ملخص خطبة الجمعة 19/7/2109م

يتابع حضرته الحديث في سيرة الصحابة البدريين:

الصحابي عامر بن سلمة t، من قبلية بلّي التي هي فرع من قضاعة القبيلة العربية العريقة، وكان موطنها اليمن، وبسبب هذه النسبة كان هذا الصحابي يدعى عامر بن سلمة البلوي. كان عامر رضي الله عنه من حلفاء الأنصار. له شرف حضور غزوتي بدر وأحد.

حضرة عبد الله بن سراقة t. كان من قريش من بني عدي التي هي قبيلة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. يتصل نسبه بسيدنا عمر عن طريق شخص يدعى رياحا بعد خمسة أجيال، وبرسول الله r عن طريق شخص يدعى كعبا بعد عشرة أجيال. توفي عبد الله بن سراقة في خلافة سيدنا عثمان في العام 35 من الهجرة.

وروي عن عبد الله بن سراقة أن النبي r قال: “تَسَحّروا لو بالماء”.

حضرة مالك بن أبي خولي t. كان من بني عجل الذين كانوا حلفاء بني عدي بن كعب التي كانت فرعًا من قريش. عندما هاجر سيدنا عمر t إلى المدينة هاجر معه أفراد عائلته الآخرون، ومنهم مالك وأخوه خولي.

حضر بدرا.

واقد بن عبد الله رضي الله عنه t . من بني تميم. كان من بين قوم أسلموا بجهود سيدنا أبي بكر t. أسلم واقد قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم،  وهي أول مركز للمسلمين يجتمعون فيه للصلاة وتتم فيه أمور التربية والإرشاد ونشر دعوة الإسلام بحرية وبهدوء على يد النبي r، من السنة الرابعة إلى السنة السادسة للبعثة. آخر من أسلم في دار الأرقم هو سيدنا عمر حيث نال المسلمون القوة بإسلامه فخرجوا من دار الأرقم وقاموا بالدعوة علنا.  بعد الهجرة إلى المدينة آخى النبي r بينه وبين بشر بن البراء.

حضر سيدنا واقد بدرًا وأحدًا والخندق وسائر الغزوات مع النبي r. كان واقد ضمن السرية التي بعثها النبي r تحت قيادة عبد الله بن جحش. قُتل في هذه السرية شخص من الكفار اسمه عمرو بن الحضرمي وقد قتله واقد. كان هذا أول مشرك قُتل في الإسلام، وكان واقد أول مسلم قتل مشركا في الحرب. توفي حضرة واقد في بداية خلافة سيدنا عمر.

حضرة نصر بن الحارث t. كان أنصاريًا من بني عبد بن رِزَاح من الأوس. كان لنصر بن الحارث شرف حضور غزوة بدر. وكان والده أيضا من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم. استُشهد نصر بن الحارث في معركة القادسية.

مالك بن عمرو t. كان من بني حجر من قبيلة بني سليم، وكانوا حلفاء بني عبد شمس. حضرَ مالك غزوةَ بدر مع أخويه ثقف ومدلج. شهد مالك غزوة أحد وسائر الغزوات مع النبي r، واستُشهد في حرب اليمامة في السنة 12 من الهجرة.

النعمان بن عصر t. كان من الأنصار من بني بَلِيّ الذين كانوا حلفاء بني معاوية. حضر النعمان بن عصر بيعتي العقبة الأولى والثانية، وشهد بدرًا وسائر الغزوات مع النبي r. استُشهد في حرب اليمامة، ويقال أن نعمان قد قتله طليحة في الحرب التي دارت ضد أصحاب الردة بعد وفاة النبي r.

عويم بن ساعدة t وهو من بني عمرو بن عوف أحد بطون قبيلة الأوس. شهد بيعة العقبة الأولى والثانية. كان أحد الذين بايعوا قبل بيعة العقبة الأولى. وعن عبد الله بن الزبير أنه سمع رسول الله r يقول عن عويم: نعم العبد من عباد الله والرجل من أهل الجنة. وفي رواية أنه لما نزلت ] فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ[ قال رسول الله r: عويم بن ساعدة نعم العبد لأنه منهم. شهد عويم بن ساعدة مع رسول الله r بدرًا وأُحدًا والغزوات كلها.

وقف عمر بن الخطاب على قبره فقال: “لا يستطيع أحد من أهل الأرض أن يقول أنه خير من صاحب هذا القبر، ما نصب رسول الله r راية إلا وعويم تحت ظلها.”

ورد في رواية أنه في الجاهلية قتل سويد -والد الحارث- زيادًا أبا المجذّر، ثم تمكّن يومًا المجذّرُ، أي ابن المقتول، من سويد فقتله ثأرًا لوالده. ولقد حدثت الواقعتان كلتاهما قبل الإسلام وكانتا سببا لاندلاع حرب بعاث بين الأوس والخزرج. فلما جاء رسول الله r المدينة أسلم الطرفان أي الحارث بن سويد والمجذر بن زياد، وشهدا بدرًا.

هناك رواية عن أبي عمر في السيرة الحلبية أن عويمًا مات في حياة النبي r. وقيل توفي عويم بن ساعدة في خلافة عمر وهو ابن خمس وستين سنة .

النعمان بن سنان t، وهو كان ينتمي إلى بني النعمان من الخزرج قبيلة الأنصار. كتب ابن هشام أنه كان مولى لبني النعمان بينما اعتبره ابن سعد مولى لبني عبيد بن عدي. شهد بدرًا وأُحدًا.

عنترة مولى سليم بن عمرو t. وهو عنترة السلمي، من الأنصار. شهد بدرًا وأحدًا وقتل يوم أَحد شهيدًا، قتله نوفل بن معاوية الدِّيلي. وقيل أنه استشهد في يوم صفين في خلافة علي t عام 37 للهجرة.

النعمان بن عبد عمرو t وهو من بني دينار بن النّجّار بطن من الأنصار من الخزرج، والده عبد عمرو بن مسعود ووالدته السميراء بنت قيس. شهد بَدْرًا وأُحدًا. وشهد بدرا مع أخيه الضّحّاك بن عبد عمرو، واستشهد في أحد. وكان للنعمان والضحاك أخا ثالثا أيضا اسمه قطبة، حظي بشرف الصحبة مع رسول الله r وقد استشهد في وقعة بئر معونة.

وفي كتب الحديث ذكر أن أمه السميراء بنت قيس قد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله r بأحد، أي استشهدوا كلهم، فلما نعوا لها، قالت: فما فعل رسول الله r؟ قالوا: خيرا يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه؟ قال: فأشير لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل!

هؤلاء الناس كانوا يعشقون الله تعالى، ولأن الله تعالى يحب محمدا رسول الله لذا كان أصحابه يحبونه. لذلك قال الله تعالى بحقهم: ]رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ

ندعو الله تعالى أن يوفقنا لإنشاء الحب الحقيقي لله ولرسوله، ويوفقنا لفهم هذا الحب على وجه الحقيقة.

ثم صلى حضرته الجنازة على مودود أحمد خان– أمير الجماعة الأسبق في كراتشي- ابن نواب مسعود أحمد خانإنا لله وإنا إليه راجعون.

لقد وُلد المرحوم في قاديان في بيت السيد نواب مسعود أحمد خان والسيدة طيبة صديقة، وكان حفيد السيدة نواب مباركه بيغم والسيد نواب محمد علي من ناحية الأب، وحفيد الدكتور مير محمد إسماعيل من ناحية.

كثيرا. تقول زوجته: كان يأخذني معه لزيارة هذه العلائلات ويطلب مني تقديم الهدايا لهم.

لقد كتب كل واحد أنه كان مضيافا جدا. له. ولقد جاء بعض الشباب من غير الأحمديين أيضا لتقديم التعازي، وقال لي أحدهم: كان لأخلاق المرحوم وإخلاصه وتوجيهه تأثير كبير في حياتي.

وكان يشارك الجميع في الأفراح والأحزان، ويهتم بالجميع، وكان متواضعا وكيِّسا فطنا. ذات مرة كُتب اسمه في برنامج “نواب مودود أحمد خان” فشطب بقلمه كلمة “نواب”.

قال القائم بأعمال الأمير ونائب الأمير السيد قريشي محمود: إن المرحوم قاد الجماعةَ في كراتشي في عهد إمارته كأب كريم وعطوف، كان يأتي من مكتبه مباشرةً إلى مكتبه في الجماعة ويجلس فيه حتى الساعة العاشرة كان بصفته أميرا للجماعة على صلة شخصية بكل سيكرتير والرؤساء المحليين وكان يُرشدهم في الأعمال المتعلقة بمكتبهم.

كان بالفعل يطيع الخليفة جدا ويحترم الخلافة جدا. رحمه الله تعالى وغفر له ورفع درجاته ووفّق أولاده ليواصلوا حسناته.

والجنازة الثانية للسيد خليفة عبد العزيز نائب الأمير في جماعة كندا، الذي تُوفي نتيجة توقف القلب في 9 تموز عن عمر يناهز 84 عاما. إنا لله وإنا إليه راجعون. كان ينتمي إلى عائلة خليفة الشهيرة من “جَـمُّونْ كَشْمِيرْ”، كان والدُه حضرة خليفة عبد الرحيم وجدُّه خليفة نور الدين الجموني وجدُّه لأمه حضرة عمر بخش كلُّهم صحابةَ المسيح الموعود u، وحظي جدُّه بشرفِ العثور على قبر عيسى u في محلّة خانيار بـ”سِرِيْ نَغَرْ كَشْمِيرْ” الذي ذكره المسيح الموعود u عدة مرات في كتبه. كان المرحوم من الأعضاء الأوائل في جماعة كندا. وكان محاميا فأقام شركة المحاماة، ثم ظل يساعد الجماعة أيضا في الأمور القانونية دوما، وفترة خدمته للجماعة تتجاوز نصف قرْن، وكان أول رئيس وطني للجماعة في كندا، وأولَ رئيسٍ لدار القضاء وخدم بصفته نائب الرئيس حتى نفَسِه الأخير، وحظي بشرف حج بيت الله تعالى. كان دمثا ومحبوبا وطليق الوجه ومتفهِّما للأمور وصائب الرأي وصالحا ومخلصا ووفيًّا. كان على صلة الحب العميق والطاعة للخلافة، وكان يسعى جدا للعمل بكل ما يصله من أوامر من المركز، كان موصيا بفضل الله تعالى. غفر الله تعالى له ورحمه وألهم ذويه الصبر والسلوان ووفّقهم لمواصلة حسناته. (آمين)