الإيجاز في مظاهر الإعجاز..7

نكتة العجمة في تمييز العقود من الأعداد..

الاعتراض:

مما اعتُرض عليه في كلام المسيح الموعود عليه السلام هو تمييزه للأعداد في بعض الفقرات، والتي لأول وهلة نرى بأنها قد جاءت مخالفة لقواعد الصرف والنحو المعروفة والرائجة:

1- فلبثوا في دار غربتهم إلى مدّة نحو ستين أعوام. (لجة النور)

2- وإني جُعلتُ مسيحا منذ نحو عشرين أعوام من ربّ علاّم. (تذكرة الشهادتين)

3- ومشوا معه إلى سبعين فرسخ وباتوا معه وأكلوا معه … أتظن أن سُلَّمَ السماءِ ما كان إلا على سبعين ميل مِن مقام الصليب؟ (الهدى والتبصرة)

والصحيح وفق زعمهم : ستين عامًا، عشرين عامًا، سبعين فرسخًا، سبعين ميلًا. لأن تمييز العدد من 11 إلى 99 لا بدّ أن يكون مفردا منصوبا.

الردّ:

لا خطأ وارد في كل هذه الفقرات من حيث العدد وتمييزه. وذلك لأنها تسري عليها قواعد أخرى أقر بها المراجع اللغوية وكبار النحاة، وهذه القواعد هي:

– جواز جمع تمييز الأعداد ما بين 11 و99 وفق ما أقرّ به الفرّاء. ( يُنظر: الهمع)

– جواز إضافة العقود ( العشرون وأخواته مثل: ثلاثون..أربعون.. ستون.. سبعون) إلى تمييزها وفق لغة من لغات العرب أقرّ بها الكسائي. فيقال :عشرو درهمٍ. ( يُنظر: الهمع)

– جواز إلزام العقود الياء وإثبات النون فيها في جميع الأحوال حتى عند إضافتها رغم كونها ملحقة بجمع المذكر السالم؛ وإعرابها بحركات ظاهرة على النون، على اعتبار النون من أصل الكلمة وليست نون الجمع. وذلك وفق لغة للعرب عرفت عن قبيلتي بني تميم وبني عامر، وواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف” اللهم اجعلها عليهم سنينا كسنينِ يوسف” بدلا من القول (كسِني يوسف). وأقرّ بكل هذا ابن عقيل في شرحه لألفية ابن مالك.

ووفق هذه اللغات تثبت صحة الفقرات المعترض عليها، حيث أنها كلها أعداد عقود أضيفت إلى تمييزها سواء بكون التمييز مفردا أو جمعا.

فيكون تحريكها كما يلي:

1- فلبثوا في دار غربتهم إلى مدّةِ نحوِ ستينِ أعوامٍ. (لجة النور)

2- وإني جُعلتُ مسيحا منذ نحوِ عشرينِ أعوامٍ من ربّ علاّم. (تذكرة الشهادتين)

3- ومشوا معه إلى سبعينِ فرسخٍ وباتوا معه وأكلوا معه … أتظن أن سُلَّمَ السماءِ ما كان إلا على سبعينِ ميلٍ مِن مقام الصليب؟ (الهدى والتبصرة).

للبحث المفصل يُنظر المقال التالي: نكتة العجمة في تمييز الأعداد..2 المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود ع العربية..36