بسم الله الرحمن الرحيم

نحمده ونصلي على رسوله الكريم                         وعلى عبده المسيح الموعود

ملخص خطبة الجمعة التي ألقاها أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز في 23-02-2018:

بعد التعوذ والتشهد وتلاوة الفاتحة يقول حضرته نصره الله:

العشرون من شباط/فبراير هو اليوم الذي بُشِّر فيه المسيح الموعود  uبولادة ابن له بناءً على إعلام من الله. لقد أعدّ حضرته عندها إعلانا بين فيه خصائص هذا الابن، ونشره في 20 شباط/فبراير عام 1886. وبمناسبة تحقق هذه النبوءة العظيمة تعقد الجماعة اجتماعات بيوم المصلح الموعد.

كتب المسيح الموعود عليه السلام هذه النبوءة بتاريخ 20/ 2/1886م كمايلي: لقد خاطبني الله الرحيم الكريم المجيد القادر على كل شيء -جلّ شأنه وعزّ اسمه- بإلهامه وقال: “إني أعطيك آية رحمةٍ بحسب ما سألتَني…. أَبْشِرْ، فستعطى ولدا وجيها طاهرا. ستوهب غلاما زكيا من صلبك وذريتك ونسلك. غلام جميل طاهر سينـزل ضيًفا عليك، اسمه عمنوائيل وبشير. لقد أوتي روحًا مقدسة، وهو مطهَّر من الرجس. هو نور الله. مبارك الذي يأتي من السماء. مَعَه الفضل الذي ينـزل بمجيئه. سيكون صاحب الجلال العظمة والثراء. سيأتي إلى الدنيا ويشفي الكثير من أمراضهم بنفسه المسيحي وببركة روح الحق. إنه كلمة الله، لأن رحمة الله وغيرته قد أرسلته بكلمة التمجيد. سيكون ذهينًا وفهيمًا بشكل خارق وحليم القلب. سوف يملأ بالعلوم الظاهرة والباطنة. إنه سيجعل الثلاثة أربعة. إنه يوم الاثنين، مبارك يوم الاثنين.

ولد صالح كريم ذكي مبارك، مَظْهَرُ الأوّلِ والآخِرِ، مظهَرُ الحقّ والعلاء، كأن الله نزل من السماء. ظهوره جدّ مبارك ومدعاة لظهوره جلال الله تعالى. يأتيك نور مسحه الله بطيب رضوانه. سوف ننفخ فيه روحنا، وسيظلّه الله بظلّه. سوف ينمو سريعًا، وسيكون وسيلةً لفكّ رقاب الأسارى، وسيذيع صيته إلى أرجاء الأرض، وسيتبارك منه أقوام ثم يرفع إلى نقطته النفسية: السماء. وكان أمرًا مقضيًّا.”

يقول المسيح الموعود u: عندما توفِّي ابني الأول فرح الجهلة بوفاته كثيراً، فقيل لهم مرارا بأن النبوءة المنشورة في 20 شباط 1886 تتضمن وفاة بعض الأبناء أيضا. فبشّرني الله بابن آخر، وقد وردت البشارة عن ولادة ابن آخر في الصفحة 7 من إعلاني كالآتي: “ستُرزَق بشيرًا ثانيا اسمه الثاني “محمود”.

ولُد الابن في يناير/كانون الثاني 1889م وسمِّيَ “محمود”، ولا يزال حيا يُرزق بفضل الله تعالى، وهو في السابعة عشر من عمره الآن.

يقول بير منظور محمد -وهو مؤلف كتيب “يسرنا القرآن”- بأنني قلت للخليفة الأول t قبل ستة أشهر من وفاته: لقد توصلت اليوم من خلال قراءتي لإعلانات سيدنا أحمد u إلى أن الابن الموعود هو “ميان صاحب” (أي مرزا بشير الدين محمود أحمد). فرد عليه الخليفة الأول t قائلا: نحن نعلم هذا الأمر سلفا. ألا ترى كيف نعامل “ميان صاحب” معاملة خاصة، وكيف نحترمه؟

وفي مساء اليوم التالي قال الخليفة الأول t: لا تنشر هذا المقال الآن بل انشُره عندما ستشتد معارضته.

كتب السيد “غلام حسن” -مختارُ أراضي “يكو” في مدينة سيالكوت- إلى الخليفة الثاني t بعد إعلانه أنه هو المصلح الموعود: إن الله تعالى قد أراني في الرؤيا أنك أنت ستكون الخليفة بعد الخليفة الأول وستحقق النصر وينزل عليك الوحي.

يقول أحد صلحاء الجماعة الصوفي مطيع الرحمن البنغالي في رسالة إلى المصلح الموعود t بعد إعلانه ذلك: لقد رأيت في الرؤيا اجتماع العيد ورأيت المسيح الموعود u واقفًا على مقام عال ورفيع، كان لابسًا جبة خضراء وكان يلقي خطبة. فلما تقدمت إليه للمصافحة بعد انتهاء الخطبة أدركت بأنه ليس بالمسيح الموعود بل هو شخصكم الكريم.

لم يعلن الخليفة الثاني  tبأنه المصلح الموعود ما لم يأمره الله تعالى بذلك. فلما أُذن له أعلن ذلك بصراحة. فقال: لا شك أن كثيرا من أبناء جماعتنا لدى تحقق بعض العلامات التي ذكرها المسيح الموعود u عن الابن الموعود كانوا يقولون بأن هذه النبوءة تتعلق بي إلا أنني كنت أقول دائما بأنني لم أعلن بمثل هذا الإعلان مالم يأمرني الله تعالى بذلك. وأخيرا فقد جاء ذلك اليوم الذي كان مقدّرًا من الله أن يتم الإعلان عن ذلك بلساني.

يقول السيد أبو الفرج الحصني من دمشق: عند وفاة المصلح الموعود t حزنت جماعة دمشق بوجه خاص وتألمت كثيرا لأنها غرسة غُرست مباشرة بيد حضرته t، لقد غرسها حضرته بيديه المباركتين ثم سقاها بتوجهه الخاص وروحانيته. وتحقق ما قاله الله تعالى عنه: “وتتبارك منه الأقوام”. لقد نلنا فيوضًا إلهية ببركة دعائه لنا. وصدق الله في وحيه عنه: نورٌ يأتيك نور ممسوحًا بعطر رضوان الله.

كما جعل الله تعالى غير الأحمديين أيضا يقرّون بصدق نبوءة المسيح الموعود u. فهناك شيخ غير الأحمديين اسمه المولوي سميع الله خان فاروقي، قال إن نبوءة الابن الموعود قد تحققت عندما انتُخب مرزا بشير الدين محمود أحمد خليفةً، والحق أن الجماعة الأحمدية أحرزت في عهده تقدما يحير العقول.

هذا، وهناك صحفي غير مسلم من السيخ اسمه ارجُن سنغ وكان رئيس التحرير لمجلة “رنغين” الصادرة في أمرتسر فاعترف بتحقق النبوءة قائلا: لقد أدلى المرزا المحترم بهذه النبوءة في عام 1901م حين كان المرزا بشير الدين محمود أحمد طفلا صغير. والقول في ذلك الحين أنه سيكون بصفات ومزايا كذا وكذا دليل على قوة روحانية كبيرة. عندما أعلن المرزا المحترم الإعلان المذكور كان عنده ثلاثة أبناء وكان يدعو لهم جميعا. ولكن النبوءة ذكرت ابنا واحدا فقط، وهو الذي أحدث تغيّرا كبيرا في العالم”.

ففي ذلك الزمن أُسِّست الجماعة بتأييد الله تعالى ونصرته في أكثر من 50 دولة تقريبا وتوطدت فروع الجماعة في كل قارة. وهذا كان انتشار الإسلام بحسب النبوءة عن المصلح الموعود ذي العزيمة القوية.

حيث كانت الغاية المتوخاة من ولادة الابن الموعود: “ليتجلّى شرف دين الإسلام وعظمة كلام الله للناس”. وقد اعترف بتحقق ذلك الزعيم المسلم المولوي ظفر علي خانْ، فقال: “إن لدى الميرزا محمود دعاةً وعلماءَ متخصصين في شتى العلوم والمجالات. ولقد ثَبَّتَ رايتَه في كل بلد من العالم.”

وقد أُنبِأ عن الابن الموعود أنه سيتسبب في فكّ رقاب الأسرى. فحركة تحرير كشمير شاهد على ذلك. حيث شكلت لجنة برئاسة حضرة المصلح الموعود لتحرير مسلمي كشمير الذين كانوا محرومين من حقوق الإنسان الأساسية على مرّ العصور. بسبب مساعيه قُبلت حقوقهم السياسية والمدنية في الولاية وأقيم البرلمان أول مرة، ومُنحت لهم العضوية المناسبة فيه متمتعين بحرية التعبير شفهيا وخطيا.

ثم إن المفسر المشهور العلامة الشيخ عبد الماجد الدريا آبادي كتب مقالا عند وفاة المصلح الموعود ذكر فيه: “ندعو الله تعالى أن يجزيه على المساعي التي ظل يبذلها طول عمره بكل حماس في سبيل نشر القرآن الكريم في العالم كله ونشر دعوة الإسلام إلى جميع أنحاء المعمورة. أما ما قام به حضرته في شرح حقائق القرآن الكريم وبيان معارفه وترجمة معانيه فيحتل مكانة سامية من الناحية العلمية.”

هناك مثال آخر على كونه يُملأ بالعلوم ظاهرة وباطنة. فقد جاء قسٌّ من أميركا إلى قاديان في عام 1914 فطرح بعض الأسئلة على حضرة المصلح الموعود ، فردَّ عليه ردودا مقنعة لا نظير لها.

في فبراير 1945 ألقى حضرة المصلح الموعود خطابا جليلا بعنوان “نظام الاقتصاد في الإسلام” في مدينة الطلاب الأحمديين، فكانت لديه ملكة وكفاءة في العلوم المادية أيضا. وحضر أحد محبّي العلم الجلسةَ السنوية في قاديان في زمن المصلح الموعود t، فقال: إن هذه الجماعة كلها رهن إشارة خنصر ذلك الخليفة الطاهر، إن إمام الجماعة الأحمدية كاتب عظيم ويملك قدرة عظيمة للخطابة.

وذكر في نبوءة عن الابن الموعود أنه سيُعطى علوم القرآن. فالتفسير الكبير للخليفة الثاني t  لا يضاهيه أي تفسير في أي لغة.  حيث كتب العلامة نياز الفَتْحَبُوْرِي عن التفسير الكبير: إن هذا التفسير أول تفسير من نوعه وُفِّق فيه بين العقل والنقل بأحسن وجه. ويتبين من كل كلمة لكاتبه تبحُّره في العلم وسَعة نظره وفراسته غير العادية وجمال استدلاله.

فانطباعات الأحباب والأغيار عن المصلح الموعود t والأثر العميق الذي كان يقع فيهم بلقائه وحين كانوا يطّلعون على ميزاته دليل بين على صدق النبوءة.

يقول أمير المؤمنين نصره الله: من الضروري لرقي الجماعة أن يطور كل فرد من أفراد الجماعة جميعَ قدراته بعزيمة ويستخدمها من أجل الجماعة. لو فعلنا ذلك لرأينا ازدهار الجماعة أكثر من ذي قبل.