المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود العربية ..246

نكتة الخطأ في الخبر والصفة والحال المضافات

نيابة (أل) عن الضمير وفق المذهب الكوفي في الجمل السببية

 

الاعتراض :

يدّعي المعارضون وقوع الخطأ في بعض التعابير من كلام المسيح الموعود عليه السلام والتي لم يتطابق فيها الخبر أو النعت أو الحال مع المبتدأ أو المنعوت أو صاحب الحال في التذكير والتأنيث، مدّعين أن هذا الخطأ نابع من العُجمة وتأثير اللغة الأردية على المسيح الموعود عليه السلام. وإليكم تلك الجمل مع تصحيحاتهم المزعزمة .

 

1: بل يتكلمون كمدلِّسٍ متزلزلة الأقدام (الهدى والتبصرة، ص 56). الصحيح: متزلزل الأقدام، لأنها صفة مدلس فتتبعه، و لا تتبع الأقدام

2: بل من أمور بديهيّ البطلان (مكتوب أحمد، ص 22). الصحيح: بديهية، لأنها تتبع كلمة أمور، ولا تتبع البطلان.

3: وقد يقتضي تجلّياتِ الأَحديّة ليُعرَف أن غيره هالكة الذات باطلة الحقيقة (منن الرحمن، ص 77). الصحيح: هالك الذات باطل الحقيقة.

4: وفي هذه الحالة يكون الإنسان مستهلَكة الذات (الخطبة الإلهامية، ص 93). الصحيح: مستهلك.

5: وجدته طيّب الأعراق كريم الأخلاق، مطهّرة الفطرة (نور الحق، ص 12). الصحيح: مُطَهَّر.

6: وأما عبدة الأصنام .. فهم قوم أنفدوا أعمارهم كالعبيد .. وتعرفين أيتها المليكة الجليلة أنهم مسلوبة الطاقات، ومطرودة الفلوات من دهر طويل. (التبليغ)

 

الرد:

لا بد أولا أن ننوّه إلى أننا جمعنا الحديث والرد على هذه النقطة متعلقة بالنعت والحال والخبر معا، لأن مسألة التطابق وعدم التطابق في التذكير والتأنيث والجمع والإفراد، بينها وبين الموصوف أو صاحب الحال أو المبتدأ تسري عليها جميعا بصورة مشابهة، وقد صرح بذلك النحو الوافي عدة مرات :

منها في سياق تفصيله عدم التطابق في الجمع بين النعت والمنعوت فقال:

_ “وهذا جار في الصفات والأخبار، والأحوال” [النحو الوافي (3/ 446)]

_ ” يجوز في نعته -وكذا في خبره وحاله … و…. و …” [النحو الوافي (3/ 448)]

_ ” وهذا الحكم -بصوره المختلفة السالفة -ليس مقصوراً على النعت وإنما يشاركه فيه الخبر والحال -كما سلف-؛ بشرط أن يكون المبتدأ وصاحب الحال جمعين لذكر غير عاقل كما في المنعوت. “راجع حاشية ياسين في هذا الموضع”. [النحو الوافي (3/ 448)]

وعليه فإن الأخبار والأحوال والنعوت متشابهة في هذه الأحكام فنجمل الحديث عنها معا في هذا المقال. وفيها نقول:

إن ما يظنه المعارضون خطأ في هذه الجمل، تخريجه على أن هذه الأحوال والصفات والأخبار أصلها سببية وليست حقيقة، بمعنى أنها لا تتعلق مباشرة بالمبتدأ وصاحب الحال والموصوف بل تتعلق بشيء له علاقة بهذه الثلاثة ويحتوي على ضمير يعود إليها. ووفق المذهب الكوفي يجوز أن يحذف هذا الضمير وتنوب عنه  (أل) في بداية الكلمة، كما نقول في باب بدل الجزء من الكل: قبلتُ أباكَ اليدَ ، بمعنى : قبلت أباك يده. إلا أن الضمير قد حُذف ونابت عنه (ال) في بداية الكلمة.  وفي هذا يقول النحو الوافي:

 

“والأعم الأكثر إن يشتمل هذا البدل (بدل البعض من كل) على رابط يربطه بالمتبوع، وأهم الروابط هو “الضمير” فإن كان الرابط الضمير وجب أن يطابق المتبوع في الإفراد والتذكير وفروعهما … ومن الجائز -مع قلته- الاستغناء عن هذا الضمير في إحدى حالات ثلاث.

أ: وجود “أل” التي تغنى عنه في إفادة الربط، وتقوم مقامه عند أمن اللبس، نحو: إذا رأيت الوالد فقبله، اليد، أي: فقبله يده، أو اليد منه. ..”  [النحو الوافي (3/ 668-667)]

 

وكما جاز ذلك في بدل البعض جاز في مواضع أخرى منها في الحال السببية والنعت السببي، والأخبار السببية (أقول سببية تجوّزا وحملا لها على أخواتها المذكورة جانبها)؛ لأن كل هذه تتشابه في احتوائها أو احتواء سببيِّها (الاسم الذي يليها) على ضمير يعود إلى المبدل منه أو صاحب الحال أو المنعوت أو المبتدأ على التوالي، وهنا لا بدّ أن نوضح النعت والحال السببيّين ولاأخبار التي لا تجري على المبتدأ نفسه:

1: ففي الحال السببية:

يقول النحو الوافي:

والسببية: هي التي تبين هيئة شيء له اتصال وعلاقة بصاحبها الحقيقي، أي علاقة، دون أن تبين هيئة صاحبها الحقيقي مباشرة؛ مثل: فزع العصفور من المطر مبتلًا عشه،…. ولا بد في الحال السببية أن ترفع اسمًا ظاهرًا مضافًا لضمير يعود على صاحب الحال كالأمثلة السالفة، وأن تكون مطابقة لهذا الاسم المرفوع بها، في التذكير والتأنيث، والإفراد، دون التثنية والجمع، إذا الأحسن أن تلتزم معها الإفراد؛” [النحو الوافي (2/ 401-400)]

 

2: وفي النعت السببي:

يقول النحو الوافي:

“ب- والنعت السببيّ:

هو الذي يدل على معنى في شيء بعده، له صلة وارتباط بالمنعوت؛ نحو: هذا بيت متسعٌ أرجاؤُه، نظيفةٌ غرفُه، بديعةٌ فُرُشُهُ.

وعلامته: أن يذكَر بعده اسم ظاهر -غالبًا -مرفوع به، مشتمل على ضمير يعود على المنعوت مباشرة، ويَربِط بينه وبين هذا الاسم الظاهر الذي ينصَبّ عليه معنى النعت. كما في الأمثلة السالفة … “متَّسع … -نظيفة … -بديعة … “.

وحكمهُ: أنه يطابق المنعوت في أمرين معًا:

  • حركة الإعراب، -وما ينوب عنها -.
  • التعريف والتنكير

ويطابق سبَبِيَّه في أمر واحد؛ هو: التذكير؛ والتأنيث. …”” [النحو الوافي (3/ 452)]

وهذا النعت السببي يغلب عليه الإفراد أو ويجوز جمعه موافقة للسببي إن كان السببي جمع تكسير .ولكن الإفراد فيه صحيح دائما.

 

3:الأخبار السببية:

وأما ما سمحت لنفسي أن أسميه أخبارا سببية – تجوّزا- ، والتي هي في الحقيقة جمل اسمية يكون الخبر فيها جملة اسمية أخرى مكونة من مبتدأ وخبر ثانيين؛ ويكون الخبر فيها ليس ساريا على المبتدأ الأول نفسه، بل على ما له علاقة به وهو المبتدأ الثاني ؛ فهو كمثل قولنا: الحديقة مثمرة أشجارها . أو: البنت كريم أبوها .

ففي هذا النوع من الجمل لا تطابقَ بين المبتدأ والخبر ، كما يصرح بذلك النحو الوافي ويقول:

“فلا تطابق فى مثل: زينب إنسان، ولا مثل: أتعرفُ الدنيا خداعة؟ وهى إقبال وإدبار؛ لعدم اشتقاق الخبر. ولا فى: هذا جريح؛ لأن الخبر وصف يستوى فيه المذكر والمؤنث “وسيجىء فى باب التأنيث من الجزء الرابع تفصيل هذه المسألة” ولا فى: سعاد كريم أبوها؛ لأن الخبر جار على غير مبتدئه.” [النحو الوافي (1/ 457)]

 

وفي هذا النوع من الجمل لا بد من وجود ضمير يربط الجملة الخبرية بالمبتدأ الأول، وهذا الضمير قد يكون ظاهرا أو محذوفا للعِلم به وملاحظته من السياق؛ وفي هذا يقول النحو الوافي:

 

” الضمير الراجع إلى المبتدأ، وهو أصل الروابط وأقواها “وغيره خلَف عنه”، سواء أكان ظاهرًا؛ مثل: الزارع “فضلُه كبيرٌ” أم مستترا “أى: مقدر” مثل: الأرض، تتحرك”، وقولهم: مخالفة الناصح الأمين تُورثُ الحسْرة، وتُعْقِبُ الندامة، أم كان محذوفًا للعلم به مع ملاحظته ونيته؛ مثل: الفاكهة “أقةٌ بعشرة قروش” أى: أقة منها. وحجارة الهرم “حجرٌ بوزن عشرة” أى: حجر منها. والورق “اللونُ لونُ اللبن”. اللون منه. الثوب “الرائحة رائحةُ الزهر”: الرائحة منه”. [النحو الوافي (1/ 467)]

وفي الهامش يُفصّل عن هذا الضمير المحذوف ويعدد بعض أنواعه، ومنها أنه قد يُحذف مع حرف الجر الذي يجره كالقول : السكر رطل بدرهمين ، أي/ رطلٌ منه. يقول:

 

بشرط أن يكون (الضمير العائد) معلوما. ومن المعلوم ما ينصب بفعل، نحو: الطيور الأليفة جميلة، وكلٌ أحب، أي: أحبه. وما ينصب بوصف، نحو: الكتاب أنا معطيك، أي: معطيكه.

ومن المعلوم ما يجر بمشتق، كاسم الفاعل في نحو: الآثار أنا زائر، أي: زائرها، وما يجر بحرف جر يدل على التبعيض، ولا يبقى بعد حذف الضمير المجرور، نحو: السكر رطل بدرهمين، أي: رطل منه، أو يدل على الظرفية، نحو: الدهر يومان، فيوم نفرح، ويوم نحزن، أي: نفرح فيه، ونحزن منه.”  [النحو الوافي (1/ 467)]

 

 

ففي كل هذه الحالات السببية نرى العوامل المشتركة الآتية:

1: أن الخبر أو الحال أو النعت فيها هو على الأغلب اسم مشتق متعلق باسم آخر يأتي بعده ويُدعى السببيّ.

2: أن الاسم السببي لا بد أن يحوي ضميرا يعود على المبتدأ أو صاحب الحال أو الموصوف.

3: في مثل هذه الاحوال فإن مطابقة الحال أو النعت او الاسم المشتق في مسألة التأنيث والتذكير هي مطابقة لسببيّه أي للاسم الذي بعده وليس لصاحب الحال أو المنعوت أو المبتدأ. كما أن إفرادها صحيح دائما في النعت والحال.

 

واما ما أوقع المعارضين في فخ الجهل والاعتراض هو أن في هذه الحالات الثلاث للخبر والحال والنعت كما في البدل، يجوز وفق المذهب الكوفي أن ينوب (أل) بدلا من الضمير العائد في السببيّ.

ووفق هذا بدلا من أن نقول: الحديقة مثمرةٌ أغصانُها ؛ نقول: الحديقةُ مثمرةٌ الأغصانُ. وهنا فإن الضمير العائد على المبتدأ الأول ملحوظ محذوف بتقدير (فيها): الحديقة مثمرةٌ الاغصانُ فيها.

وبدلا من: هذا بيت نظيفةٌ غرفُه، نقول: هذا بيتٌ نظيفةٌ الغرفُ ، بمعنى نظيفة الغرف فيه.

وبدلا من القول: فزع العصفور من المطر مبتلًا عشه ، نقول: فزع العصفور من المطر مبتلًا العشُّ. بمعنى: مبتلا العشّ له/به/ عليه.. .  

 

وفي تأكيد هذا المذهب الكوفي في نيابة أل عن الضمير جاء:

أجَاز الْكُوفِيُّونَ وَبَعض الْبَصرِيين وَكثير من الْمُتَأَخِّرين نِيَابَة أل عَن الضَّمِير الْمُضَاف إِلَيْهِ وَخَرجُوا على ذَلِك {فَإِن الْجنَّة هِيَ المأوى} ومررت بِرَجُل حسنٍ الْوَجْهُ وَضُرب زيدٌ الظّهْرُ والبطنُ إِذا رفع الْوَجْه وَالظّهْر والبطن والمانعون يقدرُونَ هِيَ المأوى لَهُ وَالْوَجْه مِنْهُ وَالظّهْر والبطن مِنْهُ فِي الْأَمْثِلَة وَقيد ابْن مَالك الْجَوَاز بِغَيْر الصِّلَة وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي {وَعلم آدم الْأَسْمَاء كلهَا} إِن الأَصْل أَسمَاء المسميات وَقَالَ أَبُو شامة فِي قَوْله: (بدأت ب باسم الله فِي النّظم أَولا … )

إِن الأَصْل فِي نظمي فجوزا نيابتها عَن الظَّاهِر وَعَن ضمير الْحَاضِر وَالْمَعْرُوف من كَلَامهم إِنَّمَا هُوَ التَّمْثِيل بضمير الْغَائِب” [مغني اللبيب عن كتب الأعاريب (ص:78- 77)]

[ينظر كذلك : موسوعة علوم اللغة العربية لإميل يعقوب ، ج2، ص 391-392. وكذلك الهمع للسيوطي،( 1/311)]

وقا إميل يعقوب :

” وقال بعضهم إن (أل) لا تأتي بدلا من الضمير، وأوّلوا ما أتى به الكوفيون شواهد على مذهبهم، فالتقدير عندهم في الآية {فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) } (النازعات 42) هي المأوى له،  والتقدير في نحو: ” مررت برجل حسنٍ الوجهُ”: حسن الوجه منه. ” [ موسوعة اللغة العربية ج2، ص 392]

وعليه نرى أن من لا يأخذ بإنابة (ال) مناب الضمير، يتأوّلون الجمل بصور مختلفة بتأويلات هي الأخرى تنطبق على كلام المسيح الموعود أيضا.

وهذا ما حدث في الجمل المعترض عليها من كلام المسيح الموعود عليه السلام والمذكورة أعلاه، حيث ناب فيها (ال) عن الضمير فجاءت كما جاءت. وهي في الأصل أحوال أو نعوت أو أخبار سببية وجب أن يتبع فيها الحال والصفة والخبر في التذكير والتأنيث الاسم السببي الذي بعده، كما صحّ أن تلتزم كلها الإفراد؛  ليكون الأصل،  والتأويل البصري والتأويل الكوفي بإنابة ال عن الضمير كما يلي:

1: الأصل: بل يتكلمون كمدلِّسٍ متزلزلةٍ أقدامُه .

الاعراب: متزلزلةٍ:نعت سببي مجرور (يتبع مدلس في الإعراب). أقدامه:فاعل لاسم الفاعل (متزلزلة).

االكوفي: بل يتكلمون كمدلِّسٍ متزلزلةٍ الأقدامُ.

الإعراب: متزلزلةٍ: نعت سببي يتبع مدلس في الجر. الاقدام: فاعل لاسم الفاعل متزلزلة ناب فيها (أل) عن الضمير .

البصري: بل يتكلمون كمدلِّسٍ متزلزلةٌ الأقدامُ فيه.

الإعراب: متزلزلةٌ: خبر مقدم. الأقدام: مبتدأ مؤخر. والجملة من المبتدأ والخبر في محل جر نعت لمدلس.

 

2: الأصل: بل من أمورٍ بديهيٍّ بطلانُها .

الإعراب: بديهيٍّ: صفة مشبهة باسم الفاعل نعت سببي مجرور . بطلانُها: فاعل للصفة المشبهة

الكوفي: بل من أمورٍ بديهيٍّ البطلانُ

الإعراب: بديهيٍّ صفة مشبهة باسم الفاعل نعت سببي مجرور . البطلانُ: فاعل للصفة المشبهة ناب فيها (أل) عن الضمير .

البصري: بل من أمورٍ بديهيٌّ البطلانُ فيها

الإعراب:كالأولى

 

3:الأصل: ليُعرَف أن غيرَه هالكةٌ ذاتُه باطلةٌ حقيقتُه.

الإعراب: هالكةٌ:خبر مقدم. ذاتُه: مبتدأ مؤخر. الجملة الإسمية (هالكة ذاته)  في محل رفع خبر أنّ.

الكوفي: ليُعرَف أن غيرَه هالكةٌ الذاتُ باطلةٌ الحقيقةُ.

الإعراب: هالكةٌ:خبر مقدم. الذاتُ: مبتدأ مؤخر ناب فيها (أل) عن الضمير. الجملة الإسمية (هالكة الذات)  في محل رفع خبر أنّ.

البصري: ليُعرَف أن غيرَه هالكةٌ الذاتُ باطلةٌ الحقيقةُ فيه.

الإعراب: كالكوفي منها.

 

4:الأصل: وفي هذه الحالة يكون الإنسانُ مستهلَكةٌ ذاتُه

الإعراب: مستهلَكةٌ:خبر مقدم. ذاته: مبتدأ مؤخر. والجملة الإسمية منهما في محل نصب خبر (يكون).

الكوفي: وفي هذه الحالة يكون الإنسانُ مستهلَكةٌ الذاتُ

الإعراب: مستهلَكةٌ:خبر مقدم. الذاتُ: مبتدأ مؤخر. والجملة الإسمية منهما في محل نصب خبر (يكون).  

البصري: وفي هذه الحالة يكون الإنسانُ مستهلَكةٌ الذاتُ فيه.

الإعراب: كالكوفي منها.

 

تنويه: مستهلَكَة اسم مفعول مشتق من صيغة (استفعل) التي من معانيها “الجعل” كما نصّ عليه مجمع اللغة العربية المصري في أحد قراراته، فالمعنى: جُعلت ذاته هالكة.

 

5:الأصل:  وجدته طيّب الأعراق كريم الأخلاق، مطهّرةً فطرتُه

الإعراب: مطهَرةً:حال سببية منصوبة. فطرته: نائب فاعل لاسم المفعول مطهَّرة.

الكوفي: وجدته طيّب الأعراق كريم الأخلاق، مطهّرةً الفطرةُ

الإعراب: مطهَرةً:حال سببية منصوبة. الفطرةُ: نائب فاعل لاسم المفعول مطهَّرة، ناب فيها (أل) عن الضمير .

البصري: وجدته طيّب الأعراق كريم الأخلاق، مطهّرةٌ الفطرةُ فيه

الإعراب: مطهرة:خبر مقدم. الفطرةُ:مبتدأ مؤخر. والجملة منهما في محل نصب حال.

 

6: الأصل: وتعرفين أيتها المليكة الجليلة أنهم مسلوبةٌ طاقاتهُم، ومطرودةٌ فلواتُهم من دهر طويل.

الإعراب: مسلوبةٌ ومطرودةٌ: أخبار مقدمة. طاقاتهم وفلواتهم: مبتدأات مؤخرة. والجملة الإسمية في محل رفع خبر أنّ.

الكوفي: وتعرفين أيتها المليكة الجليلة أنهم مسلوبةٌ الطاقاتُ، ومطرودةٌ الفلواتُ من دهر طويل.

الإعراب: مسلوبةٌ ومطرودةٌ: أخبار مقدمة. الطاقات والفلوات: مبتدأات مؤخرة ناب فيها (أل) عن الضمير. والجملة الإسمية في محل رفع خبر أنّ.

البصري: وتعرفين أيتها المليكة الجليلة أنهم مسلوبةٌ الطاقاتُ فيهم، ومطرودةٌ الفلواتُ فيهم / بهم من دهر طويل.

الإعراب: كالكوفي منها.

 

ملحوظة: المعنى المناسب لـ (مطرودة الفلوات) هو أن فلواتهم عصفت بها الريح فدمرتها كما جاء في لسان العرب:

” وَالرِّيحُ تَطْرُد الحصَى والجَوْلانَ عَلَى وجْه الأَرض، وَهُوَ عَصْفُها وذَهابُها بِها. ” [لسان العرب (3/ 268)]

 

ملحوظة أخرى: رغم أننا حاولنا أن نبين أوجه الإعراب والتحريك الإعرابي في هذه الجمل، إلا أنه في الحقيقة هذا لا يهم وليس ذا أهمية في توجيه وتخريج الفقرات نفسها، نظرا لعدم تحريكها في النصوص الأصلية في كتب المسيح الموعود عليه السلام؛ فهي محتملة لأي وجه صحيح ، وما يهم فيها أنها إما أن توجه على التأويل الكوفي بإنابة أل عن الضمير أو أن توجه على التأويل البصري في تقدير محذوف بعدها، مع الأخذ بالتحريك المناسب لكل حالة من هاتين الحالتين.

 

النتيجة والخلاصة:

لا خطأ في الجمل المعترض عليها من كلام المسيح الموعود عليه السلام، فهي تتوجه على توجيهين:

الأول: التوجيه الكوفي في إنابة (أل) عن الضمير حيث الأصل فيها انها نعوت او أحوال سببية او أخبار لم تجر على مبتدأاتها بل على ما يليها.

الثاني: التوجيه البصري بتقدير محذوف ملحوظ من السياق.