بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة 11/1/2019

يتابع حضرته في الحديث عن الصحابة البدريين رضوان الله عليهم ويفرد الخطبة للحديث عن:

خلاد بن عمرو بن الجموح الأنصاري رضي الله عنه:  شهد وإخوته معاذ ومعوذ  وأبو أيمن، بدرًا.

عند خروج النبي ﷺ لغزوة بدر أقام مع جيشه في موضع خارج المدينة يُدعى “السقيا. و يقول خلاد بن عمرو: قال لي والدي: ما ظننت إلا أنكم قد سرتم. فأخبرته بأن رسول الله ﷺ يعرض الناس بالسقيا فقال عمرو: نِعم الفأل، والله إني لأرجو أن تغنموا وأن تظفروا بمشركي قريش. إن هذا منزلنا يوم سرنا إلى حسيكة (حيث جرى بينهم وبين اليهود قتال).

يقول خلاد: فإن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد غير اسم حسيكة، وسماه السقيا.

لم يستطع عمر والد خلاد الاشتراك في غزوة بدر إلا أنه حين أحد حضر عند النبي ﷺ ليستأذن بنفسه فقال: إن أبنائي يريدون أن يحبسوني من الجهاد مرة أخرى كما حبسوني عن الخروج معك في بدر، ولكنني أريد أن أشترك في هذا الجهاد ثم قال: والله لتتحقق أمنيتي وسأقتل في سبيله، وإني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة فقال النبي ﷺ: أما أنت، فقد عذرك الله تعالى ولا جهاد عليك.  فأبى،  فقال النبي ﷺ لبنيه: لا عليكم أن لا تمنعوه ما كان راغبا فيه؛ لعل الله يرزقه الشهادة. فأخذ عمرو سلاحه ونزل ميدان القتال مرددًا هذا الدعاء: اللهم ارزقني الشهادة ولا تردني إلى أهلي خائبًا.

لقد استجاب الله تعالى دعاءه، فقد نال الشهادة هو وابنه خلاد في أحد.

عقبة بن عامر ؓ كان عقبة بن عامر من ستة أنصار آمنوا في مكة، في السنة الحادية عشرة من النبوة،  حين دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام. فلما قدموا يثرب  ذكروا لقومهم خبر النبي محمد، ودعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم.

شهد عقبةُ بدرا وأُحدا وأعلم يومئذ بعصابة خضراء في مغفره وشهد المشاهد كلها مع رسول الله ﷺ، وبيعتا العقبة، واستشهد يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة وذلك في خلافة أبي بكر الصديق رحمة الله عليه.

يقول عقبة بن عامر: جئت رسول الله ﷺ بابني، وهو غلام حديث السن، فقلت: بأبي أنت وأمي، علِّم ابني دعوات يدعو الله بهن، وخفف عليه. فقال: قل يا غلام ” اللهم إني أسألك صحة في إيمان، وإيمانًا في حسن خلق، وصلاحًا يتبعه نجاح. ندعو الله تعالى أن يرفع درجات هؤلاء الصحابة دائما. …آمين.

ثم أعلن أنه سيصلي الغائب على السيدة عالية شهيد من أمريكا وتحدث عن قصة بيعتها ووقائع من حياتها ودعا الله أن يرفع درجاتها ويخلق في أولادها من يخدم الدين.آمين.