المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود عليه السلام العربية .. 295

مجمع اللغة العربية يقطع الشك باليقين في صحة جمع جَهْلة على جَهَلات

من اعتراضات المعترض التافهة، قوله بخطأ المسيح الموعود عليه السلام في جمع كلمة “جهلة” على “جهلات”، وهي اسم للمرة كان لا بدّ من ذكر العدد ا فنقول: ضربتُه ضربات كثيرة أو ضربات موجعة عديدة. ولا يصحّ أن نقول: ضربته ضربات أو أي وصف آخر معها عند جمعها؛ إلا إذا دلّ السياق على ذلك. فيمثل المعترض لزعمه التافه ويقول: “نقول: ضربتُه ضربات كثيرة أو ضربات موجعة عديدة. ولا يصحّ أن نقول: ضربته ضربات.”

وقد رددنا على هذا الهراء في عدة مقالات يمكن الرجوع إليها وهي (مظاهر الإعجاز 203 ، مظاهر الإعجاز 199، مظاهر الإعجاز 202 )

ولنا هنا أن ننقل ما أورده مجمع اللغة العربية المصري، في قرار حاسم في هذه القضية، يجيز فيه جمع المصدر. واسم المرة والهيئة هي مصادر بحد ذاتها، فينسف بهذا مزاعم المعترض ويؤكد جهلاته في اللغة العربية. وقد جاء هذا القرار في “مجلة المجمع ، ج6، ص67 ” بعنوان :”جمع المصدر” جاء فيه:

“يقولون: إن المصادر لا تثنى ولا تجمع، لأن المصدر يُراد منه الجنس، أي جنس الفعل من حيث هو، وهذا ظاهر في المصادر التي لا يقصد منها بيان العدد أو النوع، أما إذا قصد منها بيان العدد فقد اتفقوا على حق تثنيته وجمعه، نحو رميت رميتين أو رميات، فإن قصد منه بيان النوع فقد منع جمعه بعض النحويين، والمشهور عند علماء العربية جوازه، ومن شواهدهم على هذا قوله تعالى (وتظنون بالله الظنونا) وقول الشاعر:

ثلاثة أحباب فحب علاقة     وحب تملاق وحب هو القتل

وجاء في كليات إبي البقاء” وإذا قصد به (أي المصدر) الأنواع جاز تثنيته وجمعه، ثم قال: ويجوز جمع المصادر وتثنيتها إذا كان في آخرها تاء التأنيث كالتلاوات والتلاوتين”.

وبناء على هذا القرار يجوز جمع المصادر إذا قصد به الأنواع، بالذات تلك المنتهية بتاء التأنيث كاسم المرة واسم الهيئة، ولا اشتراط في ذلك بذكر عدد أو صفة كما هرأ المعترض. فأي عدد وأي صفة في قوله تعالى (وتظنون بالله الظنونا)!؟ وأي عدد أو وصف فيما مثّل له القرار بالقول :رميت رميات!؟؟؟

وكفى بهذا دليلا على دحض اعتراض المعترض.