المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود عليه السلام العربية .. 130
شواهد إضافية على تجويز الكوفيين توكيد النكرة على الإطلاق
لقد ذكرنا في مقال سابق تجويز بعض نحاة المذهب الكوفي توكيد التكرة بألفاظ التوكيد المعنوي، وذلك على الإطلاق سواء أكانت مفيدة او لا. (ينظر مقال: فصل الكلام في غريب ألفاظ الإمام 2)
وذلك في مثل عبارات المسيح الموعود عليه السلام التالية:
- وإذا غلب المسيح فاختتم عند ذلك محارباتٍ كلها التي كانت جارية بين العساكر الرحمانية والعساكر الشيطانية (الخطبة الإلهامية)
- رؤوفٌ رحيمٌ كهفُ أممٍ جميعها (كرامات الصادقين)
- وكان قوله خيرا من أقوال كلها (حمامة البشرى)
- قد سمع مني هذا الكشف بمقام “هوشياربور” قبل موت “أحمد”، بل قبل إشاعة واقعاتٍ كلّها، رجلٌ مِن وُلْدِ شيخ صالح غزنوي (مكتوب أحمد)
وقد ذكرنا هناك بعض المصادر التي تؤيد قولنا وتؤكد صحة توكيد النكرة على الإطلاق عند بعض الكوفيين. وفيما يلي بعض الشواهد الإضافية من مصادر أخرى.
1- ارتشاف الضرب من لسان العرب لأبي حيان الأندلسي (4/ 1953)
- “ولا يجوز عند البصريين أن تؤكد النكرة بشيء من ألفاظ التوكيد، وأجاز ذلك الأخفش، والكوفيون إذا كانت النكرة مؤقتة، وأجاز ذلك بعض الكوفيين مطلقًا سواء أكانت مؤقتة أم غير مؤقتة، واختاره ابن مالك فأجاز: صمت شهرًا كله، وهذا أسد نفسه، وجاء في الشعر توكيدها بما يقتضي الإحاطة.“
2- شرح التسهيل لابن مالك (3/ 296)
- “ومنع البصريون إلا الأخفش توكيد النكرة مطلقا، وأجازه بعض الكوفيين مطلقا، وأجازه بعضهم إذا أفاد ومنعه إذا لم يفد، ومثال الجائز لكونه مفيدا قولك: صمت شهرا كله، وقمت ليلة كلها، وهذا أسد نفسه، وعندي درهم عينه. فبذكر “كل” يُعلم أنّ الصيام كان في جميع الشهر، والقيام كان في جميع الليلة، ولو لم يذكر لاحتمل ألا يراد جميع الشهر، ولا جميع الليلة.“
القول وادعاء إجماع النحاة على عدم جواز توكيد النكرة إن لم تفد – كما ادعى ابن هشام – ليس بصحيح، وفق المصدر التالي وما ذكر أعلاه:
3- شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو (2/ 138)
- “وإذا لم يفد توكيد النكرة لم يجز باتفاق” لأن الغرض من التوكيد إزالة اللبس، وفي شرح التسهيل1 لابن مالك أن بعض الكوفيين أجاز توكيد النكرة مطلقًا، فيقدح في دعوى الاتفاق. “وإن أفاد جاز عند” الأخفش والكوفيين، “وهو الصحيح” لورود السماع به، ومنعه جمهور البصريين مطلقًا“
وكل هذا يؤكد صحة توكيد النكرة في الفقرات المذكرة أعلاه من كلام المسيح الموعود عليه السلام.