خطبة الجمعة

التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي u بتاريخ 8/11/2019

في مسجد بيت الفتوح بلندن

*********

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين. آمين. لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ. (البقرة 273)

يتبين من هذه الآية أن الله تعالى وضّح أن الهدى أي الذهاب بالمرء إلى الصراط المستقيم وتسييره على الطريق السوي المؤدّي إلى الدار الحقيقية، وتثبيته على ذلك الطريق وذلك الهدى، وإيصاله إلى المنزل وحمايته من الضلال وجعْل عاقبته حسنة إنما منوط بفضل الله تعالى وهو بيد الله فقط. أما نحن فنستطيع أن ندل أحدا على طريق الحسنات ولكننا لا نستطيع أن نُسيّره بالضرورة على ذلك الطريق ونُثبته عليه. فإن الله تعالى أخذ هذا الأمر بيده، والشخص الذي يسعى للتقدم إلى الله تعالى وللسلوك على طريقه ويدعوه أيضا يصل إلى الدار بفضل الله تعالى. فلذلك من الضروري أن نسعى بعد الاهتداء لنسلك على الطريق الذي أخبرنا عنه الله تعالى ، وكذلك نظل ندعوه ونطلب منه فضله ثابتين على طريقه لكي تكون عاقبتنا حسنة ولا يُضلّنا أبدا أيُّ ضعف لنا عن الطريق الموصل إلى الله تعالى.

والأمر الثاني الذي بيّنه الله تعالى في هذه الآية أنه ما تنفقون من مال طيب فهو لفائدة أنفسكم، قال الله تعالى: وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ. لأن الله تعالى لا يترك حسنة بغير جزاء بل يردها بأضعاف كما يزرع المزارع البذور في الحقل ويمكن لجاهل قليل العقل أن يقول له ماذا صنعتَ؟ لقد أضعت البذار كلها في الأرض ولكن العاقل يعرف أن البذور التي أُلقيت في الأرض سوف تتضاعف آلافًا بل ملايين، إلا إذا تعرض الحقل لآفة ولم يحصل على نتاج. فالمال الطاهر الذي يُنفَق في سبيل الله بنية صالحة يمكن أن يُعاد إلى صاحبه آلاف الأضعاف وهذا يحدث فعلا.

يكتب الأحمديون إلي تجاربهم كيف قدّموا تضحية في سبيل الله تعالى وكيف أعادها الله تعالى إليهم أضعافا مضاعفا، وبعض ضعيفي الإيمان أو المبايعين الجدد أيضا يقولون لنجرب ذلك لنعلم بمدى صحة القول بأن الله تعالى يضاعف، وفعلا يُكرمهم الله ليقوي إيمانهم ولكن معظم الأحمديين يفهمون قول الله تعالى هذا ]وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ[، وإذا أنفقوا لحاجات الدين أنفقوا ابتغاءً لوجه الله تعالى وهذا هو تعريف المؤمن الحقيقي الذي بينه الله تعالى بأنهم ينفقون ابتغاءً لوجه الله تعالى. والله I يعلم حالة هؤلاء الناس الذين يُنفقون لنيل رضاه تعالى، ومثل هؤلاء الناس الراجين رضوانه تعالى يرون أفضال الله تعالى أيضا بحيث يتقبل الله تعالى ما ضحوا به في سبيله ويعيده إليهم، وذلك يزيدهم إيمانا.

فقال الله تعالى إنه لا يترك جزاء خير، فإذا أنفقتم ابتغاء وجهي من مالكم الطيب في سبيل ديني وطاعة لأمري فسوف أعيده إليكم بشرط أن يكون المال طيبا. فأقول بشكل خاص لبعض الأحمديين الذين يقيمون في هذه الدول المتطورة يجب عليهم أن يكسبوا المال الطيب، ولا يخدعوا الدوائر الحكومية لكسب مزيد من المال، بحيث إنهم يعملون ويكسبون ومع ذلك يأخذون المعونة من الحكومة بالكذب، ومثل هؤلاء الناس يأخذون المال من الحكومة ولا يؤدون الضرائب التي هي حق الحكومة وواجب كل مواطن، وبذلك يغصبون حق الآخرين لأن ذلك المال يمكن أن يُنفق في أعمال أخرى تؤدي إلى رقي الدولة وهؤلاء الناس يصبحون عائقا في طريق ذلك، وفوق ذلك يرتكبون الكذب بإعطاء المعلومات الخاطئة للحكومة، وهذه الأمور كلها آثام وتُبعد المرء من المال الطيب، لأن المال الطيب المكتسب من الطرق الشرعية أيضا لا يكون طيبا إذا أُضيف إليه المال المكتسَب من الطرق غير الشرعية التي منع الله تعالى منها. باختصار قال الله تعالى: ]وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ[ أي المال الطيب الذي تُنفقونه ابتغاء وجه الله لا يتقبله فقط بل يوفّيه إليكم ويعيده إليكم بشتى الطرق. ولا يظلم أحدا شيئا ولكن الإنسان نفسه يظلم نفسه بتصرفاته الخاطئة وبعصيانه أحكام الله تعالى ويلقى خسارة. هناك آلاف بل مئات الآف من الأحمديين الذين ينالون أفضال الله تعالى ويجربون ذلك ويفهمونه، وسأقدم بعض الأمثلة اليوم. إننا نرى نماذج هذه التضحية منذ زمن المسيح الموعود u ونقرأ واقعات ونرى اليوم أيضا هذه المشاهد وهي ليست قصصا قديمة فقط، ويقدم الأحمديون أنواعا من التضحيات بالرغم من ظروف غير مواتية ابتغاء وجه الله تعالى وابتغاء مرضاته. واليوم سأعلن السنة الجديدة لمشروع التحريك الجديد، وسأقدم بهذا الخصوص بعض الواقعات أيضا.

كتب أحد الدعاة من سيراليون: في منطقة “لونسو” هناك مبايع جديد اسمه السيد كمارا، حين شرحنا له مشروع التحريك الجديد وأخبرناه بأهميته وبركات التبرعات دفع هذا المبايع الجديد تبرع التحريك الجديد إضافة إلى التبرع العام. وبقي لديه قليل من المبلغ الذي كان يستطيع أن يشتري به الأرز فقط لشهر واحد ولكنه دفع هذا المبلغ أيضا في صندوق التحريك الجديد. قال الداعية: جاء هذا المبايع بعد أيام قليلة وأخبر بأنه بعد يوم من دفْعه التبرع في صندوق التحريك الجديد قالت له الشركة التي كان يعمل فيها: إننا قد غيّرنا قِسْمَك وسيكون راتبك في القسم الجديد ضعفَين وهناك كثير من الفوائد المالية الأخرى. وقال أيضا: كنتُ سمعت ذكْر البركات التي تنزل نتيجة التبرع، وها قد أراني الله تعالى نموذجا من تلك البركات، ثم قال: سوف أدفع كل شهر تبرع التحريك الجديد مع التبرع العام.

ثم كتب داعيتنا من منطقة “بورتلوكو” في سيراليون واقعة. انظروا كيف يكرم الله تعالى المضحين في سبيله بالرغم من الفقر وكيف يتسبب ذلك في زيادة إيمانه. والواقعة كالتالي: هناك قرية اسمها “ساندامبلن تورو” وفيها أحمدي يُدعى محمدا، وهو لم يستطع أن يدفع ما كان وعده في صندوق التحريك الجديد، وحين بلغ العام نهايته قال: لم تكن لدي إلا بضعة أكواب من الأرز، أي كان قليل من الأرز الذي ربما يساوي كيلو أو كيلو والنصف. بعتُ الأرز ودفعت تبرع التحريك الجديد، وفي اليوم التالي أرسل لي شخص ذو قرابة بعيدة كيسا كبيرا من الأرز وبعض المال هدية لي. وهذا الشيء زادني إيمانا كثيرا لأنني كنتُ دفعت بعض أكواب من الأرز ولكن الله تعالى عوّضني بمئة كيلو من الأرز وبعض المال أيضا.

ثم كتب الداعية من “غيني بساو”، وهذه الواقعة أيضا تخبر بمستوى تضحية الفقراء وكيفية تجديد الله تعالى إيمانهم. هناك أحمدي اسمه السيد ديالو في جماعة “كبودو”، حين أخبرناه بأهمية التحريك الجديد فأدخل يده في جيبه فورا وكان فيه ألف فرنك سيفا فدفعه في صندوق التحريك الجديد، وكان يريد الذهاب إلى السوق لشراء الطعام لأولاده بهذا المبلغ ولكنه بعد دفع التبرع عاد إلى البيت من دون الطعام، لأنه لم يكن يملك المبلغ عندئد، وأخذ أدوات صيد السمك وخرج لصيد السمك لكي يحصل على الطعام لأولاده لأنه كان يعمل في هذا المجال. وحين ألقى الشبكة جاءه 73 كيلو من السمك خلال ساعة واحدة وامتلأت الشبكة، وقال له زملاؤه إنك محظوظ للغاية إذ وجدتَ كمّا هائلا من السمك في ساعة واحدة فقط، ونحن لا نجد هذا الكمّ طول الليل، فقال: فكرتُ أنها بركة تبرع التحريك الجديد الذي دفعته قبل ساعة تقريبا، ثم جاء إلى دار التبشير مرة أخرى وتبرع مزيدا لأنه حصل على دخل كثير، لا شك أنهم فقراء ولكن قلوبهم كبيرة، حين يُنزل الله تعالى فضله لا يُغلق القلوب ولا تصبح أيديهم مغلولة، بل يدفعون أكثر لكي يُكرمهم الله تعالى أكثر.

ثم قال أمير الجماعة في الكونغو: في منطقة “بندوندو” دعا الداعية المحلي أبناء الجماعة إلى التحريك الجديد، وقد أوصيتُ الجماعة بزيادة عدد المتبرعين، وحين أخبر الداعيةُ الأحمديين بذلك لم يكن لدى الأحمديين في القرية ما يتبرعوا به لأنهم كانوا فقراء جدا، فقالوا لا بد أن نتبرع بشيء، وكانت القرية صغيرة فذهبوا إلى الغابة وقطعوا الخشب وجعلوا منه الفحم ووضعوه في الأكياس ولم يكن في القرية من يشتريه فسافروا إلى المدينة عبر القوارب، والسفر في النهر عبر القارب في كونغو صعب جدا، وتحملوا هذه المشقة وذهبوا إلى المدينة وباعوا الفحم هناك، وجنوا منه 96 ألف فرانك ودفعوه عن القرية كلها في صندوق التحريك الجديد.

لقد أعطى الله تعالى المسيح الموعود u أناسا من نوع غريب وقال المسيح الموعود u إنني أستغرب من رؤية نماذجهم كيف يقدمون التضحيات. لقد ذكر المصلح الموعود t نماذج تضحية الفقراء في بداية مشروع التحريك الجديد؛ فإذا كانت لدى امرأة بعض البيضات أحضرتها، وإذا كان لدى أحد مبلغا بسيطا جدا قدّمه، ومثل هذه النماذج نراها اليوم أيضا، كيف يُنفق هؤلاء الناس ابتغاء وجه الله تعالى.

كتب الداعية في “غيني بساو”: هناك امرأة أحمدية في منطقة نائية تُدعى “كبوكرا”، وهي في الخمسين من عمرها، وفقيرة جدا وليس لها دخل. يقول: قبل أيام لفتُ أنظار أفراد الجماعة بأن يساهموا في تبرعات التحريك الجديد، فقالت في نفسها إنها لا تملك شيئا سوى دجاجة صغيرة ونوتْ أن تربّيها وتتبرع بها عندما تكبر، ثم بعد فترة زمنية تفشى الوباء في الدجاج ومرضت دجاجتُها أيضا، فقال لها أهلها أن من الأفضل أن تذبحيها قبل أن تموت، فرفضتْ ودعتْ الله I أن يشفي دجاجتها ويحميها من الموت لأنها لا تملك ما تتبرع به سوى هذه الدجاجة الصغيرة. وفي الصباح التالي وجدتْ دجاجتها صحيحة تماما، ثم كبرت وبعد عشرين يوما من ذلك سلَّمتْها للداعية المحلي تبرعًا في التحريك الجديد. يقول الناس إنهم لا يرون آيات، لكنه إذا كانت علاقة المرء صحيحة بالله تعالى وكانت نيتُه صادقة فيريهم الله آيات، ومثل هذه الآيات الصغيرة تزيدهم إيمانا.

أقدم لكم مثالا آخر لمعاملة الله I؛ يقول الداعية المحلي في منطقة مارا في تنـزانيا إن لشاب أحمدي مخلص واسمه راشد حسين محلا صغيرا (بِقالة)، وكان قد دفع كل ما وعد في صندوق التحريك الجديد. وعند نهاية السنة حين نصحت الناس أن من يستطيع فيمكن أن يدفع أكثر، وهذا الأخ لم يكن من هذه الفئة، إذ كان يعاني الضائقة المالية في تلك الأيام وكان قد بقي في محله أشياء لا يتوقع بيعها عاجلا. لكنه مع ذلك دفع 3000 شلنغ، ثم جاءني مساءً مرة أخرى، وأخبرني أنه حدث له أمر عجيب وهو أني لم أكن أملك شيئا سوى هذا المبلغ الذي تبرعتُ به، وكان في محلي أغراض ما كنت أتوقع أن تباع سريعا، وكنت قلقا، لكن الله I ببركة التبرع نصَرني نصرا غريبا بأسلوب غير عادي، حيث جاءني ظهرا زبونٌ اشترى مني كل ما كنت أتوقع أنه لن يباع عاجلا، والآن توفرتْ عندي 23000 شلنغ. وقال إنني أؤمن بأن الله I رزقني ذلك كله ببركة التبرع حصرا.

ثم هناك حادث متعلق بالسيد آجانا من مدينة بانغي في أفريقيا الوسطى ويفيد كيف يكرم الله I عباده ويقوِّي إيمانهم. فهذا مبايع جديد إذ قد بايع قبل ثمانية أشهر فقط، وخلال هذه المدة حدث في نفسه تغير ملحوظ. يقول: كنت أحضر صلاة الجمعة وأشاهد برامج ايم تي ايه أيضا بانتظام وكنت أستمع إلى خطب الجمعة أيضا بانتظام، ذات يوم استمعت في خطبتكم أن الذي ينفق في سبيل الله لا يبقى فقيرا، بل يبارك الله في أمواله. ثم حين استمعت إلى حثّ الداعية على دفع التبرعات في التحريك الجديد لم يكن في جيبي شيء سوى 500 فرانك وهو مبلغ زهيد، فتبرعتُ به وكنت أخاف مِن أين آكل ليلا. تذكرت كلام الخليفة فورا أن الله يرزق أكثر، وبدأت أترقب كيف يعاملني الله إذ كنت قد تبرعت بخمسمائة فرانك. هذا مبايع جديد وكان إيمانه ضعيفا نوعا ما بمعنى لم يكتمل إيمانه، إلا أن التغييرات كانت تحدث، وكانت نيته صالحة، فيقول قد مكثتُ في مركز الجماعة لبضع ساعات، وخلال ذلك تلقيت مكالمة هاتفية من أحد الأقارب وقال لي: عندي أحجار كريمة أريد أن أبيعها في مدينتك، وأنا لا أعرف أحدا هناك، وأريد أن تساعدني. ثم جاء فاصطحبتُه إلى تاجر الأحجار الكريمة- فهناك تجارة الأحجار الكريمة- فحين باع قريبي تلك الأحجارَ الكريمة أهدى لي 27000 فرانك، والمشتري أيضا أهدى لي 10000 فرانك، ففي ذلك اليوم عرفت كيف أن الله I أكرمني بـ 37000 فرانك مقابل 500 فرانك تبرعت بها في سبيله I وبذلك ازداد إيماني كثيرا.

في بريطانيا سيدة أكرمها الله I وزادها إيمانا، فقد قالت: كنت قد دفعت تبرعات التحريك الجديد، ثم تلقيت رسالة من الرئيسة المحلية أننا بحاجة إلى مبلغ أكثر لنيل الهدف المحدد من المركز. فقلتُ في نفسي أنا لا أستطيع أن أتبرع أكثر لأن المال الذي أملكه علي أن أنفقه في مجال آخر، لكنني أخيرا قررتُ أن أتبرع به، ودفعتُ المبلغ الذي كان عندي كله. في اليوم التالي حين رأيت الحساب في البنك، اندهشتُ، أن المبلغ الذي تبرعت به قد أودع في حسابي أربعة أضعاف منه من قبل عملي ولم أكن أتوقعه مطلقا. فالذين ينفقون في سبيل الله بصدق النية يبارك الله I فيهم ليس في أفريقيا فقط بل هنا في أوروبا أيضا، وأمثلة من هذا القبيل كثيرة.

ثم يقول أمير الجماعة في بوركينافاسو: السيد ساوادو من مدينة كولو كان يدفع في صندوق التحريك الجديد 100 فرانك كل شهر، ذات يوم أهدى له أحدٌ ثلاثة من المعز فتبرع بأحدها في التحريك الجديد واحتفظ باثنين عنده، فبارك الله I في معزه كثيرا لدرجة يملك الآن رؤسا كثيرة من الحيوانات، وبدلا من 100 يدفع الآن كل شهر 1000 فرانك.

وهناك مثال آخر للإخلاص والوفاء والتضحية، فقد كتب الداعية من منطقة لوكوسا في بنين، أن في معظم منطقة لوكوسا كانت فيضانات وكانت الطرق مسدودة، وتمكنا من التواصل مع بعض فروع الجماعة بالهاتف، لكننا بسبب المنطقة الحدودية لم نستطع التواصل مع معظم فروع الجماعة، واقترح الداعية المحلي أن عند الشرطة سفينة بخارية، وإذا تكلمنا مع الشرطة فيمكن أن نصل إلى هؤلاء الإخوة للاطمئنان عليهم، فتكلمنا مع رجال الشرطة فوافقوا بشرط أن ندفع لهم ثمن البنزين. حين وصلنا إلى هناك وقابلنا رئيس الجماعة بدأ يبكي، وكنا نعرف أنه تعرَّض لخسائر كبيرة، حيث دُمرت زروعه وانهدمت إحدى غرف بيته أيضا، فطمأنّاه أن الله I سيباركه ويعوِّض خسائره، فقال أنا لا أبكي على خسارتي، إنّ ما دفعني إلى البكاء أني كنت جمعت تبرعاتي قبل الفيضانات، وكنت أنتظر وصول الداعية لأسلِّمها له، ثم انسدّت الطرق كلها بسبب الفيضانات وكنت قلقا كيف أوصل تبرعاتي إلى المركز، فدعوت الله I قائلا: يا إلهي، لم تبق لي أي وسيلة لإيصال تبرعاتي وبقيتْ أيام قليلة، فاجعل لي مخرجا من هذا. فاليوم حين أتيتم للاطمئنان على حالنا، ولم تأتوا لاستلام التبرعات، فهذا أثار بكائي تلقائيا، أنه كيف سمع الله دعائي بهذه السرعة، وتمكنتُ من أداء واجبي. لم يكن قلقا على خسائره، وإنما كان يُهمه أن يوصل تضحيته التي قام بها ابتغاء مرضاة الله بحسب وعده قبل الموعد.

يقول السيد إبراهيم المحترم وهو محصل تبرعات التحريك الجديد في ولاية كرناتك الهندية، ذاكرا مثالا آخر لمعاملة الله I؛ هناك شابٌّ أحمدي يعمل في شركة وراتبُه الشهري 20000 روبية، وحين حثثتُه على أن يتبرع بنصف راتبه بحسب ما نصح سيدنا المصلح الموعود t عن التضحية البالغة معيارها الأقصى، فوعد بدفع 10000 آلاف روبية رغم أن أوضاعه الاقتصادية لم تكن جيدة. فقال له أقاربه إنك وجدت هذا العمل حديثا كان ينبغي أن لا تعِد بهذا المبلغ إذ قد تتعرض لمشكلة. فقال لهم: حين قال المصلح الموعود t إن ملائكة الله لا يخلقون في المرء القوة والطاقة ما لم يبذل جهدا كاملا، لذا سوف أدفع بمقتضى هذا. ثم لم تمض بضعة أيام على هذا القول إذ وجد العمل في شركة أخرى ويتلقى بفضله تعالى راتبا 127000 روبية، وهو يقول إن كل ذلك حصل ببركة التبرعات.

ثم كتب محصل التحريك الجديد من ولاية كيراله، إن أحمديا مخلصا من مدينة كيرولائي يتميز من بين كبار المضحِّين في صندوق التحريك الجديد، وهو حائز على مركز مرموق، فله تجارة المفروشات وأثاث البيت، وأرى وكيلَ المال خلال جولته مصانعَه. ثم ذكر لنيل الدعاء أن أعماله التجارية ليست جيدة في هذه الأيام، وطلب الدعاء لتحسين ذلك، مع ذلك كان قد وعد بتبرع مليون ونصف في التحريك الجديد وخلال سنة كان تمكَّن من دفع مائتي ألف روبية منها فقط، وكان الوقت قليلا ولذا كان قلقا كيف يدفع ما وعده، وظل يطلب الدعاء مني أيضا، ثم أرسل هذه الرسالة في اليوم الأخير من السنة المالية للتحريك الجديد وطلب مني الدعاء ليوفقه الله I بفضله لأداء ما وعد في هذا الصندوق. وخلال ساعات قليلة وصل إلى حسابه مبلغٌ كبير لم يُنجز به ما وعده بل قد دفع أكثر من ذلك بكثير وتوفر له المبلغ الذي كان يحتاجه في التجارة.

وكتب معلمنا في منطقة “ناتي” في بينين: هناك أخ في جماعتنا في “كتمبوتي”، دعوناه إلى التبرع فلم يلبث أن قدم 3000 فرانك سيفا، مع أنه لم يدفع من قبل أكثر من 500 سيفا رغم الحث المتكرر، فقلت له في حيرة: كيف تدفع هذا المبلغ الكبير، وما السبب وراء ذلك؟ فأجاب: كنتُ مقصرا في دفع التبرعات، ورأيت أن مشاكلي لا تنتهي بل تكثر ومحصولي الزراعي لا يكون جيدا، وفي المرة الأخيرة تبرعتُ لأجرب كيف تنزل عليّ بركة الإنفاق في سبيل الله، وقد رأيت بالخبرة أن الله تعالى بالفعل يعينني ببركات الإنفاق في سبيله من حيث لا أدري ويسد حاجاتي ويبارك في زرعي، ولما جربت ذلك بنفسي زدتُ تبرعي خمسة بل ستة أضعاف من تلقاء نفسي بدون أن تحثّوني على ذلك.

وهناك مثال من جماعتنا في “فان” بكندا لشوق الأطفال للإنفاق، حيث كتب رئيس الجماعة هنالك: كنا في شهر أكتوبر نحثّ الإخوة على تسديد ما وعدوا به في صندوق التحريك الجديد، وقمت بحثّ أطفالي على ذلك، فدفعوا من مصروف جيوبهم أكثر مما وعدوا به. بنتي أكملت شهادتها في الهندسة أخيرا وكان عندها مبلغ من المال فتبرعت به كله، وكانت قبل ذلك قد تقدمت مرارا للاختبار للحصول على وظيفة ما، ولكنها فشلت في كل مرة، ثم تقدمت للاختبار بعد أن تبرعت بيوم، ورجعت والفرحة تعلو وجهها وقالت: شعرت بقوة غيبية معي أثناء الاختبار، إذ تم كل شيء بمنتهى السهولة، وكان كثيرون تقدموا للاختبار للعمل في هذه الشركة وقيل لنا إنهم سيخبروننا عن نتيجة الاختبار عند انتهاء هذه السنة. ولكن أصحاب الشركة اتصلوا ببنتي بعد يومين فقط من الاختبار وقالوا لها قد اخترناك، وعليك أن تبدئي العمل معنا في شهر فبراير 2020.

ثم اتصلوا بها في اليوم التالي وأخبروها أن الآخرين سيبدأون عملهم في فبراير، أما أنت فيمكنك أن تبدئي العمل في شهر نوفمبر في هذه السنة نفسها. مما زاد هذه البنت إيمانا على إيمانها، حيث رأت نزول أفضال الله عليها.

ومشاهد التضحيات المالية هذه يُريها الله تعالى في كل بلد حيث يرى المضحون مشاهدَ نزول أفضاله بعد تضحياتهم، فقد كتب داعيتنا من موسكو: هناك أخ اسمه زائر، هو من مدينة بخارى في أزبكستان، ويأتي من هنالك إلى موسكو للعمل منذ فترة طويلة، حيث يعمل في موسكو فترة ثم يرجع بما يكسب إلى وطنه أزبكستان. كانت زوجته مترددة في البيعة في أول الأمر، لكنها قرأت الكتب وقامت بالدعاء فوفقها الله للبيعة. لقد دعونا هذا الأخ للمساهمة في صندوقَي التحريك الجديد والوقف الجديد مِن طرفه ومن طرف زوجته أيضا، فقال إنه يعمل في هذه الأيام سائقَ تاكسي في أزبكستان، وزوجته تمتهن الخياطة. وقال الأخ: لقد اتبعت أنا وزوجتي نظاما معينا فيما نكسب، حيث جعلنا دخلنا ثلاث أقسام، قسم للأولاد وقسم للبيت وقسم للتبرع والإنفاق في سبيل الله تعالى، وإننا نعيش عيشة ملؤها السكينة والاطمئنان والرخاء. وقال الأخ زائر أيضا: قد أنزل الله بركة كثيرة منذ أن بدأت المساهمة في التبرعات، وقد بورك دخلي بما لم أر مثله في السنوات الماضية.

وكتب الداعية المسؤول من روسيا أيضا: هناك أخ اسمه السيد أرسلان ويعمل طباخا في موسكو، وكان قد اقترض مبلغًا كبيرا لبناء البيت قبل فترة، وكان يحاول منذ مدة تسديد هذا الدين بزيادة ساعات العمل إلى ضعفين، واتصل بنا بالهاتف ذات يوم وقال أريد الآن إرسال تبرعاتي على الفور. فلما سئل قال: كان لي منذ مدة طويلة مبلغ كبير عند صاحب عملي السابق وكان لا يدفع لي (وكان هذا الأخ قد كتب لي طالبا الدعاء أيضا من أجل الحصول على هذا المبلغ)، ويقول هذا الأخ لقد رد الله لي بمحض فضله هذا المال الذي لم يكن هناك أمل في الحصول عليه، فتولدت في قلبي رغبة عارمة بأن أدفع التبرع بأسرع ما يمكن، ثم لم يلبث هذا الأخ أن أرسل إلى الداعية تبرعه وكان مبلغا كبيرا بالنظر إلى ظروفه المالية.

وكتبت سيدة من ألمانيا وهي تتحدث عن ابنها الذي صار عمره عامين الآن قالت: بعد مضي شهرين على حملي بابني دعوتُ الله كثيرا ووعدتُه بالتبرع مئة يورو شهريا في صندوق التحريك الجديد، وهكذا فعلتُ، فمضت الشهور السبعة الباقية من الحمل بخير وعافية بفضل الله تعالى وزالت كل المشاكل التي كنت أعانيها بسبب الحمل، ورزقني الله بالابن بفضله. وإنني أفي بوعدي هذا مع ربي حتى اليوم بدفع التبرع الشهري في صندوق التحريك الجديد بانتظام.

إن هذا الجزء من العالم غارق في المادية وأهلُه يبتعدون عن الله تعالى باستمرار، ومع ذلك يُنزل الله أفضاله على الأحمديين، وبالتالي يدلهم على وجوده، كما يكشف لهم صدق الأحمدية وحقانيتها.

كتب داعيتنا في لاتفيا: هناك أخ أحمدي من لاتفيا اسمه “أحمد فو” وهو من ولاية بخارى بأزبكستان، وقد وفقه الله تعالى لقبول الأحمدية قبل بضع سنوات، لا يزال هذا الأخ يزداد بفضل الله تعالى إخلاصا ووفاء، وقد انضمّت زوجته إلى الأحمدية بالبيعة في العام الماضي بعد أن رأت من سلوكه الحسن الطيب. يقول داعيتنا: لقد اتصل بي هذا الأخ عبر الهاتف ليخبرني قصته عن التبرعات فقال: أعمل في أزبكستان لستة أشهر، وأذهب إلى روسيا للعمل لستة أشهر. كنتُ اشتريت شقة في مدينة بخارى في هذا العام واضُطررت من أجل شرائها لبيع سيارتي. بعدها لما ذهبت للعمل في روسيا فكّرت أن أعمل مع الله تعالى بيعًا، فبدأت بدفع تبرعاتي بنية أن يوفقني الله تعالى لشراء سيارة ببركة دفع التبرعات، وبعد دفع التبرع بارك الله في عملي بركة كبيرة حتى توفّرَ عندي مبلغ كاف لشراء سيارة علاوةً على المبلغ الموفر لسد حاجات البيت. فرجعت إلى بخارى واشتريت سيارة أفضل من السيارة التي اضطررت لبيعها من أجل شراء البيت. وما كان هذا إلا ببركة التبرع فحسب، إذ لم يكن بمقدروي توفير هذا المبلغ الكبير. هذا الأخ قد بايع قبل فترة، وقد زاده هذا الأمر إيمانا مع إيمانه.

وكتب داعيتنا في غيني بساو: هناك أخ أحمدي اسمه إدريس، وكان لا يتبرع في صندوق التحريك الجديد رغم كونه أحمديا بالولادة، ورغم التذكير المتكرر له بالمساهمة. بدأ هذا الأخ عمل صنع الطوب، وعملها بأربعين كيس من الاسمنت، فهطلت الأمطار بالليل وأفسدت الطوب كله، فخسر كل ما أنفق. يقول هذا الأخ: فنمت بالليل في قلق شديد، ورأيت في المنام أن أبي المرحوم جاء وقال لي هل دفعتَ ما عليك من التبرعات، ثم ذهب أبي. ولما استيقظت في الصباح جئتُ إلى مركز الجماعة وقلت للداعية: كنتَ دعوتَنا إلى دفع تبرع التحريك الجديد، وعندي ألفا فقط وأريد أن أتبرع بها حالا. وفي اليوم التالي سدّ الله خسارة هذا الأخ إذ وجد عقد عمل جديد مقابل ثماني مئة ألف سيفا، فتمكن من تسديد ديونه، كما دخل بفضل الله تعالى في نظام الوصية في الجماعة، وازداد إيمانا مع إيمانه.

وهناك أخ في “جزر مايوت” اسمه علي محمد، وقد كتب: لم يكن عندي عمل ثابت ولكن منذ أن تبرعت في صندوق التحريك الجديد لم أجد أية صعوبة في العثور على العمل، بل ما إن أنتهي من عمل حتى أجد عملاً آخر على الفور، وذلك منذ أن دفعت التبرع.

علمًا أن جماعتنا في جزر مايوت جديدةٌ حيث تأسست قبل بضع سنوات فقط، ولكنها جماعة تزداد إيمانا وإخلاصا باستمرار.

وكتب أمير الجماعة في إندونيسيا: هناك أحمدي في فرع جماعتنا بـ”بغنتان”، اسمه اوريانو، وهو يقيم وحده إذ توفيت زوجته (انظروا الآن كيف أن الإخوة اخترعوا طرقا عجيبة محيرة لدفع التبرعات، لا شك أنهم متحلون بإخلاص ووفاء عظيمين) وقد تزوج أولاده. يساعد الداعيةَ في أعمال الدعوة والتبليغ أيضا. إنه فلاح فقير ويملك حقلا صغيرا، ومعروف أن الفلاحين يأتيهم الدخل من الزرع بعد بضعة أشهر، ثلاثة أو أربعة أشهر، ولكن هذا الأخ يدفع التبرع كل شهر. وذات مرة سأله الداعية: إنك تحصل على محاصيل حقلك بعد ثلاثة أو أربعة أشهر،  فكيف تدفع التبرعات شهريا بدون انقطاع؟ قال الأخ: لقد اهتديت إلى حيلة تعينني على دفع التبرعات شهريا بدون انقطاع، وهي أنني خصصت قطعة من أرضي لزرع الموز فقط، وقد زرعتها على فترات زمنية متباعدة، فهكذا كل بضعة أشجار تثمر على فترات متباعدة طوال السنة، وفي كل شهر أقطف الموز وأبيعه في السوق وأتبرع بما أكسب كل شهر بانتظام.

وكتب أمير الجماعة في إندونيسيا أيضا: في فرع الجماعة في باسربنغاريان أخ قد بايع قبل فترة قليلة، وقد واجه من قبل زوجته معارضة شديدة ولكنه ظل ثابتا. عندما بدأت السنة الجديدة للتحريك الجديد حثّه داعيتنا على المشاركة في الجهاد بالمال بالتبرع في هذا الصندوق، فوعد بدفع خمس مئة ألف روبية إندونيسية. علمًا أن الروبية الإندونيسية ضئيلة القدر، ولكن هذا المبلغ كان كبيرا بالنسبة لهذا الأخ الذي يعمل مدرس وراتبه قليل جدا. فسأله داعيتنا مرة أخرى وقال: لقد وعدتَ بدفع هذا المبلغ الكبير، فهل تقدر على سداده، لعلك تقع في مشكلة؟ فقال بكل يقين: نعم، هذا ما أريد أن أعد به.

فعندما نُصح بدفع المبلغ كاملا في شهر رمضان، دفع كل ما كان قد وعد بدفعه. وذات يوم أعطاه أحد أقاربه نقودا في ظرف مغلق فلم يفتح الظرف بل جاء به إلى بيت رئيس الجماعة وقال له: أريد أن أدفع كل ما هو في الظرف في صندوق التحريك الجديد. ففتح رئيس الجماعة الظرف ووجد فيه نصف مليون روبية إندونيسية بالضبط، فدفع هذا الأخُ المبلغَ بالكامل في صندوق التحريك الجديد بحسب وعده.

كذلك نلاحظ الإخلاص والروح لتقديم التضحيات المالية في الأطفال أيضا. وهذا الانقلاب ملحوظ في جماعة المسيح الموعود u فقط.

يقول داعيتنا في غانا: لقد ألقيتُ قبل فترة وجيزة خطبةً حول موضوع التضحيات المالية وخاصة في صندوق التحريك الجديد، ونصحتُ الوالدين أن يعوّدوا أولادهم أيضا على تقديم هذه التضحيات وعلى أن يدفعوا التبرعات بأيديهم. ففي يوم الجمعة القادمة جاء طفل يكاد يبلغ من العمر تسعة أو عشرة أعوام ببعض النقود وتبرع بها في صندوق التحريك الجديد. فسألتُه عن قصة هذا المبلغ، فقال: طلبتُ من والديّ نقودا لأتبرع بها في صندوق التحريك الجديد، ولكن لم أحصل عليها (من الممكن ألا تكون عندهما نقود حينذاك ليعطوها إياه). ثم أضاف الطفل وقال: لقد عملتُ كأجير في محل، وحصلت على هذا المبلغ وها أنا أتبرع به في صندوق التحريك الجديد.

ثم هناك قصة أخرى من سيراليون، حيث يقول داعيتنا السيد بشيرو من مدينة “كَينما”: لقد وجّهتُ أنظار الإخوة في فرع الجماعة في قرية: “سيرابو”، إلى التبرع في صندوق التحريك الجديد، وفي هذه الأثناء رأيت طفلا- قد يكون عمره قرابة تسعة أو عشرة أعوام – حاملا على رأسه رزمة الحطب وقال لي: أرجو أن تشتري هذه الرزمة مني وادفعْ ثمنها كله مني في صندوق التحريك الجديد.

فاشتريتُ من الطفل رزمة الحطب وقطعتُ له وصل التبرع، ثم أعدتُ إليه الحطب وقلتُ له: ها قد دفعتَ التبرع. ندعو الله تعالى أن يبارك في أموالهم وإيمانهم بركات كثيرة.

إن فكرة التضحية المالية على هذا النحو قد لا تكون موجودة في الأطفال هنا؛ أن يعملوا أو يجمعوا الأخشاب من الفلوات ويدفعوا ثمنها تبرعا لأن الظروف المالية هنا جيدة. غير أن أمثلة حسنة للتضحيات تلاحظ هنا في هذه البلاد أيضا، إذ هناك بعض الأطفال الذين قد تبرعوا بمصروف الجيب كله، وكانوا قد جمعوا بعض المال ليشتروا به شيئا معينا ولكن قدموه في التبرع. فإن أمثلة الإخلاص والوفاء ملحوظة في كل مكان بفضل الله تعالى. ندعو الله تعالى أن يزيد هؤلاء المخلصين في الإخلاص والوفاء دائما.

والآن سأذكر لكم بعض التفاصيل للتضحيات المالية التي وفق الله تعالى جماعة المسيح الموعود u لدفعها. إن تقديم التضحيات- كما يقدمها أفراد الجماعة الأحمدية- غير ممكن إطلاقا ما لم تحالف أصحابَها نصرة الله تعالى وتأييده. إن الله تعالى هو الذي يقلّب القلوب وهو الذي يلقي روح التضحية في قلوب الأحمديين حيثما كانوا في العالم ، كبارا كانوا أم صغارا. يمكن لعاقل أن يفهم من روح التضيحة هذه وحدها أنها دليل على صدق المسيح الموعود u.

لقد انتهت بفضل الله تعالى السَّنَة الـ 85 لمشروع التحريك الجديد، وبدأت السَّنة الـ 86 من يوم 31 تشرين الأول. ففي السنة المنصرمة وفّق اللهُ I الجماعة بتقديم ما يعادل 13.6 مليون جنيه أسترليني، وهذا المبلغ يربو بفضل الله تعالى بـ 802000 جنيه أسترلني على مبلغ السنة التي سبقتها. في السنة المنصرمة قد تردّت قيمة العملة الباكستانية كثيرا. كما أن الظروف السياسية والمالية هنالك سيئة جدا- فندعو الله تعالى أن يرحم البلاد وأهلها، وأرجوكم أيضا أن تدعو لباكستان باستمرار، وادعوا للأحمديين هناك أن يحميهم الله تعالى بفضله ورحمته- فلم تعد جماعة باكستان قائمة على مكانتها السابقة أي المكانة الأولى من حيث جمع التبرعات، بل قد احتلّت جماعة ألمانيا المكانة الأولى هذه المرة، وجاءت جماعة باكستان في الدرجة الثانية وتلتها بريطانيا. كنت سابقا أفصِل جماعة باكستان من هذه القائمة لأنها كانت الأولى دائما، وكنت أذكر تفاصيل البلاد أخرى ما عدا باكستان. أما الآن فقد احتلت جماعة باكستان المكانة الثانية لذا سأذكر الآن أسماء البلاد العشرة بالترتيب. فقد احتلت جماعة ألمانيا المرتبة الأولى، ثم باكستان ثم بريطانيا ثم أميركا، ثم كندا، ثم الهند، ثم هناك جماعة من الشرق الأوسط، ثم إندونيسيا ثم أستراليا ثم غانا ثم هناك بلد آخر من الشرق الأوسط.

وعلى الرغم من تدهور الظروف في باكستان، بل الظروف الاقتصادية قد تدهورت بوجه عام في كل بلد في العالم تقريبا، ولكن مع ذلك ازدادت التبرعات في الجماعة بفضل الله تعالى. البلاد الثلاثة التي أضافت في تبرعاتها من حيث النسبة المئوية، منها إحدى بلاد الشرق الأوسط، ثم الهند ثم كندا ثم ألمانيا، ثم بريطانيا، ثم غانا ثم باكستان، ثم إندونيسيا ثم أميركا ثم أستراليا. والترتيب من حيث الإضافة في تبرع كل فرد هو: تحتل سويسرا المرتبة الأولى ثم أميركا ثم سنغافورة، ثم بريطانيا، ثم السويد، ثم هناك بلاد أخرى.

أما الجماعات البارزة من حيث جمع التبرعات في بلاد أفريقية فهي كما يلي: أولا غانا ثم نيجيريا ثم بوركينا فاسو ثم تنـزانيا ثم غامبيا ثم بنين.

لقد نبّهتُ الجماعة في الأعوام الماضية إلى الإضافة في عدد المشتركين في تبرع التحريك الجديد، وقد طُلب من فروع الجماعة أن يركزوا على إضافة عدد المشتركين بدلا من الإضافة إلى المبالغ، وبفضل الله تعالى قد تجاوز عدد المشتركين في هذا المشروع إلى الآن على 1823000 نسمة. وقد اشترك في نظام التبرعات 112000 فرد أكثر من العام المنصرم. وترتيب البلاد البارزة الأفريقية من حيث إضافة عدد المشتركين هو كما يلي: أولا النيجر، ثم سيراليون، ثم نيجيريا، ثم الكامرون، ثم بنين، ثم السنغال، ثم غنيا بساو، ثم ساحل العاج، ثم تنـزانيا، ثم غنيا كوناكري. وهذا الترتيب في الجماعات الكبيرة هو: أولا بنغلاديش، ثم كندا، ثم ماليزيا، ثم الهند، ثم إندويسيا، ثم ألمانيا، فبريطانيا، فأميركا، فأستراليا.

عدد المشتركين في المكتب الأول بحسب السجل المركزي هو 5927 فردا، و36 فردا من هؤلاء ما زالوا على قيد الحياة بفضل الله تعالى ويدفعون تبرعاتهم بأنفسهم. أما الذين توفُّوا منهم، فيدفع باسمهم ورثتُهم وغيرهم من المخلصين.

كما ذكرت من قبل أن جماعة ألمانيا محتلة المكانة الأولى، وترتيب الفروع العشرة البارزة من ألمانيا هو كما يلي: رود مارك، نويس، بينن بورغ، مهدي آباد، ددا، آنسا بورغ (هذه الأسماء مكتوبة بالأدرية فقد يكون لفظها في اللغة المحلية مختلفا قليلا عن لفظي)، ثم فلورنس هايم، ثم وان غارتن، ثم كولون. وهذا الترتيب من حيث الإمارات المحلية هو: هامبورغ، ثم فرانكفورت، ثم غراس غيراو، ثم مارفلدن، ثم دستن باخ، ثم فيز بادن، ثم ريشستاد، ثم دامستاد، ثم مَنهايم، ثم ازلشاين.

وترتيب الجماعات البارزة حيث جمع التبرعات في صندوق التحريك الجديد في باكستان هو: أولا مدينة لاهور، ثم ربوة، ثم كراتشي. والترتيب على مستوى المحافظات هو: أولا: محافظة إسلام آباد، ثم سيالكوت، ثم فيصل آباد، ثم غوجرانواله، ثم عمركوت، ثم حيدر آباد، ثم مير بور خاص، ثم قصور، ثم توبه تيك سنغ، ثم ميربور، كشمير الحرة. وهذا الترتيب من حيث مبلغ التبرع في المدن في باكستان هو: ديفنس بلاهور، ثم تاون شب لاهور، كينت، ثم مدينة راولبندي، ثم ملتان، ثم عزيز آباد، ثم دلهي غيت بلاهور، ثم مدينة كوئته، ثم بشاور ثم بهاولنغر.

والجماعات الخمس الصغيرة من حيث هذا الترتيب هي: واه كينت، صابن دستي، كهوكهر غربي، قرية نو بنيار، وشوِنده.

وهذا الترتيب على مستوى المناطق في بريطانيا هو كما يلي: منطقة مسجد بيت الفتوح، ثم منطقة مسجد الفضل، ثم مِدليندز، ثم منطقة بيت الإسلام، ثم منطقة إسلام آباد.

الفروع العشرة الكبيرة من حيث دفع التبرعات الإجمالية هي: أولا فرع مسجد الفضل، ثم ووستر بارك، ثم إسلام آباد، ثم اولدرشوت، ثم بتني، ثم نيو مولدون، ثم جلنغهم، ثم برمنغهام، ثم غلاسغو الغربي، ثم سكانتهورب. وهذا الترتيب من حيث الجماعات الصغيرة هو: أولا سوانزي، ثم ايك بي، ثم سبين ويلي، كيتهلي، نارث ويلز، ونارث هامتون.

ترتيب الجماعات الفرعية في أميركا من حيث جمع التبرعات هي: سِلور سبرنغ، لوس اينجلوس، سليكون ويلي، سائتل، فرجينيا المركزية، ديترائيت، شيكاغو، آش كوش، هيوستون، جورجيا، فرجينيا ساؤث.

وهذا الترتيب في جماعة كندا على مستوى المناطق هو كما يلي: كالغري، ثم قرية السلام، وينكور، مسيساغا، سيسكاتون. ومن حيث فروع الجماعة الصغيرة: ايدمنتون، وايدمنتون الغربية، دارهم، برادفورد، هملتون، ثم آتوا ويست.

الجماعات العشرة في الهند من حيث مبالغ التضحية المالية هي كالتالي: أولا: كيرولائي، ثم قاديان، ثم بيتهـ وريم، ثم حيدرآباد، ثم كيومبي تور، ثم بنغاردي، ثم بنغلور، ثم كاليكت، ثم كالكوته، ثم يادغير.

وهذا الترتيب على مستوى الأقاليم الهندية هو كما يلي: أولا كيراله، ثم تامل نادو، ثم تلنغانا، ثم جامون وكشمير، ثم أريسه، ثم البنجاب، ثم البنغال، ودلهي واُتّر برديش.

الظروف السياسية والاقتصادية في كشمير متدهورة جدا، ومع ذلك قدمت الجماعة هنالك تضحية مالية كبيرة.

الجماعات العشرة في أستراليا من حيث جمع التبرعات هي: أولا جماعة كاسل هِل، ملبورن بيروك، ثم ملبورن لانغ، ثم وارن، ثم ايه سي تي كينبرا، مازدن بارك، ثم ايدليد ساوث، ثم بين ورث، ثم ماؤنت درويت، ثم اماتا، ثم ايلدليد الغربي. ندعو الله تعالى أن يبارك في أموال جميع المضحين ونفوسهم بركات عظيمة، آمين.

About الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز

حضرة أمير المؤمنين الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز ولد حضرته في الخامس عشر من أيلول 1950 في مدينة (ربوة) في الباكستان. هو حفيد لمرزا شريف أحمد نجل المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام. أنهى حضرته دراسته الابتدائية في مدرسة تعليم الإسلام في مدينة (ربوة) وحصل على درجة البكالوريوس من كلية “تعليم الإسلام” في نفس المدينة. ثم حصل حضرته على درجة الاختصاص في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة في مدينة (فيصل آباد) في الباكستان وذلك في عام 1976م.

View all posts by الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز