خطبة الجمعة
التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز
الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام
يوم 5/1/2018
***

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين. آمين.

لقد وجّه الله تعالى المؤمنين إلى التضحيات المالية في عدة آيات في القرآن الكريم، منها قوله تعالى: وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ ثم ذكر  إلى جانب ذلك علامة المؤمنين فقال: وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ. فما أسعد الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله واضعين هذا الأمر في الحسبان! وبفضل الله تعالى ليس اليوم على وجه الأرض من ينفق لنيل رضا الله تعالى سوى الأحمديين. قد يكون في العالم أناس ينفقون لنيل رضا الله تعالى بقدر وسعهم ولكن من حيث الجماعة فالجماعة الإسلامية الأحمدية هي الوحيدة التي ينفق أفرادها لنيل رضا الله تعالى لمساعدة الفقراء والمحتاجين ولنشر دين الله تعالى وتقديم صورة الإسلام الحقيقية أمام العالم، وينفقون أموالهم ولو كان بهم خصاصة. الحق أن كل هذه الأموال التي تُنفق سواء لمساعدة أحد أو من أجل الدين إنما تُنفَق لنيل رضا الله تعالى.

يقول رسول الله  يروي ذلك عن ربه  أنه يقول: يا ابن آدم، أودعْ من كنـزك عندي لا حرق، ولا غرق، ولا سرق أوفيكه أحوج ما تكون إليه. (شعب الإيمان للبيهقي)

أقول: إن الأموال التي تنفقونها لنيل رضا الله تعالى بحسب أوامره لتحقيق بعض الأهداف، هو ليس إنفاقا في الحقيقة بل تُجمع هذه الأموال في حسابكم عند الله، وسيعيدها  إليكم حين تكونون بحاجة ماسة إليه. وورد في رواية أخرى ما معناه أن المنفقين في سبيل الله يستظلون في ظلِّ ما أنفقوا في سبيل الله تعالى. ولكن إلى جانب ذلك ذكر  شرطا أيضا وهو أن الله تعالى لا يحب مالا نجسا كُسب بطرق غير شرعية، ولن يُقبل عند الله إلا إذا أُنفق في سبيل الله المال الطيب الذي كسبه المرء بعرق جبينه. لذا يجب أن نجعل نصب أعيننا دائما أن يكون مالنا طيبا.

انظروا كيف كان أصحاب النبي  يكسبون الأموال بعرق جبينهم لنيل رضا الله تعالى ثم ينفقونها في سبيل الله تعالى ملبّين دعوته  ليتبرعوا ويتصدقوا بها. فقد جاء في رواية رواها أبو منصور الأنصاري: قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ  يَأْمُرُنَا بِالصَّدَقَةِ فَمَا يَجِدُ أَحَدُنَا شَيْئًا يَتَصَدَّقُ بِهِ حَتَّى يَنْطَلِقَ إِلَى السُّوقِ فَيَحْمِلَ عَلَى ظَهْرِهِ فَيَجِيءَ بِالْمُدِّ فَيُعْطِيَهُ رَسُولَ اللهِ  إِنِّي لَأَعْرِفُ الْيَوْمَ رَجُلا لَهُ مِائَةُ أَلْفٍ مَا كَانَ لَهُ يَوْمَئِذٍ دِرْهَمٌ. (الـمُدّ وعاء لكيل الغلال، ويقارب كَيل كيلو غراما أو أقل بقليل). وقد جاء في رواية عن أبي بكر : “أسلم أبو بكر يوم أسلم وله أربعون ألف درهم”. وذلك بالإضافة إلى تجارته وعقاره. فعزم على أن ينفق جُلّ ماله في سبيل الله، فظل ينفقه حتى لم يبق عنده إلا خمس مئة درهم إلى الهجرة. لو قدّرنا اليوم ثمن ذلك الدرهم الذهبي فلعل ثمن الدراهم المذكورة سيقارب أحد عشر أو اثنا عشر مليون جنيه أسترليني. وهذا المبلغ أكثر من ميزانية جماعتنا لصندوق الوقف الجديد في العالم كله. هذه كانت أسوة الصحابة ، فمن لم يملك مالا كسبه بعرق جبينه وتبرع به وإن كان بقدر مليم أو ما شابهه، ومن كانوا يملكون منهم أموالا أنفقوها في سبيل الله بسخاء ولم يخافوا الفقر.

ثم نلاحظ الأمر نفسه في سيرة أصحاب سيدنا المسيح الموعود . فنسمع قصص تضحيات مالية عظيمة قدّمها الخليفة الأول ، وقد ذكرها المسيح الموعود  أيضا. كذلك الدكتور خليفة رشيد الدين- الذي كان أبو السيدة أمّ ناصر- عندما سمع عن دعوة المسيح الموعود  قال عفويا: الذي يدّعي ادعاء عظيما مثله لا يمكن أن يكون كاذبا وبايع فورا. ثم ظل سباقا في التضحيات المالية دائما. كان طبيبا مهنةً وموظفا عند الحكومة ويكسب أموالا لا بأس بها وكان ذو سعة مالية. وقد سجّله المسيح الموعود  ضمن حوارييه الـ 12. يقول الخليفة الثاني  أنه كان سباقا في التضحيات المالية لدرجة أن المسيح الموعود  شهد له وقال بأنه قدم تضحيات عظيمة لدرجة لم تعد له حاجة إلى تقديمها في المستقبل.

باختصار، لقد قدم هؤلاء الناس تضحيات عظيمة. وعندما شهد له المسيح الموعود  الشهادة المذكورة لم يتوقف عنها بل استمر في تقديمها. عندما كانت القضية مرفوعة ضد المسيح الموعود  في مدينة غورداسبور ذكر  للإخوة أن النفقات في ازدياد مستمر مثل النفقات على القضية المرفوعة والنفقات في دار الضيافة. وذلك لأن دار الضيافة كانت جارية في غورداسبور بسبب وجود المسيح الموعود  هنالك، كذلك كانت دار الضيافة الأخرى في قاديان جارية. فنظرا إلى نفقات دار الضيافة في مكانين طلب  من الإخوة أن يتبرعوا. وقد صادف أن تلقى خليفة رشيد الدين راتبه الشهري في اليوم نفسه الذي علم أن المسيح الموعود  طلب التبرعات من الإخوة، فأرسل إلى المسيح الموعود  المبلغَ كله (وكان 450 روبية وكان مبلغا كبيرا يساوي مئات الآلاف في هذه الأيام). قال له أحد أصدقائه: كان من الأفضل أن تُبقي عندك بعض النقود لحاجات البيت، فقال: يقول المسيح الرباني أن الدين بحاجة إلى المال، فأنّى لي أن أبقي شيئا لحاجة أخرى. فما دامت هناك حاجة دينية فلا بد أن يُنفق كل شيء في سبيله.

وقد ذكر المسيح الموعود  بحب وتودُّدٍ تضحيات بعض الإخوة الفقراء أيضا، فقال: إنني أستغرب من حبٍّ وإخلاص يتحلى به أفراد جماعتي، ففيهم أصحاب دخل زهيد جدا، مثل ميانْ جمال الدين وخير الدين، وإمام الدين الكشميريين الذين يسكنون قرب قريتي. هؤلاء الإخوة الثلاثة فقراء جدا، ولعلهم يكسبون رُبع روبية أو أقل كأجرة يوميا. ولكنهم يتبرعون كل شهر بكل حماس. وقال  أيضا: كما أستغرب من إخلاص صديقهم ميان عبد العزيز الذي يعمل مسَّاح أراضٍ زراعية، وقد تبرع بمئة روبية على الرغم من ضيق يده وقال: أودّ أن يُنفق هذا المبلغ في سبيل الله. لعل هذا المسكين جمع مئة روبية في غضون عدة سنين، ولكن حماس التضحية في سبيل الله شجّعه على نيل رضاه .

أقول: لقد قدمتُ حادثين للتضحيات المالية من سيرة أصحاب النبي ، وحادثا أو اثنين من سيرة أصحاب المسيح الموعود ، وهذه السلسلة للتضحيات مبنية على أمر الله تعالى وملحوظة اليوم أيضا بفضله  في جماعة المسيح الموعود . لقد وهب الله تعالى جماعة المسيح الموعود  فهمًا للتضحيات المالية لم يهبه لغيرهم في العالم، ونرى كل عام مشاهدها التي لا تُعَدّ ولا تُحصى.

ولأن العام الجديد لصندوق الوقف الجديد يُعلن كالمعتاد في خطبة الجمعة الأولى في يناير/كانون الثاني كل عام لذا سوف أذكر بعض الأحداث- التي تزيد المرء إيمانا- للذين قدموا التضحيات المالية في هذا الصندوق. وسأذكر أيضا كيف يُكرمهم الله تعالى لقاء تضحياتهم في هذه الدنيا أيضا مما يقوي إيمانهم. وكيف يضحي الناس بكل شوق ويعملون بأسوة الصحابة التي ذكرتُـها أن الصحابة كانوا يذهبون إلى السوق ويعملون وما يجنونه يقدمونه في حضرة النبي . نرى مثل هذه النماذج اليوم أيضا. كتب أمير الجماعة في بوركينا فاسو: في منطقة “ودكو” فرع للجماعة باسم “كاريكي”، والحكومة تمدد أسلاك الألياف البصرية في الأرض قريبا منها فتكلم خدام هذه الجماعة مع المقاول أن يُعطيهم عمل حفر الأرض لكيلومتر واحد، فوافق وعمل الخدام بالجماعة وقدّموا ما تقاضوه لقاء ذلك العمل في صندوق الوقف الجديد، وهو مليون فرانك سيفا ما يقارب 1250 جنيه إسترليني. فهذا الحماس –كما قلتُ- لا يوجد في أي مكان غير الجماعة الأحمدية.

كيف إن الله تعالى يقوي إيمان الشباب والأطفال ببركة التبرع؟ أقدّم مثاله. في بوركينافاسو جماعة في منطقة لانفورا، كتب أحد أعضائها واقعته وقال: كنتُ أنوي الذهاب للسفر وكان عام الوقف الجديد على وشك الانتهاء، وفي تلك الأيام نفسها كانت الحقول تُـحصد، فقلتُ لأولادي قبل السفر: حين يكتمل الحصاد عليكم أن تتبرعوا عُشره في صندوق الوقف الجديد، وبعده سافرت، وبعد ذلك جاء الأولاد بالحبوب كلها إلى البيت ولم يدفعوا التبرع، وحين عُدتُ من السفر واستعلمتُ فعلمتُ أن الأولاد أحضروا الحبوب كلها إلى البيت، فقلتُ لهم: أخرجوا كل الحبوب وأخرجوا منها حصة التبرع، وحين أخرجوا من الحبوب حصة التبرع وأعادوا بقية الحبوب في مكانها لم يكن قد نقص منها شيء، واستغرب الأولاد برؤية ذلك أن الحبوب كما هي رغم إخراج التبرع منها، فقلتُ لهم: إن الله تعالى أراد بذلك أن يخبركم بأن الإنفاق في سبيله لا يتسبب في نقص المال بل في ازدياده. هذا هو إيمان أولئك الذين هم جالسون على بُعد آلاف الأميال وهم آمنوا بالمسيح الموعود وعملوا بتعليم الإسلام الصحيح.

وهناك واقعة أخرى لإزالة المشاكل وازدياد الإيمان ببركة التبرع. يقول أحد الأحمديين السيد يعقوب من جماعة “دبنكو” في ساحل العاج: كنتُ أحمديا منذ مدة طويلة ولكنني لم أكن منخرطا في نظام التبرع، وكانت حياتي محاطة بالمشاكل دوما، ولكن منذ ثلاث سنوات أخيرة اشتركتُ في صندوق الوقف الجديد فغير الله تعالى بفضله حياتي بعد أن انخرطتُ في النظام المالي بشكل نظامي، والآن أولادي يتمتعون بصحة أحسن وتُثمر حقولي أكثر من ذي قبل.

كيف تنشأ روح التضحية لنيل رضوان الله تعالى في المبايعين الجدد. أسلم من المسيحية أحد الأشخاص من ساحل العاج السيد زبلور، وهو أحمدي وحيد في مدينته ويستمع إلى خطبي بالمواظبة كما يتابع كثيرا من برامج الجماعة، وقد تقدم كثيرا في الإيمان والإخلاص. وقرأ بعد بيعته كتب الجماعة المتوفرة باللغة الفرنسية وهو نشيط جدا في التبليغ وقد أصبح داعية جيدا، ترك قريته وسكن قريبا من مركز الجماعة وذلك ليكسب علوم الإسلام أكثر ما يمكن. وفي هذه الأثناء لم يكن يعمل، وهو يبحث عن عمل، كانت زوجته تُدخل مبلغا بسيطا من المال مما يصرف على البيت. حين دُعي للتبرع فبالرغم من الظروف القاسية تبرّع بخمسة آلاف فرانك سيفا، وقال: هذا مني ومن عائلتي، صحيح أن ظروفي المالية ليست جيدة ولكنني لا أريد أن أُحْرَم من بركات التبرع.

كيف إن الله تعالى يهب السكينة للمتبرعين. كتب أحد دُعاتنا من ساحل العاج: تُعدّ مدينة “بندقو” مركز الإسلام في ساحل العاج، وفيها مشايخ كثر، وبايع فيها شخص اسمه السيد عبد الرحمن بعد تبليغنا. وكان قد تعرّف على الجماعة من خلال نشْرةٍ. يقول السيد عبد الرحمن: كنتُ أسلمتُ مع أسرتي من المسيحية قبل أربع سنوات ولكن قلبي لم يكن مرتاحا، ثم حين عرفتُ عن الجماعة ذهبتُ إلى دار التبليغ للجماعة وطرحتُ بعض الأسئلة فوجدت الإجابات على جميع أسئلتي وبايعتُ. يقول: حين بايعتُ كان شهر كانون الأول/ديسمبر، وأخبر الداعية في المسجد أهمية صندوق الوقف الجديد ودعا الناس ليتبرعوا، وكان في جيبي ألفا فرانك سيفا فدفعتُ منها ألف فرانك سيفا في الصندوق فورا، ومنذ ذلك اليوم غيّر الله تعالى حياتي وبارك في عملي، والجميع يحترمونني في مكان عملي بما فيهم المسؤولون، وفي راتبي القليل أعيش بركة لدرجة أعيش عيشا سعيدا. انخرط المذكور في نظام التبرع من أول يوم من بيعته.

وهناك مثال لمبايع جديد من إحدى القرى في تنزانيا. يقول السيد جيني بالو من قرية “شتمبه”: كنتُ بخيلا جدا في دفع التبرع، وكلما كان المسؤولون يذكّرونني بالتبرع كنتُ أقدم أعذارا. إنني أعمل في إعداد الفحم ولم تكن حالتي المادية جيدة وهذا أيضا كان من أسباب فراري من دفع التبرع. ولكن حين فهمتُ موضوع الإنفاق في سبيل الله تغيرت حياتي. وفي هذه السنة حين زرعتُ الرز فإذا بالحقل الذي كان يُنتج ثمانية أو عشرة أكياس من الرز نفس الحقل أنتج ستة وخمسين كيسا. هذا كله بسبب الإنفاق في سبيل الله تعالى. منذ أن بدأتُ دفع التبرع تغيرت حياتي وتحسنت ظروفي المالية، والآن أبني منزلا من ستة غرف والسبب لبناء بيت كبير هو أنني أريد أن يقيم ضيوف الجماعة في بيتي ويشرّفوني باستضافتهم كلّما أتوا إلى قريتنا. إنه يقدِّم رضا الله تعالى ودينه حتى فيما يُنفقه على بيته، وأصبح الإنفاق من أجل الدين من أولوياته.

كتب الداعية في مالي: في أحد الأيام جاء أحد الأشخاص المدعو عبد الرحمن إلى دار التبليغ لنا وقال أريد أن أبايع، فسألناه لماذا تريد أن تبايع؟ فقال: كان جدي رجلا صالحا جدا وكان قد أخبرنا أن الإمام المهدي قد أتى ومن آياته التي أخبرَنا هي أن أتباع الإمام المهدي سيُعينونه بمالهم في نشر الإسلام. يقول: حين سمعت إذاعتكم التي تخبر بمجيء الإمام المهدي واستمعتُ إلى خطب خليفة المسيح أيضا التي يذكر فيها واقعات التضحية المالية فأيقنتُ أن هذا هو الإمام المهدي الذي أخبر عنه جدُّنا، لذا أريد المبايعة. فبايع هذا الشخص ويتبرع بالتزام وهو منخرط في النظام المالي أيضا.

الذين بلغوا في الفقر منتهاه هم أيضا يضحون بأموالهم، والله أيضا يكرمهم بطرق عجيبة ويقوي إيمانهم. كتب أمير الجماعة في غامبيا: هناك امرأة السيدة فاطمة جالو البالغة 49 عاما من عمرها وتقيم في قرية “كاندا” في منطقة “نيامينا ويست”. حين دُعيتْ إلى صندوق الوقف الجديد قالت: ليست لدي نقود ولكن صديقتي أهدتني دجاجةً قبل بضعة أيام. وهذا المثال يُشبه مثال امرأة في قاديان جاءت إلى المصلح الموعود  بدجاجة. تقول: لو قبلت الجماعة هذه الدجاجة في التبرع لدفعتُ بها تبرعا في الوقف الجديد، فتبرعت بالدجاجة نفسها. بعد أداء التبرع قالت كنت قلقة جدا على عمي الذي كان وحده معيل أهله، وكان مسجونا في السنغال إذ حكم عليه بالسجن لسبع سنوات بتهمة الإخلال بالأمن. فكتبتْ رسالة لي طالبة الدعاء له، وتقول: بعد ذلك دفعت التبرع وكان من بركات التبرع أن بلغني الخبر بعد شهرين أن الدولة قد عفت عنه وأفرجت عنه. وكل من سمع خبر إطلاق سراحه قال هذه معجزة إذ ليس هناك أية إمكانية للإفراج في هذه الجريمة. ولما علم عمها السيد أمين جالو أنها قد تبرعت وكتبت للدعاء إلى الخليفة وبعدها قد أُفرج عنه، تأثّرَ جدا وبايع وانضم إلى الجماعة الأحمدية. والسيدة فاطمة مواظبة على دفع التبرعات الآن كما تنشر الدعوة وتخبر الناس أنه ببركة التبرع قد أفرج عن عمها الذي كانت قلقة عليه.

بفضل الله لا يضرب الأحمديون هذه الأمثلة على عظيم إيمانهم وإخلاصهم في أفريقيا فقط، بل في هذه الدول المتقدمة. فقد كتب داعيتنا في أستراليا السيد داود أحمد: هناك فتى يدرس في الجامعة بميلبورن، وكان قد دفع ما وعد به من تبرع في صندوق الوقف الجديد، لكن لما ذكّرنا الإخوة في الجمعة التالية بالدفع، وعد هذا الشاب بدفع خمس مئة دولار إضافية، ثم دفعها في اليوم التالي. وهذا الشاب يقوم بالعمل بالإضافة إلى الدارسة، ويتلقى 530 دولارا كل أسبوعين، لكنه يقول إنه تلقى هذا الأسبوع 1230 دولارا التي لم يكن يتوقعها أبدا، وهي ليست إلا ثمرة الإنفاق في سبيل الله تعالى.

ويكتب أمير الجماعة في فيجي عن شاب من جماعتنا في قرية نسروانغا: إنه شاب مخلص جدا ويخدم الجماعة سكرتيرا للمال. ومنذ أن بدأ دفع التبرع بارك الله في عمله بركة خارقة. وتقول زوجته المسلمة التي كانت مسيحية من قبل إن هذا كله ثمرة خدمة الدين والتضحية المالية وإلا فكنا تحت ديون متراكمة تلازمنا باستمرار.

هناك جماعة قديمة لنا في منطقة في بينين ويقول معلمنا هناك السيد حميد المحترم: أهل هذه القرية فلاحون على العموم، ويزرعون القطن. في هذا العام قطف الفلاحون القطن وجمعوه في مكان واحد ليرسلوه إلى المصنع. وذات يوم شب فجأة الحريق في القطن الذي كان يساوي الملايين، واحترق وصار رمادا. لكن سلم من الحريق قطن شخص واحد كان أحمديا مخلصا. فلما أخبره الناس وقالوا من المعجزة أن الله تعالى قد حفظ قطنك من الحريق. فأجابهم إني على يقين بأن الله تعالى قد حفظ قطني لأني أحمدي وأدفع التبرعات شهريا لوجه الله.

ويكتب داعيتنا في الكونغو برازفيل: هناك سيدة باسم مدام عائشة وتعلّم في المدرسة الحكومية. جاءت مع ابنها إلى مركزنا يوما وأخبرت أنها في ضيق مالي شديد. وكان من أسباب ضيقها أن زوجها لم يكن يعطيها النفقة، وكما أن الحكومة كانت تأخذ نصف راتبها الشهري كقسط على ديونها. فكانت في قلق شديد لأن الحكومة تأخذ نصف راتبها الشهري أقساطًا لديونها السابقة، ثم إن زوجها لم يكن يعطيها النفقة. يكتب داعيتنا: لما سمعنا قصتها الباعثة على القلق نصحناها بكتابة رسالة طلب دعاء إلى الخليفة، كما قلنا لها أن تواظب على التبرع قدر المستطاع. فكتبت رسالة دعاء للخليفة على الفور وبدأت تداوم على التبرع من طرفها ومن طرف عائلتها. ولم تمض إلا أيام حتى بدأ زوجها من تلقائه بدفع أجرة البيت وأجرة رسوم مدرسة ابنهما. كما أن أختها الكبرى التي كانت قد استولت على كل ميراث أبيهما أرسلت لها مئة ألف فرنك سيفا ولأول مرة. فما كان من هذه الأخت الأحمدية إلا أن اتصلت بالمركز هاتفيا وقالت إن همومي كلها قد زالت ببركة دفع التبرع. ثم جاءت إلى المركز ودفعت من هذا المبلغ الأخير أيضا 10 ألف فرانك سيفا أخرى.

وكتبت رئيسة لجنة إماء الله بكندا: أخبرتنا فتاة تدرس في الجامعة وقالت: ذات مرة حثتني سكرتيرة صندوق الوقف الجديد في جماعتنا على دفع تبرع الوقف الجديد، وقالت لو فعلتِ ذلك فسوف يكشف الله عنك الهموم والمشاكل كلها. ولم تكن عندي إلا خمسون دولارا وكان مبلغا كبيرا لي بصفتي طالبة، لكني تبرعت به في صندوق الوقف الجديد. وبعد هذا الإنفاق في سبيل الله بفترة قصيرة أعطتني الجامعة منحة 800 دولار، وهكذا أعطاني الله تعالى أكثر من تضحيتي بكثير.

وهناك أخ من مصر اسمه عبد الرحمن، وقد كتب في يونيو الماضي غالبا: في يوم الجمعة الماضية كانت بحوزتي مئة جنيه مصري، فدفعت خمسين منها للجماعة، واحتفظت بخمسين لنفقات السفر والحاجات الأخرى الضرورية. أنا أقيم بعيدا عن بيتي ومنطقتي حيث لا نصير لي ولا معين إلا الله. في اليوم التالي علمت فجأة أن راتبي الشهري الذي كان يصل متأخرا عادة قد وصل هذه المرة مبكرا وأن علي استلامه في نفس اليوم. لكني ذهبت بعد يومين لاستلامه، فإذ الدولة قد زادت راتبي بنسبة 60 بالمئة. فقررتُ أن أدفع في الجمعة القادمة نصف هذا المبلغ أيضا في سبيل الله. فادع الله تعالى أن يهبني متعة الإنفاق في سبيله.

وكتب أحد المسؤولين في الهند السيد سليم خان: ذهبت في زيارة جماعتنا بسمبرياله في ولاية غجرات، واتصلت بأحد الإخوة بالهاتف وأخبرته أننا سنكون عنده خلال ساعة. ووصلنا إليه بعد ساعة، وبينما كنا نتحدث معه إذ جاء شخصان وتحدثا معه وأخذا ثلاجته وذهبا. فقلت لأخينا ما هذا؟ قال الواقع أنكم قلتم لي إنكم قادمون ولم يكن عندي مال، وكانت هذه الثلاجة في البيت، فبعتها. فقلنا له لم يكن هناك داع لهذه العجلة، ويمكنك استرداد الثلاجة الآن أيضا. قال يستحيل أن يأتينا مندوب المركز ونردّه صفر اليدين، أما الثلاجة فسوف نشتريها ثانية إن شاء الله. بارك الله في مال هذا الأخ. إنه يقيم في بيت مستأجر ويعمل معمارا، لكنه رغم ضيق يده لم يتردد في الإنفاق في سبيل الله تعالى.

وهناك مسؤول آخر في صندوق الوقف الجديد واسمه السيد منور فهو يكتب: ذهبنا لجمع التبرعات إلى أخ في جماعتنا بساندان بولاية اتربرديش، فذكر لنا ضيق يده وقال إن وضعه المالي حرج، فأتوني في الصباح، وسوف أنظر في الأمر. وذهبنا إليه في الغد، فقال لم أستطع تدبير المبلغ.

انظروا الآن كيف يتمتع الصغار بروح عجيبة للتضحية. كانت بنت هذا الأحمدي الصغيرة تسمع قوله على مقربة منه، فجاءت إليه وقالت له: لقد وعدتني وقلت إن البرد يشتد وسوف تشتري لي في الشتاء حذاء، فادفعْ لهم ما وفرتَ لشراء حذائي من المال. ثم أصرّت الفتاة على والدها أن يعطيها هذا المبلغ، فأعطاها إياه، فدفعته كله في صندوق الوقف الجديد، قائلة: أما الحذاء فيمكن أن أشتريه فيما بعد لكن يجب أن تأخذوا التبرع الآن.

لقد أمرت المسؤولين سلفا أن يأخذوا الحيطة في مثل هذه الأسر الفقيرة ولا يأخذوا منهم التبرع وإن أرادوا دفعه، إلا أن بعضهم يصرون على الدفع ويُكرهون المسؤولين على أخذ المبلغ منهم. ومع ذلك يجب على الجماعة رعاية مثل هؤلاء المخلصين بعد ذلك.

ثم هناك مسؤول آخر في الهند اسمه السيد فريد يقول: ذهبت إلى ولاية أتربرديش في جولة لتذكير الإخوة بدفع تبرع الوقف الجديد، فعلمتُ أن في مدينة ميرتهـ أسرةٌ أحمدية انقطعت صلتها عن الجماعة منذ سنوات كثيرة. لما وصلنا إليهم وذكّرناهم بأهمية التضحية المالية قالوا لن ندفع في صندوق الوقف الجديد فحسب بل نريد أن نسهم في دفع التبرعات كلها. فوعد بأنه سيدفع التبرع الإلزامي وفق النسبة المحددة على الدخل، إضافة إلى تبرعات الوقف الجديد والتحريك الجديد والتبرع الذي يدفعه كل أحمدي للمنظمة الفرعية التي هو عضو فيها. ثم دفع 15000 روبية في صندوق الوقف الجديد فورا. وهكذا ببركة صندوق الوقف الجديد تم تواصل عائلة أحمدية منقطعة مع نظام الجماعة. فكما قلت سابقا أيضا مرارا إن التقاعس منا، أي لا يتواصل العاملون مع الأحمديين، وهذا الانقطاع يطول أحيانا. لذا يجب أن ينشط نظام الجماعة بأسره، لكي يكون هناك تواصل مستمر مع أبناء الجماعة.

لقد قدمت لكم بعض الأحداث التي تخبرنا عن التضحيات بالأموال من أجل الدين وفي الوقت نفسه تثبت صدق المسيح الموعود  وأن الجماعة الإسلامية الأحمدية صادقة وأقيمت من الله. نسأل الله تعالى أن يزداد الأحمديون إيمانا وإيقانا وتضحيةً ابتغاء مرضاة الله على الدوام.

الآن سأخبركم بإيجاز عن التضحية التي قدمتْها الجماعة في صندوق الوقف الجديد، وعن ترتيب فروع الجماعة في هذا المجال.

قد انتهت السنة الـ 60 للوقف الجديد في 31 ديسمبر 2017 ومن أول يناير 2018 بدأت السنة الجديدة وهي الـ 61. لقد قدمت فروع الجماعة في العالم كله تضحية 8 ملايين وثمانمائة واثنين وستين ألف جنيه أسترليني في هذا الصندوق وهي تزيد عن السنة الماضية بثمانمائة واثنين وستين ألفا، فالحمد لله على ذلك. ولا تزال باكستان تحتل المركز الأول بين جميع فروع الجماعة.

والجماعات العشرة الأُوَل من البلاد الأخرى غير باكستان من حيث الدفع الإجمالي هي: الأولى: بريطانيا، والثانية: ألمانيا – وهذا على عكس ما كان في التحريك الجديد- والثالثة: أميركا، والرابعة: كندا، والخامسة: الهند، والسادسة: أستراليا، والسابعة: جماعة من الشرق الأوسط، والثامنة: إندونيسيا، والتاسعة: جماعة أخرى من الشرق الأوسط، والعاشرة: غانا. فغانا قد تقدمت كثيرا هذا العام.

والبلاد التي رفعت تبرعاتها من حيث العملة المحلية فكندا تحتل المركز الأول منها وهي سجلت زيادة ملحوظة، والبلاد التي سجلت إضافة ملحوظة في هذا المجال من الدول الإفريقية فنيجيريا رفعت تبرعاتها بنسبة 83% ومالي 55% وسيراليون 45% والكاميرون أيضا 45% وغانا 24% أي هم جمعوا التبرعات أكثر من السنة الماضية بهذه النسبة.

والأصل أن يزداد عدد المشتركين، ومن فضل الله  قد اشترك في صندوق الوقف الجديد بفضل الله أكثر من مليون وستمائة ألف متبرع. ومائتان وثمانية وستون ألفا منهم متبرعون جدد. والبلاد التي حصل فيها هذا التزايد في المشتركين فالأول منها نيجيريا ثم سيراليون ثم النيجر ثم بنين ثم مالي ثم الكاميرون ثم ساحل العاج ثم السنغال ثم بوركينافاسو ثم غامبيا ثم غينيا بيساو ثم كينيا ثم تنـزانيا ثم زمبابوي. فهذه البلاد سجلت إضافة ملحوظة.

لصندوق الوقف الجديد قسمان هما المتبرعون البالغون، والمتبرعون الأطفال. وفي قسم الأطفال كان في الماضي نشاط في باكستان وكندا فقط وفي هذا العام انضمت إليهما أستراليا أيضا.

أما في تبرع البالغين فتحتل لاهور المركز الأول من بين فروع الجماعة في باكستان كلها، ثم ربوة ثم كراتشي. وبعدها تأتي محافظة إسلام آباد ثم راولبندي ثم غوجرانواله ثم سرغودها، ثم غجرات، ثم عمركوت ثم حيدر آباد ثم ميربورخاص ثم ديره غازيخان ثم كوتلي في كشمير الحرة ثم كويتة.

والجماعات العشرة الأُول من حيث الدفع الإجمالي في باكستان هي مدينة إسلام آباد، تاون شِب، غُلشن إقبال كراتشي، سمن آباد لاهور، مدينة راولبندي، عزيز آباد كراتشي، دلهي غيت لاهور، مغلبوره لاهور، مدينة سرغودها، ومدينة ديره غازيخان.

أما في مكتب الأطفال فتحتل لاهورُ المركز الأول ثم كراتشي ثم ربوة. أما مراكز المحافظات في هذا القسم فالأول هي سرغودها، والثانية راولبندي، والثالثة غجرات، والرابعة فيصل آباد، والخامسة حيدر آباد، والسادسة نارووال، والسابعة ديره غازيخان، والثامنة كوتلي في الكشمير الحرة، والتاسعة شيخوبوره، والعاشرة بَدِين.

أما بالنسبة إلى الدفع الإجمالي فإن الجماعات العشرة الكبيرة في بريطانيا هي ووستر بارك، مسجد الفضل، وبرمنغهم ساوث، جلنغهام، برمنغهام ويست، نيو مولدن، غلاسغو، إسلام آباد، بتني، هيز.

ومن حيث المناطق فالأول هو لندن B، ثم لندن A، ثم مِدليندز، ثم نارث إيست، ثم مِدل سيكس، ثم ساوث لندن، ثم إسلام آباد، ثم إيست لندن، ثم نارث ويست، ثم هرتس هاردفورد شاير ثم سكوتلندا.

وترتيب الفروع العشرة الأُوَل في أميركا هو كالتالي: سليكون فالي، سياتل، ديترويت، سِلور سبرنغ، سنترال فرجينيا، بوستن، لوس أنجلوس إيست، ثم دالاس، ثم هيوستن نورث، ثم أورال.

أما ترتيب الإمارات المحلية الخمس الأُوَل في ألمانيا من حيث الدفع الإجمالي فهو كما يلي: الجماعة الأولى هي جماعة هامبورغ، ثم فرانكفورت، ثم وِيزبادن، ثم غروس غيراو، ثم مورفلدن والدورف.

وترتيب الجماعات العشرة من حيث الدفع الإجمالي في ألمانيا هو: روئيدر مارك، نوئيس، مهدي آباد، نيدا، فريدبورغ، كوبلنـز، فلوريس هايم، واين غارتن، بينا بورغ، لانغن. والولايات الخمس الأولى في كندا هي: وان، ثم كالغري، ثم قرية السلام، ثم بريمتون، ثم فانكوفر، ثم مسيساغا.

وترتيب الجماعات العشرة الكبيرة الأُوَل هو كما يلي: الجماعة الأولى هي دَرهم، ثم أدمنتون ويست، ثم سسكاتاون ساوث، ثم وِندسر، ثم برادفورد، ثم سسكاتاون نورث، ثم مونتريال ويست، ثم لايد منستر، ثم أدمنتون إيست، ثم إيبد فورد.

خمس جماعات في كندا في مكتب الأطفال هي: جماعة دَرهم تحتل المرتبة الأولى ثم برادفورد، ثم سسكاتاون ساؤث، ثم سسكاتاون نورث، ثم لايد منستر.

والإمارات الخمسة الأُوَل من حيث مكتب الأطفال في كندا هي: قرية السلام، ثم كالغري، ثم وان، ثم فانكوفر، ثم ويسترن.

ترتيب الولايات في الهند من حيث الدفع الإجمالي هو: محافظة كيراله تحتل المرتبة الأولى وتليها جامون وكشمير، ثم تلنغانه، ثم كرناتكا، ثم تامل نادُو، ثم أُريسه، ثم ويست بنغال، ثم البنجاب، ثم اُتّربرديش، ثم مهاراشتر.

أما الفروع العشرة الأُوَل في الهند فهي: تحتل جماعة كاليكت، ثم حيدر آباد، ثم باتا بريام، ثم قاديان، ثم كالكوتا، ثم بنغلور، ثم كانول تاون، ثم بنغادي، ثم كيرولائي ثم كارونا غابلي. وترتيب فروع الجماعة في أستراليا هو: كاسل هِل، ثم برزبن لوغان، ثم مازدن بارك، ثم ملبورن لانغ وارن، ثم بيروك، ثم بيزث، ثم بلمتون، ثم بليك تاون، ثم أيديليد ساوث، ثم كانبرا. والجماعات العشرة في مكتب الأطفال في أستراليا هي: برزبن لوغان، ثم بيزث، ثم برزبن ساوث، ثم ملبورن، بيروك، أيديليد ساوث، ملبورن لانغ وارن، بلمتون، كاسل هل، مازدن بارك، ماونت درايت.

نسأل الله  أن يبارك في أموال جميع الـمُضحِّين ونفوسهم بركاتٍ لا حصر لها، ويزيدهم إيمانا وإخلاصا، وأن يجعل كل واحد منهم يبتغي رضوان الله  في قوله وفعْله.

والآن بعد صلاتَي الجمعة والعصر سأصلي صلاة الحاضر على المرحوم العزيز علي غوهر منور ابن السيد وجيه منور المحترم من آلدرشوت في بريطانيا، فقد توفي في حادث مرور في 23/12/2017 قرب مدينة كولون خلال رحلته إلى ألمانيا، إذ تمزق الإطار الخارجي لسيارته التي كانت تسوقها والدتُه. كان عمره خمس سنوات، إنا لله وإنا إليه راجعون. وكان المرحوم من المنذورين من قبل أبويه للجماعة. كان جدُّه منور حفيظ المحترم من نارووال. وكان قد سمى حفيده باسم والد جده حضرة علي غوهر المحترم الذي كان من صحابة المسيح الموعود  وكان أول أحمدي في عائلته، أما جدُّ المرحوم من قبل أمه السيد محمد عزيز المحترم فكان من حيدر آباد دكن. والدة المرحوم علي السيدة نصرت جهان تعمل ضمن الفريق المترجم والملخِّص لرسائلي الإنجليزية. وهي التي كانت تسوق السيارة عند وقوع الحادثة، وكانت أمُّها أيضا تجلس بجنبها وهي أصيبت بجروح وتعالَج في المستشفى، شفاها الله ومتَّعها بالصحة والعافية وألْهم والدَي المرحوم الصبر والسلوان، فقد تحمَّلا الصدمة بكل صبر وخاصة أمَّ المرحوم. أما المرحوم فالأولاد هم أبرياء ومن المؤكد أن الله  يُدخلهم الجنة فورا، ونسأل الله  أن يوفق الوالدين ويهب لهما نعم البديل. فبعد الصلاة كما قلت سابقا سأصلي الجنازة، وبما أن الجثمان موجود هنا لذا سوف أخرج من هنا، أما أنتم فسوف تشاركون في الجنازة هنا.

About الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز

حضرة أمير المؤمنين الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز ولد حضرته في الخامس عشر من أيلول 1950 في مدينة (ربوة) في الباكستان. هو حفيد لمرزا شريف أحمد نجل المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام. أنهى حضرته دراسته الابتدائية في مدرسة تعليم الإسلام في مدينة (ربوة) وحصل على درجة البكالوريوس من كلية “تعليم الإسلام” في نفس المدينة. ثم حصل حضرته على درجة الاختصاص في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة في مدينة (فيصل آباد) في الباكستان وذلك في عام 1976م.

View all posts by الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز