الشبهة:

أمر القادياني قد فصّل
الكاتب : أبو الوفاء ثناء الله
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي المدير لمجلة المنار ، سلمه الله الغفار ، السلام عليكم ، رأيت العدد الأول من المجلد السابع والعشرين من مجلة المنار ، وأنا بمكة المكرمة في شهر ذي القعدة ، فنظرت فيها تحت عنوان : الجامعة القاديانية . ما ذكر غلام أحمد القادياني المدعي للمسيحية الموعودة ، والمهدوية المعهودة ، نشأ في البنجاب قريبًا من وطني أمرتسر فأنا جاره ( وصاحب البيت أدرى بما فيه ) صرفت حصة من عمري في تحقيق أمر القادياني ، باحثته وجادلته حتى صار أمرنا إلى أن دعا الله أنه من كان منا كاذبًا عندك فأمته قبل الصادق وأشاع إعلاناً هنديًّا ( هذا تعريبه ) .
الفيصلة الأخيرة بيني وبين المولوي ثناء الله
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ } ( يونس : 53 ) بحضرة المولوي ثناء الله ) .
( السلام على من اتبع الهدى ، إن سلسلة تكذيبي جارية في جريدتكم ( أهل الحديث) مذ مدة طويلة أنتم تشهرون فيها أني كاذب دجال مفسد مفتر ، ودعواي للمسيحية الموعودة كذب وافتراء على الله ، أني أوذيت منكم إيذاءً ، وصبرت عليه صبرًا جميلاً ، لكن لما كنت مأمورا بتبليغ الحق من الله وأنتم تصدون الناس عني فأنا أدعو الله قائلا : يا مالكي البصير القدير العليم الخبير تعلم ، ما في نفسي إن كان دعواي للمسيحية الموعودة افتراء مني وأنا في نظرك مفسد كذّاب ، والافتراء في الليل والنهار شغلي فيا مالكي أنا أدعوك بالتضرع والإلحاح أن تميتني قبل المولوي ثناء الله ، واجعله وجماعته مسرورين بموتي ، يا مرسلي أنا أدعوك آخذًا بحظيرة القدس لك أن تفصل بيني وبين المولوي ثناء الله ، أنه من كان مفسدًا في نظرك كاذبًا عندك فتوفّه قبل الصادق منا { رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الفَاتِحِينَ } ( الأعراف : 89 ) الراقم عبد الله الصمد مرزا غلام أحمد المسيح الموعود ، عافاه الله وأيد عزه ، ربيع الأول سنة 1325هـ .
أيها الناظرون : إن المدعي قد مات منذ سنين ودُفن في قاديان وأنا بحمد الله حي إلى الآن ، فهل بقي شيء يريب أحدًا في أمر القادياني ؟ لا والله قد فصل فحصحص الحق ، وماذا بعد الحق إلا الضلال ، فاعتبروا يا أولي الأبصار .
… … … … … ها أنا ذا الخادم لدين الله
… … أبو الوفاء ثناء الله المدعو بفاتح قاديان الهندي الأمرتسري
__________
مجلة المنار : ذو القعدة 1344 / يونيه

الرد:

إنَّ مجرد الادّعاء سهلٌ ميسور للجميع. أما المحكّ فهو الواقع، وقد كَذَبَ الشيخُ أبو الوفا ثناء الله الأمرتسري في رسالته لمجلة المنار التي ذكر فيها دعاء المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام لله تعالى أن يميت الكاذب في حياة الصادق فعاش هو فيما توفي المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام منذ عشرين سنة وأنه باحث حضرته وكأنه كان قوي الحجة عظيم المجادلة وأنه أي الأمرتسري يسمّى فاتح قاديان لعظمته وذلك للاسباب التالية:

1. لَمْ يذكر الأمرتسري بأنه رفض هذا المعيار بحجة أنَّ مسيلمة الكذاب عاش بعد وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فاقترح المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام على الأمرتسري معياراً آخر وهو أنَّ الصادق سيموت أولاً وهكذا انتهى الأمر فمات المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وعاش الأمرتسري. يقول الأمرتسري نفسه:

قد اقتَرَحَ (أي المسيح الموعود ؑ) معيارًا مختلفًا تمامًا بأن الكاذب يعيش أطولَ من الصادق .. كما حدثَ في حالة مسيلمة الكذاب والنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم“. (إعلان أكتوبر/تشرين الأول 1907م. كتاب “مرقع قادياني” سنة 1907م، ص 322)

فإن لم يكن هذا كذب وتدليس فلا نعلم ماهو الكذب والتدليس!

2. لَمْ يذكر الأمرتسري لنا ما هي وأين هي هذه المجادلات والمباحثات العظيمة بينما كتب المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ومؤلفات حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام كلها متوفرة ومطبوعة ومنتشرة كالنار في الهشيم. أما أبرز مجادلات ومباحثات الأمرتسري فهي إصداره لفتوى تكفير المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وجماعته كلهم وتحريم الزواج منهم ووجوب تفريق الأولاد عن أمهاتهم وآبائهم بالقوة! نعم هذه هي المجادلات العظيمة بين هلالين التي يتشدق بها الشيخ الأمرتسري بعد أن تحقق شرطه وهو موت الصادق في حياة الكاذب. فتوى الأمرتسري في النص أدناه:

كما هو بيِّنٌ مِن مؤلفات القادياني أنه منكِرٌ ما عُلم من الدين بالضرورة ومدّع للنبوة والرسالة كما سطّر في (الإزالة) –اسم كتاب لمرزا- بصراحة أني رسول الله، وعلى ذلك فإن غلام أحمد وأتباعه كفارٌ بل هم أشد كفراً، ونكاح المرتد منفسخ والأولاد الصغار يخرجون من ولاية الأب المرتد ومن هنا وجب نزع الأولاد من حوزة المرزائي المرتد والتفريق بين المرأة وبينه بعد استيفائها المهر المعجل والمؤجل.” (الفتوى: dorar.net/firq/3555)

فما أعظم هذه السجالات والمباحثات !

3. لم يذكر الأمرتسري بأنه هو الذي سمّى نفسه فاتح قاديان وأقرّه بعض الجهلاء الذين كانوا يشاهدون كيف يصدر فتوى التكفير المذكورة فظنّوها فتحاً عظيماً كما يظنون اليوم بقتل الأحمديين بباكستان! فَلَمْ يُسمّى فاتح قاديان رسمياً من أي جهة محايدة يُعتَدُّ بها وما سَمّى إلا نفسه، أما لقب [زعيم قاديان] فكانت يُطلق رسمياً على المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام. في الواقع فإن الأمرتسري كذب كذباً مزودجاً هنا إذْ لم يقل بأنه لم يسمِّيه أحد له وزن وأنه هو المسمّي لحاله وكذلك والأهم لَمْ يذكر بأن علماء مكة قد أصدروا بحقه فتوى تكفير واعتبروه ساقط الرأي مبتدع ! فتوى علماء مكة كما يلي:

:: “المولوي الأمرتسري رجل ضال ابتدع عقائد جديدة.” (فيصلة مكة، ص17)

:: “لا يجوز أن يُسأل عن علم ولا يُتَّبَع. ودليله لا يُقبَل، ولا يجوز أن يؤم الصلاة. لا شك في كفرِه وارتداده.“.(فيصلة مكة، ص17)

بالفعل فالكذب سهلٌ لمن فَقَدَ الحجة وكان صفر الدين والأخلاق!

4. هذه الكذبة ربما لا نلوم الأمرتسري عليها لأنه لم يكن يعلم بما سيحدث له بعد كتابته لهذه الرسالة للمنار بعشرين عام أخرى تقريباً. فقََدْ حدث بعد تكفير علماء مكة له أنْ نُهب بيته وأحرق بالكامل على يد الثوار وذُبِح ولده أمام عينيه ثم فارقَ الأمرتسري الدنيا بحال لا يسر عدوه قبل الصديق. وإليكم ما كتبه المولوي عبد المجيد السودري الذي كتب قصة حياة الأمرتسري في كتابه “سيرت ثنائي” كالتالي:

لقد عاش الأمرتسري أيضاً ليرى نفسه يتردّى من الأرستقراطية إلى الفقر والعوز. رجلٌ كان يظن بأنه يملك الملايين فإذا بيته يتعرض للنهب والحرق في المذابح الطائفية عند انقسام الهند وباكستان عام 1947م.” (سيرت ثنائي، تأليف المولوي عبد المجيد السودري كاتب سوانح ثناء الله، مطبعة “مقبول عام” بلاهور Maulvi Abdul Majid Sohdarvi, biographer of Maulvi Sanaullah Sahib, book “Seerati Sanai”, published by Maqbool Aam Press, Lahore)

تسبَّبتْ في موته موتًا سريعًا بائسًا.“ (سيرت ثنائي، تأليف المولوي عبد المجيد السودري كاتب سوانح ثناء الله، مطبعة “مقبول عام” بلاهور Maulvi Abdul Majid Sohdarvi, biographer of Maulvi Sanaullah Sahib, book “Seerati Sanai”, published by Maqbool Aam Press, Lahore)

أما ذبح ابنه المسكين فقََدْ ذكرته مجلة هندية كالتالي:

وفَقَدَ ابنَه الوحيد “عطاء الله” الذي ذُبِحَ بلا رحمة أمام عيني أبيه. ولم تفارقه آثارُ هذه المأساة بقية حياته.” (مجلة “الاحتشام” بتاريخ 15/7/1962م The newspaper Al A’tizan of 15th June 1962 page 10)

المنشور المفصل  على موقعنا من هنا

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد