خطبة الجمعة 23/11/2018

يتابع حضرته في الحديث عن الصحابة البدريين رضوان الله عليهم، ويفرد هذه الخطبة للحديث عن:

سنان بن أبي سنان ؓ:

شهد غزوة بدر وشهد أيضاً سائر المشاهد مع رسول الله ﷺ. يقول البعض أنه كان أول من بايع في بيعة الرضوان. وقد ورد أن النبي ﷺ عندما شَرَعَ في أخذ البيعة مدّ سنان يده وقال: خذْ بيعتي. قال النبي ﷺ: علامَ تبايعني؟ قال: على ما في قلبك. قال ﷺ: أتعلم ما في قلبي؟ ولما كان سنان محظوظا بتأثير صحبة النبي ﷺ، قال: إما الفتح أو الشهادة. فبدأ الآخرون أيضا يقولون إننا نبايعك على ما بايع سنان. كان سنان ؓ من كبار الصحابة المهاجرين. وهو أول من كتب إلى النبي ﷺ بخبر طليحة بن خويلد الأسدي عندما ادّعى النبوة. وكان سنان من بني مالك.

مِهْجَع بن صالح ؓ

مولى عمر بن الخطاب،شهد بدراً وكان أول قتيل من المسلمين. وكان من الذين نزلت فيهم آية: ( وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)

في هذه الآية ردٌّ على بعض الأغنياء وكبار الناس الذين كانوا يودّون أن يُكرَموا أكثر، فقال تعالى أن رسوله لا يبالي بكم ولا بثروتكم بل هو يحب هؤلاء الفقراء.

عامر بن مخلد  ؓالأنصاري الخزرجي، ثم من بني مالك بن النجار. وأُمّه عمارة بنت خنساء. شهد بدرا وأُحدا واستُشهد يوم أُحد.

حاطب بن عمرو بن عبد شمس ؓ:

كان يُكني بأبي حاطب، وأمّه أسماء بنت الحارث بن نوفل من بني أشجع، أسلم حاطب بن عمرو بتبشير من أبي بكر ؓ قبل دخول رسول الله، ﷺ دار الأرقم. وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين كلتيهما، ثم إلى المدينة. شهد بدرا، وأُحدا، وشهد بيعة الرضوان عند صلح الحديبية. تَزَوّجَ رَسُولُ اللّهِ ﷺ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمَعَةَ … يقال أنه زَوّجَهُ إيّاهَا حاطب بْنُ عَمْرٍو.

أبو خزيمة بن أوس ؓ:

أمه عمرة بنت مسعود،  شهد بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله، ﷺ، وتوفي في خلافة عثمان بن عفان ؓ.

تميم  ؓ مولى بني غَنْم، آخى رسول الله ﷺ بين تميم وبين خباب مولى عتبة بن غزوان وشهد تميم أحدًا بعد بدر.

المنذر بن قدامة ؓ: من قبيلة بني غنم. يقول العلامة الواقدي أنه استُعمل على أسرى بني قينقاع.

الحارث بن حاطب ؓ:

يكنى بأبي عبد الله، من الأنصار. خرج مع رسول الله ﷺ إلى بدر، هو وأخوه أبو لبابة بن عبد المنذر، فردهما من الروحاء، جعل أبا لبابة أميرًا على المدينة، وأمر الحارث بإمرة إلى بني عمرو بن عوف، وضرب لهما بسهمهما وأجرهما؛ فكانا كمن شهدها… وشهد الحارث أُحدا والخندق والحديبية وخيبر وقُتل يوم خيبر شهيدا.

ثعلبة بن زيد ؓ: من قبيلة الخزرج من الأنصار، شهد بدرا. يُكني بالجذع. بسبب ثبات قلبه وعزيمته القوية.

عقبة بن وهب ؓ

ابن أبي وهب حليف بني عبد شمس بن عبد مناف. شهد بدرًا وأُحدا والخندق والمشاهد كلها مع النبي ﷺ. ذات مرة جاء وفد من يهود المدينة للقاء النبي ﷺ فبلّغهم النبي ﷺ الدعوة، ولكنهم رفضوا رفضا باتا. فلامهم الصحابة بمن فيهم عقبة بن وهب.

حبيب بن أسود بن سعد ؓ:مولى بنى حرام قبيلة الأنصار. شهد بدرا وأُحدا ولم يكن له أولاد. وذُكر اسمه “خبيب” أيضا.

عُصيمة الأشجعي ؓ: من قبيلة بني أشجع. شهد بدرا وبقية المشاهد مع النبي ﷺ. ومات في عهد معاوية بن أبي سفيان.

رافع بن الحارث بن سواد  ؓ:

كان من بني النجار، قبيلة الأنصار. شهد بدرا وبقية المشاهد مع النبي ﷺ. ومات في عهد عثمان ؓ. كان له ولد اسمه الحارث.

رخيلة بن ثعلبة أو رجيلة بن ثعلبة ؓ: شهد بدرا وأُحدا. كان خزرجيا بياضيا، شهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

جابر بن عبد الله بن رئاب ؓ: قيل أنه كان من الستة الأوائل من الأنصار الذين سبقوا بالإسلام في مكة. شهد بدرا وأحدا والخندق وبقية المشاهد مع النبي ﷺ. وقد روى الأحاديث أيضا عن النبي ﷺ. كان أول من أسلم من الأنصار في بيعة العقبة الأولى.

ثابت بن أقرم بن ثعلبة ؓ

من أصحاب بدر، وكان اسمه ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن عجلان. وكان من إحدى قبائل الأنصار. شهد المشاهد كلها مع النبي ﷺ بما فيها بدر. قال أبو هريرة  ؓ لقد شهدتُ مؤتة، فلما دنا العدو منا رأينا ما لا قِبل لأحد به فقال لي ثابت بن أقرم: يا أبا هريرة، كأنك ترى جموعًا كثيرة. قلت: نعم. قال: إنك لم تشهد معنا بدرًا، إنَّا لم ننصر بالكثرة. بل بفضل الله تعالى، وهذا ما سيحدث هنا أيضا.

وكان ثابت قد خرج مع خالد بن الوليد إلى أهل الردّة في خلافة أبي بكر ؓ، واستشهد هناك على يدي طُليحة، وأخاه سلمة ابنَيْ خُويلد. ولم يكن لثابت عقب.

سلمة بن سلامة ؓ:

من الأنصار من بني عبد الأشهل، حين وصل خبر بعثة النبي ﷺ إلى المدينة كان سلمة من أول المؤمنين بالنبي ﷺ. شهد بيعة العقبة الأولى والثانية كما شهد مع النبي ﷺ المشاهد كلها بما فيها بدر. واستعمله عمر بن الخطاب على اليمامة في عهد خلافته. وفي زمن سيدنا عثمان ؓ لما ثارت الفتن اعتزل وكرس نفسه لعبادة الله لأن الفتن كانت كثرت حينها فكان يعبد الله تعالى فقط.

جبر بن عتيك ؓ:

شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ، وعاش في المدينة حتى وفاة النبي ﷺ، آخى النبي ﷺ بينه وبين خباب بن الأرَتِّ. وكانت راية بني معاوية في يده يوم فتح مكة. توفي جبر بن عتيق في 61 هـ في عهد يزيد بن معاوية عن عمر يناهز 71 عاما.

ثابت بن ثعلبة ؓ:

شهد بيعة العقبة الثانية مع سبعين صحابيا من الأنصار. وكان مع النبي ﷺ يوم بدر وأحد والخندق والحديبية وفتح مكة وغزوة الطائف. واستُشهد في غزوة طائف. شهد بدرا مع أبيه ثعلبة ؓ.

سهيل بن وهب ؓ:

وهو سهيل بن وهب بن ربيعة بن عمرو بن عامر القرشي وعرف بسهيل بن بيضاء أيضا. هاجر إلى الحبشة وحين بدأت دعوة الإسلام علنا عاد إلى مكة، ثم قدم المدينة بعد هجرة النبي ﷺ. وشهد مع سهيل أخوه صفوان بن بيضاء بدرا. وكان سهيل ابنَ أربع وثلاثين حين شهد بدرا. وكان مع رسول الله ﷺ يوم أحد والخندق والغزوات كلها.

وعن سهيل بن بيضاء أنه كان رَدِيف رسول الله ﷺ على بعيره، فناداه رسول الله ﷺ فقال: “يا سهيل”، ورفع صوته ثلاثا بذلك، فقال سهيل كل مرة: لَبّيْك يا رسول الله، فلـمّا سمع الناس صوت رسول الله ﷺ عرفوا أنه يريدهم، فحبس من كان بين يديه ولحقه من كان خلفه حتى إذا اجتمعوا قال رسول الله: مَنْ شَهِدَ أنْ “لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له” حَرّمَ الله عليه النار وأوجبت له الجنة.

قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَا كَانَ لَنَا خَمْرٌ غَيْرُ فَضِيخِكُمْ هَذَا الَّذِي تُسَمُّونَهُ الْفَضِيخَ فَإِنِّي لَقَائِمٌ أَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ وَفُلَانًا وَفُلَانًا إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ وَهَلْ بَلَغَكُمْ الْخَبَرُ فَقَالُوا وَمَا ذَاكَ قَالَ حُرِّمَتْ الْخَمْرُ قَالُوا أَهْرِقْ هَذِهِ الْقِلَالَ يَا أَنَسُ قَالَ فَمَا سَأَلُوا عَنْهَا وَلَا رَاجَعُوهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُلِ.

توفي سهيل بعد الرجوع من تبوك بالمدينة سنة تسعٍ، وصلى عليه النبي ﷺ،  في المسجد.

الطفيل بن الحارث ؓ:

شهد هو وأخواه عبيدة والحصين بدرا وأحدا والخندق والغزوات كلها مع النبي ﷺ، توفي سيدنا الطفيل في العام السبعين الهجري.

أبي سَليط أُسَيْرَة بن عمروؓ:

شارك النبيَّ ﷺ في بدر وغيرها من الغزوات، كان ينتمي إلى عدي بن النجار أحد فروع الخزرج. كان والده أبو خارجة عمرو بن قيس أيضا من الصحابة. عن ابنه عبد الله أن النبي ﷺ نهى عن أكل لحم الحمار، فرمينا تلك اللحوم.

ثعلبة بن حاطب الأنصاري ؓ:

وهو من بني عمرو ابن عوف من قبيلة أوس، فقد شارك في بدر وأحد واستشهد فيها. يجب التمييز بينه وبين ثعلبة بن أبي حاطب  الذي سأل النبي ﷺ مرارا أن يدع له بالرزق وعندما رزقه الله بخل بماله فلم تعد تقبل زكاته.

سعد بن عثمان بن خلدة الأنصاري ؓ:

شهد بدرا، وأحد. كان أخا لحضرة عقبة، وكان له بئر الروحاء يسقي الناس، توفي سيدنا سعد عن عمر يناهز 80 سنة.

عامر بن أمية ؓ:

والد حضرة هشام بن عامر، واستشهد في أحد، وكان من بني عدي بن النجار. عن حضرة هشام بن عامر أنه حين سُئل النبي ﷺ عن دفن شهداء أحد، قال احفروا قبرا كبيرا وادفنوا فيه اثنين أو ثلاثة، وادفنوا أولا أعلمَهم بالقرآن، يقول حضرة هشام بن عامر أن والده عامر بن أمية ؓ دُفن في القبر قبل رجلين. زار هشام بن عامر السيدة عائشة، فقالت كان رجلا رائعا. لم يكن له عقب.

عمرو بن أبي سرح ؓ:

وكان من بني الحارث بن فهر، وكان يكنى أبا سعيد، توفي في العام 30 الهجري، في عهد عثمان ؓ في المدينة. كان أخوه حضرة وهب بن أبي سرح من المهاجرين إلى الحبشة، وكلا الأخوين شهدا بدرا، فقد شهد بدرا وأحدا وسائر الغزوات، ولم يكن له عقب.

عِصمة بن الحصين ؓ: وكان من قبيلة بني عوف بن خزرج. وأخوه هُبيل بن وبرة منسوب إلى جده وبرة، فقد شهد وأخوه بدرا.

خليفة بن عدي ؓ:

شهد بدرا وأحدا، كان خليفة بن عدي بن عمرو بن مالك بن علي بن بياضة من أصحاب بدر. فقد اعتنق الإسلام قبل بدر وتشرف بكونه بدريا ثم شارك في أحد أيضاشارك حضرة علي ؓ في جميع المعارك ولا نجد شيئا عن عام وفاته أيضا في كتب السير.

حضرة معاذ بن ماعض ؓ: وقد اختلف في استشهاده في بدر أو بئر معونة. وقد شهد معه بدرا أخوه عائذ بن ماعض أيضا.

سعد بن زيد الأشهلي ؓ:

شارك النبيَّ ﷺ في بدر وأحد والخندق وسائر الغزوات، وشهد العقبة. أرسل النبي ﷺ معه أسرى بني قريظة فاشترى مقابلهم الخيول والسلاح في نجد. في رواية أن حضرة سعد بن زيد أهدى لرسول الله ﷺ سيفا نجرانيا، فسلَّمه إلى حضرة محمد بن مسلمة قائلا جاهدْ به في سبيل الله وحين يختلف الناس فيما بينهم فاضرب به الحجر والزم البيت، أي لا تتورط في أي فتنة أو فساد.

نسأل الله ﷻ أن يعمل بهذه النصيحة المسلمون المعاصرون الذين يتقاتلون وأن يستتب الأمن والسلام، ونسأل الله تعالى أن يرفع درجات هؤلاء الصحابة دوما ويوفقنا أيضا للحسنات والتضحيات وأن نعيش بإخلاص ووفاء.