خطبة الجمعة 1/2/2019

*****

يتابع حضرته الحديث عن الصحابة البدريين ويتناول اليوم:

أبي حذيفة بن عتبة ؓ، أسلم قبل دخول النبي ﷺ دار الأرقم. استُشهد أبو حذيفة ؓ في معركة اليمامة التي وقعت في عهد أبي بكر ؓ مع مسيلمة الكذاب، واشترك أبو حذيفة في كِلتا الهجرتين إلى الحبشة، وهاجرت معه زوجته سهلة بنت سهيل.

فبعد أن أفرطت قريش في أذى المسملين وبلغ منتهاه أمرهم النبي ﷺ بأن الذين يستطيعون الهجرة فليهاجروا إلى الحبشة، حيث عرف ملكها بالعدل فهاجروا بأمر النبي ﷺ ثم لم يلبثوا أن وصلوا الحبشة إلا بلغتهم شائعة أن قريش آمنت جميعها وصارت مكة آمنة لهم، ونتيجة هذا الخبر عاد معظم المهاجرين دونما تفكر وتأمل. وإذا كان مهاجرو الحبشة عادوا إلى مكة فعلا فعاد معظمهم إلى الحبشة مرة أخرى، ولأن قريش كانوا يزدادون إيذاء وكانت مظالمهم تشتد يوما بعد يوم لذا بدأ المسلمون الآخرون أيضا يستعدّون للهجرة سرًّا بأمر النبي ﷺ، وخرجوا شيئا فشيئا كلّما وجدوا فرصة حتى وصل عدد المهاجرين إلى الحبشة مائة نسمة منهم ثماني عشرة نسوة، وبقي عدد قليل من المسلمين مع النبي ﷺ في مكة. ثم حين أُذن بالهجرة إلى المدينة هاجر إليها أبو حذيفة وعبده سالم الذي كان أبو حذيفة قد حرَّره. كانت هجرة أبي حذيفة الأولى إلى الحبشة والثانية إلى المدينة حيث سكن في بيت عباد بن بِشْر ؓ، وآخى النبي ﷺ بين أبي حذيفة وبين عباد بن بشر ؓ.

شهد أبو حذيفة ؓ سَرِيّة عبد الله بن جحش

ورد أنه يوم بدر تقدم لمواجهة أبيه، لأن أباه لم يكن مسلما وأتى مع الكفار، نهاه النبي ﷺ عن التعرض إليه قائلا سيقتله شخص آخر. فقد قُتل في بدر أبوه وعمُّه وأخوه وابن أخيه. وأبدى أبو حذيفة صبرا كبيرا، ورضي برضوان الله وشكر الله على نصرته التي أظهرها الله للنبي ﷺ أي مكَّنه من الانتصار.

ثم صلى حضرته صلاة الغائب على البروفيسور سعود أحمد خان الدهلوي المحترم، فقد توفي في 21/1/2019، إنا لله وإنا إليه راجعون.

جدُّه حضرة محمود حسن خان الدهلوي من صحابة المسيح الموعود ؏. لقد كتب حضرة المسيح الموعود ؏ اسمَ جد المرحوم ضمن 313 صحابيا له، وكتب ضمن قائمة المتبرعين لإعداد دار الضيافة وحفر البئر.

كان حليمًا جدًّا ومتواضعًا إلى درجة كبيرة وعالمًا متبحرًا، وكان شخصا صالحًا يكثر التعبد ويلتزم بصلاة التهجد، كان يكرم الضيف جدًّا . تقيًّا ومتوكلا على الله تعالى ومحبًّا للبساطة. كان وفاؤه وعاطفته للخدمة الدينية مثالا يحتذى به لجميع الواقفين حياتهم.

وكان الحياء جانبًا بارزًا من سيرة المرحوم.

كان يكن احترامًا كبيرًا للواقفين حياتهم.

يذكر أحد جيرانه وهو يبكي: ليس من حظ الجميع أن يجدوا مثل هذا الجار.

كانت البساطة مَزِيَّتَه الغالبة وكان عالمًا من العلماء.

كان يحب الخلافة حبًّا كبيرًا ويرتبط بها ارتباط الطاعة الكاملة.

وفق الله تعالى لأولاده ونسله أيضا للارتباط الدائم مع الخلافة والجماعة ورفع الله درجاته، آمين.