خطبة الجمعة

التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي u بتاريخ 1/11/2019

في مسجد مبارك إسلام آباد، بالمملكة المتحدة

*********

في الآونة الأخيرة كنت مسافرا في جولة إلى بعض الدول الأوروبية، حيث كانت الجلسة السنوية في هولندا وفرنسا، وافتتاحُ بعض المساجد كما كانت هناك برامج متنوعة أخرى أيضا. في فرنسا عُقد برنامج في مبنى اليونيسكو بإذن من إدارتها وكانت الجماعة أقامت مأدبة لهم أيضا. فقد وُفقت هناك لبيان تعاليم الإسلام ومساهمة المسلمين في التقدم العلمي. اليونيسكو منظمة تابعة للأمم المتحدة، وأقيمت لترويج العلوم والمعرفة والثقافة. ومن مهامها تعزيز حرية الصحافة ومكافحة الفقر وحماية التراث الإنساني وغيرها. على كل حال انطلاقا من هذه المهام أطلعتُهم على تعليم الإسلام في هذا المجال وخدمات المسلمين الأوائل ومساهماتهم ودور الجماعة الإسلامية الأحمدية في هذا المجال.

كما أطلعت المثقفين ورجال السياسة على تعاليم الإسلام في عاصمة ألمانيا برلين. وبينت لهم تعليم الإسلام وبذلك حاولت إزالة ما رسخ في أذهان الأوربيين ولا سيما في ألمانيا وبعض البلاد الأخرى أن الإسلام لا يتوافق مع الثقافة الأوروبية، لذا يجب أن لا يأتي الإسلام إلى هنا وأنه خطر على أوروبا. وكان من بين الحضور مثقفون ودبلوماسيون أيضا، فهم أبدوا ردة فعل إيجابية جدا وتأثروا بكلامي كثيرا. وكذلك وفَّقني الله I لتعريف الإسلام وبيان تعاليمه في المناسبات الأخرى، فالحمد لله على أني لاحظت أفضاله I في كل مكان. الآن سوف أقدم لكم بإيجاز انطباعات بعض الضيوف الأجانب عن هذه المناسبات والبرامج، ويُستشف منه أن هؤلاء الناس سنحت لهم في كل مكان فرصةٌ لفهم التعليم الحقيقي للإسلام وإزالة مخاوفهم.

في ثاني أيام الجلسة في هولندا ألقيت الخطاب في الضيوف غير المسلمين من الهولنديين البالغ عددهم 125 شخصا.

إن رئيس بلدية مدينة نُن سبِيت التي فيها مركزنا قال في انطباعاته: قبل مدة طويلة ما كنت أحب أن آتي إلى هنا، أي إنشاءَ العلاقة مع الأحمديين، لكنه مع مرور الوقت تحسنت علاقاتنا. فقد جاء لاستقبالي في هذه الزيارة. ثم قال: لقد استمعت في الماضي أيضا إلى إمام الجماعة الأحمدية، وأردت أن أستمع إليه من جديد، وإنني تأثرت جدا بكل ما قاله إمام الجماعة، لأنه يترشح من ذلك أنه قد توطدت علاقاتنا جدا، وأنكم- أيْ أفراد الجماعة- أعضاء نشيطون في المجتمع، وبحضوري هذه الجلسة تقوّت هذه العلاقة أكثر.

مثل ذلك قال ضيفٌ قادم من مدينة روتردام السيد هيمن ميتر: إني كنت قلقا وخائفا قبل حضور الجلسة أن المسلمين مجتمعون في الجلسة ولا أعرف ما الذي يحدث، لكنني اندهشت جدا بعد وصولي إلى هنا، حيث كان الحديث عن الأمن والسلام. وإن ما أعجبني في خطابك أنك تكلمت بكل جرأة. ثم قال لصديقه الأحمدي إن البابا يتكلم عن السلام بصورة عابرة، لكن خليفتكم قد تكلم بوضوح موجِّها الخطاب إلى القوى الكبرى.

ثم كان من بين الضيوف زوجان هولنديان، قالا: كانت أجواء الجلسة عجيبة جدا حيث كان الناس خلوقين وكنا نشعر كأننا في بيئة شبيهة بالجنة، ثم قالا عن خطابي أنهما تأثرا به جدا، وأثر فيهما المترجمون أيضا، حيث كانت الترجمة المباشرة رائعة جدا. يتوقف على المترجمين أيضا كيف يبينون، لذا يجب أن يسعى قسم الترجمة في شتى البلاد أن تكون الترجمة صحيحة حيثما كانت جلسات أو برامج مختلفة، أما هنا في ايم تي ايه فهم يولون هذا الأمر اهتماما سلفا.

كان من بين الضيوف السيد ديني هاركنغ فقال: عملت في التعليم، فقبل أربعة أعوام بدأت تدريس اللغة الهولندية في إحدى المؤسسات، وهناك تعرفتُ إلى عائلة باكستانية حيث كانوا يأتون لتعلم اللغة، وتقوَّت علاقاتنا وأكدتُ لهم كل تعاون ممكن. وكان أولادهم أيضا يأتون لزيارتي، حيث كانوا يقضون معي بعض الوقت كل أسبوع، وتعرفت إلى الجماعة من خلال أولئك الأولاد. الآن أتيت هنا وأعجبني الجوُّ، إن خليفتكم أيضا يتكلم عن السلام والتسامح. ثم قال: إنني مسيحي وألاحظ أن جماعتكم لا تحسن إلى الأحمديين فقط بل لها علاقات طيبة مع أتباع كل دين. وخاصة حين سمعت هذه الأمور من قائد مسلم تأثرت بها جدا، لأن في العصر الراهن تسود انطباعات خاطئة عن الإسلام. ثم قال إنكم تكلمتم عن اختفاء السلام في العالم وركزتم على ضرورة إقامة السلام، فنحن نعيش على الأرض مجتمعين، وعلينا أن نبذل الجهود الجماعية لترسيخ دعائم الأمن.

ثم في مدينة ألميره بَنت الجماعة مسجدا، وهو ثاني مسجد بُني خصيصا كمسجد، وكان له افتتاح، وجاء رئيس كنيسة ألميره السيد هائي عوده تزل، فقال: إن رسالة جماعتكم رسالة السلام، وإن خليفتكم ألقى خطابا رائعا حول السلام والحرية الدينية، ففي السابق كان الكاثوليك والبروتستانت يعيشون معا بسلام، والآن من المأمول أن الأحمديين أيضا سيعيشون معنا بسلام. هذا ما أراد قوله عن الكنيسة كان لا بد لهذا الضيف أن يتكلم عن الكنيسة. ثم قال إن الناس هنا، وخاصة الأحمديين بفضل الله مسالمون ويعيشون بسلام.

كان من بين الضيوف عربي واسمه السيد زكريا، فأبدى الإعجاب الكبير بالبرنامج، وقال: إنني استمعت إلى خطاب خليفتكم، إذا كنا نريد السلام فيجب العمل بهذا الخطاب. ثم قال: انطلاقا من كوني عربيا أود أن أقول أيضا إن برنامجكم بدأ بتلاوة القرآن الكريم، وهذا الأمر كان محيرا لي في هذا البلد وفي الوقت نفسه أعجبني جدا أيضا.

ثم كانت من بين الضيوف ضيفةٌ هولندية السيدة دينا، فقالت: كان البرنامج منظما جدا، واستمعت إلى خطاب خليفتكم وأعجبني جدا، كان النظام جيد للنساء أيضا. ولقد أتيت إلى هنا لأول مرة، وسوف آتي مرة أخرى وأقابل النساء الأحمديات مرة أخرى وأتعرف إليكم أكثر. قبل مجيئي إلى هنا حذَّرني جاري قائلا، لا نعرف ماذا يقوم به المسلمون في أي وقت. لكنني تمتعت كثيرا من حضوري هنا. إن جماعتكم استقبلتْني بحفاوة واعتنت بنا طوال ما كنت هناك.

ثم كانت ضيفةٌ محلية السيدة أيولن فقالت: من المؤسف أن هذه الصورة للإسلام لا تُعرَض على العالم، إن أفراد جماعتكم مجتهدون جدا ومضيافون، اليوم رأيت هذا المسجد أول مرة، وأود أن آتي إلى هنا في المستقبل أيضا، لأني قد وجدت في مسجدكم سكينة. هناك انطباعات كثيرة جدا وبينت لكم بعضا منها.

ثم سافرتُ إلى فرنسا حيث عُقدت الجلسة السنوية، وهناك أيضا عُقد اجتماع مع الضيوف غير المسلمين، حيث حضر 75 ضيفا تقريبا، فقالت ضيفة وهي مختصة بالعلوم الإنسانية: حين قال الخليفة إنه يستنكر هجمات مختلفة شُنت على فرنسا، فقد وضَّح أنه لا علاقة للإسلام بهذه الهجمات. ثم قالت: إن الصورة الحقيقية التي قدمها إمام الجماعة للإسلام يُستشف منها أن المسلمين يمكن أن يندمجوا في المجتمع الغربي بسهولة. ثم قالت: إن الذين يقولون إنه لا مكان في العالم الغربي للإسلام ولا يستطيع المسلمون العيش هنا معا، فهم مخطئون. كان يجب أن يستمعوا إلى خطاب اليوم.

كان من بين الضيوف السيد مرتضى وهو مسلمٌ غير أحمدي من إيران ، فقال: تعرفت اليوم أول مرة إلى مركز الجماعة الأحمدية وخليفة المسيح، إن الناس يقومون ضد الإسلام بدعاية وإن خليفتكم قد ردَّ عليهم جميعا ردًّا قويا، فالمسلمون لا يعلمون عن معتقداتهم وإيمانهم، يجب أن يتعلموا الإسلام من خليفتكم.

الحق أن الاطلاع على التعليم الحقيقي للإسلام يتوقف على الارتباط بإمام الزمان المسيح الموعود والمهدي المعهود u، وما دام المسلمون لا يُدركون أنه يجب عليهم مبايعة سيدنا المسيح الموعود u لا يمكن أن يطَّلعوا على الإسلام الحقيقي الصحيح. باختصار قال هذا الضيف: إن الخليفة قد وضح اليوم ما هو الجهاد في الحقيقة، وكيف تصدر تفسيرات خاطئة له، إن الوقائع التي سردها الخليفة من صدر الإسلام ومن سيرة النبي r تُثبت أن الإسلام دين يحب السلام، لقد استمعت إلى رسالة الإسلام بهذه الحكمة أول مرة في حياتي.

ثم يقول أحد الضيوف السيد سفيان وهو غير أحمدي ومن أصل مغربي: لقد أدركت بعد الاستماع إلى خطاب اليوم أنكم المسلمون الحقيقيون، ويحيد عن جادة الصواب من يقول بأنكم لستم مسلمين. لقد كان كذبًا ما علّمني المشايخ في الصغر عن الأحمدية. إن الناس في فرنسا يخافون من الإسلام والمسلمين، ولم نكن نعرف كيف يمكن أن ندافع ونزيل خوف الناس. ولقد دافع اليوم خليفتكم عن الإسلام بأسلوب رائع.

وكما قلت لا يمكن الاطلاع على التعليم الحقيقي للإسلام إلا بعد بيعة المسيح الموعود u.

وقال أحد الضيوف المسيحيين السيد جَيكب: إن العالم بحاجة كبيرة إلى مثل هذه البرامج. إن خليفتكم يقلل المسافات بين الأقوام والأديان، ولقد أفهَمَنا أن للإرهابيين أهدافًا سياسية أما الدين فهو شيء رائع وينبغي ألا نخاف منه. لقد تكلم الخليفة عن الحرية مرة بعد أخرى، وهذا جديد بالنسبة إلى أهل فرنسا لأن لديهم فكرة مختلفة تمامًا عن الإسلام.

ثم قال أحد الضيوف السيد “ميكسين آن فريز” الذي يعمل في مركز الأبحاث: اليوم هو يوم رائع وجميل في حياتي حيث استمعت إلى الخليفة مباشرة. صحيح تمامًا ما قاله الخليفة بأننا نمر اليوم في عصر مظلم تملأه الكراهية، كما أنه أفهَمَنا بأن الدين ليس سببا لكل هذا، كما وضح للناس أنه لا داعي لهم للخوف من الإسلام. أما ما قاله الخليفة أن بعض المتشددين قد اختطفوا الدين وراحوا يستخدمونه من أجل تحقيق أهدافهم السياسية، فهو كلام صحيح تمامًا وأنا أتفق معه.

ثم يقول: لقد أفهَمَنا الخليفة على ضوء التعاليم الإسلامية أنه كيف يمكننا أن نترك العالم لأجيالنا القادمة أفضل مما هو الآن.

وقال أيضا: ينبغي أن ينشر هذا الخطاب ويعطى لنا.

هذا كان تعليق عضو يعمل في مركز الأبحاث.

ثم كما ذكرت كان هناك حفل في اليونيسكو في 8 أكتوبر، وقد اشترك فيه 91 ضيفًا ومن بينهم سفير دولة “مالي” في اليونيسكو، والمسؤولون الكبار في وزارة الخارجية والداخلية في فرنسا، والمستشار في الأمور الدينية في فرنسا، ومدير قسم الأديان، ورئيس مؤسسة الناتو ميموريال، وأعضاء البرلمان، ومستشارون ورؤساء البلديات، وأفراد من مؤسسات حكومية مختلفة ومدراؤها.

قال السفير المالي في اليونيسكو السيد عمر قيدا معبرًا عن انطباعاته: إن إمام الجماعة الأحمدية ينشر الأمن والسلام، وإنني أبارك لكم على رسالتكم للأمن والسلام. إن منظمة اليونيسكو لهي مكان مثالي للحديث عن الأمن والسلام.

ثم عبّر عن مشاعره الأخرى وأنه تعلم كثيرا من الأمور من خلال استماعه لهذا الخطاب، ثم يقول: هذا هو الشيء الذي تحتاج إليه الأمة الإسلامية.

هذا السفير المالي ليس مسلمًا، إلا أنه يقول: هذا ما تحتاج إليه الأمة الإسلامية. وإن العالم بحاجة ماسة إلى العمل بتصور العدل العالمي والانسجام والوئام الذي قدمه إمام الجماعة.

ثم أبدى السيد برينتون رئيس مؤسسة الناتو ميموريال عن فرحته وسروره بحضوره هذا الحفل، ثم قال: إن هذا المؤتمر كان هامًّا وتاريخيًا إذ يمكن من خلاله إقامة التسامح والأخوة. أتمنى أن يسمع أكبر عدد ممكن من الناس هذه الرسالة لإمام الجماعة الأحمدية. ثم يقول: إنه يتكلم عن الإسلام الحقيقي الذي هو آمِن ويعلّم التسامح، وهذه الرسالة تختلف تمامًا عن أعمال المتشددين. إن إمام الجماعة يبذل قصارى جهده لنشر رسالة الأمن هذه، وإن السعي لنشر الأمن والسلام لهو من أهم الأعمال ونحن مستعدون لمساعدته في ذلك.

ثم يقول: ينبغي أن يسعى كل واحد منا من أجل إقامة الأمن والسلام، ويجب أن يتم هذا العمل على كل الصعد والمستويات، كما ينبغي تقديم الأسوة العملية لتحقيق هذا الأمر.

وقد حضر هذا البرنامج السيد ديالو وهو رئيس منظمة الكاثوليك الماليين في فرنسا، يقول: كنت أعرف الأحمديين من قبل. وينبغي أن نوصل إلى جميع الأديان هذه الرسالة التي تلقيناها اليوم، وبعد استماعي إلى هذا الخطاب أدركت أنها رسالة جميلة ورائعة، وتمنيت بعد الإصغاء إليها أن أدعو لازدهار الإسلام. (هذا رغم كونه كاثوليكيا)

ثم يقول: لو أقيم في العالم هذا الإسلام الذي يقدّمه إمام الجماعة الأحمدية لانتهت منه جميع المشاكل والمسائل. إنْ راعى الجميع مشاعر الآخرين فلا بد أن يسود الأمن في كل مكان. نحن بحاجة إلى الاحترام المتبادل. كل واحد منا يتشبث بدينه ولكن هناك معتقد مشترك بيننا وهو الاعتقاد بذات الله تعالى.

ثم قال أحد الضيوف السيد برنرد: لقد طُرح اليوم تعليمٌ مختلف عما نسمعه على التلفاز في الدعاية ضد الإسلام.

يقول: لقد علمت اليوم عن النبي (r) كيف أنه أقام مجتمعًا رائعًا في المدينة. ولقد علمت للمرة الأولى عن حجم مساهمة الإسلام في مجال العلم وما أعطى الإسلام للعالم.

وحضر عضو في إحدى المنظمات لحقوق الإنسان في فرنسا، وقال: كان الخطاب رائعًا وعميقًا حيث ذكر الخليفة بالتفصيل ضرورة العلم والخطوات التي اتُّخذت من أجل ترويج العلم، كما ذكر تاريخ خدمات الإسلام للعلم. كانت هذه معلومات ممتعة جدًّا.

وقد حضر البرنامج عضو من مديرية المدينة، وقال: إنني رئيس قسم في المديرية لمكافحة التمييز بين الأعراق المختلفة، أُعجبت لما سمعته في هذا الخطاب ولاسيما عن تكافؤ الفرص للنساء لاكتساب العلم، وما سمعته فيه من التسامح والوئام بين الأديان، إنه لأمر غاية في الأهمية. كذلك أعجبت بما ذكره الخليفة عن المشاريع التي بدأتها الجماعة في المناطق النائية في إفريقيا في مجال التعليم والصحة.

يقول: كلما ذُكر الإسلام في فرنسا أو في البلدان الأخرى ذُكرت معه بشكل عام بعض المخاوف والتحفظات، وإن المجتمع مليء بظاهرة رهاب الإسلام (الخوف من الإسلام)، وفي هذه الأوضاع سمعنا اليوم عن الإسلام أمورًا إيجابية. لقد سررت جدًّا بالمجيء إلى هنا لأنني كنت أتمنى أن آتي إلى هنا وأعرف أكثر عن جماعتكم وكيف تعمل وآخذ عنكم معلومات أكثر، فتحققت أمنيتي اليوم.

ثم يقول ضيف آخر السيد إليكساندر: لقد أعطى الخليفة رسالة الأمن وكان خطابه مبنيًا على الحق والصدق. لقد تكلم بصراحة وبوضوح. أشعر أن الجماعة الأحمدية أوضحت موضوع العبودية إيضاحًا كافيًا. إنها رسالة رائعة قدمتها جماعة صغيرة من المسلمين وهي الجماعة الأحمدية.

وتقول سيدة صحفية: سمعت الخطاب وكان رائعًا وأدهشني الاستماع إلى الدور الكبير الذي لعبه المسلمون والإسلام في الرقي العلمي في العالم، ولقد قدّم الخليفة في خطابه أمثلة على ذلك، كما قدّم مثالَ القرآن وأمثلةَ النبي (r) كيف أنه أقام مجتمعًا آمنًا.

تقول: لقد تعلمت اليوم من هنا كثيرًا من الأمور.

ثم يقول السيد بيزيووليز الذي يعمل في إحدى الجمعيات الخيرية: كان الحفل هامًا للغاية والرسالة التي قدمت فيه كانت رائعة وتاريخية ينبغي أن يستمع إليها العالم كله. لقد ازداد علمي باستماعي لهذا الخطاب وبه أدركت أكثر حقيقة الأمن والسلام وأهميتهما.

ثم كان هناك برنامج بمناسبة افتتاح مسجد لنا في مدينة فرنسية أخرى محاذية لحدود ألمانيا واسمها “ستراسبورغ”، حيث اشترك حوالي 191 ضيفًا، من بينهم عضوة البرلمان من هذه المنطقة، ورؤساء البلديات من خمس مناطق مجاورة، ومندوبون من أديان مختلفة، ورؤساء منظمات مختلفة، وشخصيات من مختلف مجالات الحياة، كما توافد بعض الناس بشكل خاص من البلدات الصغيرة المجاورة وذلك لأنه كانت لديهم مخاوف ونفور تجاه الإسلام، ولكن كانت انطباعاتهم بعد البرنامج مختلفة تمامًا.

عضوة البرلمان السيدة مارتن تقول: سررت جدًّا أنكم أعطيتم رسالة قوية؛ هي رسالة الأمن والأخوة، إنها رسالة للعالم كله. … إن الأحمديين نشطون ويريدون أن يحققوا ما يهدفون إليه، وإن شعارهم ينعكس في أعمالهم…سآتي إلى هنا مرة أخرى حينما يخف الزحام حيث ستتسنى لي فرصة أكبر للحديث معكم بالتفصيل…وبعدها سوف أعرف قِيَمَكم بصورة أفضل، وإن هذه القِيم ضرورية لفلاح مجتمعنا. لقد تكلم خليفتكم عن السلام والتسامح، وهذه الرسالة بالغة الأهمية لفرنسا وأهلها. يجب أن يدرك الفرنسيون أن ما يعرفونه عن الإسلام عبر الإعلام مختلف عن الإسلام الحقيقي. هناك حاجة ماسة لمعرفة الإسلام الحقيقي.

وقد حضر هذه المناسبة نائب رئيس قسم في مجلس بيرين وقال: يوجد في منطقتنا مركز أوروبي للبوذبين المنحدرين من التبت، وإني على معرفة بالأديان ومطلع جيدا بخدمات اليهود والنصارى والبوذيين وغيرهم، ولكني قد أعجبت جدا بالخطاب الذي سمعته اليوم، لأن هناك أمرين: كلماتُ الخليفة، وشعاركم الحب للجميع ولا كراهية لأحد. لقد قدمتم صورة الإسلام أروعَ تقديم. قد قدمتم صورة حقيقية للإسلام وهي مختلفة عن صورته التي تُقدَّم للناس اليوم. هناك توافق كبير بين كلماتكم وبين نظريتكم. إنكم تؤمنون بفتح الأبواب لكل واحد. هذا ما تعلمته اليوم في هذه المناسبة، وهذا هو سبيل السلام.

ثم كانت مناسبة افتتاح المسجد في ستراسبورغ، وكان هناك ضيف اسمه كيوبا وكانت معه سيدة والأغلب أنها زوجته، وقد قالا: قبلَ قبول دعوة الحضور في هذه المناسبة جمعنا المعلومات حول جماعتكم من شبكة المعلومات ، وبعد الاطلاع على الجهود التي تبذلها جماعتكم قبلنا هذه الدعوة ببشاشة القلب، وكان أكبر دواعي سرورنا أنكم تعملون على نشر التسامح بين الأديان. لقد قدمتم في الخطاب تعليما إنسانيا عن الحقوق الإنسانية ولا سيما حقوق الجيران.

فترون أن الضيوف عندما يحضرون مناسباتنا هذه فإنهم يجمعون المعلومات عن جماعتنا عبر شبكة المعلومات، وهكذا يعرفون الكثير عن تعاليم الإسلام الحقة.

 

وقال ضيف آخر: لا أستطيع التعبير عن انطباعاتي كما ينبغي. لم أكن على علم بهذا التنظيم الإسلامي مطلقا. قابلني أناس في الشارع ودعوني إلى حضور هذه المناسبة، فجمعت بعض المعلومات من شبكة المعلومات وقررت الحضور، ونِعْم القرار الذي اتخذت. إن ما سمعته اليوم لا أملك إلا أن أشيد به. إن فرع الإسلام هذا فرع مسالم. إنه الصورة الحقيقية للإسلام. إنه الإسلام الذي فيه الحب والمودة للبشرية جمعاء. لقد عرفت الآن أن الإسلام الذي يخبروننا عنه ليس بالإسلام على الإطلاق، بل هو شيء آخر. لقد علمت اليوم أن تعاليم الإسلام الأخلاقية مماثلة لتعاليم المسيحية.

الحق أن هؤلاء يضطرون لقول هذا أمام الناس، وإلا فقد اعترفوا في الجلسات الخاصة معنا بتفوق تعاليم الإسلام على تعاليم المسيحية كثيرا.

ثم يتابع ويقول: لقد أيقنت من خلال كلمة الخليفة أن هذه جماعة غير عادية.

ثم هناك ضيف اسمه جستين وهو رئيس مجلس المحافظة وقال: كانت عندي مخاوف كثيرة في البداية عندما علمت عن مشروع بناء مسجد، ولكن عندما سمعت شعاركم الحب للجميع ولا كراهية لأحد قلت في نفسي كيف يمكن أن يرفع أحدٌ اليوم هتافًا مليئا بالحب لهذه الدرجة ومع ذلك تُرفض دعوته. إن الجماعة الإسلامية الأحمدية يمكن أن تصبح سيفا مسلولا ضد الإرهاب والتطرف وتلعب دورا كبيرا في هذا السبيل. إن أهل فرنسا لا يعرفون عن الأحمدية كثيرا حتى الآن، مع أنهم يجب أن ينظروا إلى موقف الجماعة هذا من التطرف والإرهاب ويجب أن يتعلموا منها. لذا من واجبكم أن تعملوا كثيرا.

ثم هناك ضيف اسمه لوكينزي وهو عمدة المدينة وقال: لقد حضرت إلى هذا المسجد أول مرة، وإذا كان حضور المسجد يعني ما رأيته اليوم فإني سوف أحضر المسجد كل يوم. لقد سررت بالحضور ونلت من السرور ما لا أستطيع بيانه.

ثم سافرنا إلى ألمانيا، وفي 14 أكتوبر كان هناك افتتاح مسجد فيزبادن، وعُقدت مناسبة افتتاحه في صالة كبيرة إذ لم يكن في فناء المسجد متسع كاف. وحضر هذه المناسبة 370 ضيفا بمن فيهم عمدة المدينة وأعضاء البرلمان الإقليمي، وممثلون عن الوزارات الحكومية، ومدراء الدوائر الحكومية المختلفة، وضباط الشرطة، وقسس الكنائس، والأطباء والمحامون وآخرون من مختلف شُعَب الحياة.

وقال قسيس كاثوليكي: لقد بينتم في خطابكم مختلف النظريات وزوايا النظر، وإني متفق معكم عليها. إن الحب للآخرين وأداء حقوق العباد أمور هي كلها من صميم تعاليمنا أيضا. لم أسمع قط قبل اليوم عن إله الإسلام بيانا عميقا وواسعا يؤكد بوحدانية الله بدعوى كاملة ويقدمه كإله واحد مربي لكل الأديان والبلاد والمجتمعات البشرية، ولا يفرق بين أهل الأرض بشأن عناياته وألطافه بالبشر بناءً على أديانهم أو مللهم.

ثم يقول: ليت جميع القادة في العالم يلقون مثل هذا الخطاب عن السلام، ولو فعلوا لكان خيرا كثيرا. … أريد أن أبقى على تواصل مع الجماعة الأحمدية، وسوف آتي لزيارة المسجد الآن حتما.

لقد تصور هؤلاء من عند أنفسهم أن إله الإسلام هو غير إله المسيحية، لكنهم حين يُخبَرون بالحقيقة فلا يملكون إلا قبولها.

وشارك في هذه المناسبة ممثل الكنيسة من مدينة ماينز، وقال: إن ما قدمتم من تعاليم الإسلام المفصلة عن حقوق الجيران كان شيئا جديدا تماما وممتعًا لي جدا. لقد سمعت اليوم أول مرة من شخصية دينية هذا التأكيد الشديد على حق الجار.

وحضر هذه المناسبة محام من شركة للمحامين وقال: كان أهل مكتبي متحيرين سلفًا من سعة فكر الجماعة الأحمدية، ولكن ما زادني حيرة هو ما بينتم اليوم من حقوق الجار والتعريف الواسع للجار، إذ يجعل هذا التعريف أهل المدينة كلهم جيرانا. وهذا يوسع دائرة مواساة الجماعة الأحمدية وعنايتهم جدا لتشمل أهل المدينة كلهم.

ثم هناك ضيفة أخرى السيدة سوسين وهي معلمة وقالت: إن أكثر ما أعجبني في خطاب الخليفة هو قوله إن لنا كلنا خالقا واحدا، وإننا نؤمن بإله واحد، يجب أن نتذكر هذا الأمر دائما.

وهناك سيدة اسمها ووني وهي من حزب دايغرون، وتعمل في قسم الاندماج في برلمان مدينة فيزبادن، قالت: شعرت أن هذا الخطاب مشجع جدا. كان فيه أمر في غاية الأهمية لي ولن أنساه أبدًا وهو أن على جميع الأحمديين أن يكونوا نافعين للمجتمع. هذه النصيحة يجب ألا يعمل بها الأحمديون فقط، بل علينا جميعًا أن نعمل بها. ولو أن جميع الفرق الإسلامية أصبحت متفتحة كالأحمديين لسهل علينا جميعا العيش معا.

أوضح هنا أمرًا: لا شك أننا نعيش مع الآخرين مندمجين، ولكن بعض منا يداهنون أحيانا. مع أن علينا أن نتكلم معهم ضمن تعاليمنا، ويمكننا إخبارهم بتعاليمنا ضمن نطاق الأخلاق، لذا لا داعي للخوف أبدا. الاندماج يعني أن نبين لهم تعاليم الإسلام متحلين بحسن الأخلاق.

أتحدث الآن عن الضيف التالي وهو معلم في مدرسة وقال: لقد تعرفت على الجماعة الأحمدية أول مرة هنا. كان النظام هنا رائعا. لقد أعجبني جدا قول الخليفة إن علينا التركيز على التسامح ومعاملة أهل الأديان الأخرى وجميع البشر بحب ومودة، لأن هذا الأمر قد صار كالمعدوم في مجتمع اليوم. إن الأديان الأخرى بدأت تنسى هذا الأمر باستمرار، ولكنكم تولونه الأهمية. سوف أزور مسجدكم حتما الآن لأجد الأجوبة على الأسئلة التي تخطر ببالي. إني أعمل طبيبا. لو وجد الناس في الأوساط الدينية ما ذكره إمام الجماعة الأحمدية اليوم في خطابه من تعاليم ومبادئ لساد المجتمعَ احترامُ القيم الإنسانية. لا بد للكنيسة أيضا نشر هذه النظرية على نطاق واسع.

لا تزال الكنيسة تهرب من أسئلة كثيرة. (علمًا أن هذا الضيف مسيحي ومع ذلك يقول لا تزال الكنيسة تهرب من أسئلة كثيرة) بينما تناول إمام الجماعة الأحمدية كل سؤال واعتراض محتمل وردَّ عليه من زوايا شتى، موضّحًا موقف الإسلام بدون أي خوف. ثم يقول: ومن المفرح أن كل توضيح وشرح قدمه الخليفة لحريّ بدفع المجتمع الإنساني إلى السلام والصلح والحب والوئام.

وهناك سيدة اسمها هايك برادر المحترمة، قالت: لقد أخبرتم أن رب العالم كله هو رب العالمين، وقد أعجبني هذا التصور الواسع عن الإله. من المحير أن الله مع كونه واحدا أحدا هو إله كل الديانات والبشر والشعوب والأمم، ويربي الجميع بدون تمييز. فلا بد لكل متدبر وعاقل من الإيمان بوحدانية الله تعالى، بل يتحتّم عليه أن يؤمن بالله الأحد الذي يملك القدرات كلها. ومن واجب كل أحمدي أن يبلّغ رسالة التوحيد إلى كل شخص.

تقول السيدة “باوَرْ”: إنه لَشرف كبير لي أنني استطعتُ الاشتراك في هذا الحفل المبارك. كانت في ذهني بعض المخاوف وسوء الفهم ولكنها زالت كلها نتيجة بيان إمام الجماعة الأحمدية موقفه وشرحه وتوضيحه تعليمَ الإسلام الحقيقي، والآن كل شيء أصبح واضحا لي.

قال ضيف آخر: الأهم ما قيل بشأن إقامة الأمن والسلام هو أن على الإنسان أن يراعي قِيم الآخرين. كنت أعلم أن هناك فِرقا مختلفة في الإسلام ولكن ما كنت أعرف عن هذه الجماعة المسالمة إلى هذا الحد. وقال ضيف آخر اسمه السيد مختاري ويعمل في سلك الشرطة في مدينة “فيزبادن” الألمانية: إن حفل اليوم قد وضّح بجلاء أن المسلمين يريدون أن يُرَوا بصورتهم الأخرى أيضا وهي أن الإسلام يحب الأمن. لقد أُعجبتُ ببيان الخليفة أنكم تعملون على مشاريع مختلفة في أفريقيا.

وقد افتُتح مسجدٌ في مدينة “فَلْدا” واشترك في الحفل 330 ضيفا، بمن فيهم عمدة المدينة، غير أنه غادر بعد استقبالي. وقد اشترك في الحفل السادة العمدات من مناطق أخرى، وكذلك أعضاء البلدية، وأعضاء البرلمان السابق، وزعماء الأحزاب المختلفة. في تلك المنطقة هناك مؤسسة اسمها “مؤتمر الطاولة المستديرة للأديان”، فقد حضر الحفل زعيمها أيضا. في مدينة فلدة يكنُّ أهلها مخاوف كثيرة ضد المسلمين بوجه عام، بل هناك جوّ معادٍ للمسلمين. هذه المدينة مركز قديم للمسيحية ومحافظة على تقاليدها، أو على الأقل تريد الكنيسة أن يحافظ الناس على تقاليدهم ولكن الناس يبتعدون عن المسيحية رويدا رويدا في هذه المدينة أيضا.

على أية حال، لم يحضر ممثلو الكنيسة كلهم بسبب المخاوف المذكورة، كما لم يحضر بعض من رجال السياسة. قال عمدة المدينة أنه سيستقبلني ولكن لن يلقي كلمته أمام الحضور. فبقي جالسا بعد استقبالي ولكنه لم يجلس على المنصة خشية معارضة الناس.

أذكر لكم الآن بعضا من انطباعات الضيوف الذين حضروا هذا الحفل. يقول السيد “هارل” مشيرا إلى ما قلتُه في خطابي: يجب علينا أن نجتمع على القِيم المشتركة فيما بيننا، وهذا ما سيؤدي إلى وضع أساس الوحدة والأمن العالمي. والطريق الذي اقتُرح في الخطاب يبدو قابلا للعمل إلى أقصى الدرجات، وهذا ما يحتاج إليه العالم في هذه الأيام. لقد علمتُ أن ما كنا نعرفه عن تعاليم الإسلام لا يقدم صورتها الصحيحة. لذا إن هذه الأمسية قد جاءت لي برسالة إيجابية وزاخرة بالأمن.

قال ضيف آخر وهو أستاذ في المدرسة المحلية: يجب أن يُسمع الطلابُ هذا الخطاب ثم لِيُسألوا: ماذا فهموا منه؟ ولأي دين يكون هذا التعليم الجميل في رأيكم؟ ثم قال: أرجو أن تعطوني على الأقل شريطا مصورا أو صوتيا لهذا الخطاب لأتمكن من مشاركة طلاب مدرستي في مجريات هذه الأمسية.

قال عمدة مدينة مجاورة: لقد قدم إمام الجماعة الأحمدية مقارنة بين العلاقات والمخاوف من الجانبين. وبيّن بوضوح الأسباب المؤدية إلى الصراع الموجود بين شرائح المجتمع المختلفة. وأشار بكلمات واضحة إلى عوامل تفسد أمن المجتمع. ومع ذلك لم يتفوه بكلمة قاسية ضد احترام وعزة أية شريحة أو فِرقة، بل ظل يتحدث عن الضمير الإنساني والقِيم الإنسانية العالمية بصورة الغذاء للأفكار.

قالت الدكتورة “كولر”: لقد أثّر في نفسي شيء وهو أنكم رحيبو الصدر إلى هذا الحد. وهذا ما نصحكم به خليفتكم، أي لا بد لإقامة القِيم الإنسانية من فتح قلوبكم ومن إزالة المخاوف. أنا أسعى جاهدة في مستشفى أعمل بها أن يزداد التناغم والوئام بين الأديان فيحظى الناس بالسكينة الروحانية. والسكينة والأمن نفسه قد شعرتُ بهما في حفل اليوم. وإنني سعيدة جدا لأنني وجدتُ فرصة للاشتراك فيه.

لقد ذكرتُ قبل قليل أن حفلا عُقد في برلين، وخطبتُ فيه حول موضوع “الإسلام وأوروبا” يمكن القول أن الخطاب كان يحتوي على المقارنة بين الحضارات والثقافات المختلفة. وقد حضر الحفل 27 من أعضاء البرلمان الوطني وثلاثة ممثلين من وزارة الخارجية، وكان منهم المسؤول عن مؤسسة: “الدين والسياسة”. كما حضر خمسة من الأساتذة الجامعيين بمن فيهم نائبة رئيس جامعة برلين، والبرفسور “شتان باخ” وهو يُعدّ خبيرا في ألمانيا حول الشرق الأوسط. وإضافة إلى هؤلاء الضيوف جاء المسؤولون السياسيون من السفارة الأمريكية والفرنسية، وغيرهم من ممثلي الحكومة والكنائس والشرائح المختلفة في المجتمع، وكذلك ممثلو الجرائد ووسائل الإعلام الأخرى ومندوبو منظمة العفو الدولية.

وقال عضو البرلمان السيد ألكساندر: إن رسالة الأمن والسلام التي قدّمها الخليفة كان مصدرها القرآن الكريم، وقد دعم موقفه من القرآن الكريم ومن أحاديث مؤسس الإسلام. صحيح أن الموضوع كان جديدا وكان منسجما مع متطلبات العصر الراهن، ومع ذلك دعم الخليفة موقفه من مصادر إسلامية قديمة وأثبت أن القرآن أسس الدين منذ أول يوم على مواساة البشر وتعليم الأمن والسلام. يجب إشاعة هذا الخطاب على نطاق واسع لكي يطّلع عامة الناس أيضا في الغرب على تعليم الإسلام الحقيقي.

قال وزير الدولة السيد “نيل أَيلن”: التفصيل والوضوح والتحليل الذي عرّف به إمام الجماعة، الإسلامَ والأحمدية والدينَ بشكل عام ودور المجتمع، أشعر بعد استيعاب هذه الأمور كلها أن رفع الجماعة الأحمدية صوتها لحماية حقوق البشر ليس لنصرة دين معين أو فرقة معينة بل هو سعي لحماية القِيم الإنسانية على صعيد المجتمع والعالم.

قال السيد “كرستوفر ستاكس”: لعلني لم أر أو لم أشترك من قبل في حفل عقده المسلمون وساد جوَّه العامَ السكينةُ والوئامُ، وكان الحديث فيه شاملا ومدعوما بالأدلة والبراهين إلى هذا الحد. لقد كان من دواعي سروري أن نظرة أحد على الأقل تستطيع أن تلحظ الخلافات الكامنة في طيات الحضارة الظاهرية والتمدن الظاهري والتقدم الاجتماعي. لقد حذّر الخليفة بكلمات واضحة من أخطار الحرب النووية المتحلقة حول رأس البشرية.

وقال عضو البرلمان السيد “كرستن بِشل”: لقد شخَّصَ إمامُ الجماعة الأحمدية نبض الظروف الراهنة بصورة صحيحة تماما. وما دام تشخيصه صحيحا فإن العلاج الذي وصفه يتضمن في طياته علاجا طويل الأمد لما يفسد أمن المجتمع.

وقالت عضوة البرلمان السيدة “زاكلين”: لقد وضّح إمام الجماعة موقفه من كل الجوانب ولم يترك أيّ إبهام فيه. وأنا أتفق مع كل كلمة قالها.

قال البرفسور “هير برت هيَدي”: لقد أحللتم الجماعة الأحمدية في مكانة بارزة بين الجماعات الدينية الأخرى نتيجة إبرازها في مجال التعليم. الجماعة التي يركّز أفرادُها على التعليم إلى هذا الحد إن غايتهم المتوخاة هي أن يقودوا دون أن يقلّدوا تقليدا أعمى.

وقال عضو برلماني آخر اسمه السيد “ايكسل”: سأقرأ هذا الخطاب مرة أخرى وسأنقله للآخرين أيضا بقدر استطاعتي.

قالت السيدة “سبين ليدن” ليست لي علاقة مع أيّ دين ولكن كما شعر إمام الجماعة الأحمدية قبل الأوان بألم الجيل البشري القادم ونبّه به القيادة المعاصرة، فقد ترك هذا الأمر في نفسي تأثيرا عميقا. وأتمنى أن تنتشر هذه الرسالة على نطاق واسع لينتبه إليه شعور الناس الجماعي فيدركوا مسؤوليتهم تجاه الأجيال القادمة.

قال البرفسور “كرستوفر كرستوف وولك مَين”: لقد أعجبني البرنامج كثيرا، وتعلّمتُ من خطاب الخليفة كثيرا. وقد سجّلت عندي في أثناء الخطاب ملاحظات كثيرة عن النصوص القرآنية التي ذُكرت في الخطاب. وسأقرأها مرة أخرى بعد وصولي إلى البيت.

وقال أحد الضيوف المسيحيين: لم أسمع من قبل قط أن الإسلام يتعلّق بالأمن إلى هذه الدرجة ويهدف إلى إقامة الأمن. لقد سررتُ كثيرا على أن خطاب إمام الجماعة الأحمدية سمعه ممثلو الأحزاب السياسية المختلفة. وإضافة إليهم رأيت هنا حاخامات يهودا ومملثي فِرق المسلمين الأخرى أيضا.

قال ضيف آخر: لقد وُجِّهت في الخطاب أنظار كل شخص إلى مسؤوليته بشأن إقامة الأمن. وقد وُضّح بكلمات سهلة جدا أن على الناس جميعا أن يعيشوا بالأمن والحب المتبادل. ولهذا الغرض يجب على الجميع أن يحترموا الآخرين. وإن إمام الجماعة الأحمدية بيّن أيضا أن كل شيء موجود في العالم بقدر وفير، ويكفي للجميع إذا استُعمل بطريقة صحيحة.

ثم تقول ضيفة: إن حضرته وجه إلى أمور كثيرة، وأول ما ذكره هو أن اليوم لا يعطي المجتمع أي أهمية للدين وينظر إليه بنظرة سلبية، وهذا ما نشعر به نحن المسيحيون أيضا. والشيء الثاني الذي وجدته مهما للغاية في خطاب الخليفة هو أهمية التعليم والتربية، إنما الجماعة قدوة في ذلك، لأن الناس حين يعرفون تعليم كتابهم المقدس يستطيعون أن يجتنبوا كثيرا من المشاكل.

فاليوم إنها مسؤولية الشباب الأحمديين أن يقرؤوا القرآن الكريم بوجه خاص ويفهموه حتى يتمكنوا من تفهيمه هؤلاء الناسَ، لكي يضطروا ليتدبروا فيه ويفهموا حكمته ويعملوا بتعليمه أو يقبلوه.

ثم يقول المتحدث باسم منظمة العفو الدولية: لقد شعر قلبي بطمأنينة كبيرة لما سمعتُه من أمور في الخطاب، وما قاله الخليفة نقلا عن الخليفة الثاني للجماعة في تعريف الحضارة والثقافة وارتباطهما لا يسع مفكرو هذا العصر الجديد إنكاره. ثم قال: الخليفة شرح الآيات القرآنية بأسلوب جميل وهي الآيات التي يقدمها أعداء الإسلام من دون ذكر سياقها.

ثم قالت سيدة اسمها ناهوندي: إن نشر هذا الخطاب في أوروبا على نطاق واسع سيزيل المخاوف السائدة عن الإسلام ويقضي على التأثير السلبي الشائع من جهة واحدة.

ثم كانت هناك مناسبة افتتاح المسجد في مهدي آباد بألمانيا، وقد حضرها 170 ضيفا بما فيهم أعضاء البرلمان الألماني ورئيس المجلس البلدي وأعضاء البرلمان الإقليمي، ورؤساء الجمعية ونوابهم، خمسة عمدات ورئيس البرلمان.

قالت ضيفة وهي نائبة العمدة: سوف أنشر ما قاله الخليفة بعد عودتي، وكلما اعترض أحد على الإسلام سأدافع عنه بأقوال الخليفة، إنه لم يخاطبنا نحن الضيوف فقط بل وجّه أفراد جماعته أيضا ليخدموا البشرية أكثر من ذي قبل بعد بناء هذا المسجد.

ثم قالت سيدة اسمها أنجليكا: لقد تعلمت من هذا الخطاب أنه يجب أن نتأمل في كيفية تعاملنا مع الآخرين في حياتنا اليومي، ويجب أن نساعد المعارف والأجانب جميعا.

ثم قال أحد الضيوف: سررتُ جدا بمجيئي هنا، لقد زالت كثير من مخاوفي عن الإسلام، وخلق المواساة الذي ذُكر في الخطاب هو مهم لجميع الأديان.

ثم قال أحد الضيوف اسمه “أنسايا ألف” وهو مستشار للسيد الرئيس: ما أعجبني في الخطاب أكثر هو أن الخليفة ذكر أمورا تتسبب في توحيد العالم كله، إنني عضو إحدى الكنائس المسيحية ومع وجود كثير من الاختلاف في ديننا ودينكم وطريق عبادتنا قد ذكر إمام الجماعة كثيرا من الأمور التي يستطيع الجميع تأييدها، إنني أؤمن بأن إله الجميع هو إله واحد إلا أن طريق العبادة يختلف.

لقد بدؤوا يقرون لهذا الحد.

قال أحد الضيوف السيد بيتك: ذكر الخليفة في خطابه مقام المرأة بأسلوب حسن جدا، مما يظهر مقام المرأة في الإسلام واحترامها في المجتمع.

ندعو الله تعالى أن يشرح صدورهم لقبول تعليم الإسلام الحقيقي ويوفقهم لقبوله وللإيمان بالتوحيد الحقيقي وللمجيء تحت راية النبي r، لأن في ذلك بقاءهم، وإلا ظنهم بأن بقاءهم في الرقي المادي المؤقت ظن خاطئ ولا ضمان لبقائهم.

أخبركم قليلا عن الإعلام أيضا. لقد نشرت في هولندا قناتان تلفزيونيتان “آر تي وي ننسبيت” و”يورو تائم” تقارير وصلت 75 ألف شخص. ونُشر في القناة التلفزيونية تقرير عن مسجد “بيت العافية” في “ألميره” بلغ 15 ألف شخص، وكان التقرير الأول قد بلغ 75 ألفا والتقرير الثاني بلغ 15 ألفا. ووصل إلى آلاف الناس عبر الإعلام الاجتماعي، وبحسب رأي المسؤولين قد وصلت التغطية 750 ألف شخص عبر الإعلام أثناء إقامتنا في هولندا، وأكثر التغطية كانت للمسجد في ألميره الذي غطته القناة التلفزيونية الحكومية. نشرت وكالة الأنباء الوطنية في فرنسا مقالا عن خطابي في اليونسكو وأبدى صاحب المقال في نهاية مقاله استغرابه أن الخليفة لم يقل شيئا عن المظالم التي تحل بالأحمديين.

ثم في “ستراسبورغ” نُشر خبر عن افتتاح مسجد المهدي في قناة “دي اين اي” وفي الإذاعة، وكذلك وصل هذا الخبر إلى ملايين الناس عبر وسائل مختلفة.

في ألمانيا عُقدت مناسبات في فيزبادن، فلدا، برلين ومهدي آباد، وبحسب رأي المسؤولين نُشرت 12 تقارير في 13 جرائد و4 قنوات تلفزيونية وقناة إذاعية واحدة وفي الإعلام الاجتماعي وبحسب سكرتير الأمور الخارجية الذي أعد التقرير قد بلغت الرسالة 49 مليون شخص عبر وسائل الإعلام هذه. وهكذا بلّغنا الرسالة 1.5 مليون شخص عبرReview of Religions . ندعو الله تعالى –كما قلتُ في السابق أيضا- أن يوفق الناس ليفهموا هذه الرسالة.

وبعد صلاة الظهر والعصر سوف أصلي صلاة الغائب على مرحوم وهو المولوي محمود أحمد داعية الجماعة في بال كاتس بمحافظة كيرالا. لقد تُوفّي في 15 أكتوبر عن عمر يناهز 54 عاما. إنا لله وإنا إليه راجعون. جاءت الأحمدية في أسرته عن طريق والده المولوي كي محمد علوي، الذي كان شيخا معروفا في غير الأحمديين وبعد قبوله الأحمدية واجه معارضة شديدة، وبسبب تبشيره قَبِل الأحمدية مئات الناس في كيرالا. لقد ترك المولوي محمود أحمد الكلية عملا بوصية والده وسجل في الجامعة الأحمدية وتخرج منها في 1988. كان المرحوم عالما جيدا وتقيا وملتزما بالصلوات والصيام والتهجدِ وكثيرَ الدعاء ومهتما بالفقراء وصابرا وشاكرا وإنسانا مخلصا. وكان قرأ القرآن والحديث وكُتب المسيح الموعود u وكُتب الخلفاء قراءة عميقة. وكان ماهرا في اللغة العربية والأردية والمليالمية والتاملية. وكانت لدى المرحوم مكتبة شخصية فيها كتب كثيرة ونادرة، وخدم الجماعة في محافظة كيرالا وتامل نادو ولكش ديب وفي الكويت. كان خطيبا بارعا ومناظرا، وقام بمناظرة مع شيخ معارض جدا للجماعة بأمر من الخليفة الرابع رحمه الله في 1994 برفقة المولوي دوست محمد شاهد والحافظ مظفر أحمد. كان المرحوم منخرطا في نظام الوصية، وترك في ذويه زوجتَين وثلاث بنات، واثنان من أصهاره (أزواج بناته) من الواقفين الحياة. كتب أحد أصهاره: إن المرحوم أثناء دراسته في الجامعة الأحمدية في العطلات الصيفية الأخيرة، لم يذهب إلى البيت بأمر من والده وكرّس شهرين لقراءة كتب المسيح الموعود u.

أقول: في ذلك نموذج لطلاب الجامعة.

في محافظة كيرالا اجتمع جميع فِرق المسلمين غير الأحمديين وأنشؤوا هيئة للقضاء على الأحمدية وسموها هيئة نشر الإسلام، وهي عقدت جلسات في جميع مناطق كيرالا ضد الجماعة واعترضوا فيها على كتابات المسيح الموعود u، وفي الرد عليهم عقدت الجماعة أيضا جلسات وكانت تحت إشراف المرحوم. وفي عام 1998 وعام 2015 عُقدت مناظرات تاريخية بين الجماعة وبين هيئة نشر الإسلام، شارك فيها المرحوم كمناظر من قِبل الجماعة. وإضافة إلى ذلك قام بمناظرات ناجحة مع أهل القرآن وأهل الحديث بفضل الله تعالى. كان المرحوم ملتزما بالصلوات والصيام، ومواظبا على صلاة التهجد منذ الصغر.

كتب زوج ابنته: هناك حادث لعهد شباب المرحوم، ذات مرة لم يتمكن المرحوم من أداء صلاة التهجد فقال له والده أولا تريد أن تنال مقاما محمودا، منذ ذلك اليوم تمسك المرحوم بهذه الوصية وعمل بها طول حياته حتى ثبت عليها في مرض وضعف شديد. كان يكن حبا وإخلاصا شديدين للخلافة وكان يخصص وقتا كثيرا على موضوع الخلافة في مجالسه التبليغية والتعليمية، وكلما تحدث حول موضوع الخلافة صار عاطفيا. في عام 2015 دخلت الأحمدية امرأة مع أولادها وكان زوجها خارج القطر وحين عاد بشره المرحوم فسأل هذا الشخص ما الحاجة للإيمان بالخلافة فتحدث المرحوم حول منصب الخلافة وأهميتها وبركاتها بأسلوب عاطفي بحيث بدأت تذرف عيناه دموعا حتى تأثر هذا الشخص غير الأحمدي لدرجة أنه بايع فورا بغض النظر عن صحة الأمور الأخرى. كان سلطانا نصيرا للخلافة بمعناه الحقيقي، غفر له الله تعالى ورحمه ورفع درجاته ووفق بناته لمواصلة حسناته.

About الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز

حضرة أمير المؤمنين الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز ولد حضرته في الخامس عشر من أيلول 1950 في مدينة (ربوة) في الباكستان. هو حفيد لمرزا شريف أحمد نجل المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام. أنهى حضرته دراسته الابتدائية في مدرسة تعليم الإسلام في مدينة (ربوة) وحصل على درجة البكالوريوس من كلية “تعليم الإسلام” في نفس المدينة. ثم حصل حضرته على درجة الاختصاص في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة في مدينة (فيصل آباد) في الباكستان وذلك في عام 1976م.

View all posts by الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز