حين يتفنّن معارضونا بهدم القرآن الكريم

رسالة إتمام الحجة .. 17

1: قلت بأن معارضينا في طعنهم بكلام المسيح الموعود عليه السلام يهدمون القرآن الكريم من حيث لا يدرون وإليكم مثالا آخر على ذلك .

2: يقولون إن المسيح الموعود قد أخطأ في مسألة التذكير والتأنيث في فقرات وعبارات كثيرة أخرى، غير التي عرضتها في الحلقة الماضية، مثلا في قوله عليه السلام:  ((يرتعد منه روح الكرام))

3:  أقول أولا إن هذه العبارة والكثير مثلها، ما يقارب العشرين مثالا، تندرج تحت قاعدة لغوية ونحوية معروفة، وهي أنه إذا كان الفاعل مؤنثا (حقيقيا أو مجازيا) وفصل بينه وبين الفعل الذي يسبقه فاصل  ( كلمة، حرف، ضمير، جملة أو بضع كلمات) يجوز للفعل أن يذكّر ويؤنّث.

هذا عدا عن أن الكثير من هذه الفقرات المعترَض عليها، يجوز تذكير الفعل فيها لأن الفاعل مؤنثا مجازيا، حتى لو لم يفصل بينهما فاصل، كأن نقول: طلعت الشمس وطلع الشمس.

4: مرة أخرى، يا جماعة، هذه ليست لغة عربية متروكة، ولا لغة من لغات القبائل قبل الإسلام، ولا قاعدة لغوية غير معروفة؛ بل من بديهيات اللغة العربية وصناعة النحو. فكيف يمكن لحملة الشهادات في اللغة أن لا يعلموا مثل هكذا قاعدة.

5: ثم هؤلاء يتفنّنون في هدم القرآن الكريم، فهذا الذي يعترضون عليه وهذه القواعد النحوية هي قواعد قرآنية كما جاء في الآية الكريمة: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ } (الممتحنة 13)

6: عندما جابهناهم بهذه الردود تراجعوا من القول بأنها أخطاء للقول بأنها أقل فصاحة، وما هذا إلا من ألاعيبهم ودجلهم وتلبيسهم على الناس. لأن كل هذه الطعون تطعن في القرآن الكريم لورود هذه اللغات في القرآن الكريم؛ فهم يتفنّنون في هدم القرآن الكريم ويجلبون على أنفسهم الخزي والعار.

7: ولكن لسيدنا أحمد عليه السلام بيت من الشعر يقول:

كونوا كذئبٍ ثم صُولوا بالمُدى … ثم انظُروا إقدام من ناجاني

فبإمكانهم أن يكونوا كالذئاب في دجلهم وألاعيبهم، ولكن كل هذا لن يسعفهم في شيء، فالله من ورائهم محيط

ألا هل بلغت اللهم اشهد ..