خطبة الجمعة

التي ألقاها أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي u بتاريخ 31/7/2020م

في مسجد مبارك في إسلام آباد ببريطانيا

******

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمّدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرّجيم. ]بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم* الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهمْ وَلا الضَّالِّينَ[، آمين.

لقد صلّينا العيدَ اليوم صباحًا، واليوم هو يوم الجمعة أيضا، وإذا اجتمع العيد والجمعة فَمَنْ شَاءَ صلى الظهر بدلا من الجمعة بحسب قول النبي r. ويجوز ذلك، ولكنه r قال أيضا في تلك المناسبة: وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ إِنْ شَاءَ اللهُ. (سنن ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها) فصلى النبي r الجمعةَ، لذلك كنتُ قد قُلت لأمير الجماعة في بريطانيا في ضوء قول النبي r هذا: من شاء أن يصلي الظهر جماعةً بدلا من الجمعة فليفعل. وفي ظروف هذه الأيام لا يمكن أن يجتمع عدد كبير من الناس في الجوامع، لذا يُفضَّل البقاء في البيت، وإذا كانوا متفرّغين فيمكن لهم أن يصلّوا صلاة الجمعة اليوم أيضا كما كانوا يصلّون الجمعة في البيوت من قبلُ، والذين هم مشغولون فيمكن لهم أن يصلوا الظهر، ولكننا اقتداءً بسُنة النبي r نصلّي اليوم صلاة الجمعة هنا. وفي زمن المصلح الموعود t أيضًا كان قد وافق يوم العيد يوم الجمعة فقدّم بعض الناس أدلَّتهم أنه ينبغي أن نصلّي الظهر وليست الجمعة. فردّ حضرته t عليهم ردّا جميلا قائلا: إن ربنا كريم للغاية بحيث جمع لنا عيدين، فالذي ينال رغيفين اثنين بالسمنة كيف يمكن أن يرد أحدهما؟ بل سيأخذ كلاهما، إلا إذا تعرّض لاضطرار خاص، ولذلك سمح النبي r أنه إذا صلّى أحدٌ صلاةَ الظهر مضطرًّا فينبغي ألا يطعن فيه أحد، وبعض الناس الذين يوفّقهم الله تعالى لأداء كلا الصلاتين أي العيد والجمعة فينبغي ألا يعترض عليهم أحد قائلا أنهم لم يستفيدوا من الرخصة. باختصار، هناك رخصة ولكن عمل النبي r هو أنه قال: إنا مجمّعون. لذا نصلي اليوم صلاةَ الجمعة ولكن سألقي خطبة قصيرة اليوم ولذلك قد اخترتُ بعض المقتبسات للمسيح الموعود u التي بين  فيها الهدفَ من بعثته، كما بيّن في قول مشهور له أنه وجماعته تؤمن بأن النبي r خاتم النبيين وهو النبي الحي حقيقة، وبيّن المقامَ العظيم للنبي r أيضا. يعترض بعض أعداء الجماعة علينا أننا بإيماننا بالمسيح الموعود u نقلّل من مقام النبي r والعياذ بالله. يفتخر أعداؤنا في باكستان ويقولون انظروا كيف أبدينا حبنا العظيم مع النبي r وأظهرنا مقامه باتّخاذنا هذا القرار في البرلمان بأنه من المفروض كتابة كلمة “خاتم النبيين” مع اسم النبي r.

لو كانت قلوبهم تشهد على ذلك حقًا وتجعلهم يعملون بأسوة الرسول صلى الله عليه وسلم فهو أمر جيد جدا بكل يقين، ولكن الواقع أن أعمالهم قد أبعدتهم عن  تعاليم الرسول r كل البعد. لو كانوا عاملين بتعاليمه وأسوته كما في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لما ضرب المسلم عنق أخيه المسلم، وجاءوا مهرولين إلى بيعة إمام الزمان الخادم الصادق البار للنبي صلى الله عليه وسلم. إنهم يظنون بسن قانون يحتّم كتابة لفظ “خاتم النبيين” مع اسم النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قد قاموا بإنجاز كبير، ووضعوا حائلا كبيرا في سبيل الأحمديين. إن هؤلاء العميان عقلا لا يعلمون أن الأحمدي هو أكثرُ الناس إدراكًا لمقام خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، وهذا الإدارك قد آتاناه سيدنا المسيح الموعود عليه السلام. إن هؤلاء لا يبلغون شأوَ القوة التي توجد في كلمات حضرة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام. إن كل لحظة من حياته وكل عمل من أعماله يفيض بحبِ وعشقِ سيدنا خاتم الأنبياء محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم بحيث لا يمكن أن يخطرَ ببالهم. وتوجد بهذا الصدد من إرشاداتِ وأقوالِ وكتاباتِ المسيح الموعود عليه السلام ما لا يعدّ ولا يحصى، وسوف أقدم لكم الآن منها مقتبسين أو ثلاثة على سبيل المثال. لقد قال عليه السلام موجهًا كلامه للمعارضين وهو يبين الغاية من بعثته:

“هناك هدفان اثنان لبعثتي، أحدهما يخص المسلمين وهو أن يتحلّوا بالتقوى والطهارة حقًّا وأن يصبحوا مسلمين صادقين كما أراد الله تعالى من معنى كلمة المسلم (وهو العمل بأحكام الله تعالى بطاعة كاملة)؛ وثانيهما يخص المسيحيين وهو أن يُكسَر صليبُهم، ويُقضى على إلههم المختلَق، وأن ينساه العالم نهائيًا وأن تُرسى عبادة الإله الواحد.”

ثم قال عليه السلام: لماذا يعارضني الناس بعد الاطلاع على أهدافي هذه؟ عليهم أن يدركوا أن الأمور المبنية على النفاق وأطماع الدنيا الدنيئة سوف تهلك بهذا السم تلقائيا. (أي إذا كان في قلبي شيء من النفاق والرجس، فمثل هذه الأعمال لن تبارك، بل ستظهر النتائج فورًا وتهلك وتنتهي تلقائيا).

ثم قال عليه السلام: هل يمكن للكاذب أن يفلح؟ {إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب}. أي أن كذب الكذاب يكفي لهلاكه، وما دام كاذبا فيكفي كذبه لتدميره. لكن الأمور التي تهدف إلى إظهار جلال الله وإظهار بركات رسوله وإثباتها وتكون مغروسة بيد الله تعالى، فإن الملائكة تتولى حمايتها وحفظها.

هذا ليس عمل الإنسان، فما دام الله تعالى قد أسس هذه الجماعة فإن ملائكته تحفظها لا محالة، وليس لأحد أن يقضي عليها. هذا تحدٍّ أنه بقدر ما تتعرض الجماعة للمعارضة تتقدم بالقدر نفسه بفضل الله تعالى. فيقول u: إن جماعتي ليست من قبيل التجارة البحتة حتى ينمحي اسمها وأثرها، فإذا كانت من عند الله كما هو الحال في الحقيقة، فليعارضها العالم كله ولكنها ستنمو وتزدهر وتنتشر وستحميها الملائكة. ولو لم يكن معي شخص واحد ولم ينصرني أحد فمع ذلك أنا موقن أن هذه الجماعة ستنجح.

يقول u: أنا لا أبالي بالمعارضة، (إذ لا بد منها) بل أراها ضرورية لتقدم جماعتي. لم يحدث إلى الآن قط أن جاء إلى الدنيا مبعوث أو خليفة من الله وقَبِله الناس بهدوء وصمت. إن حالة الدنيا لغريبة حقا إذ لا يتورعون عن المعارضة مهما كان الإنسان يملك فطرة طيبة مثل الصديقين، بل يظلون يعترضون عليه باستمرار. بفضل الله تعالى تنال جماعتي باستمرار تقدّما يفوق العادة.

(أقول: نرى اليوم أن المخلصين الذين بايعوه u موجودون في أكثر من مئتَي دولة. وعندما قال u الكلام المذكور كان عدد المبايعين بالمئات، أما اليوم فيبايع الناس بمئات الألوف كل عام بفضل الله تعالى)

يتابع u قائلا: الهدف من تأسيس هذه الجماعة هو أن يتخلص الناس من نجاسة الدنيا، وينالوا طهارة حقيقية ويعيشوا عيشة الملائكة.

أقول: فمن واجبنا بحسب تعليم المسيح الموعود u أن نجعل أسلوب عيشنا خاضعا لتعليم الإسلام الصحيح، وهذا هو الطريق الحقيقي لإفحام العدو والانتصار عليه.

ثم يقول u في ذكر كونه وكون أفراد جماعته كاملي الإيمان ومعلنا الطاعة الصادقة للنبي r:

أقول صدقًا وحقًا، وحلفًا بالله، إنني وجماعتي مسلمون، ونؤمن بالنبي r والقرآنِ الكريم كما يجب على المسلم الصادق. وأرى الخروج عن الإسلام قيد أنملة مدعاة للهلاك. إن مذهبي هو أن كافة الفيوض والبركات التي يمكن لأحد أن ينالها، أو أن قرب الله الذي يمكن أن يحظى به الإنسان؛ إنما يناله نتيجة الطاعة الصادقة والحبّ الكامل للنبي الأكرم r وحده فقط. لا سبيل إلى البر الآن إلا بواسطتهr . صحيح أني لا أؤمن بصعود المسيح الناصري u إلى السماء بجسمه المادي ولا بحياته حتى الآن، لأن في قبول هذا الأمر إساءة كبيرة وإهانة شديدة للنبي r، ولا أستطيع أن أرضى بهذه الإساءة ولا للحظة واحدة. يعرف الجميع أن النبي r توفِّي عن عمر يناهز 63 عاما، وضريحه موجود في المدينة الطيبة، ويزوره مئات آلاف الحجاج كل عام. فإذا كان اليقين بموت عيسى أو نسب الموت إليه إساءةٌ في حقه، فلماذا تُقبل هذه الإساءة نفسها بحق النبي الأكرم r؟ (أي لماذا يقال عنه r أنه توفي ودفن؟ قال حضرته:) تقولون بكل سرور إنه r قد توفِّي، ويسرد المنشدون قصص وفاته بألحان جميلة في مجالس عيد المولد النبوي الشريف، وتقبلون برحابة الصدر عند النقاش مع الكفار أيضا أن النبي r قد توفي. فلا أدري أي مصيبة تواجهكم عند قبول وفاة عيسى u حتى تستشيطون غضبا. (واليوم أيضا يثير بعض الناس والفرق والعلماء ضجة ويقولون عنا: انظروا ماذا صنع هؤلاء؟! فبعضهم أنكروا مجيء عيسى u نهائيا وبعضهم  يقولون بأنه سيأتي ولكن ليس الآن غير أنه لا يزال حيًا. على أية حال يقول المسيح الموعود u) لو سالت دموعكم على سماعكم وفاة النبي r أيضا لما تأسفنا، ولكن الأسف كل الأسف أنكم تقبلون وفاة خاتم النبيين وسيد الكونين r بكل سرور، وتوقنون بحياة مَن لا يعتبر نفسه جديرا بفك شراك نعل النبي r، وتستشيطون غضبا إن تفوّه أحد في حقه بكلمة الوفاة. ولم تكن أية غرابة فيما لو بقي النبي r حيا إلى الآن؛ لأنه كان قد جاء بهداية عظيمة لا يوجد لها نظير في العالم، وأبدى أسوة طيبة عمليا لا يسع أحدا الإتيان بنظيرها من زمن آدم إلى الآن.

أقول لكم صدقا وحقا إن المسلمين والعالم ليسوا بحاجة للمسيح الناصري قط بقدر حاجتهم إلى النبي r. إضافة إلى ذلك إنّ ذاته لهي ذات مباركة بحيث حين توفِّي أصبح الصحابة yكالمجانين من شدة الحزن، حتى سلّ عمر t سيفه من غمده وقال: من قال بوفاته r قطعتُ عنقه. ففي هذه الحالة السائدة من الحماس الشديد وهب الله تعالى أبا بكر t نوراً وفِراسة، فجمع الصحابة كلهم وخطب فيهم وقرأ الآية: ]وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ[. أي أن النبي r كان رسولا وجميع الرسل الذين أتَوا قبله قد توفوا. والآن، عليكم أن تفكروا جيدا لماذا قرأ أبو بكر الصديق t هذه الآية بمناسبة وفاة النبي r؟ وما الذي كان يهدف إليه وماذا كان يريد من وراء ذلك؟ ولاسيما بحضور جميع الصحابة y. أستطيع أن أقول بكل ثقة ويقين، ولا تملكون إنكاره، إن الصحابة قد أصيبوا بصدمة كبيرة بوفاة النبي r وكانوا يعتبرونها في غير وقتها وسابقةً لأوانها، وما أرادوا سماع خبر وفاته r. وما كان غضبهم ليزول في هذه الحالة حين كان صحابيٌّ جليلٌ مثل عمر t في انفعالٍ شديد، إلا أن تكون هذه الآية موجبة لطمأنينتهم  ولو كان الصحابة على علمٍ أو يقينٍ بأن عيسى u لا يزال حيا يُرزَق؛ لماتوا وهم أحياء. إذ كانوا عشّاقَ النبي r ولم يكن بوسعهم أن يقبلوا حياة أي نبي سوى سيدنا رسول الله r، فأنّى كان لهم أن يروه r بأم أعينهم ميتا ويوقنوا بأن المسيح u حيٌّ يُرزق؟

باختصار، حين ألقى أبو بكر t خطبته فيهم زالت فورة حماسهم، فأخذوا يقرأون هذه الآية في أزقة المدينة وكانوا يشعرون وكأنها نزلت في ذلك اليوم. عندها نظم حسان بن ثابت t قصيدة في رثاء النبي r قال فيها:

كنتَ السوادَ لناظِري فعَمِي عليكَ الناظرُ

مَنْ شاءَ بعدَك فليمتْ فعليكَ كنتُ أحاذرُ

فلما كانت الآية قد بيّنت بوضوح تام أن جميع الأنبياء قد ماتوا، قال حسان t أيضا بأنه لا يبالي الآن بموت أي شخص. فاعلموا يقينا أن اعتبار أي شخص حيا مقابل النبي r كان شاقا جدا على الصحابة، ولم يكونوا يطيقون قبول ذلك. وقد كان ذلك أول إجماعٍ عُقِد في الدنيا بعد وفاة النبي r وصدر فيه قرار حاسم بأن سيدنا المسيح قد توفي.

ثم يقول سيدنا المسيح الموعود u بيانا لأسمى مكانة النبي r ومقامه:

“إن الإنسان الذي قدَّم أسوة كاملا، وقد أبدى بذاته وصفاته وأفعاله وأعماله وبقوة قواه الروحانية والمقدسة نموذج الكمال التام علما وعملا وصدقا وثباتا، وسمِّي إنسانا كاملا.”

أی لم يبق أي جانب من الجوانب العلمية والعملية ومن مستويات الصدق والثبات، ومن نماذج العلم والعرفان إلا وقد تحلى بها فسمّي بالإنسان الكامل.

ثم قال u: ذلك الإنسان الذي كان إنسانا كاملا ونبيا كاملا وقد جاء ببركات كاملة والذي بسبب البعث الروحاني والحشر الروحاني منه قامت القيامة الأولى في العالم، واستعاد العالم الميت حياته بمجيء ذلك النبي المبارك خاتم الأنبياء إمام الأصفياء خاتم المرسلين فخر النبيين محمد المصطفى r . يا إلهي الحبيب صلِّ على هذا النبي الحبيب صلاةً لم تُصلِّها على أحد منذ بَدء العالم. فلو لم يُبعث هذا النبي العظيم في العالم لما كان عندنا أي دليل على صدق جميع الأنبياء الصغار الذين أتَوا في العالم مثل يونس وأيوب والمسيح ابن مريم وملاخي ويحيى وزكريا وغيرهم وغيرهم، وإن كانوا كلُّهم مقربين ووجهاء وأحباء الله. فمِن منَّة هذا النبي أن هؤلاء أيضا قد عُدُّوا من الصادقين في العالم. اللهم صل وسلم وبارك عليه وآله وأصحابه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

نسأل الله I أن يهب لنا الإدراك الحقيقي لمقام النبي r ومكانتِه والتوفيقَ لنصليَ عليه دوما. ويوفقنا لننيب إليه I أكثر من ذي قبل، وبهذا الطريق الوحيد سنُثبت حبنا للنبي r بعملنا ونرسخه في قلوبنا، ونتمكن من الرد على معارضة المعارضين، أي أن أعمالنا ستردّ على معارضة المعارضين، وفَّقَنا الله لذلك. آمين.

 

 

About الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز

حضرة أمير المؤمنين الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز ولد حضرته في الخامس عشر من أيلول 1950 في مدينة (ربوة) في الباكستان. هو حفيد لمرزا شريف أحمد نجل المسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام. أنهى حضرته دراسته الابتدائية في مدرسة تعليم الإسلام في مدينة (ربوة) وحصل على درجة البكالوريوس من كلية “تعليم الإسلام” في نفس المدينة. ثم حصل حضرته على درجة الاختصاص في الاقتصاد الزراعي من كلية الزراعة في مدينة (فيصل آباد) في الباكستان وذلك في عام 1976م.

View all posts by الخليفة الخامس مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره العزيز