ملخص خطبة الجمعة 6/3/2020

يتابع حضرته في هذه الجمعة الحديث عن الصحابي مصعب بن عمير رضي الله عنه، فقد قال حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه وهو يتحدث عن خدمات الصحابي مصعب بن عمير رضي الله عنه وأنه كان أول داعية أُوفدَ إلى المدينة المنورة: كان اللهُ تعالى يخير نبيه صلى الله عليه وسلم مرة بعد أخرى قائلا إن هجرتك قد قربت، وكان من عادة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حيث رأى جمعًا من الناس في الحج تقدم إليهم وشرع يعظهم ويأمرهم بالتوحيد، ويبشرهم بملكوت الله، وينهاهم عن الظلم والفواحش والفساد والشر. وبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجول في منى إذ أبصر ستة أو سبعة نفر من أهل المدينة المنورة، فسألهم: مِن أي قبيلة أنتم؟ قالوا من الخزرج؟ فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن ملكوت الله قد قرب، وأن الأوثان ستكسر، وأن التوحيد سيقام، وأن الخير والتقوى سوف يتأسسان في الدنيا ثانية، فهل أهل المدينة مستعدون لقبول هذه النعمة الربانية العظيمة؟ فقال القوم وكانوا متأثرين بكلامه: إننا نقبل ما تعلّمنا، أما أهل المدينة فلا نعرف إن كانوا مستعدين لقبول الإسلام أم لا. فلما سمع أهل المدينة من الحجاج دعوى النبي صلى الله عليه وسلم وأيقنوا بصدقه قالوا إنه ذلك النبي الذي كان اليهود يخبرون عن ظهوره. فتأثر فتيةٌ كثيرون من أهل المدينة مِن صدق تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم وساعدهم على الإيمان به ما سمعوه من اليهود من الأنباء، فجاء قوم من أهل المدينة للحج في العالم المقبل، وسافر 12 شخصا من أهل المدينة مصممين على الدخول في دين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان عشرة منهم من الخزرج واثنان من الأوس. ولقي هؤلاء النبيَّ صلى الله عليه وسلم في مِنى وبايعوه على ألا يعبدوا مع  الله أحدًا، وألا يسرقوا، ولا يزنوا، ولا يئدوا بناتهم، وألا يرمي بعضهم بعضًا بالتهمة، وألا يعصوه فيما يأمرهم به من معروف.

ولما رجع هؤلاء القوم إلى أهلهم بدأوا نشر دعوة الإسلام فيهم بكل قوة وحماس. وظل وعظ التوحيد يغزو قلوب أهل المدينة باستمرار، فكانوا يأتون واحدًا تلو الآخر ويطلبون من المسلمين أن يعلّموهم دينهم. لكن هؤلاء المسلمين الجدد من المدينة لم يكونوا مطّلعين على تعاليم الإسلام كما ينبغي، كما لم يكن عددهم كافيًا حتى يعلّموا هؤلاء المئات بل الآلاف الإسلاَم بالتفصيل، فأرسلوا إلى مكة طالبين من النبي صلى الله عليه وسلم بأن يبعث إليهم داعية لتعليمهم. فبعث النبي صلى الله عليه وسلم صحابيا اسمه مصعب بن عمير، وكان قد رجع من الحبشة، لأداء واجب تبليغ رسالة الإسلام في المدينة. فكان مصعب بن عمير رضي الله عنه أول داعية أرسل خارج مكة.

وفي غضون فترة وجيزة من وصوله إليها أسلم المشركون في المدينة كلهم. وبعد الهجرة آخى النبي r بين مصعب بن عمير وأبي أيوب الأنصاري رضي الله عنهما. شهد مصعب بن عمير بدرا وأُحدا، وفي كلتا الغزوتين حمل راية المهاجرين التي سلّمها له رسول الله r.

كانت راية المهاجرين في غزوة أُحد أيضا في يد مصعب بن عمير t. وقد قُتل في هذه الغزوة. كان يقاتل أمام رسول الله r حتى قتله ابن قميئة. وقد أدى حق حماية اللواء على أحسن وجه. كان عمرُه يومَ قُتل أربعين سنة، أو أكثر قليلاً. وقف رسول الله r على مصعب بن عمير وهو على وجهه يوم أُحد شهيداً، فقال رسول الله r: ]مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا [ ثم قال: إن رسول الله r يشهد عليكم أنكم شهداء عند الله يوم القيامة. ثم أقبل على الناس فقال: أيها الناس! ائتوهم فزوروهم، وسلِّموا عليهم، فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه السلام.

أنزل جثته في قبره أخوه أبو الروم بن عمير وسويبط بن سعد وعامر بن ربيعة y.

وفي رواية في صحيح البخاري: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ t أُتِيَ بِطَعَامٍ وَكَانَ صَائِمًا فَقَالَ: قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ إِنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ وَإِنْ غُطِّيَ رِجْلَاهُ بَدَا رَأْسُهُ وَأُرَاهُ قَالَ وَقُتِلَ حَمْزَةُ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنْ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ أَوْ قَالَ أُعْطِينَا مِنْ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ.

وهناك رواية في الترمذي عن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قال النَّبِيُّ r: إِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ أُعْطِيَ سَبْعَةَ نُجَبَاءَ أَوْ نُقَبَاءَ وَأُعْطِيتُ أَنَا أَرْبَعَةَ عَشَرَ قُلْنَا مَنْ هُمْ قَالَ أَنَا وَابْنَايَ وَجَعْفَرُ وَحَمْزَةُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَبِلَالٌ وَسَلْمَانُ وَالْمِقْدَادُ وَحُذَيْفَةُ وأبو ذر وَعَمَّارٌ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ. (الترمذي، أبواب المناقب عن رسول الله r)

وانصرف رسول الله r راجعًا إلى المدينة من أُحد، فلقيتْه حمنة بنت جحش زوجة مصعب بن عمير، فنعى لها الناس أخاها عبد الله بن جحش، فاسترجعت، واستغفرت له، ثم نعي لها الناس خالها حمزة بن عبد المطلب، فاسترجعت واستغفرت له، ثم نعي لها الناس زوجها مصعب بن عمير، فصاحت وولولت. فقال رسول الله r: “إن للزوج من المرأة مكانًا ما هو لأحد. ثم قال لها رسول الله r: لم قلت هذا؟ قالت: يا رسول الله r ذكرت يُتمَ بنيه، فراعني وخرجتْ هذه الكلمات من لساني في حالة من القلق. فدعا رسول الله r لولدِ مصعب t أن يحسن الله عليهم الخلف ويشفق عليهم ويلطف بهم.

وهكذا حصل إذ استجاب الله تعالى دعاء النبي r وأحسن عليهم.

ثم لفت حضرته انتباه أفراد الجماعة إلى بعض الأمور المتعلقة بالوباء المنتشر حاليا المسمى بكورونا فيروس.

  • ينبغي علينا جميعًا العمل بالتدابير الوقائية المعلنة من قبل الحكومات والمؤسسات.
  • تناول الهميوباتي الذي وصفه حضرته من قبيل العلاج الميسر.
  • ومن الضروري في هذا الأمر هو أن تتجنبوا الدخول في زحمة الناس.
  • وينبغي أن يتجنب المجيء إلى المسجد مَن يحمل أي مرض مُعدٍ.
  • ينبغي عند العطس وضع المنديل على الوجه.
  • ينبغي المحافظة على نظافة الوجه واليدين.
  • ينبغي ألا تلمسوا الوجه إن كانت اليدان غير نظيفتين،
  • ويجب أن تستخدموا السائل المعقم أو المطهر على اليدين أو تغسلوهما بتكرار. إن تم الوضوء بشكل صحيح فإنه ينتج عنه طهارة ظاهرية أيضا، كما أن من يتوضأ ثم يصلي كان ذلك ذريعة للطهارة الروحانية أيضا.
  • هناك حاجة ماسة إلى التركيز على الدعوات كثيرا، وينبغي علينا أن نولي هذا الأمر اهتمامًا خاصًّا.
  • تجنب المصافحة أيام المرض.

ومن باب الحديث عن حقوق المسجد أكد حضرته على ضرورة:

  • على المصلين أن يغيروا الجوارب كل يوم ويغسلوها
  • قد نهى النبي r عن الحضور إلى المسجد بعد أكل الثوم والبصل.
  • أمر النبي بحضور المسجد متعطرين.
  • وقد نهى النبي r عن المرور من المسجد حاملين اللحم النيء.
  • يجب على المصلي الاهتمام بنظافة المسجد والبيئة والأجواء المحيطة.

ثم ذكر حضرته بعض المرحومين الذين صلى عليهم صلاة الجنازة

  • عزيزي “تنزيل أحمد بتّ” ابن السيد “عقيل أحمد بت” وكان عمره أحد عشر عاما وقُتل في 27/2/2020 وهو في رأيي شهيد، فقد قتلتْه جارتُه بظلم بشع.
  • الجنازة الثانية للعماد “بشير أحمد” أمير الجماعة في محافظة راولبندي وهو ابن الدكتور محمد عبد الله. توفي في مدينة راولبندي يوم السادس عشر من شباط/فبراير عن عمر يناهز سبعة وثمانين عاما. إنا لله وإنا إليه راجعون. كان المرحوم منخرطا بنظام الوصية وترك وراءه من ذويه زوجته وابنَين وثلاث بنات. هناك ميزة فيه شخصيا أنه كان متعلقا بالله ويؤدي الصلاة بخشوع وخضوع. رحم الله تعالى المرحوم وغفر له ورفع درجاته ووفّق أولاده لمواصلة حسناته.
  • والجنازة الثالثة هي للدكتور حميد الدين من قرية “121 ج.ب غوكهو وال” بمحافظة فيصل آباد. تُوفي في التاسع والعشرين من شباط/فبراير 2020، إنا لله وإنا إليه راجعون.