المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود ع العربية 54

سلسلة الـــ” ما لا عين رأت ولا أذن سمعت في ما ظُن أنه رفع خبر كان”

نكتة رفع خبر كان وأخواتها..7


الاعتراض:

قيل إن المسيح الموعود عليه السلام قد أخطأ في الفقرة التالية:

1- إن الصدّيق والفاروق كانا أميرا ركبٍ علوا لله قُننًا عُلى ودعوا إلى الحق أهل الحضارة والفلا (سر الخلافة، ص 38).

وموضع الخطأ وفق زعم المعترضين يكمن في رَفْعِ خبر كان في هذه الفقرة وهو (أميرا)، حيث رُفع بالألف لأنه مثنى وحقه أن يُنصب بالياء. فنقول عادة ووفق القاعدة النحوية الرائجة التي تحتم نصب المثنى باليا:(كانا أميريْ ركبٍ) ..

الردّ:

نقول جزما: لا خطأ في كل هذا!! فقد وجّهنا هذه الفقرة في المقالات السابقة من هذه السلسلة على توجيهات عدة وأثبتنا صحتها من وجهات نحوية مختلفة وفق أقوال كبار النحويين واللغويين، وإليكم توجيها آخر:

التوجيه النحوي السادس: إلزام المثنى الألف في حالات الإعراب الثلاث

إن ورود هذا اللفظ ( أميرا/ أميران) بالألف وليس بالياء لا يقول بأنه مرفوع، بل هو منصوب على لغة من لغات العرب، التي تُلزم المثنى الألف في حالات الإعراب الثلاث، في الرفع والنصب والجر، وتعامل الاسم المثنى معاملة الاسم المقصور؛ فتعربه بحركات مقدّرة على الألف في حالات الإعراب المختلفة، مع اعتبار النون للتثنية وتحذف عند الإضافة. وعن هذه اللغة جاء في النحو الوافي ما يلي:

إعراب المثنى وملحقاته بالحروف هو أشهر المذاهب وأقواها، كما أسلفنا. ويجب الاقتصار عليه فى عصرنا؛ منعًا للفوضى والاضطراب فى الاستعمال الكلامي والكتابي، وأما اللغات الأخرى فلا يسوغ استعمالها اليوم، وإنما تُذْكر للمتخصصين؛ ليسترشدوا بها في فهم بعض النصوص اللغوية الواردة عن العرب بتلك اللغات واللهجات. ومن أشهرها:

1- إلزام المثنى وملحقاته “غير: كلا وكلتا” الألف فى جميع أحواله، مع إعرابه بحركات مقدرة عليها؛ تقول عندى كتابانِ نافعانِ، اشتريت كتابانِ نافعانِ، قرأت فى كتابانِ نافعانِ، فيكون المثنى مرفوعًا بضمة مقدرة على الألف، ومنصوبًا بفتحة مقدرة عليها، ومجرورًا بكسرة مقدرة كذلك؛ فهو يعرب إعراب المقصور، والنون للتثنية فى كل الحالات. مبنية على الكسر – بغير تنوين- وتحذف عند الإضافة. {النحو الوافي (1/124 – 123)

إذًا، فوفق هذه اللغة تكون كلمة ( أميرا) خبر كان المنصوب بالفتحة المقدرة على الألف وقد حذفت النون للإضافة.

وبهذا تثبت من جديد لغة جديدة من لغات العرب كواحدة من أربعين ألفا، عُلّمها المسيح الموعود عليه السلام من الله العلام في ليلة واحدة، وبهذا يكون إلزام الاسم المثنى الألف في حالات إعرابه المختلفة واعتبار النون للتثنية فيه، تجليا جديدا لهذه المعجزة العظيمة وإثباتا جديدا على صدق حضرته عليه السلام وصدق دعواه ونبوّته.