ملخص خطبة الجمعة يوم 31/08/2018

عمير بن أبي وقاص ؓ

صحابيا بدريا واسم أبيه أبو وقاص مالك بن وُهيب،  وأخوه سعد بن أبي وقاص الزهري، كان من قبيلة بني زهرة. وكان من المسلمين الأوائل.. شهد بدرا واستُشهد فيها. وقد آخى النبي ﷺ بينه وبين عمرو بن معاذ رضي الله عنهما. وعند البعض آخى ﷺ بين عمير بن أبي وقاص وخبيب بن عدي رضي الله عنهما.

يقول مرزا بشير أحمد ؓ في كتابه “سيرة خاتم النبيين” في بيان اشراكه في غزوة بدر واستشهاده: أمر النبي ﷺ بالنـزول على بُعد مسافة بسيطة بعد خروجه من المدينة وتفقد الجيش، وأعاد الأطفال الصغار الذين جاؤوا معه راغبين في صحبته. كان عمير، الأخ الأصغر لسعد بن أبي وقاص، أيضا صغير السن، فحين سمع أن الصغار أُمروا بالعودة اختبأ في الجيش حتى عُثر عليه واستصغره النبي ﷺ وأمره بالعودة، فبكى، فأجازه ﷺ نظرا إلى شوقه العارم.

قطبة بن عامر الأنصاري ؓ

ووالده عامر بن حديدة، وأمه زينب بنت عمرو وزوجته أمّ عمرو، وكانت له منها بنت اسمها أمّ جميل. وشهد بيعتا العقبة.

إسلامه: وهومن الصحابة الأنصار الستة الذين آمنوا في مكة، حيث لقوا النبيَّ ﷺ، فسألهم عن نسبهم فقالوا: نحن من قبيلة الخزرج وجئنا من يثرب. فقال لهم النبي ﷺ بصوت ملؤه الحب واللطف: هل لكم أن تسمعوا مني شيئا؟ قالوا: بلى، فماذا تقول؟ فدعاهم النبي ﷺ إلى الإسلام، وتلا عليهم بعض الآيات من القرآن الكريم وأطلعهم على مهمته. فرأى بعضهم إلى بعض، وقالوا: هذا والله الذي تهددكم به يهود فلا يسبقونا إليه، وأسلموا جميعا.

فعادوا وبلغوا أهل يثرب الرسالة فلم يبق دار من دور يثرب إلا ذُكر فيها الإسلامُ بكثرة.

وقد أزال الإسلام الفرقة بينهم وصاروا إخوة متحابين ورغم محاولات الأعداء في تفريقهم إلا أن قوة النبي ﷺ القدسية ونصحه المسلمين وطدت الأخوة بينهم.

كان قطبة رضي الله عنه يُعَدّ من الرماة المحنكين بين الصحابة. شهد بدرا وأُحدًا والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ، وكانت معه راية بني سلمة في غزوة الفتح، وجرح يوم أُحد تسعة جروح. ورمى يوم بدر حجرًا بين الصفين، وقال: لا أفر حتى يفر هذا الحجر. توفي في عهد عمر ؓ، وقال ابن حبان أنه توفِّي في عهد عثمان رضي الله عنهما.

شجاع بن وهب بن ربيعة ؓ

يسمى شجاع بن أبي وهب. كان طويل القامة، نحيف الجسم كثيف الشعر. ويُعد من الصحابة العظام الذين لبّوا دعوة النبي ﷺ في أوائل أيام الإسلام.  هاجر إلى الحبشة في الهجرة الثانية ثم عاد إلى مكة. ثم هاجر شجاع مع أخيه عقبة بن وهب إلى المدينة. شهد المشاهد كلها مع رسول الله ﷺ، وآخى رسول الله ﷺ بينه وبين أوس بن خولي. واستُشهد يوم اليمامة عن عمر يربو على أربعين عاما.

  • بعث رسول الله ﷺ شجاع بن وهب إلى الحارث بن أبي شمر الغساني الذي كان زعيم الغوطة (قرب دمشق) وبعث معه كتابا فيه: “بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى الحارث بن أبي شمر، سلام على من اتبع الهدى وآمن به وصدق، وإني أدعوك أن تؤمن بالله وحده لا شريك له يبقى لك ملكك” فلما وصل حضرة شجاع بن وهب إلى هناك كان الحارث مشغولا في الاستعداد للاحتفال بفتح قيصر الروم، فقبل لقاء حضرة شجاع بن وهب بالحارث التقى بحاجبه والمسؤول عن لقاء الحارث وكان رجلا طيبا، وحين سمع عن النبي ﷺ من لسان حضرة شجاع صدَّقه. وبعد انتظار بضعة أيام تسنى لشجاع بن وهب ؓ الوصول إلى بلاط رئيس غسان، فقدم إليه رسالة النبي فرمى بها الحارثُ غاضبا بعد قراءتها، وليس ذلك فحسب بل قد أمر الجيش بالاستعداد للهجوم على النبي ﷺ، وأرسل رسالة إلى قيصر أيضا وأخبره أنه يريد الهجوم، فنهاه قيصر عن ذلك عندها سأل شجاع عن موعد سفره وأمر له بمائة مثقال ذهبا، وأوصله حاجبه بنفقة وكسوة، وقال لي ذلك الحاجب: اقرأ على رسول الله ﷺ مني السلام وأخبره أني متبع دينه. قال شجاع: فقدمت على النبي ﷺ فأخبرته بما كان من الحارث، قال بادَ: أي هلك ملكه، وأقرأته السلام من الحاجب وأخبرته بما قال، فقال رسول الله ﷺ صدق.
  • في ربيع الأول من العام الثامن للهجرة تلقَّى النبي ﷺ الخبر أن بني عامر، يستعدون للهجوم على المسلمين، فأمر النبي ﷺ حضرة شجاع أن يخرج برفقة 24 صحابيا لمقاومتهم. فخرج حضرة شجاع مع الصحابة فباغتوا بني عامر صبيحة يوم. فذُعروا حين رأوا المسلمين قد وصلوا إليهم فجأة، فهربوا فزعين تاركين كل شيء خلفهم. فأمر حضرة شجاع المجاهدين بعدم ملاحقتهم، وأخذوا الغنائم من الإبل والغنم إلى المدينة.

شماس بن عثمان ؓ

اسمه عثمان ولقبه شماس وأبوه عثمان بن الشريد وهو من بني مخزوم. كان من أوائل المسلمين.توفي شماس في العام الثالث من الهجرة.

شارك في الهجرة الثانية إلى الحبشة. وبعد العودة من الحبشة هاجر حضرة شماس بن عثمان إلى المدينة، وأقام هناك عند حضرة مبشر بن عبد المنذر، إلى أن استُشهد في غزوة أحد. لقد آخى النبي ﷺ بين شماس بن عثمان وحضرة حنظلة بن أبي عامر، كان اسمُ ابن حضرة شماس حضرةَ عبد الله، واسم زوجته أم حبيب بنت سعيد، وكانت من أولى المسلمات المهاجرات.

لقد شارك حضرة شماس بن عثمان في بدر وأُحد، وقد قاتل في أُحد بمنتهى الشجاعة، وقال النبي ﷺ إني لوجدت شماسا كجُنة. وكان رسول الله ﷺ لا يرمي ببصره يمينا ولا شمالا يومئذ إلا رأى شماسا في ذلك الوجه يذب بسيفه عنه حتى غشي رسولَ الله ﷺ القومُ فترس بنفسه دونه حتى أُصيب فحُمل إلى المدينة وبه رمق فأمر رسول الله ﷺ أن يُرد إلى أُحد فيدفن هنالك كما هو في ثيابه التى قُتل فيها بعد أن مكث يوما وليلة إلا أنه لم يأكل ولم يشرب. وكان عمره عند الشهادة 34 سنة.

أبي عبس بن جبر بن عمرو، كان اسمه عبد الرحمن ويكنى بأبي عبس، وكان من قبيلة بني حارثة من الأنصار، وكان اسمه في الجاهلية عبد العزى، وسمّاه النبي ﷺ بعد إسلامه عبد الرحمن، ولقد شارك النبيَّ ﷺ بدرا وسائر الغزوات، وكان ممن قتلوا كعب بن الأشرف اليهودي، وكان النبي ﷺ قد آخى بين حضرة أبي عبس ؓ وحضرة أنيس. توفي في عام 34 عن عمر يناهز 70 سنة، صلَّى جنازته سيدنا عثمان ؓ، ودُفن في جنة البقيع. كان يعرف كتابة اللغة العربية قبل الإسلام، حين أسلم حضرة أبي عبس وحضرة أبي بردة بن نيار كسرَا كلاهما أوثان بني حارثة. وكان يرسله سيدُنا عمر وعثمان رضي الله عنهما لجمع الصدقات. في زمن النبي ﷺ كان قد عشا بصره، فقال النبي ﷺ مسلِّما إياه العصا استنرْ بها، وكانت تلك العصا تنير الطريق أمامه.

يتجسد تقاه وخشيته لله في رواية أن سيدنا عثمان ؓ جاء يعوده فوجده مغشيا عليه، فلما أفاق سأله عثمان ؓ في أي حال تجد نفسك؟ فقال أراني في حال حسن، إلا أن عقالا كان قد ضاع خطأ من العمال وإلى الآن لم أتخلص من هذا الإحساس.

وكان يقطع مسافة طويلة مسرعا ليصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم. ويروى عن عبد الله بن عبس قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ.

أبو عقيل بن عبد الله الأنصاري ؓ،

اسم أبيه عبد الله بن ثعلبة،شهد بدرًا وأُحُدًا والخندق والمشاهد كلَّها مع رسول الله ﷺ، قُتل يوم اليمامة شهيدًا في خلافة أبي بكر الصّديق سنة اثنتي عشرة.

إسلامه: حين هاجر النبي ﷺ إلى المدينة أتاه ذات يوم شابٌّ وقبِل الإسلام فسأله النبي ﷺ ما اسـمك؟ فقال: عبد العزى، فقال النبي ﷺ اسمك من اليوم عبد الرحمن.

كان من الصحابة الذين عملوا طول الليل وتصدقوا بما كسبوا تلبية لدعوة النبي ﷺ للصدقة. ورد في صحيح البخاري عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: لَمَّا أُمِرْنَا بِالصَّدَقَةِ كُنَّا نَتَحَامَلُ فَجَاءَ أَبُو عَقِيلٍ بِنِصْفِ صَاعٍ وَجَاءَ إِنْسَانٌ بِأَكْثَرَ مِنْهُ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنْ صَدَقَةِ هَذَا وَمَا فَعَلَ هذَا الآخَرُ إِلَّا رِئَاءً فَنَزَلَتْ: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (التوبة 79)

وقد أبلى بلاء حسنا في معركة اليمامة حيث كان الصحابي الأنصاري الذي ضرب مسيلمة الضربة الأخيرة. وكان قبل أن يلفظ أنفاسه يسأل لمن النصر وعندما علم أنه للمسلمين رفع اصبعه إلى السماء يحمد الله.

رفع الله تعالى درجات جميع الصحابة، (آمين).