المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود العربية ..117
فنون التذكير والتأنيث الإعجازية ..17
تخريج عشر فقرات أخرى حملا على المعنى في التذكير والتأنيث ومطابقتها لأمثلة من الأدب العربي ..6
نتابع فيما يلي تخريج الفقرات المعترض عليها من كلام المسيح الموعود عليه السلام، في مسألة التذكير والتأنيث؛ لنتابع العد من النقطة التي انتهينا إليها. سنعمد من خلال هذا المقال على تخريج الفقرات الأخرى حملا على المعنى، وفق ما بيّناه من أساليب الحمل على المعنى في التذكير والتأنيث في المقال التفصيلي (مظاهر الإعجاز 107 على الرابط التالي: أساليب الحمل على المعنى في التذكير والتأنيث).
لفهم الأمثلة من القرآن الكريم والحديث الشريف والأدب العربي، يرجى مراجعة المقال التفصيلي أعلاه.
ملحوظة: ما لم نشمله في العدّ تم توجيهه سابقا على توجيه آخر.
الفقرات:
209- إلا على النفس التي سعَى سعيَها لكسب الفيوض المترقَّبة، (إعجاز المسيح)
[ أولُ توجيه لهذه العبارة هو جواز عود ضمير الفعل مذكرا على المؤنث المجازي وفق ابن كيسان، فقال النفس سعى؛ كالقول الشمس طلع. أما التوجيه الثاني فهو بحمل (النفس) على معنى (الفرد) أو (الشخص) أو (الإنسان) فذكّر الفعل أو الضمير العائد فيه فقال (سعى).كما في الشعر: إن السماحة والمروءة ضُمنّا ]
210- وهل هذا إلا المكيدة التي لا ينسب إلى الله المنان؟ (إعجاز المسيح)
[(كالسابق وفق ابن كيسان، وبحمل (المكيدة) على معنى (الكيد) و(المكر) و(الخبث)]
211- ألا ترى أن سورة “بني إسرائيل” يمنع المسيحَ أن يرقى في السماء، (إعجاز المسيح)
[ كالسابق، وفق ابن كيسان، وبحمل (السورة) على معنى (السور) و(الوحي) و(الآي). يُنظر توجيه الفقرة 170 في مظاهر الإعجاز 113]
– وأشار في سورة النور والفاتحة، أن هذه ((الأمّة يرث)) أنبياء بني إسرائيل على الطريقة الظلّيّة. (إعجاز المسيح)
[ كالسابق، وفق ابن كيسان، وبحمل (الأمة) على معنى (الدين) و(الجيل)؛ كما جاء في المعجم الوسيط: و الأُمَّة الجيل …و الأُمَّة الدّين .وفي التنزيل العزيز : (الزخرف آية 22) إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ ]
– أو هذه ثُلْمةٌ ما أراد الله أن يسدّ. (نجم الهدى)
[ كالسابق، وفق ابن كيسان، أو بحمل (الثلمة) على معنى (الكسر) و(الشق) و(الفراغ) كما جاء في معجم اللغة العربية المعاصرة:ثُلْمَة ..- ثُغْرة ، فُرجة ، صدْع ، موضع .. ثُلْمَة لا تُسَدُّ : خَسارةٌ لا تُعوَّض ، أو فراغٌ لا يُملأ .]
– وإذا انكسفا فيعرِف المهديَّ بعده أهلُ مكة (بفراسة يزيد) العرفانَ (نجم الهدى)
[ كالسابق، وفق ابن كيسان، أو بحمل (الفراسة) على معنى (الإدراك)]
– ومع ذلك كثرتْ موت القلوب وقساوة الأفئدة، (إعجاز المسيح)
[ حمل (الموت) على معنى (الميتة) أو (الوفاة) فأنّث الفعل (كثرت) على هذا المعنى.كما في:” جاءته كتابي” و”ضاءت بنورك الأفق”]
– أن العبادة لا يجوز لأحدٍ من المعبودين أو المعبودات. (إعجاز المسيح)
[ سبق ووجهنا هذه العبارة على جواز تذكير الفعل المتأخر عن الفاعل المؤنث المجازي وفق ابن كيسان، لذا لم نشمله الآن بالعد. ولكن يمكن كذلك توجيهها بحمل ( العبادة) على معنى (التعبد) و(الخضوع) وهي من معانيها، فلذا جاء الفعل بالتذكير (يجوز)، كما في الشعر: إن السماحة والمروءة ضُمنّا ]
212- ثم اعلم أن هذه معجزة عظُمتْ شُعبتاه، وضاعت ريّاه، (نجم الهدى)
[ حمل (المعجزة) على معنى (الإعجاز) أو (الأمر خارق العادة) فأعاد الضمير مذكّرا في (شعبتاه) و(ريّاه) على هذا المعنى، كما في الشعر: “لكل ريح فيه ذيل مسفور” ، حيث ذكّر الضمير في (فيه) وهو عائد على (الدار) المؤنثة حملا لها على معنى (المكان) أو (البلد). وكما في الآية الكريمة: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (9)} (النساء 9) حيث حمل القسمة على معنى المال أو الميراث فأعاد الضمير مذكّرا في (منه)]
213- فثبت أن هذه الواقعة كان له تأويل آخر. (التبليغ)
[حمل (الواقعة) على معنى (الحدث) أو (الحادث) فأعاد الضمير في (له) مذكرا. كالآية والفقرة السابقة]
214- أن هذه ((آية استفدته)) من روحانية خير المرسلين بإذن الله رب العالمين. (نجم الهدى)
[ حمل (الآية) على معنى (الإعجاز) فأعاد الضمير مذكّرا في (استفدته) كالفقرة السابقة]
215- فتدبَّرْ أيها المنصف العاقل .. كيف لا(( يجوز مكالماتُ)) الله ببعض رجال هذه الأمة. (حمامة البشرى)
[ أولُ توجيه لهذه الفقرة هو بجواز تذكير جمع المؤنث السالم، كما كل الجموع، وفق المذهب الكوفيّ، وذلك حملا له على معنى (الجمع) أو (المجموع)، {يُنظر مظاهر الإعجاز 89}. والتوجيه الثاني، هو كون (مكالمات) مؤنثا مجازيا جاز تذكير الفعل قبله، والتوجيه الثالث هو باكتساب المضاف التذكير من المضاف إليه. أما التوجيه الرابع، فهو بحمل (المكالمات) على معنى (الاتصال) و(الخطاب) أو (الوحي)]
216- ثم اعلم أن الأحاديث التي مشتملة على الأمور الغيبية والأخبار المستقبلة ليس معيارها الكامل ((قانونٌ رتَّبها المحدِّثون وكمّلها)) الراوون. (نور الحق)
[ حمل (القانون) على معنى (القواعد) و(الاحكام)، وهو من قبيل حمل الواحد على معنى الجماعة أيضا، فأعاد الضمير مؤنّثا في (رتّبها وكمّلها)، كالآية الكريمة: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا } (الزمر 18) حيث حمل (الطاغوت) المذكّر على معنى (الألهة) المؤنثة فأنّث الضمير العائد عليها في (يعبدوها).وكقول النبي – صلى الله عليه وسلم – “أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليها، إن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم) (صحيح البخاري) حيث أعاد الضمير مؤنثا (أليها) على الخير المذكر.]
217- قرأنا كلمه المؤذية.. (ترغيب المؤمنين في إعلاء كلمة الدين)
[ أنّث (الكَلِم) لأنها اسم جنس جمعي، أو حمل (الكَلِم) على معنى (الكلمات)؛ فأنث النعت كما ذُكّر النعت في الآية : بلدة ميتا. يُنظر مظاهر الإعجاز 109-110-111 الخاصة بتوجيه التأنيث في كلمة (الكَلِم).]
218- بل من أمور بديهيّ البطلان والمحالات (مكتوب احمد)
[ حمل (الأمور) على معنى (الجمع) لأنها جمع تكسير يجوز فيه التذكير والتأنيث،فحمل الجمع على معنى الواحد والمؤنث على معنى المذكر، كأنه قال: جمع أمور بديهي البطلان؛ كما في الحديث الشريف: {فَجَعَلْنَ يَنْزِعْنَ حُلِيَّهُنَّ وَقَلَائِدَهُنَّ وَقِرَطَتَهُنَّ وَخَوَاتِيمَهُنَّ يَقْذِفْنَ بِهِ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ يَتَصَدَّقْنَ بِهِ } (مسند أحمد, كتاب باقي مسند المكثرين) حيثُ ذكّر الضمير في (به) العائد على (جمع الأمور) التي ذكرها مسبقا.وذكّر النعت كما في الآية : بلدة ميتا.]