يقول المعترضون:

يكذب الأحمديون عند قولهم إن الله هو الذي أمر سيدنا أحمد عليه السلام أن يطلب من المسلمين أن يساهموا في مشروع البراهين الأحمدية. فأين ذكر الميرزا ذلك في إعلاناته الأولى؟

الردّ:

يقول المسيح الموعود عليه السلام:

فقد دعوت قبل ثلاثة أعوام تقريبا لهذا الكتاب بأن يتوجه الناس إلى دعمه، فتلقيت إلهاما -كما بيّنت قبل قليل- بكلمات شديدة: “ليس بالفعل“. عندما تلقيت هذا الإلهام أخبرت به في الحال نحو 10 أو 15 شخصا من الهندوس والمسلمين الذين ما زالوا موجودين في قاديان إلى الآن. ثم ظل الناس غافلين عنه كما ورد في الإلهام، ويعلم هؤلاء الناس هذا الأمر أيضا جيدا…حين مرت فترة وجيزة على الإلهام الأول (يقصد حضرته الإلهام “ليس بالفعل“) الذي ذكرتُه آنفا وواجهت بعض المشاكل نتيجة عدم اكتراث الناس، وتجاوزَت المشكلة حدودها، ألهمني الله تعالى قرب المغرب ما نصه: “هزّ إليكَ بجذع النخلة تساقط عليكَ رطبا جنيا“. ففهمت من ذلك أنها إشارة إلى ترغيب الناس وحضِّهم. وفي ذلك وعدٌ أن الأموال ستُجمع لهذا الجزء من الكتاب نتيجة الترغيب. وقد أخبرتُ بذلك أيضا كثيرا من الهندوس والمسلمين كالمعتاد. ثم صادف في اليوم نفسه أو في اليوم التالي أن جاء إلى قاديان الحافظ هدايت علي خان المحترم الذي كان في تلك الأيام يعمل نائب المفوّض في المحافظة، فأخبرتُه أيضا بالإلهام. وأذكر جيدا أني كنت قد أخبرت صديقك المولوي أبا سعيد محمد حسين أيضا بهذا الإلهام في الأسبوع نفسه.

فملخص الكلام أني قمتُ بعد هذا الإلهام ببعض الترغيب بحسب أمر الله -سبحانه وتعالى-، فوصل الدعم من لاهور وبيشاور وراولبندي وكوتله مالير وغيرها من الأماكن التي شاء الله تعالى، وبقدر ما شاء للقسم من الكتاب الذي كان قيد الطبع، والحمد لله على ذلك.

رغم أن قول حضرته هذا ورد في كتاب البراهين الأحمدية في الحاشية الأولى على الحاشية 11 سنة 1882 وليس في الإعلان الأولي لطلب الدعم لهذا المشروع، إلا أن الإدلاء به متأخرا نسبيا لا يقدح في مصداقية الإلهامات التي ذكرت فيه. إذ نرى أن حضرته عليه السلام يُشهد على مصداقية الإلهام “هزّ إليك ..” الذي تلقاه قبل ثلاث سنوات من سنة 1882 أي في سنة 1879، بعض الأشخاص الذين ذكر لهم هذا الإلهام في وقته، كبعض الهندوس والمسلمين والحافظ هداية علي وكذلك المولوي محمد حسين البطالوي، فبإمكاننا أن نجزم أن الأكثرية من هؤلاء إن لم يكن كلهم كانوا لا يزالون أحياء وقت ذكر أسمائهم كشاهدين على صدق هذا الإلهام، لأن الفارق الزمني بين إطلاعهم على هذا الألهام ونشره في البراهين هو فقط 3 سنوات؛ إلا أن أحدا منهم لم يعترض على ذلك ولم يكذّب حضرته عليه السلام، حول صحة هذا الإلهام، وأنه كان قد أُخبر به وفق ما أعلنه سيدنا أحمد عليه السلام في النصّ أعلاه من البراهين. فعلى الأقل بإمكاننا أن نجزم أن المولوي محمد حسين البطالوي -الذي أُخبر عن هذا الإلهام في الأسبوع نفسه أي نفس الأسبوع الذي تلقى به سيدنا أحمد عليه السلام هذا الإلهام – كان حيًا يرزق حين كتب حضرته عليه السلام اسمه كشاهد على الإلهام في النصّ المذكور آنفا سنة 1882.

وبناء عليه فالشواهد على صحة الإلهام “هز إليك..” هي :

  • لا يمكن لمدعي الإلهام كذبا أن يُشهد على قوله أشخاصا معروفين حوله، وهم لا يزالون أحياء، لأن انكشاف كذبه سيكون أمرا سهلا.
  • عدم اعتراض أي من هؤلاء الأشخاص المذكورين كشاهدين على هذا الإلهام، وعدم إنكارهم كونهم قد أخبروا عن هذا الإلهام في وقته، لهو بحد ذاته أكبر دليل على حقيقة هذا الألهام وصدق ما يقوله سيدنا أحمد عليه السلام.
  • علما أنه في النصّ المذكور أعلاه، يتوجه سيدنا أحمد عليه السلام في الحديث ألى شيخ آخر من أصدقاء المولوي محمد حسين البطالوي ويقول له :”قد أخبرت صديقك المولوي محمد حسين…“، فكان من السهل لهذا الشيخ أن يتبيّن حقيقة ما يقوله سيدنا أحمد عليه السلام من صديقه البطالوي، إلا أن هذا الشيخ أيضا لم يكذّب سيدنا أحمد في مسألة هذا الإلهام.
  • إن عدم ذكر الألهام أو تدوينه أو نشره أو إعلانه في نفس وقت تلقيه لا يجعل منه إلهاما كاذبا، بل قد تكون هنالك اعتبارات شتى لعدم ذكره، ولكن ذكر الإلهام بذكر شهادة العديد من الناس لهو أمر قطعيّ في إثبات حقيقة هذا الإلهام.

وعليه، فإن كل ذلك يُثبت أن حضرته عليه السلام، كان قد حثّ المسلمين على دعم مشروع البراهين الأحمدية بناء على أمر الله تعالى ووفق هذا الألهام، كما صرّح حضرته عليه السلام: “فملخص الكلام أني قمتُ بعد هذا الإلهام ببعض الترغيب بحسب أمر الله – سبحانه وتعالى –“. وإذا كان الله تعالى قد أمره بحثّ الناس على ذلك، فهذا الأمر بحدّ ذاته يبيّن أن القيام بهذا المشروع جاء وفق أمر الله تعالى نفسه. حيث أكّد حضرته عليه السلام هذا الأمر بقوله عن هذا المشروع:” لقد كتبنا هذا القدر مراعاة للأسباب الظاهرية، وإلا فمَن لم يساعد أو أهمل الموضوع فقد حرم نفسه من السعادة العظمى، لأن أفعال الله لن تتوقف أبدا ولم تتوقف من قبل. والأمور التي يريد القدير على كل شيء إتمامها لا تؤجَّل بسبب إهمال أحد.(البراهين الأحمدية) حيث عدّ هذا المشروع أنه من أفعال الله، ومن الأمور التي أراد الله أن تتمّ، فالأمور التي هي من أفعال الله وإرادته أليست هي وفق أمره!؟