الاعتراض:

الانتصار الأحمدي!!

كتب الأحمدي قائمة بأسماء أشهر أعداء الميرزا، وذكر منهم:

● الشيخ أبو الوفا ثناء الله الأمرتسري: رئيس تحرير مجلة أهل الحديث.

● بير مهر علي شاه: أحد مشايخ الصوفية وصاحب أشهر الزوايا في الهند.

ثم سألَ:

أين هؤلاء الآن؟ هل يوجد لهم أي جماعة أو أتباع أم محا الله تعالى أثرهم فلا يوجد لهم اليوم تابع ولو واحد على وجه البسيطة؟

ثم قال: في الجانب الآخر نجد الميرزا قد صار اليوم أُمَّة عظيمة يربو أتباعه على عشرات الملايين.

ثم قال:

وصَدَقَ الميرزا عندما خاطب جميع خصومه وقال:

“واعلموا أن الله يخزيكم… ولا تموتون حتى يريكم ما أرى كلَّ مَن عادى أولياءه من النبيين والمرسلين والمأمورين.” (التحفة الغولروية، ص 56)

أقول:
1: حسب هذا المنطق يمكن لأي درزي الآن أن يقول: أين أتباع الشيخ الفلاني الذي عادى زعيمنا ومؤسس جماعتنا. ويمكن لأي بهائي أن يقول: أين أتباع الشيخ العلاني الذي عادى البهاء في دعواه بتلقي الوحي والنبوة والرسالة والدين الجديد، بينما نحن دين معترف به عالميا؟

2: النصر عند الأحمدي هو في وجود الأتباع، وليس في التحلي بالأخلاق، ولا بالانتصار الأخلاقي والفكري. وهذا يُظهر النزعة المادية والدنيوية عند الأحمدية.

3: أتباع ثناء الله هم ملايين السلفية، وأتباع مهر علي هم ملايين الصوفية.

4: أتباع الميرزا هو آلاف الكذابين وشاهدي الزور والساكتين عن المنكر، ومنهم الأحمدي الذي يقول إن عدد جماعته عشرات الملايين، بينما الحقيقة أنهم لا يكادون يصلون نصف مليون في العالم كله عدا إفريقيا التي قد يكون فيها بضعة مئات آلاف أخرى. علما أنّ الأحمدية تعرف أعداد منتسبيها في كل بلد، ولا يصعب عليها الآن أن تعلن العدد الكلي في دقيقة.

5: الشيخ ثناء الله لم يتعرض لأي خزي، ولا الشيخ مهر علي، بل الميرزا الذي .. فرّ من مواجهة ثناء الله ومن مواجهة مهر علي، وقد مات بُعيد أن دعا بموت الكاذب، حيث قال قبل سنة من موته مخاطبا ثناء الله: ” فإن كنتُ كذابا ومفتريا كما تذكرني في معظم الأحيان في جريدتك فسأهلك في حياتك لأني أعلم أن عمر المفسد والكذاب لا يطول كثيرا، ويهلك خائبا وخاسرا في نهاية المطاف بالذلة والحسرة في حياة ألد أعدائه، وأن في هلاكه خير لئلا يُهلِك عبادَ الله…. هذه ليست نبوءة بناء على إلهام أو وحي بل طلبتُ الحكم من الله بصورة الدعاء فقط. وأدعو الله تعالى أن يا ربي المالك البصير والقدير والخبير الذي يعلم ما في قلبي أنه إذا كان ادّعائي بأني المسيح الموعود افتراء محضا من نفسي وكنتُ مفسدا وكذابا في نظرك وكان الافتراء هو شغلي الشاغل ليل نهار فأدعو في حضرتك يا مالكي وحبيبي بكل تواضع أن أهلِكني في حياة الشيخ ثناء الله، وأفرِحه وجماعته بموتي، آمين”. (إعلان في 15 ابريل 1907)

وقد استُجيب دعاء الميرزا استجابةً تامة، حيث هلك في حياة الشيخ ثناء الله الذي فرح بموته وفرحت جماعته به. وقد تحقق نصّ الميرزا الذي نقله الأحمدي عكسيا، وهو قوله: “واعلموا أن الله يخزيكم… ولا تموتون حتى يريكم ما أرى كلَّ مَن عادى أولياءه من النبيين والمرسلين والمأمورين” (التحفة الغولروية، ص 56)، حيث ظلوا أحياء بعده ليروا الانشقاق الأحمدي الرهيب وليروا الكراهية الأحمدية والنفور فيما بين أعضائها، بما لم يسبق له مثيل، وليروا اختراع خلافة مسيئة للإسلام ورموزه. وقد ظلّ ثناء الله يسحق هذه الجماعة ويعرّي كذبها حتى رحل رافع الرأس بعد أربعين عاما حافلة بتهشيم المفترين.

الرد:

يقول تعالى:

﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ

يقول الإمام الطبري رحمه الله:

هذا مَثَلٌ ضربَه اللهُ للحقِّ والباطِل.” (تفسير الطبري)

وقال أيضا:

حدثنا أحمد بن إسحاق قال: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا طلحة بن عمرو، عن عطاء: ضرب الله مثلا للحق والباطل، فضرب مثل الحق كمثل السيل الذي يمكث في الأرض، وضرب مثل الباطل كمثل الزبد الذي لا ينفع الناس.” أهـ

أي أن أهل الخير هم الباقون فيما أصحاب الشر يتلاشون مثل زَبَد البحر!

ولكن المعترض عدو الجماعة لا يعي أن الحق هو الباقي والباطل هو الزائل، لأنه يرى بأن الدرزية والبهائية أيضاً تنطبق عليهم هذه الآية!

وهنا نقف قليلاً لنقول؛ هل الدرزية أو البهائية أو كلاهما عند المعترض هي دين الحق؟ فإذا قال نعم فقد كفر بالإسلام! أما إذا أجاب بالنفي -وهو الجواب الصحيح- فقد أخرجهما من هذه الآية بداهة وأسقط دليله بنفسه!

أما الآن فعلى المعترضين أن يدركوا بأن خصوم الدرزية والبهائية -عقيدةً- ليسوا هذا الشيخ أو ذاك القس كما هو الحال مع الجماعة الإسلامية الأحمدية التي بقيت وزال خصومها (انظر منشورنا السابق “غيظ المعترضين” من هنا بل خصوم الدرزية والبهائية عقديّاً هم المسلمون جميعاً ومن بينهم طبعاً المسلمون الأحمديون!

إن المسلمين يملأون الأرض ولله الحمد وليسوا كالدرزية والبهائية التي إن جَمَعْتَهم معاً وغيرهم معهم فلن يشكّلوا حتى عُشر عدد المسلمين!

كذلك قول المعترضين أن هذا يعني فقط العدد وليس التحلي بالأخلاق، ولا بالانتصار الأخلاقي والفكري. وأن هذا يُظهر النزعة المادية والدنيوية عند القائلين بهذا التفسير -وهم السلف الصالح كما أثبتنا- فهو قول إما عن جهل أو إلحاد، لأن المقصود بالآية كما أثبتنا من قول السلف الصالح رحمهم الله هو بقاء الحق وزوال الباطل ويعكسه العدد أيضا فتكون العاقبة دوماً للحق وأهله فيما يزول أهل الباطل، بل حتى لو بقي الباطل فسيبقى متفرقاً دون تنظيم ووحدة لأن الباطل عبث وشتات! وهكذا لا يبقى ثمة خيار إلا أن يكون الاعتراض صادرٌ عن جهلٍ أو عن إلحاد مبطّن!

أما قول المعترضين أن أتباع ثناء الله الأمرتسري هم ملايين السلفية، وأتباع مهر علي هم ملايين الصوفية فهو إلباس وخلط أيضاً عن جهل، إذ لا يوجد أثر للشيخ ثناء الله كمدرسة تحمل اسمه أو أتباع يذكرونه ويذكرون دروسه البتة! وكذلك الحال مع مهر علي، فلا أثر لإسمه اليوم على الإطلاق!

أما اختيار المعترض للسلفية والصوفية كمفهوم وليس كأعيان فينطبق أيضا على الجماعة الإسلامية الأحمدية لأنهم يَرَوْن أنفسهم السلفية الحقيقية وأهل التصوف الحق!

إذن لا علاقة لذلك بما قلناه وهو أن يأتي بأي أحد من أتباع ثناء الله ومهر علي لنقارن بين وجودهم وبين الجماعة الإسلامية الأحمدية! ولكن أنّى يجد وقد ذهبوا جفاء!

أما شتمه لشخصي ولجماعتنا المباركة فلا يعكس إلا خُلقه وتربيته فقط! ولن ننزل إلى مستواه

أما شرّ البلية المضحك فهو قوله أن الجماعة الإسلامية الأحمدية لا تتعدى نصف مليون حول العالم! لأن الكلام على عواهنه هيّنٌ بينما الحقيقة أن الأحمديين ينتشرون حول العالم بعشرات الملايين كما تعلن جماعتنا المباركة وهنالك احصائيات متفرقة عن بعض البلاد فقط لوحدها تتجاوز عشرة ملايين أحمدي! فالمهم هو الكلام بالأدلة لا بالإنشاء الذي لا يسمن ولا يغني من جوع!

أما خِزْي الأمرتسري والنص الذي نقله المعترضون فهو تدليس لا نستغربه لأن المسألة قد تحولت تمامًا إلى وجهة جديدة في موضوع الأمرتسري مع المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام. ففي البداية كان المعيار لتحديد الصادق من الطرفين هو موت الكاذب في حياة الصادق، وهو الذي نقله المعترضون، ولكنهم أخفوا أن المولوي الأمرتسري عاد ليقول بأن الله يمهل الكاذبين ويمنحهم حياة طويلة كي يزدادوا إثمًا، فأرسى من عند نفسه معيارًا جديدًا للفصل في القضية، وقد قَبِلَ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام من الأمرتسري هذا الخيار وصرّح عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:

قد اقتَرَحَ معيارًا مختلفًا تمامًا بأن الكاذب يعيش أطولَ من الصادق .. كما حدث في حالة مسيلمة الكذاب والنبي الأكرم – صلى الله عليه وسلم – ” (إعلان أكتوبر 1907م)

ذلك أن الأشرار يُمهَلون وينالون عمرًا أطول كي يُمعِنوا في عدوانهم وتتضاعف سيئاتهم!

وبالفعل وكما قدّر الله تعالى، سَقَطَ المولوي الأمرتساري في فخٍّه بنفسه، إذ عاش أربعين عامًا بعد وفاة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ليشهد بعينه آياتِ صدقِ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام تتواتر وتثبت مقابل خيبةَ آماله عن إحباط دعوة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام! ولقد عاش الأمرتسري ليرى قومَه يهجرونه وينبذونه عندما حصل مسلمو الهند من علماء مكة على فتوى بكفره وارتداده جاء فيها:

المولوي الأمرتساري رجل ضال ابتدع عقائد جديدة.” (فيصلة مكة ص17)

وتصرح هذه الفتوى التي أصدرها علماء مكة ضد المولوي الأمرتسري:

لا يجوز أن يُسأل عن علم ولا يُتَّبَع. ودليله لا يُقبَل، ولا يجوز أن يؤم الصلاة. لا شك في كفرِه وارتداده.” (المرجع السابق)

لقد عاش الأمرتسري أيضا ليرى نفسه يسقط من الأرستقراطية إلى الفقر والعوز. من امتلاك يملك الملايين إلى خسارة كل شيء حتى بيته الذي تعرض للنهب والحرق في المذابح الطائفية عند انقسام الهند وباكستان عام 1947م. (انظر: سيرت ثنائي) وشهد قَتْل ابنَه الوحيد “عطاء الله” الذي ذُبح بلا رحمة أمام عينيه. ولم تفارقه آثارُ هذه المأساة بقية حياته. (انظر: مجلة “الاحتشام” بتاريخ 15/ 7/1962م) والواقع أن هذه الوقائع كان لها وقع شديد على عقله حتى إن الشخص الوحيد الذي سجل تاريخ حياته قال عن هذه الأحداث إنها: “تسببت في موته موتًا سريعًا بائسًا.” (انظر: سيرت ثنائي)

كل هذا بينما واصلت خلافة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام سيرها وكلما اضطُهدت كلما زادَ انتشارها في الأرض حتى بلغت جزر المحيط الهادي والأطلسي وغيرها. خلافة تنشر أينما حلّت أن الإسلام هو الحل وأن النبي سيدنا مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم هو الحق وأن السلف الصالح تلاميذ مدرسة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الذين يحب المعترض الاساءة لهم هم كأنبياء بني إسرائيل عليهم السَلام!

بناء على أعلاه فإن الاعتراض على بقاء ما ينفع الناس في الأرض وزوال الباطل هو الإلحاد يطلُّ بكل صراحة مهما حرص المعترضون على إخفاءه!

وهكذا يزيد المعترضون أدلة صدق المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وهم لا يشعرون!

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد