المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود عليه السلام العربية 311

نكتة الكلمات العربية – الأردية ..6

اشتهره اشتهارا فهو مشتهِر وذاك مشتهَر

الاعتراض:

ننقل إليكم اعتراض المعترض بحذافيره:

كلمة اشتهار أردية وتعني: “إعلان”، أما الاشتهار العربية فهي مصدر اشتهر. والميرزا استخدمها بالمعنى الأردي، حيث يقول:

1: فإني رأيت في هذه الأيام اشتهارا ومكتوبًا أَرسل إليَّ السيدُ عبد الرازق … فلما قرأت الاشتهار إذا هو من أخ مؤمن. (تحفة بغداد)

2: وقد كتبنا ذلك في اشتهار من قبل من سنين، فاقرأوه متأملين، إن في ذلك لآيات للناظرين. (مكتوب أحمد)

3: فبدا لي أن أشيع الاشتهار في هذا الباب، لعلهم يتقون ويرجعون إلى طرق الصواب، ولعلهم يكونون من المستغفرين.

4: فأشعتُ الاشتهارَ … وكان ذلك أول الاشتهارات في هذه المقدّمة … وأنت تعلم أن وعيد ذلك الاشتهار كان مشروطا. (مكتوب أحمد)

5: ومن أقوالك في اشتهارك، أنك خاطبتني وقلتَ … (حجة الله 1897)

لم أجد الميرزا استخدم هذه الكلمة بعد عام 1897، مع أنه استخدمها نحو عشرين مرة قبلها. فيبدو أنّ أحدهم صححها له أو لكاتبه.

6: ثم اشتهِرْه بعد طبعه بصدق البال. (حجة الله، ص 123). الصحيح: أشهِره.

7: المشتهر الميرزا غلام أحمد المسيح الموعود من مقام قاديان (الاستفتاء، ص 85). الصحيح: المعلن. أما المشتهر فهي أردية. وكلمة مقام أردية أيضا في هذا السياق.  [ إ،ه النقل عن المعترض].

الرد:

هذا الاعتراض دليل واضح على جهل المعترض ومن يوافقه مِن مَن يظنون انفسهم علماء في اللغة. وواضح من هذا الاعتراض أن المعترض يظن بأن الفعل (اشتهر) هو فعل لازم مصدره الاشتهار.

ومَكمَن جهل المعترض في أنه لا يعلم أن هذا الفعل (اشتهر) وارد في اللغة العربية ونصت عليه المعاجم العربية على أنه فعل لازم ومتعد في نفس الوقت. فنقول اشتهر العالم اشتهارا فهو مشتهِر ومشهور، على اعتبار الفعل لازما. ثم نقول اشتهر المأذون الزواجَ أي أشهره وأعلنه، فالمأذون مشتهِرٌ والزواجُ مشتهَر ، وذلك باعتبار الفعل متعديا بنفسه. وإليكم ما جاء في المعاجم العربية:

1: تاج العروس (12/ 262)

الشُّهْرَةُ: وُضُوحُ الأَمْرِ.

(وَقد شَهَرَه، كمَنَعَه) ، يَشْهَرُه شَهْراً.

(وشَهَّرَهُ) تَشْهِيراً فاشْتَهَرَ، وشَهَّرَه تَشْهِيراً.

(واشْتَهَرَه فاشْتَهَرَ) أَي، يُسْتَعْمَلُ لازِماً ومُتَعَدِّياً، وَهُوَ صَحِيحٌ قَالَ:

أُحِبُّ هُبُوطَ الوَادِيَيْنِ وإِنَّنِي

لمُشْتَهَرٌ بالوَادِيَيْنِ غَرِيبُ

ويروى لمُشْتَهِرٌ بِكَسْر الهاءِ.

 

2: لسان العرب (4/ 432)

وَقَدْ شَهَرَه يَشْهَرُه شَهْراً وشُهْرَة فاشْتَهَرَ وشَهَّرَهُ تَشْهِيراً واشْتَهَرَه فاشْتَهَر؛ قَالَ: أُحِبُّ هُبوطَ الوادِيَيْنِ، وإِنَّنِي … لمُشْتَهَرٌ بِالوادِيَيْنِ غَرِيبُ

 

3: القاموس المحيط (ص: 421)

  • الشُّهْرَةُ، بالضم: ظُهورُ الشيءِ في شُنْعَةٍ، شَهَرَهُ، كَمَنَعَهُ، وشَهَّرَهُ واشْتَهَرَهُ فاشْتَهَرَ.

وبناء عليه جاء كذلك:

“وجاء على (افتعل) أفعال لازمة متعدية معاً. تقول اختبأه فاختبأ وانتسخه فانتسخ وازداده فازداد واشتهره فاشتهر، واحتجزه فاحتجز واحتبسه فاحتبس واشتاق فاشتاق وارتبطه فارتبط وانتظمه فانتظم وارتقاه فارتقى وافتتنه فافتتن …” [دراسات في النحو (ص: 668، بترقيم الشاملة آليا)]

وعليه كان لا بدّ من تصحيح خطأ من خطّأ كلمة (اشتُهر) بالمبني للمجهول ظنا أنها لا بد أن تكون بالمبني للمعلوم (اشتَهر)، وهي في صيغتها الأولى صحيحة أيضا ومشتقة من الفعل “اشتهر” بصيغته المتعدية؛ حيث نقول اشتهر المذيعُ الأمرَ فالأمرُ قد اشتُهر ، كما نقول امتشق الجندي سيفه فالسيف قد امتُشِق. فجاء هذا التصحيح في معجم الصواب اللغوي بنصه التالي:

“مثال: اشْتُهِرَت المدينة بصناعة النسيج

الرأي: مرفوضة

السبب: لاستعمال المبني للمجهول بدلاً من المبني للمعلوم.

الصواب والرتبة: -اشْتَهَرَت المدينة بصناعة النسيج [فصيحة]-اشْتُهِرَت المدينة بصناعة النسيج [فصيحة]

التعليق: الثابت في المعاجم القديمة والحديثة أنَّ الفعل «اشْتَهَرَ» يأتي لازمًا ومتعديًا، ففي اللسان والقاموس: «واشتهره فاشتهر»، واستشهد اللسان بقول الشاعر:

وإني لمشتَهَر

على أنه يأتي متعديًا، ثم قال: ويروى: «لمشْتَهِر» بكسر الهاء، مما يعني أنه لازم كذلك، وفي الوسيط والأساسي «اشْتَهَرَ بكذا واشْتُهِرَ بكذا»؛ ومن ثَمَّ يتضح أنَّ كلا الاستعمالين صواب. [معجم الصواب اللغوي (1/ 120)]

وبناء عليه نقول بأن الفعل (اشتهر) بصيغته المتعدية صحيح فصيح ويعني الإشهار والإعلان. فكثيرا ما نرى على شاشات التلفاز عناوين الإشهار بمعنى الإعلان؛ وقد دخل هذا الفعل اللغة الأردية بهذا المعنى العربي الأصيل، ولا خطأ في استعمال المسيح الموعود عليه السلام له بهذا المعنى وباشتقاقاته المختلفة حيث نقول: اشتهره فهو مشتهِر وهو مشتهَر والمصدر الاشتهار وجمعه الاشتهارات. وفوق كل ذي علم عليم!!!