خطبة الجمعة

التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام

يوم 2/2/2018

*****

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين. آمين. ]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * حم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ[ (غافر: 1-4)

]اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (البقرة: 255)

في هذه الآيات ذكرت بعض صفات الله I وشأنه وعظمته، وعن أهمية هذه الآيات نجد في الأحاديث قول النبي r فقد روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r مَنْ قَرَأَ حم الْمُؤْمِنَ إِلَى ]إِلَيْهِ الْمَصِيرُ[ وَآيَةَ الْكُرْسِيِّ حِينَ يُصْبِحُ حُفِظَ بِهِمَا حَتَّى يُمْسِيَ وَمَنْ قَرَأَهُمَا حِينَ يُمْسِي حُفِظَ بِهِمَا حَتَّى يُصْبِحَ.  (الترمذي)

حم في هذه السورة هي الآية الثانية والأولى هي بسم الله الرحمن الرحيم، وسمعتم في الترجمة معنى الرحمن الرحيم، وحم من المقطعات، والمراد منها حميد ومجيد. فالحميد هو الجدير بالحمد والذي يليق به الحمد الحقيقي، أي أن الله هو صاحب الحمد.

يقول سيدنا المسيح الموعود u مفسِّرا كلمة الحمد:

اعلمْ أن الحمد ثناءٌ على الفعل الجميل لمن يستحق الثناء، ومدحٌ لمنعِمٍ أنعمَ من الإرادة وأحسنَ كيف شاء. ولا يتحقق حقيقةُ الحمد كما هو حقُّه إلا للذي هو مَبْدَءٌ لجميع الفيوض والأنوار، ومُحسِنٌ على وجه البصيرة، لا مِن غير الشعور ولا من الاضطرار، (أي إنما يستحق الحمد الحقيقي مَن يحسن مِن غير الاضطرار، ويستمر في الإحسان) فلا يوجد هذا المعنى إلا في الله الخبير البصير، وإنه هو المحسن ومِنْه المِننُ كلها في الأول والأخير، وله الحمد في هذه الدار وتلك الدار، وإليه يرجع كلُّ حمد يُنسَب إلى الأغيار.

أي إذا كان غيرُه يُحمَد فإنما الفيضُ الإلهي جعله جديرا بالحمد أو مكَّنه من عمل يُحمَد عليه، إذ قد وفقه الله I لعمل أكسبَه الحمد.

وضَّح حضرته كلمة الحمد أكثر فقال: ]الْحَمْدُ للهِ[ هو الثناء باللسان على الجميل للمقتدر النبيل على قصد التبجيل، والكامل التام من إفراده مختصٌّ بالرب الجليل، وكل حمدٍ من الكثير والقليل، يرجع إلى ربنا الذي هو هادي الضال ومُعِز الذليل، وهو محمود المحمودين.

أي أن الذين هم يجدرون بالحمد والثناء هم كلُّهم يحمدونه.

ثم قال موضِّحا كلمة الحمد أكثر: وفي لفظ “الحمد” إشارة أخرى وهي أن الله تبارك وتعالى يقول أيها العباد اعرفوني بصفاتي، وتعرّفوني بكمالاتي، فإني لست كالناقصين، بل يزيد حمدي على إطراء الحامدين، ولن تجد محامدَ لا في السماوات ولا في الأرضين إلا وتجدها في وجهي، وإن أردتَ إحصاء محامدي فلن تحصيها، وإن فكّرتَ بشقّ نفسك وكلفت فيها كالمستغرقين. فانظر هل ترى مِن حمد لا يوجد في ذاتي؟ وهل تجد من كمال بُعِّدَ مني ومن حضرتي؟ فإن زعمت كذلك فما عرفتني وأنت من قوم عمين. بل إنني أُعرَف بمحامدي وكمالاتي، ويُرَى وابلي بسُحُبِ بركاتي، فالذين حسبوني مستجمِعَ جميعِ صفات كاملة وكمالات شاملة، وما وجدوا من كمال وما رأوا من جلال إلى جولانِ خيال، إلا ونسبوها إليَّ، وعزوا إليّ كل عظمة ظهرت في عقولهم وأنظارهم، وكلَّ قدرة تراءت أمام أفكارهم، فهم قوم يمشون على طرق معرفتي، والحق معهم وأولئك من الفائزين.

فقوموا، عافاكم الله، واستقرِئوا محامده عزَّ اسمه، وانظروا وأمعِنوا فيها كالأكياس والمتفكرين. (أي تدبروا فيها، فبإدراك صفة الحميد يمكن إدراكُ سائر الصفات) واستفيضوا واستشِفّوا أنظاركم إلى كل جهة كمال وتَحسَّسوا منه في قَيْض العالم ومُحِّه، كما يتحسس الحريص أمانيه بشُحّه، فإذا وجدتم كماله التام وريّاه، فإذا هو إيّاه، وهذا سرّ لا يبدو إلا على المسترشدين.

فذلكم ربكم ومولاكم الكامل المستجمِع لجميع الصفات الكاملة، والمحامد التامة الشاملة.

فهذا هو الإدراك الذي يجب أن يكون لدينا لصفة الله الحميد، لكي نتمكن من معرفة سائر صفات الله I.

ثم يقول الله I إنه مجيد أي ذو المجد والجلال، وهذا المجد ليس ذلك الذي يوصف به الصالح أو الكبير في السن في لغتنا. بل المراد من مجد الله I أنه جدير بالحمد العظيم وعليٌّ، ولا أحد غيره يرتقي إلى مجده. الذي لا حدود لفيوضه، والذي لا ينقطع عن العطاء ولا يمل ولا يكلّ. فعند قراءة هذه الآية يجب أن تكون في بالنا هذه المعاني للحميد والمجيد.

ثم قال إنه عزيز أي صاحب القدرات، وأقوى الأقوياء، الذي من المستحيل هزيمته. فله العزة كلها، ولا تحدّ عظمته بحدود، وهو غالب على كل شيء، وليس كمثله شيء، فهذه هي معاني العزيز.

ثم قال هو العليم، أي هو عالِم بكل شيء، ولا يخفى عليه ما حدث في الماضي وما سيحدث في المستقبل، وعلْمه يحيط بكل شيء إحاطة كاملة. فهذا هو الإله الذي أنزل هذا الكتاب أي القرآن الكريم، والشريعة الأخيرة. فقد هيأ فيه علمَ كل حاجة في كل عصر، والآن كل نوع من الحماية والغلبة ستتحقق نتيجة العمل به حقيقةً.

ثم قال إنه غافر الذنب، لذا ينبغي أن يُطلب منه غفران الذنوب إنابةً إليه، فقد وضَّح سيدنا المسيح الموعود u هذا الموضوع كثيرا، أنه يجب الدوام على الاستغفار، فقد قال في موضع:

النور الذي يُوهب للإنسان مؤقت. (أي أيّ نور ديني أو روحاني يناله الإنسان مؤقتٌ) والإنسان بحاجة إلى الاستغفار لكي يرافقه ذلك النور دائما. والسبب وراء استغفار الأنبياء هو أنهم يكونون مطّلعين على هذه الأمور ويخافون دائما أن يُنـزَع منهم رداء النور الذي أُوتوه.

.. إن معنى الاستغفار أن يحفَظ المرء النور الذي حازه من الله تعالى بل يستزيد منه. ومن وسائل الحصول عليه الصلوات الخمسة أيضا، (فالصلاة أيضا وسيلة للفوز بالمغفرة والنور، لأن المرء يستغفر في الصلاة أيضا) ليلتمس المُصلي ذلك النور من الله كل يوم بكشف قلبه أمامه I. من كان ذا بصيرة يدرك أن الصلاة معراج، والصلاة هي الدعاء المليء بالتضرع والابتهال الذي به يستطيع أن يُشفى من الأمراض.

أيْ ثمة حاجة للأدعية للنجاة من كل أنواع الأمراض الروحية والجسدية، وللأدعية لا بد من الاستغفار، والصلاة أيضا جزء منه، فحين أوصى النبي r بقراءة هذه الآيات فهذا لا يعني أن مجرد القراءة تُغني عن العمل بل لا بد من تحسين الحالة العملية والتوجُّهِ إلى الاستغفار والحفاظ على الصلوات حتى نكون محفوظين. قال حضرته u في مناسبة وهو يفسر الاستغفار:

“إنما معنى الاستغفار هو ألا يصدر أي ذنب في الظاهر، وألا تظهر قوة على الذنوب. (أيْ لا تنشأ فرصة وقوة يمكن أن يصدر منها الذنوب) هذه هي حقيقة استغفار الأنبياء أنهم معصومون أصلا ولكن يستغفرون كيلا تظهر تلك القوة للعيان في المستقبل. أما لعامة الناس فيُستنتَج منه معنى آخر أيضا وهو أن ينقذ الله من النتائج السيئة لجرائم وذنوب صدرت من قبل، وأن يغفرها وينقذ من صدورها في المستقبل.

على أية حال، لا بد للإنسان من أن يستمر في الاستغفار. البلايا المتنوعة التي تنزل في الدنيا مثل القحط وغيره يكون المراد منها أن يتوجه الناس إلى الاستغفار. (فالإنسان حين يُحاط بالمصائب، والأحمديون الذين يواجهون المصائب فعليهم أن يتوجهوا إلى الأدعية والاستغفار) ولكن ليس المراد منه أن يردّد المرء: أستغفر الله.. أستغفر الله.. باللسان فقط، بل الحق أن حقيقة الاستغفار ظلت خافية على الناس لكون الكلمة من لغة أجنبية. كان العرب يفهمون هذه الأمور جيدا، أما في بلادنا فقد بقي كثير من الحقائق خافيا على الناس بسبب العجمة. هناك أناس كثيرون يقولون بأننا استغفرنا كذا وكذا مرة، سبّحنا مئة مرة أو ألف مرة ولكن لو سألتَهم المراد من الاستغفار أو معناه لاحتاروا حيرة ما بعدها حيرة. على الإنسان أن يستمر في الاستغفار في قلبه بصورة حقيقية كيلا يواجه مغبَّة ما صدر منه من المعاصي والجرائم، وليطلب العون من الله دائما أن يوفّقه للأعمال الصالحة في المستقبل وينقذه من المعصية.

اعلموا جيدا أن الكلمات وحدها لا تنفع. يمكنكم الاستغفار في لغتكم أيضا ليغفر الله الذنوب السابقة وينقذ منها في المستقبل ويوفق للحسنات، هذا هو الاستغفار الحقيقي، فلا حاجة أن يردد الإنسان “أستغفر الله، أستغفر الله” بلسانه فقط ويبقى القلب غافلا. (إن لم يُنشئ في القلب الاستغفارُ لينا ورقة وحماسا وخشية الله وخوفه فلا فائدة له، يجب أن ينشأ في القلب حماسٌ)

اعلموا أنه لا يصل إلى الله إلا ما يصدر من القلب، لذا يجب أن تدعوا في لغتكم كثيرا لأن ذلك يؤثر في القلب. لا شك أن اللسان يشهد على القلب فقط ولكن إذا نشأ الحماس في القلب ورافقه اللسان أيضا فبها، وإلا فالأدعية باللسان فقط دون مرافقة القلب عابثة لأن الدعاء الحقيقي ما كان نابعا من القلب. إذا استمر الإنسانُ في الدعاء في قلبه قبل حلول البلاء واستغفر الله لوجده رحيما وكريما وزال البلاء. (وليس أن يدعو حين تنزل المصيبة ويحل البلاء، بل يجب أن يدعو قبل ذلك لكي يُزيل الله تعالى البلاء برحمته وكرمه) ولكن عندما ينزل فلا يزول. لذا يجب أن يستمر المرء في الدعاء ويستغفر كثيرا قبل حلول البلاء، هكذا يحميه الله تعالى عند البلاء.

يجب على أفراد جماعتنا أن يقوموا بما يميزهم عن غيرهم. فإذا بايع أحد ولم يعمل بما يميزه، وكان يعامل زوجته كما كان يعاملها من قبل، ويعامل عياله وأطفاله كما سبق، فهذا ليس جيدا. فإذا بقي سوء الخلق وسوء السلوك جاريا بعد البيعة أيضا كما كان قبلها فما الفائدة من البيعة؟ يجب على المبايع أن يصير نموذجا للأغيار وأقاربه وجيرانه حتى يقولوا عفويا إنه لم يعُد كما كان من قبلُ.

تذكروا جيدا أنكم إذا عملتم بإمحاض القلب والنية لأثر رُعبكم في الآخرين حتما. كما كان رُعب النبي r عظيما. ذات مرة ظنّ الكفار أنه r سيدعو عليهم، فجاءه الكفار مجتمعين والتمسوا منه ألا يدعو عليهم. لا شك أن للصادق رعبا حتما. يجب على المرء أن يعمل بكل صفاء ونزاهة ولوجه الله فقط فسيؤثر تأثيركم ورُعبكم في الآخرين حتما. (الملفوظات، ج3)

فثمّة حاجة إلى القيام بالاستغفار وإلى فهم روحه، فإن الذكر الإلهي والأدعية إنما تنفع المرء لو سعى معها لتحسين حالته العملية. يطلب بعضُ الناس أن يـُخبَروا بدعاء صغير يرددونه دوما فليعلموا أن الأدعية الصغيرة أيضا لن تنفعهم ما لم يؤدوا الفرائض، فصلوا الصلوات في وقتها وبالمواظبة والاهتمام والشوق، حينها يمكن أن تفيدكم أذكاركم.

ثم وردت هنا صفة الله تعالى أنه قابل التوب، والمراد من التوبة هو أن يرجع المرء إلى الله تعالى مستعفيا إياه من الذنوب، فحين يأتي المرء إلى الله تعالى قاطعا العهد أنه لن يرتكب الذنوب في المستقبل وسيسعى دوما لاجتناب الذنوب فيقبل الله تعالى توبة من أتاه بهذه العاطفة والإرادة. قد بيّن المسيح الموعود u هذا المضمون في موضع كالتالي:

“وما أدراكم ما هذا اليوم الذي هو أفضل وأكثر بركة من يوم الجمعة والعيدين أيضا؟ أنا أخبركم أن ذلك اليوم هو يوم توبة الإنسان الذي هو أفضل من كل هذه الأيام ويفوق الأعياد كلها؟ لماذا؟ لأن في ذلك اليوم تُغسل قائمة أعمال الإنسان التي تقرِّبه إلى الجحيم رويدا رويدا وتجره إلى غضب الله خفية، فتُغفر له ذنوبه. أيّ يوم يمكن أن يكون أكثر سعادة وعيدا للإنسان من الذي ينجيه من الجحيم الأبدية وغضب الله الأبدي؟ المذنب التائب الذي كان بعيدا عن الله من قبل وكان محل غضب الله يقترب الآن منه رويدا رويدا ويُبعَد من الجحيم والعذاب كما يقول الله تعالى: ]إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ[ (البقرة: 223)

لا يتبين من هذه الآية فقط أن الله يحب التوابين بل يثبت أيضا أن التزكية والطهارة الحقيقيتَين شرط مع التوبة الحقيقية، (التوبة الحقيقية ما تلزمه الطهارة الحقيقية، يعتزم المرء ألا يعصي في المستقبل، وإلا لن تُقبل التوبة من دون التزكية والطهارة.) قال u: والتخلي عن كل نجاسة وقذارة أيضا شرط، وإلا فإن مجرد ترديد كلمة التوبة لا ينفع شيئا. فاليوم الذي يكون مباركا يتوب الإنسان فيه من السيئات ويعقد عقد الصلح الصادق مع الله تعالى ويخضع رأسه أمام أوامره فلا شك أنه يُنقذ من العذاب الذي كان يُعَد له خفية نتيجة أعماله السيئة. وبذلك ينال كل ما لم يكن يتوقعه.

يمكنكم أن تقدِّروا بأنفسكم كم سيفرح المرء إذا نال مطلوبه بعد أن يئس وقنط تماما من نيله. لا شك أن قلبه سينال حياة جديدة لذلك ذُكر هذا الأمر في الأحاديث. يتبين من الأحاديث والكتب السابقة أن الإنسان عندما يخرج عن موت الذنوب وينال حياة جديدة بواسطة التوبة يفرح الله بحياته. لا شك أن هذا الأمر مدعاة للسعادة في الحقيقة أن يرجع الإنسان إلى الله تعالى دفعة واحدة تائبا من السيئات والمنكرات كلها التي كانت سببا للبُعد والهجران، بعدما كان يرزح تحت الذنوب وكان هلاكه وموته يقاربه من كل حدب وصوب، وكان عذاب الله جاهزا لأن يأكله. إن ذلك الوقت هو وقت فرحة الله ويفرح الملائكة أيضا في السماء لأن الله تعالى لا يريد أن يهلك ويُدمَّر عبد من عباده بل يريد أن يدخل عبده في الأمن بالتوبة إذا صدر منه ذنب أو ضعف.

فاعلموا أن اليوم الذي يتوب فيه الإنسان من ذنوبه مبارك جدا وأفضل من الأيام كلها لأنه ينال فيه حياة جديدة ويقرَّب إلى الله تعالى. فمن هذا المنطلق إن هذا اليوم أي يوم البيعة (الذي قد أقرّ أكثركم: أتوب اليوم من ذنوبي كلها وسأجتنبها في المستقبل بقدر استطاعتي وفهمي) لهو يوم التوبة، وأنا واثق بحسب وعد الله تعالى أن كل مَن تاب بصدق القلب فقد غُفر له ما تقدّم من ذنبه وينطبق عليه: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”، فيمكننا القول عنه بأن لا ذنب له الآن. غير أنني أكرر وأقول بأن الشرط لذلك هو أن يتقدم المرء إلى الطهارة الحقيقية والصادقة وألا تكون التوبة مقتصرة على الكلمات فقط بل يجب أن يرافقها العمل. إن مغفرة ذنوب أحد ليس بأمر هيّن بل هو أمر عظيم.

ترون أنه إذا صدر من أحد خطأ أو تقصير بسيط بحق أحد يستمر البُغض والضغينة تجاهه أحيانا إلى عدة أجيال ويتحين الفريق الثاني الفرص نسلا بعد نسل لينتقم من خصمه، ولكن الله رحيم وكريم جدا وليس قاسي القلب مثل الإنسان الذي لا ينسى الانتقام من المذنب بحقه إلى عدة أجيال ويريد أن يدمِّره، ولكن ذلك الرحيم والكريم يغفر عن ذنوب سبعين عاما بحرف واحد وفي لمح البصر. لا تظنوا أنه لا فائدة من تلك المغفرة. كلا، بل إنها نافعة ومفيدة ويشعر بها جيدًا الذين يتوبون بصدق القلب.”

فهذه هي التوبة الحقيقية التي تكفل للمرء الحفظ والأمان، فإن لم يحظ الإنسان بهذه الحالة فليتذكر بأن الله تعالى شديد العقاب أيضا، يعني عندما لا يبالي الإنسان بأوامر الله تعالى فإنه يعاقبه أيضا.

ثم قال بأنه “ذي الطول” أيضا، أي أنه كثير العطاء وكثير النفع ولا نهاية لعطائه ولا حدّ يحدّ نواله، لأنه يملك القدرة كلها ويقدر على عطاء كل شيء، وخزائنه غير محدودة.

يقول الله تعالى بأنكم إذا تذكرتم دومًا صفاتي هذه فستستفيضون بها، فإنه ذلك الإله الذي لا إله غيره وهو يملك القوة والقدرة كلها ونحن راجعون إليه في حياتنا الدنيوية وبعد مماتنا في الآخرة أيضا. فإن ظل هذا الإحساس ينتاب الإنسان بأنه في نهاية المطاف سيرجع إلى الله فلا بد أن يظل مركّزًا على كسب الحسنات والعمل بأوامر الله تعالى، وهذه هي الحالة التي يضمن له الله تعالى فيها الحفظ والأمان.

والآية الثانية هي آية الكرسي التي وجهنا النبي صلى الله عليه وسلم إليها مرة كما ورد في رواية عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ. (الترمذي، فضائل القرآن)

يقول المسيح الموعود عليه السلام في شرح هذه الآية: ]اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ[

أي إنه وحده إله ولا إله إلا هو، إنه حياة كل نفس وروحه، وهو سند للجميع.

والترجمة الحرفية لهذه الآية هي: إنه إله حي بذاته وإله قائم بذاته. فلما كان هو الحي وحده، وهو قائم بذاته اتضح جليا أن كل من نراه حيًّا سواه فإنه ينال حياته من هذا الإله الحي، وكل من هو قائم في الأرض والسماء لهو قائم بواسطة هذا الإله القائم بذاته.

ثم يقول حضرته موضّحًا أكثر:

“ليكن معلوما أن القرآن الكريم قد ذكر لله تعالى اسمين اثنين وهما: الحيّ والقيوم. المراد من الحي هو الذي حيٌّ بنفسه ويهب الحياة للآخرين. ومعنى القيوم هو الذي قائم بذاته وسبب لقيام الآخرين. إن بقاء كل شيء الظاهريَّ والباطني وحياته إنما هو ببركة هاتين الصفتين. إن صفة “الحي” تقتضي أن يُعبد الله وحده (وهذا الأمر جدير بالاهتمام وهو أن لفظ الحيّ يقتضي أن يُعبَد هذا الإله) ومظهره في سورة الفاتحة هو “إياك نعبد”. وصفة القيوم تقتضي أن يُطلب السند منه، وقد ذُكر هذا المفهوم بجملة: “إياك نستعين”. (فإذا كنا نريد الحياة روحانيا ونستفيد بصفة الله الحي فلا بد أن نعبد الله تعالى ولا بد أن نستعين به من أجل عبادته حتى يوفقنا لنكون عابدين له كاملين.)

قال حضرته: إن كلمة “الحي” تقتضي العبادة لأنه خلق كل شيء ولم يتركه وشأنه بعد الخلق. فمثلا لو بنى البنّاء بناية، ثم مات لما تضررت البناية شيئا، (إنْ مات منشئ البناء ما أضر موتُه شيئا بالبناء وما تغير فيه شيء بسبب موته)  ولكن الإنسان بحاجة دائمة إلى الله تعالى، لذا لا بد من أن يستعين بالله تعالى باستمرار وهذا هو الاستغفار بعينه. (الحكم، مجلد6، رقم10، عدد 17/ 3/1902م، ص 5)

لقد سلطتُ الضوء على موضوع الاستغفار قبل هذا وهو أنه لا بد من الاستغفار من أجل مواصلة الاستفاضة بنور فيوض الله تعالى، وإن مثل هذا الاستغفار عبادة وبه يوهب الإنسان قوة.

لقد تضمنت آية الكرسي موضوع الشفاعة وتناول حضرته عليه السلام شرح هذه النكتة فقال بأن كل إنسان إذا دعا للآخر فهو أيضا نوع من الشفاعة، ويجب أن يدأب الإنسان على التحلي بهذه الصفة دوما. قال حضرته بأنه لا يمكن الشفاعة بدون إذن الله: يقول الله تعالى: معنى الشفاعة بحسب القرآن الكريم هو أن يدعو المرء لأخيه ليتحقق مرامه أو يُرفع عنه البلاء. (أي يتحقق المراد الذي من أجله طلب الدعاء من أحد، وإن كانت مصيبة أو بلاء فيزول) يأمر القرآن الكريم أن مَن كان خاضعا لله أكثر فليدعُ لأخيه الضعيف نسبيا لينال الأخير أيضا المرتبة نفسها، هذه هي حقيقة الشفاعة. فمما لا شك فيه أننا ندعو لإخواننا أن يهبهم الله تعالى القوة ويرفع عنهم البلايا، وهذا نوع من المواساة لهم.

ثم قال حضرته: “ولما كان الناس كلهم كجسد واحد فقد علّمنا الله تعالى مرارا وتكرارا بأن قبول الشفاعة هو في يد الله ولكن عليكم أن تداوموا على الشفاعة لإخوتكم أي استمرّوا في الدعاء لهم، ولا تتوقفوا عن الشفاعة، أي مِن الدعاء النابع عن المواساة؛ لأن لبعضكم حقا على بعضكم. (أي إن الدعاء لبعضكم البعض حق عليكم)

إن كلمة الشفاعة مستمدة من “شفع”، والشفْع تعني الزوج وهو خلاف الوِتر. فيُسمّى الإنسان شفيعا حين يصبح زوجًا لغيره بكمال المواساة ويفْنى فيه، ويسأل لغيره العافية كما يسألها لنفسه. وجدير بالذكر أنه لا يكتمل دين أحد ما لم تتولد فيه المواساة على سبيل الشفاعة، بل الحق أن للدين جزأين كاملَين فحسب، أحدهما حب الله والثاني حب البشر لدرجة أن يعُدّ المرءُ مصيبتهم كمصيبته، وأن يدعو لهم، الأمر الذي يسمَّى الشفاعة بتعبير آخر.”

إذا جعلنا هذه النكتة نصب أعيننا أثناء قراءتنا لآية الكرسي فستجيش فينا مشاعر المواساة تجاه بني البشر، وعندما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بقراءتها فكأنه أوصانا بإقامة علاقات المواساة فيما بيننا بوجه خاص ووجَّهنا إلى إقامة هذه العلاقات مع العامة بوجه عام، أي ينبغي أن تكون في قلوبنا عاطفة المواساة تجاه الجميع. ولكن من سوء الحظ أصبح المسلمون اليوم متعطشين لدماء بعضهم البعض، في حين أنهم يدعون بأنهم يعملون بالقرآن الكريم والحديث النبوي.

على أية حال ينبغي التذكر بأن الله تعالى قد أعطى حق الشفاعة الحقيقية للنبي صلى الله عليه وسلم ولقد رأينا مشاهد هذه الشفاعة في حياته. يذكر المسيح الموعود عليه السلام هذا الأمر فيقول:

“لا يثبت كون أحد شفيعا في الآخرة إلا الذي أبدى نموذج الشفاعة في الدنيا أيضا. فعندما ننظر إلى موسى من هذا المنطلق يثبت كونه شفيعا لأنه أزال بدعائه أكثر من مرة عذابا موشك الحلول، وهذا ما تشهد به التوراة. وكذلك حين ننظر إلى سيدنا محمد المصطفى – صلى الله عليه وسلم – من هذا المنطلق يتبين كونه شفيعا كأجلى البديهيات (أي يتضح ذلك بشكل واضح جلي) لأن من تأثير شفاعته رُفع صحابته المساكين إلى العروش.

كان من تأثير شفاعته r فقط أن هؤلاء القوم – رغم عيشهم في الوثنية والشرك – أصبحوا موحِّدين لم يسبق لهم نظير في زمن من الأزمنة. كذلك من تأثير شفاعته r وحدها أن أتباعه لا يزالون يتلقون وحيًا صادقا من الله تعالى حتى الآن. ولكن أنَّى وأين تتحقق كل هذه الأمور في المسيح ابن مريم.

أية شهادة أكبر على شفاعة سيدنا ومولانا محمد المصطفى r من أننا نجد بواسطته ما لا يمكن أن يجده أعداؤنا. أما إذا أراد معارضونا اختبار ذلك فيمكن البتُّ في الموضوع في غضون بضعة أيام.”

لقد ذُكرت في نهاية آية الكرسي صفتين لله تعالى وهما: “العلي العظيم”. أي ليس هناك أيّ وجود أعلى منه شأنا وهو مالك الأرض والسماء وهو “العظيم”. إن عظمته U قد وصلت مرتبة لا يمكن أن يصلها أحد، كما أن عظمته تحيط بكل شيء ولا يخرج عن إحاطته شيء. هذا هو معنى كونه العلي العظيم.

يقول المسيح الموعود u شارحا الجزء الأخير من آية الكرسي:

“هناك آية عن كرسي الله تعالى وهي: ]وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ[ أي أن الله تعالى لا يتعب بحمل السماوات والأرض اللتين يسعهما كرسيه، وهو العليّ، لا يصل كنهه عقلٌ، وهو العظيم فكل شيء أمام عظمته تافه. هذا هو ذكر الكرسي وهو استعارة فقط أُريدَ بها البيان أن السماوات والأرض تحت تصرف الله، ومقامه أبعد منها جميعا ولا تحُدّ عظمتَه حدودٌ.”

فهذا هو الإله العظيم الذي لا شاطئ لعظمته ولا حدود لها، وهي محيطة بكل شيء. عندما يقرأ الإنسان هذه الآيات بعد فهم محتواها عندها سيحتضنه الله تعالى ويحميه بحمايته. فعندما يحاول الإنسان اللجوء إلى حماية الله تعالى يسعى جاهدا في الوقت نفسه أن يؤدي حقوق الله وحقوق العباد، وهذا ما يتحتم عليه فعله، ففي هذه الحالة يحميه الله تعالى باستمرار.

لقد أمرنا النبي r أن نقرأ هذه الآيات واضعين الأمور المذكورة في الحسبان، ومن فعل ذلك حظي بحماية الله تعالى. ولكن يجب أن يكون معلوما أن قراءة الآيات باللسان فقط لا يكفي بل يجب على الإنسان أن يتأمل في مضمونها ويعمل بما جاء فيها، ويدرك مفهومها الذي بيّنه رسول الله r وشرحه القرآن الكريم في عدة أماكن ثم فصّله لنا سيدنا المسيح الموعود u. وإذا عمل المرء بمضمون هذه الآيات سيكون في حماية الله تعالى بفضله ورحمته. ندعو الله تعالى أن يوفقنا لقضاء حياتنا بحسب ذلك.

بعد الصلاة سأصلّي صلاة الجنازة على المرحومة “عابدة بيغم” زوجة الأستاذ عبد القادر داهري من مدينة نوابشاه بباكستان. وقد توفيت في 22/1/2018م عن عمر يناهز 75 عاما، إنا لله وإنا إليه راجعون. اسم والدها السيد “نياز محمد خانْ” الذي كان موظفا حكوميا، وكان المفوض الأعلى بالتحديد في باكستان الشرقية أولا ثم في مدينة كراتشي. والد المرحومة لم يكن أحمديا ولكن والدتها كانت أحمدية. لقد بايعت المرحومة بنفسها في عام 1963م، ثم انخرطت في نظام الوصية أيضا بفضل الله تعالى. وبعد أن أكملت دراستها إلى البكالوريا زوّجها الخليفة الثالث رحمه الله بالأستاذ عبد القادر داهري. وقد رزقها الله تعالى بخمس بنات وابن. لقد خدمت المرحومة بصفتها رئيسة لجنة إماء الله في مدينة نوابشاه ثم كرئيسة لجنة إماء الله على مستوى محافظة نوابشاه إلى فترة طويلة. ففي أثناء فترة رئاستها ظلَّت على تواصل مستمر مع عضوات لجنة إماء الله، وكانت تعقد الاجتماعات وتزور فروع لجنة إماء الله في المحافظة بانتظام. كانت المرحومة تنحدر من عائلة غنية ولكنها مع ذلك كانت تملك طبيعة بسيطة، تساعد الفقراء وتزور بيوت الأحمديين الضعفاء. كانت مولعة بتبليغ دعوة الجماعة، وقد بايعت بتبشيرها قرابة 90 سيدة في مدينة بوابشاه المذكورة آنفا. لقد وُفِّق زوجها لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة السندية، كما خدم بصفة أمير الجماعة في مدينة نوابشاه وعلى مستوى المحافظة أيضا. وفي هذه الأيام يخدم ابنهُا أميرا للجماعة في محافظة نوابشاه.

لقد هيأت لأولادها ظروفا لينالوا تعليما عاليا. كانت ملتزمة بالعبادات وكانت شجاعة وصابرة وشاكرة لله تعالى ومخلصة جدا. كانت على علاقة متينة مبنية على الحب والإخلاص مع الجماعة والخلافة.

يقول ابن المرحومة أنها كانت تحاول دائما أن تسترشد الخليفة في كل صغيرة وكبيرة. قبل سنتين أصيبت المرحومة بمرض شديد حتى بلغ الأمر إلى ضرورة بتر رِجلها نتيجة قرح شديد فيها بسبب مرض السكري، فقالت: لن أخضع للعملية ما لم يأذن لي الخليفة، فانتظرت إلى عدة أيام ولم تخضع لعملية بتر الرِجل ما لم يصلها الإذن مني، وبعد وصول الإذن مني إليها قالت للأطباء: الآن يمكنكم أن تفعلوا ما تشاؤون. وعلى الرغم من كونها امرأة كانت تتحلى بصفة الثبات والصمود أنه عندما توفيت والدتها دفنها إخوتها في مقبرة غير الأحمديين. علمًا أن والدة المرحومة كانت أحمدية ومنخرطة في نظام الوصية، فدبّرت المرحومة لنقل جثمان والدتها- على الرغم من ضغط إخوتها – إلى ربوة ودفنها هناك في “بهشتي مقبرة”.

كانت بفضل الله تعالى تقوم بكل عمل بحكمة. كانت تشترك في الجلسة السنوية في بريطانيا وفي قاديان بالتزام. ذات مرة قال الخليفة الرابع رحمه الله تعالى لابنها: هل تعلم أن والدتك سيف مسلول بحق الأحمدية.

عندما كان معارضو الجماعة يمحون الشهادتين في باكستان بعد حُكم غاشم أصدره الجنرال ضياء الحق في عام 1985م، أبدت المرحومة حبها للشهادتين أنه حين أُمر أفراد الجماعة أن يكتبوا الشهادتين في بيوتهم صعدت المرحومة مكانا مرتفعا في بيتها وكتبت الشهادتين بنفسها، وذلك مع كونها امرأة وخاصة من عائلة تهتم بتقاليد معينة.

يقول ابنها: في أيامها الأخيرة كانت تشعر بصعوبة في التنفس، ولكنها في هذه الحالة أيضا اهتمت بدفع التبرع. فأعطتني بعض النقود قبيل وفاتها وقالت: اِدفعْ هذه النقود تبرعا في صندوق التحريك الجديد والوقف الجديد فورا.

لقد بدأت بمشروع تركيب الصحون لالتقاط قناتنا الفضائية في البيوت، بحيث كانت بعض السيدات يجمعن النقود فيما بينهن، ثم تُعطى هذه النقود لإحداهن كل شهر بالترتيب فيُركَّب الصحن في بيتها لمشاهدة الخطبة.

يقول زوج ابنتها السيد مرزا أحسن عمران وهو السكرتير العام في جماعة أستراليا: كانت المرحومة امرأة شجاعة جدا ومستعدة دائما لتقديم أي نوع من التضحية من أجل الجماعة. كانت تتلو القرآن وتسمع خطب الجمعة بانتظام دون انقطاع. لم تكن المرحومة ملمّة باللغة السندية بل لم تكن تعرف الأردية أيضا جيدا وذلك لأنها كانت ابنة موظف حكومي مرموق فمكثت مع أبيها في باكستان الشرقية أولا وفي أماكن أخرى ودرست في المدارس التي تُدرَّس فيها المناهج بالإنجليزية فكانت تتقن الإنجليزية جيدا. ولكن عندما تزوجت تأقلمت في محيطها بعد الزواج وتعلّمت اللغة السندية فكانت تبلّغ أقاربها من أصل السند دعوة الأحمدية في اللغة المحلية.

ندعو الله تعالى أن يغفر لها ويرحمها ويرفع درجاتها ويوفق أولادها أيضا للالتزام بحسناتها.

About الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز

حضرة أمير المؤمنين الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز ولد حضرته في الخامس عشر من أيلول 1950 في مدينة (ربوة) في الباكستان. هو حفيد لمرزا شريف أحمد نجل المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام. أنهى حضرته دراسته الابتدائية في مدرسة تعليم الإسلام في مدينة (ربوة) وحصل على درجة البكالوريوس من كلية “تعليم الإسلام” في نفس المدينة. ثم حصل حضرته على درجة الاختصاص في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة في مدينة (فيصل آباد) في الباكستان وذلك في عام 1976م.

View all posts by الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز