أجا تيكحلها.. عمى نفسَه وعماها

رسالة إتمام الحجة .. 23

1: من أساليب الدجل والتمويه التي يتّبعها المعترض هو مطالبتنا بعرض مثال واحد على كذبه ودجله، هذا ليسوّق نفسه أما م المطبلين له.

2: كنت قد وعدتكم أن أورد أمثلة على دجل المعترض وتلبيسه وتدليسه الواضح، فإليكم هذا المثال.

2: قلنا في الحلقة الماضية إن صرف كلمة “حواسا” جاء للتناسب اللفظي والسجع مع كلمة (أناسا) التي سبقتها، فادّعى المعترض أن هذا ليس صحيحا، لأنه يوجد جملة فاصلة معطوفة بين الكلمات أناسا و حواسا، ووضع فاصلة من عنده ليست موجودة في الكتاب بعد كلمة (الإنسانية) لكي يوهم القارئ أنه لا تناسب لفظي ولا سجع بين هذه الكلمات، ففضحنا عمله هذا بأن الفاصلة من وضعه، فادعى أن النصّ الأصلي لا يوجد فيه فواصل كلية، بل الفواصل من وضع المكتب العربي وإذا كان هناك من زيّف فهم الذين زيّفوا.

3: رجعت للنص الأصلي، إلى أقدم نسخة للكتاب، وصوّرته لكم، فانظروا الصورة أدناه كيف أن هنالك فاصلة(-) بعد كلمة أناسا وأخرى بعد كلمة حواسا (-)، ولا فاصلة بعد كلمة الإنسانية . فثبت أنه هو الذي يدجّل على الناس ويزيّف.

4: أنظروا فقط الجرأة على الكذب، يجترئ على تزييف النصّ من أجل أن يبرر للناس موقفه، ثم يكذب ويدجل بقوله إن النص الأصلي لا يوجد فيه فواصل كلية، دون أن يرجع للنص الأصلي ودون أن يفحص، ويتضح بعد الفحص أن هناك فواصل بالفعل. ثم يتهم المكتب العربي أنه هو المزيف، فيتضح أن المكتب العربي اتّبع النسخة الأصلية تماما .

5: الأدهى والأمر من ذلك أنه بوضعه للفاصلة ظن أنه وجد له مخرجا من هذا الخزي، ولكن هو في الحقيقة يثبت من جديد جهله في اللغة العربية لأنه حتى بوجود الفاصلة التي وضعها فإن السجع لا يبطل، لأن هناك في اللغة العربية ما يُعرف بالسجع الطويل، الذي فيه يطول الكلام بين الكلمات أو الفقرات المسجوعة.

وبالنظر في كتب المسيح الموعود عليه السلام لاحظت أنه يسجع الفقرات الكاملة، وقد يكون طول الفقرات صفحة أو نصف صفحة، ولكنه يسجعها وينهيها بنفس الأحرف مثلا / المقبولين، الصادقين، المتصدقين.

ومن أمثال السجع الطويل في القرآن الكريم : {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (44) وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (45)} (الأَنْفال 44-45)

فهذا هو الجحيم الذي أوقدوه لأنفسهم فتنطبق عليهم الآيات : {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (23)} (الحج 23)

{وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (51)} (النمل 51)

{وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (55)} (آل عمران 55)

{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (31)} (الأَنْفال 31)

6: كتب الله أن يوقعه في نفس التهم التي اتهم بها المسيح الموعود عليه السلام والخلفاء من بعده والجماعة برمتها، لتنطبق عليه الأبيات التالية للمسيح الموعود عليه السلام:

مَن حارب المقبولَ حاربَ ربَّهُ … فهوى شَقًا في هُوّة الخسران

مَن كان في حفظ الإله وعَوْنِهِ … مَن يُهلكَنْه وإنْ سعى الثَّقَلان

كِيدُوا جميعًا كلُّكم لإهانتي … ثم انظُروا إكرامَ من صافاني

قُوموا لتحقيري بعزمٍ واحدٍ … ثم انظُروا إعظامَ من والاني

كونوا كذئبٍ ثم صُولوا بالمُدى … ثم انظُروا إقدام َ من ناجاني

7: فبعد أن يثبت كل هذا التزييف والكذب والدجل والتحريف المتعمّد، هل من الممكن أن يركن أحد لأخلاقه  هذه؟

ألا هل بلّغت، اللهم اشهد ..