المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود العربية ..115
فنون التذكير والتأنيث الإعجازية ..15
تخريج عشر فقرات أخريات حملا على المعنى في التذكير والتأنيث ومطابقتها لأمثلة من الأدب العربي ..4
نتابع فيما يلي تخريج الفقرات المعترض عليها من كلام المسيح الموعود عليه السلام، في مسألة التذكير والتأنيث؛ لنتابع العد من النقطة التي انتهينا إليها. سنعمد من خلال هذا المقال على تخريج الفقرات الأخرى حملا على المعنى، وفق ما بيّناه من أساليب الحمل على المعنى في التذكير والتأنيث في المقال التفصيلي (مظاهر الإعجاز 107 على الرابط التالي: أساليب الحمل على المعنى في التذكير والتأنيث).
لفهم الأمثلة من القرآن الكريم والحديث الشريف والأدب العربي، يرجى مراجعة المقال التفصيلي أعلاه.
ملحوظة: ما لم نشمله في العدّ تم توجيهه سابقا على توجيه آخر.
الفقرات:
189- ولو فصّلنا ((هذا الفتن)) كلها لاحتجنا إلى المجلّدات.. (نور الحق)
{ حمل (الفتن) على معنى (الابتلاء) وهو من قبيل حمل المؤنث على المذكر والجمع على المفرد أيضا، فأشار بـ (هذا) للمذكر. كما في الآية {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي} (الأَنعام 79) حيث أشار إلى المؤنث بإشارة المذكر، وكما في الشعر: “فذلك يا هند الرزية فاعلمي” حيث أشار للرزية المؤنث بـ(ذلك) المذكر. وحمل الجمع على المفرد كما في الحديث الشريف: {فَجَعَلْنَ يَنْزِعْنَ حُلِيَّهُنَّ وَقَلَائِدَهُنَّ وَقِرَطَتَهُنَّ وَخَوَاتِيمَهُنَّ يَقْذِفْنَ بِهِ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ يَتَصَدَّقْنَ بِهِ } (مسند أحمد, كتاب باقي مسند المكثرين) حيث ذكّر وأفرد الضمير في (به) لأنه حمل كل ما ذكره من قبل على معنى المال أو الحلي أو الشيء المذكور . هذا عدا عن أن “فتن” هو اسم جنس جمعي يجوز فيه التذكير والتأنيث إما لفظا وإما حملا له على معنى الجمع [يُنظر الشرح عن كلمة (الكَلِم) في مظاهر الإعجاز 109-110- 111 ]}
190- أو استنبط من قصّة إبليس إذا أتى المسيح كالفيل، ((وقاده بقوتها)) العظمى إلى بعض جبال الجليل، (نور الحق)
{ حمل الفيل المذكر على معنى الدابة المؤنث حيث كل الكلام هنا تصويري وتشبيهي لا حقيقة فيه عن ذكر الفيل، فأعاد الضمير مؤنثا كما في الآية الكريمة {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا } (الزمر 18)}
191- ولكنا لا نجد فيكم قارع ((هذا الصَّفاة)) وقريع هذه الصفات. (نور الحق) { الصفاة تعني الحجر العريض الأملس، فهي إذن مذكرة في معناها أيضا ولذلك جاء الإشارة إليها بالتذكير “هذا الصفاة”. أما إذا أصرّ أحد على القول بأنها فقط مؤنثة وتعني الصخرة الملساء فلا إشكال في ذلك، إذ يكون المسيح الموعود قد حمل (الصفاة) على معنى الحجر، فالصخرة هي حجر أيضا، وبالحمل على معنى الحجر جاء التذكير في اسم الإشارة (هذا الصفاة )كما في “ذلك الرزية” و”هذه الصوت”}
192- وإذا ثبت أن لفظ التوفي في القرآن في كل ((مواضعها)) ما جاء إلا للإماتة وقبض الروح . (حمامة البشرى)
{ حمل (لفظ التوفي) على معنى (كلمة التوفي) فأعاد الضمير مؤنثا عليها في (مواضعها) كما في: {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (المؤمنون 12) حيث حمل الفردوس المذكر على معنى الجنة المؤنث فقال (فيها)}
193- ولو فُرض القدحُ لبطُلت المعجزات كلها بالكرامات، فإنها قد شابَهها في صورِ ظهورها. (لجة النور)
{حمَل المعجزات أو الكرامات على معنى (الشيء) كأنه قال:” فإنها شيء قد شابهها”، كما في الآية: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي} (الأَنعام 79) حيث أشار إلى المؤنث بإشارة المذكر، بحمْله على معنى: هذا الشيء ربي. أو حمَلها على معنى (الجمع) لأنها جمع مؤنث سالم والجموع وفق المذهب الكوفي تذكر وتؤنث، كأنه قال: فإنها جمع كرامات قد شابهها. أو قد يُخرَّج كل هذا على عود ضمير الفعل مذكرا على المؤنث المجازي وفق ابن كيسان}
194- ولا ترى نفسًا ولّى وجهَها شَطْرَ الحضرةِ، إلا قليل من الأتقياء. (لجة النور)
{ هذه الفقرة توجه أولا على جواز عود ضمير الفعل مذكرا على المؤنث المجازي وفق ابن كيسان. إلا إنها قد تُوجه بحمل (النفس) على معنى (الإنسان) فقال (ولى) كما في: إن السماحة والمروءة ضُمنّا }
195- كأنّ الحق تجدَع آنافَهم، (الاستفتاء)
{حمل (الحق) على معنى (الحقيقة) فأعاد ضمير الفعل مؤنثا أو أنّث الفعل، كما في الآيات الكريمات: {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (12) إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (13) } (الفرقان 12-13) حيث قال (رأتهم) عن سعير (المذكر)} }
196- وكانت هذه ((الخُطّة مقدّرًا)) له في آخر الزمان من الله الرحمن. (الاستفتاء)
{حمل (الخطة) على معنى (الأمر) وهو أحد معانيها، أو حملها على معنى (الهدف) و(التخطيط) أو (الشيء)؛ فذكّر النعت كما في الآية:”بلدة ميتا”.}
197- ثم يموتون برِجْز من الله تأخذهم من فوقهم ومن تحت أرجلهم (الاستفتاء)
{ حمل (الرجز) الذي يعني العذاب على معنى (المصيبة) أو (القارعة) فأعاد ضمير الفعل عليه مؤنثا أو أنّث الفعل وقال:تأخذهم) كما في الآية : {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (12) إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (13) } (الفرقان 12-13) حيث حَمل السعير المذكر على معنى النار المؤنثة فأعاد الضمير مؤنثا في (رأتهم) و (لها).}
198- وإنّما الجذب في الآيات المشهودة، والكرامات الموجودة، وبها تتبدّل القلوب، وتزكّى النفوس وتزول العيوب، ((فهي مختصّ)) بالإسلام، (الاستفتاء)
[حمل كل ما ذكره مسبقا من الآيات والكرامات على معنى (الشيء) أو (الإنعام) أو (السبيل)، فذكّر الخبر كأنه قال:”فهي شيء/إنعام مختص” . وهذا شبيه بالحديث الشريف: {فَجَعَلْنَ يَنْزِعْنَ حُلِيَّهُنَّ وَقَلَائِدَهُنَّ وَقِرَطَتَهُنَّ وَخَوَاتِيمَهُنَّ يَقْذِفْنَ بِهِ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ يَتَصَدَّقْنَ بِهِ } (مسند أحمد, كتاب باقي مسند المكثرين) من حيث تذكير الضمير في (به) لأنه حمل كل ما ذكره من قبل على معنى المال أو الحلي أو الشيء المذكور .أو شبيه بالآية الكريمة: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي} (الأَنعام 79) من حيث حمل الشمس على معنى الشيء، أو الطالع أو الضوء أو المرئي أو الكوكب؛ كأنه قال :”هذا الشيء ربي”. وهو شبيه بالشعر :والعشية بارد من حيث تذكير الخبر للمبتدأ المؤنث.]