مع انشغالهم في الأعمال المفوضة إليهم، وكان لقائي خليفةَ الوقت شرفا كبيرا لي. وقد تحدث حضرته حول قضية المهاجرين في ألمانيا وعن الإسلام وحول مخاوف الناس تجاه الإسلام. وأنا سعيد لأن الجماعة الأحمدية تنشر في العالم رسالة الأمن والأخوة، وتركّز في المجتمع الألماني على الصداقة وحسن الجوار والخدمة.

هنا شخص غير أحمدي من أصل باكستاني يدرس الماجستير في لاتفيا وجاء للاشتراك في الجلسة، فقال في انطباعاته: لقد جئتُ إلى لاتفيا بناء على تأشيرة الدراسة ودُعيتُ إلى هذه الجلسة وقبلتُ الدعوة بعد تردد على مضض. عندما وصلت إلى مكان الجلسة استغربتُ كثيرا بالنظر إلى المشرفين عليها لأن عدد الحضور كان كبيرا وكان المشرفون يعاملون الجميع بحكمة وتفهّم ورحابة صدر. كان عدد الحضور في الجلسة كبيرا وكثير منهم كانوا ضيوفا غير مسلمين من بلاد مختلفة وقد دُعُوا إلى الجلسة ليطلعوا على الإسلام بأنفسهم. ولم أر هذا القدر من الحب والاحترام وحسن الضيافة في حياتي مثل ما رأيته في الجلسة. وارتحتُ نظرا إلى أنها ستترك تأثيرا طيبا في قلوب غير المسلمين الذين سيسعون حتما بدورهم للتوجه إلى الإسلام. لستُ أحمديا لأن في ذهني أيضا بعضا من سوء الفهم الذي تكنُّه كل فرقة من فِرق المسلمين عن غيرها. وحين استمعت للخطب هناك وقرأت الكلمات المكتوبة وصَّليت لم أجد أي فرق، وهذا كلُّه ما نقوم به نحن أيضا، والأحمديون هم أيضا يعملون الأمور نفسها، فلهم الشهادة نفسها، والصلاة نفسها والقرآن نفسه، وأكثر ما كان يجدر بالانتباه والتدبر هو ختم النبوة، والآن لا أجد بدا من التدبر والتفكر فيما إذا كان يتوجب عليَّ أن أصدِّق فرقتي أو أصدق الفرقة الأحمدية.

إن أكبر فائدة حصلت لي من حضور الجلسة أني شاهدت كل شيء بأم عيني وسمعت بأذني جالسا بين الأحمديين ووسطهم، والآن سوف أبحث شخصيا في ماهية الإسلام وماهية ختم النبوة. أعجبني خطابُ الخليفة كثيرا، ولا سيما الخطاب النهائي. هذه الأيام الثلاثة كانت أروع أيام حياتي. إن سائر المسلمين يتكلمون وينشرون الكراهية والنفور فقط أما هنا فقد رأيت الحب والاحترام فقط. كان معي بعض الأصدقاء غير المسلمين وتأثروا جدا بالاحترام الذي قدمتْه لهم الجماعة الأحمدية. كما عامَلنا المسؤولون في كل الأقسام بمنتهى اللطف والاحترام وساعدونا ووجَّهونا ونظَّموا هذه الجلسة الكبيرة جدًّا على خير ما يرام فأنا أشكرهم من أعماق قلبي.

ثم كان من بين الضيوف أستاذ محاضر في كلِّية الزراعة في لاتفيا، وهو من أصل سيريلانكي، وهو من أتباع البوذية لكونه قد وُلد في بيت بوذي، فقال: الحق أني حين قررت حضور الجلسة كنت أخاف نوعا ما من أن يتعرض هذا الاجتماعُ لهجوم إرهابي، لكنني حين لاحظتُ نظام الحراسة في  هذه الجلسة شعرتُ أنه لا أحد يقدر على إلحاق أي ضرر بالجلسة أو أيِّ مشارك فيها. (فهذا فضل من الله ﷻ فقط، فهو يدبر من عنده، فما قيمة حراستنا نحن؟!) فأنا أثني على نظام الحراسة كله وأُعجَب به. ورغم أن لي عددا كبيرا من المسلمين السيريلانكيين لم تكن لديَّ معلومات كافية عن الإسلام، وفي الجلسة تلقيت المعلومات عن الإسلام الصحيح، وعن الفرق الإسلامية الأخرى. وكذلك تبيَّن لي الفرق بوضوح بين الفرقة الأحمدية وغيرها من الفرق. إن أفضل ما اطلعت عليه في هذا البرنامج هو أن الجماعة الأحمدية جماعةٌ مُحبَّة، وأود أن أُبرز هذا الجانب كثيرا وأُشيد به. لقد حيَّرني قدرةُ الأحمديين على التنظيم والإدارة، وهذا يشير بوضوح إلى أنكم تستطيعون قيادة العالم إلى اتجاه صحيح.

من لاتفيا حضرت الطالبة غلوريا أول مرة في الجلسة، بل كانت هذه مشاركتها الأولى في أي برنامج إسلامي، تقول: لقد أعجبني كل شيء ابتداءً من الأكل والشرب؛ حيث وجدت الناس متحلين بالأخلاق وقابلتْني العاملاتُ المتطوعات في الجلسة مبتسمات دوما، (كانت الشكوى أكثر في الماضي من اللجنة وهذه الضيفة تقول إنها وجدت معاملة لطيفة من لجنة إماء الله) وأعجبني ذلك كثيرا، كما أعجبني كون الجميع من الصغار والكبار يسعون ليبقى الموقع نظيفا، وجدتُ نفسي مرتاحة. ما زلت أتذكر المشهد حين وقع نظري على الشاشة ورأيت الناس يضعون أيديهم على أكتاف بعضهم البعض في قاعة الرجال، (تذْكر برنامج البيعة) وبعد حضور هذا المؤتمر تغيرتْ أفكاري تماما عن الإسلام، وفرحتُ حين علمت أنه ما زال هناك أناس يريدون نصح العالم.

وفي الوفد اللاتفي ضيفة أخرى، هي الآنسة انستيسيا وتقول عن خطابي الذي ألقيتُه خصيصا في الضيوف غير المسلمين خلال جلسة ألمانيا: أعجبني هذا الخطاب وإن الأمور التي ذكرها الخليفة هي صحيحة. (بما أن هذا البرنامج يقام في قاعة الرجال وتحضره النساء أيضا، وكان عددهم قرابة ألف ضيف من الشعوب المختلفة ويقدَّر عدد الألمان بينهم بـ 500 ضيف). تقول: لقد أتيتُ من أجل هذا البرنامج إلى قاعة الرجال وأمضيت بقية الوقت في قاعة النساء، وكنت أثناء جلوسي بين الرجال أخجل من كوني حاسرة الرأس. (فهذا يجب أن يولِّد الثقة في البنات اللاتي يخجلن من التحجب بعد المجيء إلى هنا فيخلعن الحجاب، أما هذه المسيحية فتخجل من جلوسها في الرجال وبدون الوشاح على رأسها)

من كوسوفو حضر الجلسة محامٍ، ويقول ضمن انطباعاته بعد مشاهدة نظام الجلسة: يبدو أن كل واحد ينجز عمله مستغرقا في طاعة الخليفة، وهذه الطاعة تصدر حبا لإنسان يتقلد منصب الخلافة التي تتمتع بها الجماعة الأحمدية. تسنى لي لقاء الخليفة أيضا، كل فرد من أفراد الجماعة منخرط في سلك واحد. في كوسوفو أيضا تقام اجتماعات من هذا القبيل، ولكن هذه الجلسة تطرأ على مَن يحضرها حالةٌ غريبة، حيث حضَرها الناس من كل لون وعرق، ويجد كل واحد العنايةَ بحسب حاجته. هذا المحامي ليس أحمديا.

ضمَّ الوفد الآتي من كوسوفو أستاذا في الفيزياء اسمه آربر، قال: ما كنت أستسيغ فكرة أن اجتماع هذا العدد الهائل من الناس في مكان واحد وسدَّ حاجاتهم ممكن. فبعد حضور الجلسة أمعنت في جميع الترتيبات، ورأيت كيف يسير كل شيء بحسب نظام منسق، وتُسَد حاجات الجميع. حيث كان كل عمل موكلا إلى شابٍّ. ذهبتُ إلى المطبخ ولقيت شخصا يقشر البصل هناك  منذ 22 سنة ماضية، ويستخدم السكين نفسه، وأخبرني أنه يحافظ على هذا السكين منذ 22 سنة لأن حضرة الخليفة الرابع للمسيح الموعود عليه السلام كان قد استخدمها أو مسَّها بيده، وهذا الشيء أثَّر فيه كثيرا.

من جورجيا حضر الجلسةَ وفدٌ يضم 38 ضيفًا، منهم قسَّان ومُفتيان وزعماء من السنَّة والشيعة وثلاثون شخصا من غير الأحمديين، وكان من بينهم إمامٌ في مسجد غير أحمدي اسمه جنبول ويقول: إنني إمام في مسجد جورجيا، وأتيتُ إلى ألمانيا بدعوة من الجماعة الأحمدية، فقد تعلَّمت هنا أمورًا جديدة كثيرة عن الإسلام  كنت أجهلها في الماضي، ثم قال عني: سوف أتذكر جملة من خطابه دوما، وهي: من واجبنا أن نساعد البشرية، إن الإسلام دين السلام والأمن فقط، فبعد المجيء إلى هنا تعرفنا إلى التعليم الحقيقي للإسلام.

هناك سيدة أخرى اسمها ليكو المحترمة تقول: أود أن أشكر كل عامل في الجلسة.

وتقول ضيفة أخرى تُدعى السيدة أرما: اليوم حضرتُ برنامج النساء وكنت أستغرب كيف سوف تنظِّم النساء البرنامج كله. فمما كان يحيِّرني أن النساء كن يحرسن، وهذا ما أعجبني كثيرا. وأنا أشكركم على هذا، ومما حيَّرني أيضا الاهتمامُ الملحوظ بتربية النساء وتعليمهن وأكبر ما لفت انتباهي أن الخليفة كان يوزِّع بيده الجوائز التعليمية على المتفوقات.

يقول ضيف آخر من جورجيا وهو رئيس إحدى المنظمات الإسلامية: إن حضور هذه الجلسة شرف لنا، ولقد وجدتُ هنا المؤاخاة والروحانية، وأرى أن الفرصة كانت رائعة حيث أتينا إلى هنا واستفدنا.

يقول ضيف آخر واسمه محمد أكبر: كنت أسمع من الطفولة أن المهدي سيأتي ويغيِّر العالم، وظللنا نَرْقُبه، والآن أسمع أول مرة أن المهدي الذي ننتظره قد بُعث وخلا، وأقيم بعده نظام الخلافة وهو يستمر، سوف أقرأ الآن أدبيات الجماعة، وآمُل أنْ أجد الطمأنينة.

ثم كان من الضيوف أسقف من جورجيا وكان قد جاء إلى هنا في جلسة بريطانيا أيضا، وهو الذي كان يرتدي لباسا أزرق، فهو الآخر أبدى انطباعاته الجيدة، وتأثَّر كثيرًا.

من المجر جاء قسٌّ من الكنيسة البروتستانتية، وهو نشيط في الأعمال الإنسانية إضافة إلى الأعمال الدينية، يقول: إنني مسيحي لكنني أتلقى في جلستكم الإنعاش الإيماني، وأعود من هنا منتعشا إيمانيا، وهذه الشحنة تساعدني على إنجاز أعمالي طول السنة. ويقول الداعية: إننا بواسطة هذا القس تعرفنا إلى سكان قريته، وليس ذلك فحسب، بل قد تعرفنا إلى معارفه أيضا، وبواسطته تنفتح الطرق الجديدة لإيصال رسالة الجماعة.

ومن المجر جاء ضيف آخر يعمل في مكتب مخيم اللاجئين ويقول: إن مثل الجلسة كمثل إنسان عظيم حين ينظر إليه المرء تنتابه هيبة ورجفة، فعندما كنتم ترفعون الهتافات بدوتم وكأنكم تنتظرون الأوامر من الإمام ومستعدون لتنفيذ ما يقول لكم فورا. فقد خفت في البداية كثيرا، ففي المجر يحدث الشجار والنـزاع خلال ساعة في اجتماع يضم مائة شخص، دع عنك هذا الاجتماع العظيم، فلم أر اجتماع الآلاف بشكل آمن من هذا القبيل في حياتي قط.

تقول ضيفة من المجر، وهي مسؤولة عن الشؤون الاقتصادية لمخيم اللاجئين، واسمها أيلونه، أنها بعد مشاهدة ترتيبات الجلسة ونظامها، سألتْ كيف تُهيَّأ النفقات الهائلة للجلسة، وحين أُخبرتْ عن نظام التبرعات في الجلسة والأعمال التي تُنجَز تطوعا، استغربتْ كثيرا، وقالت إن الجلسة تغسل الإنسان من الداخل وتجعله طاهرًا، (هذه السيدة ليست أحمدية وليس مسلمة، وتقول إن الإنسان بعد حضور الجلسة يشعر كأنه غُسل من الداخل وصار طاهرًا) وكما أن غَسْل الوليد يؤلمه لكنه ضروري جدا له، وهذا هو حال الإنسان بعد حضور الجلسة. (فكما قلت سابقًا إن الجلسة تؤثر في الأغيار أيضا)

وهناك ضيفة في الوفد المجري، تدعى السيدة وفاء، وهي يمنية الأصل وتعمل طبيبة، وكانت متحمسة بحضور الجلسة، في اليوم الثاني استمعت لخطابي في النساء في قاعة النساء، ولاحقا كان لي خطابٌ في قاعة الرجال في غير المسلمين فحين جاءت للاستماع له في قاعة الرجال، قالت: أرجو إيصالي إلى قاعة النساء فقد كنت سعيدة ومرتاحة هناك. أثناء زيارة الجامعة الأحمدية زارت المكتبةَ أيضا بشوق وشاهدت هناك أمهات الكتب الإسلامية، وحين خرجتْ قالت: كانت كل آية كُتبت في محلها، ثم قالت مشيرة إلى آية مكتوبة على واجهة الجامعة: انظروا قد كُتبت في محلها المناسب جدا، وهي (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا)

ثم كان وفد من مقدونيا ضمَّ 83 ضيفا، حيث جاء 50 ضيفا بالباص بقطع مسافة ألفَي كيلومتر في 34 ساعة، وجاء الآخرون بوسائل المواصلات الأخرى، وكان من بين هؤلاء المشاركين 21 أحمديا، و19 مسلما غير أحمدي و14 مسيحيا، وكان من بينهم عمدة مدينة كبيرة أيضا، و6 ممثلين لأربع قنوات تلفزيونية سجلوا برامج الجلسة لثلاثة أيام، وسجلوا لقاءات مع الضيوف، وقالوا إنهم سوف يُعدُّون أفلاما وثائقية لقنواتهم بعد العودة إلى بلادهم.

حضر الجلسةَ ثلاثة برفيسورات مسلمين أصدقاء، وقال أحدهم واسمه جلاديني المحترم وهو أستاذ في المعلوماتية (IT)، إنني ممتنٌّ للفريق المنظِّم للجلسة والأحمديين في مقدونية، الذين بدعوتهم حضرتُ الجلسة، وهناك لاحظتُ العمل بتعاليم الإسلام الصحيح. وصحيح أني كنت قد قرأتُ وسمعت عن الجماعة الأحمدية وخلفائها، وكما كنت سمعت الكثير ضدها أيضا لكنني تلقيت الرد عليها هنا. هنا قد رأيت الخليفة واستمعت لكلامه، وتعلمت منه الكثير، وأنا متأثر كثيرا بما قال الخليفة. ثم قال: بعد الاستماع لكلام الخليفة قَوِيَ إيماني بأن جميع سكان العالم سيقبلون هذه الرسالةَ والطريقَ الآتي من الله، أتمنى لكم السلام والأمن.

جاء وفد من ليتوانيا يضم 50 ضيفا، و40 منهم غير أحمديين، وعشرة أحمديين. تقول إحدى الضيفات: إنني شعرت في الجلسة كأني من الجماعة، إن الجلسة تُعلِّمنا المساواة والحب وخدمة الآخرين، ونرى في الجلسة مشاهد العمل بهذه التعاليم. يقول ضيف آخر من الوفد نفسه واسمه غيروني ماس: إنني كاتب ومؤلف وأتيت إلى هنا لأتعلم الإسلام، لقد أثَّر فيَّ كلامُ الخليفة عن وحدانية الله، حيث قال الخليفة لا يكفي أن نعبد الله فقط، بل يجب أن تكون غايتنا الفوزَ برضوان الله. وبهذا الكلام قد فتح قلبي، وبعد العودة إلى بلادي سأكتب الأعمدة في الجرائد عن الأحمدية، بل سوف أُخرج عددًا متميزا كاملا لمجلتي عن الأحمدية، وأعرف أني سوف أواجه المعارضة إثر ذلك، لكنني أحب أن أؤيِّد الحق، لقد فرحتُ هنا كثيرا واطمأن قلبي، وإنني أتمنى لكم جميعا وللجماعة التقدم والازدهار.

كان بين الضيوف السيد رحيم من طاجيكستان، وهو سياسي أيضا، يقول قد حضرتُ الجلسة أول مرة، وتسنَّى لي الاطلاع على الجماعة الأحمدية عن كثب. لي قدوة في حماس جميع العاملين، كيف يجري العملُ ليل نهار، لقد وجدتُ في لقاء الخليفة الردَّ على الأسئلة التي كانت تساور قلبي، وشعرت بالجلوس مع الخليفة أن الوحدة عند الجماعة. لقد أعطاني جوابا شاملا على سؤالي عن أوضاع المسلمين في العصر الراهن، واقتنعتُ به. وأعتقد أن الجماعة الأحمدية تقدر على جمع الأمة الإسلامية في المستقبل. أرى أن هذه الجماعة جادّة جدًّا، سوف أتذكر دوما هذه الجلسة واللقاء السعيد مع الخليفة.

ثم تقول سيدة محاضِرة في إحدى الجامعات في طاجيكستان: سررتُ جدًّا بالحضور في جلسة الجماعة الإسلامية الأحمدية وبرؤية ترتيباتها، ورأيت للمرة الأولى في حياتي مثلا أعلى للضيافة والتعاون.

إن الجماعة الإسلامية الأحمدية تتمتع هنا بحرية كافية. كان خطاب الخليفة في السيدات يحوي حلّا لجميع المشاكل، ليت العالم كله يتمكن من العمل به.

لقد حظيتُ بفرصة لقاء إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية، وجدته يملك معلومات كثيرة حول الصحافة وقضايا العصر الراهن. كنت أظنّه شخصية دينية فحسب قبل لقائه ، ولكن لما تكلمت معه وجدته يملك كثيرا من المعلومات. وما أصدق ما قال حضرته بأن للإعلام نصيب في نشر الفساد في العالم! ولكنه يمكن أن يلعب دورًا هاما في نشر الأمن أيضا إن شاء. أتقدم إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية وإمامها بأطيب الأماني القلبية.

وكان قد اشترك في الجلسة رئيس بلدية مدينة “أنبور” وهي مدينة من أكبر مدن السنغال، وكان ممثلا لخليفة أكبر فرقة دينية في السنغال، وكان قد قدّم لي هدية أيضا على المنصة. يقول: لقد بايعتُ خليفتي أيضا ولكن لم أر في حياتي مشهد البيعة الذي رأيته هنا.

كان متحمسًا كثيرًا لما كان يتكلم بهذا الحديث واغرورقت عيناه. قال: لا شك أن لنا خليفة أيضا ونحبّه ولكن حب الخلافة الذي رأيته هنا لم أر مثله قط في حياتي، واليوم أدركت حقًّا كيف كان الصحابة يضحون بأنفسهم. لقد رأيت حماسًا قلبيًّا للناس، وشعرت عند رؤيتي حبهم للخليفة وحماسهم لطاعته أنه لو أشار لهم بأمر ما فلن يتأخر أحد منهم عن إنجازه.

ثم يقول: نحن أيضا نعقد جلستنا لثلاثة أيام. وعندما يأتي خليفتنا لا نجد الناس يجلسون بصمت، ولكن رأيت هنا أنه كلما أتى الخليفة جلس الجميع صامتين ومستعدّين لسماع كلامه بكل إصغاء.

لم أر حالة الناس كهذه عند قدوم أي زعيم ديني أو دنيوي لهم. تمت في اليوم الثالث من الجلسة البيعة التي اشترك فيها 42 مبايعًا جديدًا، وكانوا من 17 جنسية مختلفة.

يقول السيد برق من ألبانيا: كنت معارضا شديدًا للأحمدية، وكان أخي وصديقي قد دخلا في الأحمدية، أما أنا فكنت أسعى بشتى الطرق ليكره أخي الأحمدية، وفي النهاية اتفقنا على أن نقوم بالدعاء لنجاح الصادق منّا. فبعد الدعاء المركّز أصبح قلبي يميل إلى حضور الجلسة ورؤية الخليفة بأم عينيّ، وذلك حتى لا يكون قراري ناقصًا ولا مبنيًّا على ما سمعته من هنا وهناك. فاشتركت في الجلسة السنوية هنا العام الماضي وخلال ذلك شعرت بشيء من الطمأنينة إلا أن نوعًا من الاضطراب لازمني إلى أن جاء الوقت الحاسم ورأيت فيه وجه الخليفة، فلما وقع بصري عليه تطهر قلبي من كل نوع من العداء والبغض والنفور والكراهية وتبخرت الشكوك، ولم يكن أمامي مجال للرفض وبالتالي ملأت استمارة البيعة عند عودتي من الجلسة. وأتيت هنا هذه المرة ووُفقتُ للبيعة المباشرة أيضا. ثم يقول: لقد واجهت مشكلة أخرى وهي أن خطيبتي لم تكن ترضى أن تدخل الأحمدية، فبعد جهد جهيد أتيت بها معي إلى هنا. فلما سمعتْ خطاب الخليفة في السيدات قررتْ المبايعة فورًا، وقالت: الجماعة التي لديها مثل هذا الخليفة الشفوق المحب فإنها ستنال البركات كلها من خلال مثل هذا الشخص، وهذا ما يفتقر إليه المسلمون الآخرون. والآن سنتزوج قريبًا ونحن أحمديان بفضل الله.

وإليكم الآن تقريرا عن التغطية الإعلامية للجلسة السنوية في ألمانيا، اشترك من الإعلام العالمي ممثلون عن كلٍّ من وكالة رويترز ووكالة الأخبار الأوروبية، واشترك 3 صحفيين من تلفزيون مقدونيا وممثلون عن بعض الجرائد الالكترونية في ليتوانيا وإسرائيل.

أما بالنسبة إلى الصعيد الوطني فقد حضر ممثلو أربع محطات تلفزيونية ألمانية وممثلو جريدتين مطبوعتين وممثل لمحطة إذاعية. كما حضر ممثل عن وكالة الأخبار الوطنية.

أما على الصعيد المحلي فقد اشترك الممثلون من قناتين فضائيتين محليتين وإذاعتين ومجلتين وجريدة واحدة. لقد تمت تغطية الجلسة السنوية في ألمانيا على مدى ثلاثة أيام، وبحسب التقرير لقد وصلت هذه الرسالة إلى 62857000 شخص عَبْرَ أربع قنوات فضائية وإذاعتين و46 جريدة ووسائل الإعلام الأخرى. وهناك مقالات أخرى عن الجماعة أيضا تنشر حاليا في منصات إعلامية.

أما بالنسبة إلى انطباعات الناس في الجلسة السنوية في بلجيكا فإنها لم تُجمع بعد بصورة كاملة وستنشر في تقرير يعدّه السيد عبد الماجد، أما بالنسبة إلى تغطية الإعلام للجلسة فقد بلغ هذا الخبر من خلال التلفاز البلجيكي وثلاثة من الجرائد إلى قرابة مليونين من الناس.

فلما نشرت الأخبار عن الجلسة عبر القناة الفضائية البلجيكية وفي بعض الجرائد فإن بعض الناس اتصلوا هاتفيًا وأبدوا حيرتهم، لأن بلدة دِلبِيك صغيرةٌ وعدد سكانها 46000، ولكنها تتوسع منذ 10 أو 12 سنة وتتحول إلى مدينة صغيرة الآن، المهم اتصل بعض الناس وأعربوا عن حيرتهم، إذ كيف اجتمع في منطقتهم 4000 مسلم دون أن نشعر بهم؟! لأنهم يظنّون أنه لو اجتمع في مكان ما 4000 مسلم فلا بد أن تحدث هناك فتنة أو يظهر فساد أو تثار ضجة. ولكنهم يقولون بأن 4000 مسلم اجتمعوا هنا ولكننا لم نشعر بشيء ولم نتأذَّ بسبب اجتماعهم ولم نسمع  أي ضجيج يُذكَر.

ثم نشرت بعض البلدان الإفريقية برامج الجلسة نقلا عن قناتنا إم تي أيه أفريقيا. ولقد بدأت جريدة ريفيو أوف ريليجنـز برنامجًا جديدًا على الإنترنت ووصلت من خلاله فعاليات الجلسة إلى مليوني شخص.

وهناك انطباعات كثيرة للناس، وتفاصيل الأخبار التي نشرتها الجرائد والإعلام، وكلها تقدم صورة الإسلام الحقيقي أمام العالم، وأخَذَ العالم يرى هذه الصورة. ندعو الله تعالى أن يرسخ في القلوب تأثيرات طيبة ودائمة لهذه الجلسات.

بعد الصلاة سأصلي صلاة الغائب على بعض المرحومين. الجنازة الأولى هي للسيد حسنات أحمد من كندا الذي وافته المنية في 27 أغسطس عن عمر يناهز 92 عاما، إنا لله وإنا إليه راجعون.

هو ابن الدكتور سيد شفيع أحمد الدهلوي صحابي المسيح الموعود عليه السلام والسيدة قريشة طاهر المعروفة باسم “بيغم شفيع”.

كان المرحوم صالحًا مخلصًا ووفيًّا، وكان منضمًّا إلى نظام الوصية. كان من بين أوائل الأحمديين الذي وصلوا إلى كندا في السبعينيات وعرّفوا بالجماعة في الإعلام الكندي وعرّفوا بها على المستوى الإقليمي والمحلي.

لقد رفع الصوت ضد الظلم والاضطهاد ضد الأحمديين في باكستان وظل مجاهدًا إلى آخر حياته من أجل حقوق الأقليات. كان مؤسسًا لمركز حقوق الإنسان والعلاقات بين الأعراق المختلفة، كما كان مديرًا وناشرًا لجريدة “كندا أخبار”، وكان مؤلفا لكتب عديدة أيضا.

في عام 1982 قدم سلسلة من برامج الجماعة دون مقابل على قناة “روجرز” الكندية، ووفق للمرة الأولى في العالم كله لعرض صور المسيح الموعود عليه السلام وخلفائه على القناة الكندية في 12 ديسمبر 1982 في برنامج “الأحمدية..الإسلام الحقيقي”.

ظل يعمل مديرًا لمجلة “كندا غازيت” في عامي 1985-1986. لقد أصدرت حكومة كندا طابعًا بريديًّا يحمل اسمه وصورته اعترافًا بخدماته على صعيد حقوق الإنسان. كما وهبته الحكومة الكندية والمنظمات المختلفة جوائز وأوسمة شرف كثيرة.

وفق للخدمة في الجماعة بوصفه سكرتيرًا وطنيًا للأمور الخارجية ثلاث مرات.

بدأ بإصدار جريدة باسم “نيو كندا” في عام 1988 وذلك من أجل الحفاظ على حقوق الأحمديين المهاجرين إلى كندا، ووفق من خلال افتتاحياتها للضغط على الحكومة للاعتراف بحقوق الوافدين إلى كندا. ولقد لعب دور الصحفي الشجاع في الحفاظ على حقوق الأحمديين ونشر معتقدات الجماعة في هذه الجريدة.

كذلك وفق لتصنيف تعريف بكتب المسيح الموعود عليه السلام، وهو عبارة عن عمل علمي له. رفع الله تعالى درجاته وغفر له ورحمه. آمين.

والجنازة الثانية هي للسيدة مباركة شوكت زوجة الحافظ قدرة الله الداعية السابق في هولندا وإندونيسيا، وتوفيت في 8 سبتمبر عن عمر يناهز 94 عامًا. إنا لله وإنا إليه راجعون.

هي ابنة بابو عبد اللطيف. وتزوجت من الحافظ قدرة الله في عام 1940 والذي كان واقف الحياة وداعية من أوائل الدعاة، ودامت رفقتها له 53 عاما، وبقيت لعشرين سنة منها لوحدها تؤدّي واجب تربية أولادها لكون زوجها خارج البلد في ميدان الجهاد للتبليغ والدعوة.

إن زوجات الدعاة القدامى قد قدّمن تضحيات كبيرة بحيث بقين بعيدات عن أزواجهن من 15 إلى 20 سنة.

لقد كانت المرحومة امرأة صالحة، تقية، كثيرة الدعاء والعبادة. كانت تعلّم الأطفال قراءة القرآن، وكانت سيدة مخلصة تعين المحتاجين في كل ما يحتاجون إليه. كانت مواظبة على صلاة التهجد، وتشترك بكل حماس في جميع الأعمال الهادفة إلى خدمة الدين، كانت علاقتها قوية مع الخلافة ومثالية.

لقد وفقت هي وزوجها الحافظ قدرة الله لتحمل نفقات ترجمة القرآن التي نشرتها الجماعة باللغة الكتالونية، كما وفقت لأداء نفقات إنشاء مسجد في إندونيسيا من قبل عائلتها.

تركت خلفها ابنها السيد عزيز الله وثلاث بنات، وفقهم الله تعالى للاستمرار في الحسنات التي كانت المرحومة تداوم عليها. غفر لها الله ورحمها، كانت زوجة خال السيد عطاء المجيب راشد.

والجنازة الثالثة للشودري خالد سيف الله نائب أمير الجماعة في أستراليا الذي توفي في 16 سبتمبر عن عمر يناهز 87 عاما، إنا لله وإنا إليه راجعون.

لقد دخلت الأحمدية في عائلته من خلال جده الشودري محمد خان مختار منطقة “غل منجهـ” محافظة غورداسبور، الذي بايع على يد المسيح الموعود عليه السلام في عام 1890 في عز شبابه. لقد حظي الشودري محمد خان أيضا بشرف تبليغه دعوة الأحمدية بواسطة المسيح الموعود عليه السلام نفسه. كان الشودري محمد خان يمر من قاديان إذ حان وقت صلاة العصر فذهب إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة. كانت  صلاة الجماعة قد قُضِيَت إلى ذلك الحين والمسيح الموعود عليه السلام كان يخرج من المسجد، فسلم عليه وبدأ صلاته. جلس المسيح الموعود عليه السلام هنالك، فلما أنهى الشودري صلاته سأله حضرته: هل بلغتكم دعوتي؟ قال: لا، لم يصلنا ولا أي إعلان من هذا القبيل. فأخذه المسيح الموعود عليه السلام إلى غرفته حيث كانت المنشورات موجودة في الخزانة، فقال له حضرته خذ من هنا منشورات لكل من يستطيع القراءة والكتابة في قريتك. يقول بأن عدد المتعلمين في قريتنا كان ثلاثة أو أربعة فحسب إلا أنني أخذت 14 أو 15 منشورًا حول الإعلان عن دعوة حضرته. لقد قرأت هذه المنشورات وتأثرت بها جدًّا. ثم ذهبت بها إلى قرية “سيكهوان” وكان بها “ميان جمال دين” و”ميان خير دين” وكانت بينه وبينهم معرفة وصداقة، فقالوا له بأننا نعرف عن ذلك ولقد آمنا به، فاقبلوه أنتم أيضا. فتوجه شودري محمد خان من سيكهوان إلى قاديان وقدم طلب المبايعة الذي حظي بالقبول فبايع ودخل الأحمدية.

ذات يوم وبعد بيعة  الشودري محمد خان، وإذ كان يدلك قدمي المسيح الموعود عليه السلام، سأل المسيحَ الموعود عليه السلام على استحياء: سيدي أخبرني عن وردٍ ما يتحسن بها ديني ودنياي. قال المسيح الموعود عليه السلام: وِردُنا هو أن تؤدي الصلاة أحسن أداء، وأكثر من الاستغفار. ثم حصل مرة أخرى أن الشودري محمد خان سأل حضرته نفس السؤال أثناء تدليكه قدمي حضره فقال: أكثر من  الاستغفار والصلاة على النبي. فظل الشودري محمد خان عاملا بهذه الوصية طوال حياته. لقد سجل حضرة مرزا بشير أحمد أيضا هذه الرواية.

كانت هذه الأمور تتعلق بجد السيد شودري خالد سيف الله فلقد سردت من خلال ذكره بعض الأمور التي تتعلق بالمسيح الموعود عليه السلام، أما السيد شودري خالد سيف الله فحيثما أقام ظلّ يؤدي خدماته للجماعة، فكان رئيس اللجنة المنعقدة من أجل اليوبيل المئوي للجماعة. وكان رئيسًا للجنة الدستورية لمجلس الشورى المركزي لخدام الأحمدية، وظل يخدم بوصفه سكرتيرًا عامًّا لفرع الجماعة في “فيصل آباد”، كما كان سكرتيرًا ماليا للمنظمة المركزية للمهندسين، وكان رئيس الجماعة في “سول لاين” في لاهور وتربيلا. وكان أمير الجماعة في بنغازي ليبيا. إضافة إلى ذلك ظل رئيس مجلس أنصار الله في أستراليا أيضا ونائب أمير الجماعة فيها. وعند وفاة السيد محمود البنغالي تم تعيينه لفترة معينة قائما مقام أمير الجماعة في أستراليا، ووفق للخدمة على أحسن وجه.

كان يرتبط بالخلافة بعلاقة الوفاء والطاعة غير العادية. وله خدمات أخرى كثيرة وقضى حياته في أدائها. كان يتسم بمزاجه العلمي وكانت مقالاته تنشر في جرائد الجماعة ومجلاتها، إلا أنه كان يتميز بطبع بسيط ومتواضع وكان بشوشًا في كل الأحيان وكان شخصًا مسالمًا.

رفع الله تعالى درجاته وغفر له. كان منضمًّا إلى نظام الوصية. ترك خلفه ثلاث بنات وابنين. ابنه الكبير محمد عمر خالد يسكن هنا في بريطانيا وهو رئيس الجماعة في موردن. أما ابنه الصغير أحمد عمر خالد فهو يخدم الجماعة في أستراليا بوصفه سكرتيرًا وطنيًا للوقف الجديد. كما أن له بنات أيضا، ندعو الله تعالى أن يوفق أولاده للاستمرار في الحسنات التي كان يداوم عليها. آمين.

About الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز

حضرة أمير المؤمنين الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز ولد حضرته في الخامس عشر من أيلول 1950 في مدينة (ربوة) في الباكستان. هو حفيد لمرزا شريف أحمد نجل المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام. أنهى حضرته دراسته الابتدائية في مدرسة تعليم الإسلام في مدينة (ربوة) وحصل على درجة البكالوريوس من كلية “تعليم الإسلام” في نفس المدينة. ثم حصل حضرته على درجة الاختصاص في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة في مدينة (فيصل آباد) في الباكستان وذلك في عام 1976م.

View all posts by الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز