خطبة الجمعة 4/1/2019

*****

هنأ حضرته في هذه الخطبة أفراد الجماعة بالعام الجديد ودعا الله ووجههم إلى أهمية السعي لإزالة تقصيراتنا ومحو ظلماتنا، وإحداث تغييرا طيبا في أنفسنا الذي من أجله بايعنا المسيح الموعود ؏، قال المسيح الموعود ؏ في مناسبة وهو يبين كيف ينبغي أن يكون الأحمدي:

“يجب ألا يكتفي المرء بعد البيعة بالاعتقاد أن هذه الجماعة صادقة، وأنه سينال البركة بمجرد هذا الاعتقاد. … فما دمتم قد انضممتم إلى هذه الجماعة فاسعوا لتكونوا صالحين وأتقياء واجتنبوا السيئة… انصرِفوا إلى التضرع ليل نهارَ… ليِّنوا ألسنتكم، داوِموا على الاستغفار، وادعوا في الصلوات. (لن تتأتى الأدعية في الصلوات ما لم  تؤدوا حق الصلوات ولم تصلوها بإحسان) قال ؏: الإيمان وحده لا ينفع الإنسان… إن الله تعالى لا يرضى بالكلام فقط. لقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم العملَ الصالح أيضا مع الإيمان. والمراد من العمل الصالح ما ليس فيه شائبة من الفساد.  (الملفوظات)

ودعا الله تعالى أن يوفقنا لذلك وأن يدخِل هذا العام الجديد علينا بالبركات الكثيرة وأن نرى فيه ازدهارا غير عادي للجماعة.

ثم أعلن حضرته بداية العام الجديد للوقف الجديد فالتضحية المالية مزية خاصة لجماعة المسيح الموعود ؏ بفضل الله تعالى، ذلك يُفيدنا ونرى رقي الجماعة عموما وتستفيد به الجماعة كلها. قال الله تعالى في القرآن الكريم: (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وقال في الآية التالية: (إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) (التغابن:17-18)

فالذي يُنفق في سبيل الله تعالى يُعطيه الله تعالى أضعافا، وهذه التضحية المادية تفيد الفرد أيضا وتتسبب في رقي الجماعة أيضا ومِنْ ثَمَّ رقي الأفراد في نهاية المطاف. كذلك قال النبي ﷺ: “إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ” (مسند أحمد، كتاب مسند المكثرين من الصحابة) كذلك قال النبي ﷺ: “اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ” (صحيح البخاري، كتاب الزكاة) أي إنفاقُ المرء شيئا بسيطا كهذا في سبيل الله تعالى ابتغاء مرضاته تعالى قد يحميه من النار. فهذه التضحيات المالية لفائدتنا وخير لنا. قال المسيح الموعود ؏ في أهمية التضحية المالية:

“لا يمكنكم أن تحبوا المال وتحبوا الله أيضا، بل تستطيعون أن تحبوا أحدهما فقط. فسعيد من يحب الله. وإذا أحب أحدُكم اللهَ تعالى وبذل المال في سبيله فإنني متأكد أنه سيبارَك في ماله أكثر من غيره، لأن المال لا يأتي تلقائيا بل يأتي بمشيئة الله. (مجموعة الإعلانات)

 

ثم قدم حضرته بعض الأمثلة التي تظهر حجم التضحيات المالية التي يقدمها الأحمدييين بفضل الله. التي تظهر جليا البركات التي يحصل عليها كل من ينفق في سبيل الله إما بأن يرزقه الله من حيث لا يحتسب فمع أنه أنفق في سبيل الله إلا أن ماله لم ينقص بل زاد أيضا، أو أن الله بارك في صحته وصحة عائئلته وأزال همومهم.

ثم حذر حضرته أفراد الجماعة من لعبة فورت نايت وحث المسؤولين على منع الأطفال من اللعب بها. لأن هذه اللعبة في مرحلة تالية تقتضي شراء بطاقة، ومؤخرا نُشر بحثٌ يفيد أن هناك فِرقا يتصلون بالأولاد ويُغوونهم ويحصلون منهم تفاصيل حساب الآباء في البنك مقابل تأمين بطاقات هذه اللعبة لهم. وبعد فترة يعرف الآباء أنه لم يبق في حسابهم أي رصيد. وبسبب هذه اللعبة التي يدمن عليها الأولاد كالمخدرات لا تَضيع أوقاتهم وتنشأ لديهم أفكارٌ سيئة فحسب بل قد حصلت لبعض الآباء خسائر أيضا. لذا يجب اجتنابها، ويجب خلْق الإحساس في الأولاد أن ينفقوا في سبيل الله كما أمر ﷻ ولا سيما في الوقف الجديد.

هناك أحداث كثيرة تفيد أن النساء أنشط من الرجال في التبرعات. بل عادة يُصلحن الرجال ويلفتن انتباههم إلى التبرعات، فهنّ يدركن الأهمية أكثر من الرجال.

فلله عجائبه حيث إنه تعالى لا يبلّغ دعوة المسيح الموعود ؏ فحسب بل يهيئ أنصارا له أيضا.

فهؤلاء هم القوم الذين قد أعطاهم الله للمسيح الموعود عليه السلام، الذين يسمعون ما قال الله ورسوله ﷺ وما قال المسيح الموعود ؏ ثم يعملون على تزكية أنفسهم أيضا، ويظلون مستعدين لكل تضحية. والحق أن هؤلاء هم الذين يؤدون حق البيعة في الحقيقية.

إ، هذا الإخلاص والوفاء والتضحيات في جماعة المسيح الموعود عليه السلام لهي أوضح دليل على تأييد الله لحضرة المسيح الموعود ؏. ولولا الحجب على بصائرهم لأدركوا أن هذا الدليل وحده يكفي للدلالة على أن المسيح الموعود ؏ مبعوث من عند الله فعلا.

ثم ذكر حضرته بعض الإحصائيات والأرقام عن صدنوق الوقف الجديد حيث انتهت السنة المالية الـ 31 لصندوق الوقف الجديد في 31 ديسمبر 2018، وقد وفّق الله أبناء الجماعة في هذه السنة لتقديم التضحية المالية التي قدرها تسعة ملايين ومائة وأربعة وثلاثين ألف جنيه أسترليني، أي بزيادة مائتين وواحد وسبعين ألف جينه مقارنة بالسنة الماضية. جماعتنا في باكستان قد حافظت على مركزها الأول، والبلاد العشر التي تلي باكستان هي: بريطانيا، المركز الأول ثم ألمانيا المركز الثاني، وتليها الولايات المتحدة، ثم كندا.

بفضل الله تعالى قد ساهم في صندوق الوقف الجديد في هذا العام 1732000 شخص. وهكذا كانت زيادة عدد المتبرعين في هذا العالم مقارنة بالعالم المنصرم هي مائة وثلاثة وعشرون ألف شخص.

دعو الله تعالى أن يبارك في أموال جميع المتبرعين ونفوسهم ويوفقهم للتضحيات العظيمة في المستقبل أيضا. (آمين)

*******