خطبة الجمعة  6/12/2019م

يتابع حضرته في ذكر الصحابة البدريين

حضرة هلال بن أمية الواقفي، t.

من قبيلة أوس الأنصارية، كان من أوائل المسلمين، وكان قد كسر أصنام قبيلة بني واقف، ويوم فتح مكة كانت راية قومه بيده، ولقد نال حضرة هلال بن أمية سعادة حضور بدر وأُحد وسائر الغزوات مع النبي r إلا غزوة تبوك. كان حضرة هلال من الصحابة الثلاثة من الأنصار الذين لم يحضروا تبوك دون عذر، والصحابيان الآخران هما كعب بن مالك ومرارة بن ربيع. وفيهم نزلت آية في القرآن الكريم، ]وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[ (التوبة: 118)

قَالَ كَعْبٌ لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا إِلَّا فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ … غَزَاهَا رَسُولُ اللَّهِ r فِي حَرٍّ شَدِيدٍ وَاسْتَقْبَلَ سَفَرًا بَعِيدًا وَمَفَازًا وَعَدُوًّا كَثِيرًا فَجَلَّى لِلْمُسْلِمِينَ أَمْرَهُمْ لِيَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوِهِمْ  فَأَخْبَرَهُمْ بِوَجْهِهِ الَّذِي يُرِيدُ وَالْمُسْلِمُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r كَثِيرٌ .. وَتَجَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ r وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ. فَطَفِقْتُ أَغْدُو لِكَيْ أَتَجَهَّزَ مَعَهُمْ فَأَرْجِعُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا فَأَقُولُ فِي نَفْسِي أَنَا قَادِرٌ عَلَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ يَتَمَادَى بِي حَتَّى اشْتَدَّ بِالنَّاسِ الْجِدُّ فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ r وَالْمُسْلِمُونَ مَعَهُ وَلَمْ أَقْضِ مِنْ جَهَازِي شَيْئًا، فَقُلْتُ أَتَجَهَّزُ بَعْدَهُ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ ثُمَّ أَلْحَقُهُمْ، فَغَدَوْتُ بَعْدَ أَنْ فَصَلُوا لِأَتَجَهَّزَ فَرَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا، ثُمَّ غَدَوْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ وَلَمْ أَقْضِ شَيْئًا فَلَمْ يَزَلْ بِي حَتَّى أَسْرَعُوا وَتَفَارَطَ الْغَزْوُ وَهَمَمْتُ أَنْ أَرْتَحِلَ فَأُدْرِكَهُمْ وَلَيْتَنِي فَعَلْتُ فَلَمْ يُقَدَّرْ لِي ذَلِكَ. فَكُنْتُ إِذَا خَرَجْتُ فِي النَّاسِ بَعْدَ خُرُوجِ رَسُولِ اللَّهِ r فَطُفْتُ فِيهِمْ أَحْزَنَنِي أَنِّي لَا أَرَى إِلَّا رَجُلًا مَغْمُوصًا عَلَيْهِ النِّفَاقُ أَوْ رَجُلًا مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ مِنْ الضُّعَفَاءِ. فَلَمَّا قِيلَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَدْ أَظَلَّ قَادِمًا زَاحَ عَنِّي الْبَاطِلُ وَعَرَفْتُ أَنِّي لَنْ أَخْرُجَ مِنْهُ أَبَدًا بِشَيْءٍ فِيهِ كَذِبٌ فَأَجْمَعْتُ صِدْقَهُ وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ r قَادِمًا وَكَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَيَرْكَعُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ لِلنَّاسِ. يقول كعب t: فَجِئْتُهُ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ ثُمَّ قَالَ تَعَالَ فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ لِي مَا خَلَّفَكَ أَلَمْ تَكُنْ قَدْ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ فَقُلْتُ بَلَى إِنِّي وَاللَّهِ لَوْ جَلَسْتُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا لَرَأَيْتُ أَنْ سَأَخْرُجُ مِنْ سَخَطِهِ بِعُذْرٍ وَلَقَدْ أُعْطِيتُ جَدَلًا وَلَكِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَئِنْ حَدَّثْتُكَ الْيَوْمَ حَدِيثَ كَذِبٍ تَرْضَى بِهِ عَنِّي لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يُسْخِطَكَ عَلَيَّ، وَلَئِنْ حَدَّثْتُكَ حَدِيثَ صِدْقٍ تَجِدُ عَلَيَّ فِيهِ إِنِّي لَأَرْجُو فِيهِ عَفْوَ اللَّهِ، لَا وَاللَّهِ مَا كَانَ لِي مِنْ عُذْرٍ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَقْوَى وَلَا أَيْسَرَ مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَ فَقُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيكَ فَقُمْتُ وَاتَّبعني رِجَالٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، .. فسألت هَلْ لَقِيَ هَذَا مَعِي أَحَدٌقَالُوا: نَعَمْ رَجُلَانِ قَالَا مِثْلَ مَا قُلْتَ، فَقِيلَ لَهُمَا مِثْلُ مَا قِيلَ لَكَ. فَقُلْتُ: مَنْ هُمَا؟ قَالُوا مُرَارَةُ بْنُ الرَّبِيعِ الْعَمْرِيُّ وَهِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ الْوَاقِفِيُّ. وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ r الْمُسْلِمِينَ عَنْ كَلَامِنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ مِنْ بَيْنِ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ  فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ وَتَغَيَّرُوا لَنَا حَتَّى تَنَكَّرَتْ فِي نَفْسِي الْأَرْضُ، فَمَا هِيَ الَّتِي أَعْرِفُ. فَلَبِثْنَا عَلَى ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً فَأَمَّا صَاحِبَايَ (هلال بن أمية ومرارة بن ربيع) فَاسْتَكَانَا وَقَعَدَا فِي بيتهما وَأَمَّا أَنَا فَكُنْتُ أَشَبَّ الْقَوْمِ وَأَجْلَدَهُمْ فَكُنْتُ أَخْرُجُ فَأَشْهَدُ الصَّلَاةَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ وَأَطُوفُ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ وَآتِي رَسُولَ اللَّهِ r فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَجْلِسِهِ (في المسجد) بَعْدَ الصَّلَاةِ فَأَقُولُ فِي نَفْسِي هَلْ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ بِرَدِّ السَّلَامِ عَلَيَّ أَمْ لَا ثُمَّ أُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهُ فَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ فَإِذَا أَقْبَلْتُ عَلَى صَلَاتِي أَقْبَلَ إِلَيَّ وَإِذَا الْتَفَتُّ نَحْوَهُ أَعْرَضَ عَنِّي، …..حَتَّى إِذَا مَضَتْ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً مِنْ الْخَمْسِينَ إِذَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ r يَأْتِينِي فَقَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ r يَأْمُرُكَ أَنْ تَعْتَزِلَ امْرَأَتَكَ، فَقُلْتُ أُطَلِّقُهَا أَمْ مَاذَا أَفْعَلُ؟ قَالَ: لَا بَلْ اعْتَزِلْهَا وَلَا تَقْرَبْهَا، وَأَرْسَلَ إِلَى صَاحِبَيَّ (وأحدهما هلال بن أمية) مِثْلَ ذَلِكَ. فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي الْحَقِي بِأَهْلِكِ، فَتَكُونِي عِنْدَهُمْ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِي هَذَا الْأَمْرِ. قَالَ كَعْبٌ: فَجَاءَتْ امْرَأَةُ هِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ رَسُولَ اللَّهِ r (أي الصحابي الذي نحن بصدد ذكره اليوم) فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ ضَائِعٌ، لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ، فَهَلْ تَكْرَهُ أَنْ أَخْدُمَهُ، قَالَ: لَا، وَلَكِنْ لَا يَقْرَبْكِ. قَالَتْ إِنَّهُ وَاللَّهِ مَا بِهِ حَرَكَةٌ إِلَى شَيْءٍ. وَاللَّهِ مَا زَالَ يَبْكِي مُنْذُ كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ إِلَى يَوْمِهِ هَذَا. فَلَبِثْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَشْرَ لَيَالٍ حَتَّى كَمَلَتْ لَنَا خَمْسُونَ لَيْلَةً مِنْ حِينَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ r عَنْ كَلَامِنَا. فَلَمَّا صَلَّيْتُ صَلَاةَ الْفَجْرِ صُبْحَ خَمْسِينَ لَيْلَةً، وَأَنَا عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِنَا، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عَلَى الْحَالِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي وَضَاقَتْ عَلَيَّ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، سَمِعْتُ صَوْتَ صَارِخٍ، أَوْفَى عَلَى جَبَلِ سَلْعٍ (وهو جبل في شمال المدينة) بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ أَبْشِرْ. قَالَ: فَخَرَرْتُ سَاجِدًا، وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ وَآذَنَ رَسُولُ اللَّهِ r بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْنَا حِينَ صَلَّى صَلَاةَ الْفَجْرِ، فَذَهَبَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَنَا وَذَهَبَ قِبَلَ صَاحِبَيَّ مُبَشِّرُونَ (أي إلى هلال بن أمية وصاحبهما الثالث)… وَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَيَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا يُهَنُّونِي بِالتَّوْبَةِ، فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r -وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنْ السُّرُورِ- أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ. قَالَ: قُلْتُ: أَمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ r أَمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ؟ قَالَ r: لَا، بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِ اللَّهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قُلْتُ: فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ إِنَّمَا نَجَّانِي بِالصِّدْقِ، وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ لَا أُحَدِّثَ إِلَّا صِدْقًا مَا بَقِيتُ،

فَوَاللَّهِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ قَطُّ بَعْدَ أَنْ هَدَانِي لِلْإِسْلَامِ أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِي لِرَسُولِ اللَّهِ r أَنْ لَا أَكُونَ كَذَبْتُهُ فَأَهْلِكَ كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِلَّذِينَ كَذَبُوا حِينَ أَنْزَلَ الْوَحْيَ شَرَّ مَا قَالَ لِأَحَدٍ فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ]سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَى قَوْلِهِ فَإِنَّ اللهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ[

لقد توفي هلال بن أمية t في عهد معاوية.

ثم ذكر حضرته بعض التفاصيل المتعلقة بهذه الغزوة فتبوك مدينة بين وادي القُرى والشام، وقد أُطلقت على غزوة تبوك أسماء أخرى أيضا مثل غزوة العسرة، وجيش العسرة والغزوة الفاضحة (التي فضحت أمر المنافقين).

كان السبب وراء استعداد هذه الغزوة أنه قد بلغ النبي r بواسطة الأنباط من الشام الذين كانوا يسافرون إلى المدينة حاملين الزيت وغيره أن جيش قيصر الروم قد اجتمع في الشام. فلما بلغ ذلك نبي الله r لم يكن الصحابة قادرين على القتال، ومع ذلك أمر النبي r بالخروج، وأخبرهم عن المكان الذي كان متوجها إليه لكي يقوموا باستعداد مناسب. فبهذه المناسبة ظهر للعيان إخلاص الصحابة ومؤامرات المنافقين. فما لبث أن أعلن النبي r للاستعداد لهذه الغزوة إلا وبدأ الصحابة ذوو السعة يقدمون التضحيات إلى أقصى حدود وسعهم.

  1. أما الذين كانوا عاجزين عن ذلك كان حماسهم أيضا قد بلغ أوجَه لدرجة كانوا جاهزين للسير على الأقدام إلى مئات الأميال. فجاءوا إلى النبي r وأظهروا رغبتهم العارمة في السفر وقالوا ما معناه: إننا جاهزون للسفر مشيا ولكن ليست عندنا أحذية، وبدون الأحذية سوف تُجرح أقدامنا ولن نقدر على الوصول إلى الغاية المتوخاة.
  2. ظن سيدنا عمر t أن في بيته مالا لا بأس به، وقال في نفسه: اليوم فرصة مواتية لي لأسبق أبا بكر t، فجاء بنصف ماله وقدمه للنبي r. فسأله النبي r: ماذا تركت لأهلك؟ قال: تركتُ نصف المال. أما أبو بكر t فجاء بكل ما كان في بيته وقدمه للنبي r. فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟ قَالَ أَبْقَيْتُ لَهُمْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. فقال عمر t وهو غابطا بأبي بكر t: وَاللَّهِ لَا أَسْبِقُهُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا. فقال النبُي r: الفرق بين عمل أبي بكر وعمر هو الفرق بين درجاتهما.
  3. أتى عثمان t بالإبل والأحصنة وأتى بالمال فصبه بين يديه، فصعد النبي r المنبر وقال: لا يضر عثمان ما عمل بعد اليوم، مَا ضَرَّ ابْن عَفَّانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ: وقالها مرتين.
  4. صحابي اسمه أبو عقيل t، لم يكن لديه شيء ليقدمه لهذه الغزوة، فخطرت بباله فكرة فعمل ليلة بأجرة وسقى أرضا لشخص، وظل يجلب الماء من البئر طول الليل ويسقي الأرض، وأُعطي مقابل ذلك صاعين من التمر (ما يقارب أربعة أو خمسة كيلوغرامات) فأعطى نصفها أهلَه وأولادَه وجاء بالبقية إلى النبي r وقدمها له.
  5. قدم عبد الرحمن بن عوف نصف ماله إلى النبي r، وكان ثمنه 4400 درهم.
  6. وقدم عاصم بن عدي مئة وسق تمرا. فاتهمه المنافقون أن هذا رياء. عندها أنزل الله تعالى آية سورة التوبة في القرآن الكريم: ]الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[ وفيها ذكر المنافقين الذين يلصقون مثل التهم المذكورة.

الآن هناك إعلان من قسم “وقف نو” وهو أنهم صنعوا موقعا خاصا بالقسم وهو: waqfenauintl.org وسيُطلق هذا الموقع اليوم بعد قليل بإذن الله ويجب على المشتركين في مشروع وقف نو وآبائهم أن يستفيدوا منه.