يقول المسيح الموعود عليه السلام في كتاب البراهين الأحمدية فيما يتعلق بنبوءة زلزلة الساعة:

ولكن لو لم تظهر آفة شديدة الوطأة تهز العالم هزًّا، وتكون بصورة الزلزال بحسب ظاهر كلمات الوحي، بل ظهر أمر عادي يشهده العالم دائما وهو ليس خارقا للعادة وليس نموذجا للقيامة في الحقيقة، بل هو أمر معتاد، أو لم يظهر هذا الحادث في حياتي، فلكم أن تكذِّبوني على دقات الطبول وتعُدّوني مفتريا. الهدف من هذا الحادث العظيم هو أنه سيكون نموذجا للقيامة وسيدمِّر عالما في لمح البصر، ويُدخل آلافَ الناس في جماعتي.” (البراهين الأحمدية 186)

ومجمل هذه النبوءة هو أن زلزلة شديدة الدمار لا بدّ أن تحدث، وهي ستكون بمظهر يوم القيامة، وخارقة للعادة لم يُر مثلها من قبل، حيث إن انهدام المباني وهلاك آلاف الناس دفعة واحدة وظهور الأمر الخارق للعادة هو المقصود الحقيقي من النبوءة.

لو أخذنا هذا الإجمال والجوهر الأساسي للنبوءة لسلّمنا بتحققها في الحرب العالمية الأولى، بلا أدنى شك. أليس لهذا السبب سميت بالحرب العالمية الأولى!؟ بمعنى أن العالم لم يشهد مثلها من قبل.

ولا شك أن هذه الحرب كانت بريقا واحدا من خمسة بروق لآية ” زلزلة الساعة ” والتي قال عنها المسيح الموعود:في: مارس 1906 ( مجموعة اعلانات، جلد 2، مارس 1906 اعلان 273): “سيُري بريق آيته خمس مرات، هذا قول الله وستفهمونه يوم يفهِّمكم إياه“.

و قول حضرته هذا لهو دليل على أن معنى هذه الآية وهذه البروق الخمسة ليس واضحا تمام الوضوح، بل إن معناها الحقيقي سوف يظهر في المستقبل حين يشاء الله تعالى أن يظهر هذا المعنى.

ولذا، فهي آية مستمرة التحقق، وتحقق بريق آخر منها بعظمة وهيبة وجلال أكبر بوقوع الحرب العالمية الثانية، والتي انطبقت عليها كلمات النبوء الإجمالية بصورة أدق وأكبر.

وليس من البعيد أن تتحقق بعظمة وجلال أكبر من ذلك بوقوع حرب عالمية ثالثة، لما نراه يحدث في العالم اليوم من مقدمات واضحة لها. فكونوا على حذر من تحقق وعود الله وإنذاراته، فإنها قد تحققت من قبل بصورة واضحة !

ومما لا بدّ التنويه إليه، أن الحربين العالميتين الأولى والثانية قد ساهمتا بطريق مباشر أو غير مباشر في ازدهار الجماعة وتطورها ودخول الكثيرين فيها، تماما كما أنبأت به كلمات النبوءة؛ ولا شك أن تحقق هذه الجزئية من النبوءة سوف يظهر بجلاء أكبر، مع بروق هذه الآية المتجددة.