يقول تعالى:

[قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا]

سياق الآية أعلاه يتحدث عن الولادة من غير بشر.

كان سؤال مريم عَلَيْهِٰا السَلام الاستغرابي هو:قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا

وجواب الله تعالى: قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيّنٌ ۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا ۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا

فلم يقل لها بل سيمسّك يوسف الذي سيكون زوجك، بل قال لها؛ هكذا قال الله وهو (أي الولادة من غير مس بشر) أمر هيّن عند الله ﷻ وسيجعله الله بهذه الولادة آية للناس ورَحْمَةُ لهم من نير الكتبة والفريسيين القساة وأمثالهم اليوم المتسترين تحت عباءة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام وهو منهم براء.

يقول تعالى:

[ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ۚ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ]

فهذا أمرٌ من الله تعالى أن ندعو الابناء لابائهم (فننسب الولد لأبيه)، فكيف بعد هذا يدعو الله تعالى عيسى لأمه لا لأبيه كما ينص القرآن الكريم بكل صراحة حيث قال “عيسى بن مريم” ولم يدعه لأبيه المزعوم على الإطلاق؟

أما عقيدة الجماعة الإسلامية الأحمدية فيؤكدها حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بنفسه، وهي أن ولادة ابن مريم تمّت بدون أب وأن إحدى آيات صدق حضرته هي ولادة الإبن الموعود لإكمال السلسلة المحمدية.

يقول حضرته عَلَيهِ السَلام:

وكون عيسى من غير أبٍ وبلا ولدٍ دليلٌ على ما مر بالدلالة القاطعة، وإشارةٌ إلى قطع تلك السلسلة الإسرائيلية. فلا يجيء نبي من اليهود لا قديم ولا حديث في دَور النبوة المحمدية، وعدٌ من الله ذي العزة. وكما نزَع النبوةَ منهم كذلك نزع منهم ملكهم وغادرهم الله كالجيفة. وكان تولُّدُ يحيى من دون مسّ القوى البشرية، وكذلك تولُّدُ عيسى من دون الأب وموتُهما بدون ترك الورثة علامةً لهذه الواقعة. وأما المسيح المحمدي فله أب ووُلْد من العنايات الإلهية، كما كُتب أنه “يتزوج ويولد له” من الرحمة، فكانت هذه إشارة إلى دوام السلسلة المحمدية وعدم انقطاعها إلى يوم القيامة. وعجبتُ كل العجب من الذين لا يفكرون في هذه الآيات، التي هي لنبوة نبينا كالعلامات، ويقولون إن عيسى تولَّد من نطفة يوسف أبيه، ولا يفهمون الحقيقة من الجهلات. ومن المعلوم أن مريم وُجدتْ حاملا قبل النكاح، وما كان لها أن تتزوج لعهدٍ سبق من أمها بعد الإجحاح. فالأمر محصور في الاحتمالين عند ذوي العينين: إما أن يقال إن عيسى خُلق من كلمة الله العلام، أو يقال – ونعوذ بالله منه – إنه من الحرام. ولا نجد سبيلا إلى حمل مريم من النكاح، فإن أُمّها كانت عاهدتِ الله أنها تتركها محرَّرةً سادنة، وكانت عهدها هذا في أيام اللِّقاح. وهذا أمر نكتبه من شهادة القرآن والإنجيل، فلا تتركوا سبيل الحق والفلاح. هذا لمن استوضحتْه فطرتُه، ولا تقبَل خارقَ العادة عادتُه. وأما نحن فنؤمن بكمال قدرة الله الأعلى، ونؤمن بأنه إن يشأ يخلق من ورق الأشجار كمثل عيسى. وكم من دود في الأرض ليس لها أبوانِ، فأي عجب يأخذكم من خلق عيسى يا فتيان؟ وإن لله عجائبَ نفَضتْ عندها أكياس الكياسة، وغرائبَ ظلَع بها فرسُ الفراسة، بل في كل خَلْقه يظهَر إجبالُ القرائح ويظهَر إكداءُ الماتح والمائح. والذين ينكرونها فما قدروا الله حق القدر، وقعدوا في الظلمات مع وجود نور البدر، وبعُدوا من الضياء، فهفا بهم إلى الظلام البَينُ المطرِّحُ والبُعدُ المبرِّحُ. والعجب منهم أنهم مع كونهم ضالّين تمشَّوا أمام الناس كالخِرّيت، وما فرَقوا واقتحموا المَوامي المهلِكة كالمَصاليت، فهلكوا في الفلوات كالحائر الوحيد، واستسلموا للحَين وما انتهوا من القول المبيد. فلم يأمنوا عثارا، بل زلّوا في كل قدم ورأوا تبارا. وشجّعوا قلوبهم طمعًا في صيد العوام، وزعَرهم ظلمةُ الجهل فما ارتعوا وما امتنعوا من الاقتحام.” (مواهب الرحمن، ص ٦٠-٦٢)

يقول عَلَيهِ السَلام أيضا:

ومن عقائدنا أن عيسى ويحيى قد وُلدا على طريق خَرْقِ العادة، ولا استبعادَ في هذه الولادة. وقد جمع الله تلك القصتين في سورة واحدة، ليكون القصةُ الأولى على القصة الأخرى كالشاهدة. .. وأما سرّ هذا الخَلق في يحيى وعيسى فهو أن الله أراد من خلقهما آية عظمى. فإن اليهود كانوا قد تركوا طريق الاقتصاد والسداد، ودخل الخبث أعمالَهم وأقوالهم وأخلاقهم وفسدت قلوبهم كل الفساد، وآذوا النبيين وقتلوا الأبرياء بغير حق بالعناد، وزادوا فسقا وظلما وما بالَوا بَطْشَ ربّ العباد . .. فإذا آلتْ حالتهم إلى هذه الآثار، لعنهم الله وغضب على تلك الأشرار، وأراد أن يسلب من جرثومتهم نعمةَ النبوة، ويضرب عليهم الذلة، وينزع منهم علامة العزة. .. فأولُ ما فعل لهذه الإرادة هو خلق عيسى من غير أب بالقدرة المجردة. فكان عيسى إرهاصاً لنبينا وعَلَماً لنقل النبوة، بما لم يكن من جهة الأب من السلسلة الإسرائيلية. .. ثم بعد ذلك نقل النبوة من ولد اسرائيل إلى إسماعيل، وأنعم الله على نبينا محمد وصرَف عن اليهود الوحيَ وجبرائيلَ. ” (مواهب الرحمن، ٥٦-٥٨)

ويقول عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:

فما دام من الواضح تماما أن منصب خليفة الله في بني إسرائيل قد بدأ من موسى عَلَيهِ السَلام، ثم ظل الأنبياء يأتون فيهم على التوالي حتى انتهت هذه السلسلة بعد مدة طويلة -١٤٠٠ عام- على عيسى بن مريم عَلَيهِ السَلام، فكان عيسى بن مريم عَلَيهِ السَلام خليفة، ولكنه لم يستلم عنان الحكومة ظاهريا، ولم تكن له أيّةُ علاقة بسياسة البلاد والملكوت الدنيوي، ولم يستخدم الأسلحة الدنيوية، بل كان يستخدم سلاح أنفاسه الطيبة؛ أي بالبيان المرضِيّ الذي أُجري على لسانه والذي رافقته بركات كثيرة، وبواسطته كان يُحيي القلوب الميتة، ويفتح آذان الصمّ، ويُري الأكمهَ نورَ الحق، كان نَفَسُه هذا يقضي على الكافرين الأزليين ويُتم عليهم الحجة، ولكنه كان يهب المؤمنين الحياةَ. وقد خُلق من دون أب، ولم يملك أسبابا مادية، وكان الله تعالى متولّيه في كل شيء.” (إزالة الأوهام، ص ٤٩١)

ويقول عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:

فكما أن الله تعالى قد خلق المسيح بدون أب، كذلك قد وهب للمسيح الموعود حياة روحانية بلا واسطة معلّم أو مرشد. والمعلم أيضاً بمنزلة الأب، بل هو الأب الحقيقي. لقد قال أفلاطون إن الأب ينـزل بالروح إلى الأرض، أما المعلم فيوصلها من الأرض إلى السماء. باختصار، كما أن المسيح قد وُلد بدون أب وكما أنه لا دخل في حياته لأي إنسان، كذلك قد وهبني الله تعالى بمحض فضله وفيضه حياة روحانية بلا واسطة معلم أو مرشد.” “الحكم”، مجلد ٥، عدد ٣٧، يوم ١٩٠١/١٠/١٠، ص ٧)

كما يقول حضرته عَلَيهِ السَلام:

إنما إيماننا وعقيدتنا هي أن المسيح – عليه السلام – كان بدون أب، وأن الله تعالى يملك القدرة كلها. وأما الطبيعيّون الذين يحاولون أن يثبتوا أن المسيح كان له أب فقد ارتكبوا خطأً كبيرًا، وإلهُ مثلِ هؤلاء إله ميت، ولا يمكن أن يُستجاب دعاء القوم الذين يظنون أن الله تعالى لا يقدر على أن يخلق أحدًا بدون أب، وإن هؤلاء عندنا خارجون عن الإسلام“. (جريدة “الحَكم” 24 يونيو/ حزيران 1901)

والنص بالإنكليزية هو:

Our faith and belief is this that Jesus was born of no father, and Allah has the power to do all things. The rationalists, called Naturies among us, who try to establish that he was born of a human father they are making a serious blunder. The Lord God of such people is a dead Lord God. The prayers and supplications of such people are not granted who assume that Allah cannot cause a child to be born independently of the agency of a human male in the role of a father. We consider a man who holds this view to have fallen out of the pale of Islam.” ( Al-Hakam, June 24, 1901)

النص الآخر

في 5 مايو عام 1904 طرح أحد الأشخاص سؤالا حول حقيقة ولادة عيسى عَلَيهِ السَلام من دون أب، فكتب حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام الجواب كما يلي:

إن ما تؤكّده دراسة القرآن المجيد هو أن المسيح عليه السلام قد وُلد بدون أب، ولا يمكن الاعتراض على ذلك؛ إذ قال الله تعالى إن مثل عيسى كمثلِ آدمَ، مما يوضح أن في ولادته أعجوبة من قدرة الله تعالى ولذلك قال: مثله كمثل آدم“. (الملفوظات مجلد 9 ص 284-285) (بدر، 16 مايو، 1907، صفحة 3)

والنص بالإنكليزية هو:

On a perusal of the Holy Quran, this is what emerges as the truth, namely, that Jesus was fatherless; and this is a matter on which no question can come to lie. Where Allah calls this birth as resembling the birth of Adam, it is an indication that in this birth there is an element of an extraordinary process of nature, to which a reference had to be made, for an explanation, by likening it to the example of Adam.” (Badr, May 16, 1907, page 3)

 وأيضاً قال عَلَيهِ السَلام بكل وضوح بأن ولادة ابن مريم عَلَيهِ السَلام تمّت بدون أب:

إنْ قيل إنّ المسيح قد خُلق من غير أب من يد القدرة، وهذا أمر فوق العادة، فلا يتم هنالك شأن المماثلة، وقد وجب المضاهاةُ كما لا يخفى على القريحة الوقّادة، قلنا إنّ خَلْق إنسانٍ مِن غير أب داخلٌ في عادة الله القدير الحكيم، ولا نسلِّم أنه خارج من العادة ولا هو حريٌّ بالتسليم فإن الإنسان قد يتولّد من نطفة الامرأة وحدها ولو على سبيل الندرة، وليس هو بخارج مِن قانون القدرة، بل له نظائر وقصص في كل قوم وقد ذكرها الأطبّاء من أهل التجربة. نعمْ، نقبل أن هذه الواقعة قليلة نسبةً إلى ما خالفها من قانون التوليد، وكذلك كان خَلْقي من الله الوحيد، وكان كمِثله في الندرة، وكفى هذا القدر للسعيد، فإني وُلِدتُ تَوءَمًا وكانت صبيّةٌ تولّدتْ معي في هذه القرية، فماتت وبقيتُ حيًّا من أمر الله ذي العزة. ولا شك أن هذه الواقعة نادرة نسبة إلى الطريق المتعارف المشهور. ويكفي للمضاهاة الاشتراكُ في الندرة بهذا القدر عند أهل العقل والشعور، فإن المشابهة لا توجب إلا لونًا من المناسبة، ولا تقتضي إلا رائحة من المماثلة. وإنّا إذا قلنا مثلا إن هذا الرجل أسد بطريق المجاز والاستعارة، فليس علينا من الواجب أن نثبت له كلَّ ما يوجد في الأسد من الذنب والزأر وهيئة الجلد وجميع لوازم السبُعية. ثم اعلم أن تولُّدَ عيسى ابن مريم مِن غير أب من بني إسرائيل بهذا الطريق تنبيهٌ لليهود وعِلمٌ لساعتهم وإشارة إلى أن النبوّة منتزَعٌ منهم بالتحقيق.” (الخطبة الإلهامية)

ويبيِّن حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام أن ولادة ابن مريم عَلَيهِ السَلام من غير أب هي آيةً على قيامة بني اسرائيل:

…فأخبرهم الله على لسان بعض أنبيائه أن ابنًا من قومهم يولد من غير أب، وهذا يكون آيةً لهم على وجود القيامة، فإلى هذا أشار في آية: (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ)…” (حمامة البشرى)

ويقول أيضا عَلَيهِ السَلام ذات الشيء عن خلق عيسى كمثل آدم عَلَيهِما السَلام:

وإذ قالت النصارى إن عيسى ابن الله بما تولّد من غير أبٍ، وكانوا به يتمسّكون، فأجابهم الله بقوله: (إِنَّ مَثَلَ عيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)” (الإستفتاء)

وفي موضع آخر:

ما لهم لا يعلمون أن المراد من العِلْمِ تولّده من غير أبٍ على طريق المعجزة، كما تقدّم ذكره في الصحف السابقة، ولا ينكره أحد من أهل العلم والفطنة.” (الإستفتاء)

كما أن لحضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام شِعراً بالعربية نأخذ منه البيتين التاليين:

وواللهِ  ما كان  ابْنُ مريم خالِقاً ………… فلا تهلكوا بغيا  وتوبوا واحذروا 
ولا تعجبن من أنه ليس من أبٍ …………. ومثل هذا الخلق في الدود تنظر
ألا رُبِّ  دود قد تُرى  في مرْبعٍ …………  تَكوَّنُ  في  ليلٍ  و تنمو  و تكثر 
وليست لها  أُمٌّ  بأرضٍ  ولا أبٌ ………… ففكِّر    هداكَـــ   الله   هادٍ  أكبر
(كرامات الصادقين)

ولمن يتشدق بأن ولادة ابن مريم المزعومة من أب تكسر عقيدة الصليب مخالفين أقوال المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الذي يدّعون اتّباعه، نقول لهم ؛ خالفتم اولاً أقوال المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام العديدة التي سردناها والتي لا تدع مجالاً للشك في عقيدة حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام كنبي مرسل من عند الله تعالى وحكماً عدلاً بشّرت به الأديان جميعا. وخالفتم ثانياً وصية المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام التي أثبت فيها أن كسر الصليب لا يتم إلا بإثبات موت المسيح الناصري عَلَيهِ السَلام فقط لا غير وأنه هو السبيل الوحيد لكسر الصليب وأن أي نقاش غير إثبات موت المسيح هو مجرد عبث. مع ملاحظة مهمة أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام يشدد بأن هذه هي وصيته الأخيرة في هذا الموضوع. يقول عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:

يا أحبائي، اسمعوا وصيتي الأخيرة. أخبركم بسرٍّ ! تذكَّروه جيدا ! عليكم أن تغيِّروا اتجاه مناظراتكم مع المسيحيين، وأثبِتوا لهم أن المسيح ابن مريم قد مات للأبد. هذا هو المبحث الوحيد الذي بنجاحكم فيه ستطوون صفحة الديانة المسيحية من وجه المعمورة. فلا حاجة لكم أن تضيعوا أوقاتكم الثمينة خائضين في خصومات طويلة أخرى، ركِّزوا على موت المسيح ابن مريم فقط، وأفحموا المسيحيين وأسكِتوهم بأدلة دامغة. إذا أثبتُّم انضمام المسيح إلى صف الأموات، ورسَّختم هذه الفكرة في قلوب المسيحيين، فاعلموا أن الديانة المسيحية سوف تغيب من الدنيا في اليوم نفسه. واعلموا يقينا أيضا؛ أنه ما لم يمت إلههم، لن يموت دينهم، ولذلك فإن النقاشات الأخرى معهم عابثة.” (إزالة الأوهام، ص ٤٢٨-٤٢٩)

ولمن لا زال يظن بأن عقيدة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حول ولادة المسيح عَلَيهِ السَلام وكل ما قاله بهذا الشأن كانت مجرد عقيدة بالية لم تنزل بتأييد من الله تعالى ووحيه نقول لهم ؛ لقد نسب المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كل كلمة بل كل حرف قاله نَسَبَهُ للوحي الإلهي. بعد أن أثبت عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بأن المسيح عَلَيهِ السَلام ولد من غير أب وأنه لحق الأموات وأن ذلك هو السبيل الوحيد لكسر الصليب وكل نقاش غير إثبات موت المسيح هو مجرد عبث يقول عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:

أقول بكل تحدٍّ وثقة: إنني على الحق، وسأنال الفتح في هذا المجال بفضل الله تعالى. وبقدر ما أستطيع أن أنظر ببصيرتي أرى العالم خاضعاً لصدقي. قرُب أن أحقق فتحا عظيماً، لأن لسانا آخر يتكلم مؤيِّدا لساني، ويدا أخرى تجري لتقوية يدي، الدنيا لا تراها، ولكنني أراها. إن روحاً سماوية تنطق من داخلي، وتنفخ الحياة في كل كلمة وحرف يخرج من فمي. هناك ثَوَرانٌ وهياجٌ في السماء بَعَثَ هذه الحفنة من التراب وحرَّكها كما تُحَرَّك الدُّمية. سيدرِك قريبا كل من لم يُغلَق بابُ التوبة في وجهه أني لست من عند نفسي. هل تبصر العيون التي لا تستطيع معرفة الصادق؟ وهل يعتبر حَيَّاً مَن لا يشعر بهذا الصوت السماوي؟” (إزالة الأوهام، ص ٤٣٠)

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد