المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود العربية ..114

فنون التذكير والتأنيث الإعجازية ..14

تخريج عشر فقرات جُدُد حملا على المعنى في التذكير والتأنيث ومطابقتها لأمثلة من الأدب العربي ..3

نتابع فيما يلي تخريج الفقرات المعترض عليها من كلام المسيح الموعود عليه السلام، في مسألة التذكير والتأنيث؛ لنتابع العد من النقطة التي انتهينا إليها. سنعمد من خلال هذا المقال على تخريج الفقرات الأخرى حملا على المعنى، وفق ما بيّناه من أساليب الحمل على المعنى في التذكير والتأنيث في المقال التفصيلي (مظاهر الإعجاز 107 على الرابط التالي: أساليب الحمل على المعنى في التذكير والتأنيث) .

لفهم الأمثلة من القرآن الكريم والحديث الشريف والأدب العربي، يرجى مراجعة المقال التفصيلي أعلاه.

ملحوظة: ما لم نشمله في العدّ تم توجيهه سابقا على توجيه آخر.

الفقرات:

179- واتركوا الكِبر والعُجب والخيلاء، فإنها لا يزيدكم إلا الغطاء.. (اتمام الحجة)

{ حَمَل كل ما ذكره من قبل من الكبر والعجب والخيلاء على معنى الخُلُق لأن كل ما ذُكر هي أخلاق، أو حمل على معنى (الشيء) أو (الشيء المذكور) كما في الحديث الشريف: {فَجَعَلْنَ يَنْزِعْنَ حُلِيَّهُنَّ وَقَلَائِدَهُنَّ وَقِرَطَتَهُنَّ وَخَوَاتِيمَهُنَّ يَقْذِفْنَ بِهِ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ يَتَصَدَّقْنَ بِهِ } (مسند أحمد, كتاب باقي مسند المكثرين) حيث ذكّر الضمير في (به) لأنه حمَل كل ما ذكره من قبل على معنى المال أو الحلي أو الشيء المذكور. أو قد يكون حمل ثلاث الخصال التي ذكرها على معنى الجمع بمعنى: فإنها جمع صفات لا يزيدكم ..}

180- وما ذكر في كتابه المبين أن الحياة حياة روحاني وليس كحياة أهل الأرضين، (سر الخلافة) {حمل (الحياة) على معنى (البقاء) أو (الحيوان) كما بيّناه في مقال سابق خاص بهذه الكلمة. كما قال ابن الأنباري عن الآية : “زين للذين كفروا الحياة الدنيا”، فذكّر النعت (روحاني) كما في الآية “بلدة ميتا”، وأعاد الضمير مذكرا في (ليس) على هذا المعنى، أو أعاده مذكرا لجواز ذلك مع المؤنث المجازي وفق ابن كيسان}

181- ..أن هذه الأيام أيامٌ تتولد فيه الفتن كتولُّد الدود في الجيفة المنتنة (سر الخلافة)

{ حمل ( الأيام) على معنى (الزمن، والوقت، والعصر). فأعاد الضمير عليها مذكرا (فيه)، أو حملها على معنى الجمع لأنها جمع تكسير، والجموع تذكر وتؤنث بالذات جمع التكسير؛ بمعنى إن هذه الأيام جمع أيام تتولد فيه الفتن… وهذا مشابه لبيت الشعر:

هل تعرف الدار َ يعفيها المور …… لكل ريح فيه ذيل مسفور

ذكّر الضمير في (فيه) وهو عائد على الدار المؤنثة حملا لها على معنى المكان أو البلد. ومشابه للآية الكريمة: { فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْم} (الزمر 50) في عود الضمير مذكرا على مؤنث}

182- “رَبِّ زِدْ في عمري وفي عمرِ زوجي زيادةً خارِقَ العادةِ” … (التذكرة منقول عن جريدة “الحكم”، مجلد 5، عدد 14، يوم 17/ 4/1901، ص 13)

{حمل الزيادة على معنى (الزّيد)، والزيد هو مصدر الفعل (زاد)، أو حملها على معنى (النماء)؛ فذكر النعت (خارق) كما في الآية “بلدة ميتا”}

183- فانظر مثلا إلى مسألة وفاة المسيح – عليه السلام -، فإنها قد ثبت ببيّنات كتاب الله المتواتر الصحيح (تحفة بغداد)

{حمل (المسألة) على معنى (الموضوع) أو (الأمر) فأعاد ضمير الفعل مذكرا على هذا المعنى في (ثبت)، أو ذكّر الفعل المؤخر عن الفاعل المجازي كتجويز ابن كيسان كما مثّل لذلك ابن الأنباري: صيحتك أزعجني. أو حملها على معنى (الشيء) بمعنى:”فإنها شيء قد ثبت” كما في الآية: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي} (الأَنعام 79) حيث أشار إلى المؤنث بإشارة المذكر (هذا) بحمله على معنى:” هذا الشيء ربي”}

184- وقال بعضهم أن آية: {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَني} حقٌّ، ولا شك أنها يدلّ على وفاة عيسى – عليه السلام – بدلالة قطعية. (حمامة البشرى)

{حمل الآية أو الألفاظ (فلما تويتني) على معنى (اللفظ) أو (القول) أو (الوحي) أو (النصّ) أو (التصريح)، كأنه قال: ولا شك أنها (لفظ) يدل …كما قال حضرته في نفس الكتاب: فلا يُقال إن لفظ: {أَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى}وأيضا قال:”ولفظ {وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}” . أو حمل الألفاظ والكلمات (فلما توفيتني) على معنى جمع كلمات أو جمع ألفاظ؛ فكأنه قال وإنها ألفاظ أو كلمات يدل … فألفاظ وكلمات جموع يجوز فيها التذكير بحملها على معنى الجمع، أو قد يُوجه كل هذا على إعادة ضمير الفعل مذكرا على المؤنث المجازي وفق ابن كيسان}

  • فالحاصل أن آية: {وإنه لعلم للساعة} لا يدل على نزول المسيح قط. (حمامة البشرى) {كسابقتها، ولكن وجهناها سابقا على عود ضمير الفعل مذكرا على المؤنث المجازي}
  •  لا يقال إن الجملة الآتية في الآية المتقدمة .. يعني {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} يدل على رفع الجسد بعد الإنامة، (حمامة البشرى) {كسابقتها}

185- وفهِم أن الرجوع إلى الدنيا موتة ثانية، وهي لا يجوز على أهل الجنة. (حمامة البشرى) {حمل (الموتة) على معنى (الموت) أو (الشيء) فذكّر الفعل يجوز،كما في : “إن السماحة والمروءة ضُمنّا”؛ كأنه قال: “وهي شيء لا يجوز”؛ كما في الآية: {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي} (الأَنعام 79) وفيها حمَل على معنى هذا الشيء ربي . أو أعاد ضمير الفعل مذكرا على المؤنث المجازي يتجويز ابن كيسان كالقول:” الشمس طلع، وضربتك أوجعني”.}

186- ثم تُرِيَنا من كتب لغة العرب هذه المعنى. (حمامة البشرى)

{حمل (المعنى) على معنى (الدلالة) فأنث اسم الإشارة كما في “هذه الصوت”. }

187- ولا ينبغي لأحد أن يحملها على واقعات هذا العالم، أو يقيس عليه حقائقَ تلك العالم، (حمامة البشرى)

{حمل كلمة (العالم) على معنى (المخلوقات)، فأشار إليه بـ (تلك) كما في (هذه الصوت، و ذلك الرزية). أو قد يكون قصد بـ(العالم) الجمع أي: العوالم؛ لأن (العالم) معرّفة بأل الجنسية لاستغراق الجنس، لتفيد معنى الجمع واستغراق جميع العوالم المادية الحسّية، وليدلل على أن المخلوقات الروحانية والعالم الروحاني، لا يقاس وفق هذا العالم ولا أي عالم ماديّ آخر. وهذا وفق تفسير ابن مالك للحديث: (ما العملُ في أيام أفضلَ منها في هذه الأيام) (صحيح البخاري) حيث أوّل العمل بالأعمال.}

188- فهناك تُجزَى النفس بالنفس والعِرض بالعرض، وتُشرِق الأرض بنور ربّها، وتهوي عدوُّ صفيِّ الله، وكذلك جزاء عداوة الأصفياء. (الخطبة الإلهامية)

{حمل (العدو) على معنى (العداوة) فقال (تهوي)، أو أنثها لكون (عدوّ) على صيغة فعول التي بمعنى فاعل، والتي يستوي فيها التذكير والتأنيث، أي يجوز فيها التذكير والتأنيث؛ فيجوز القول: هو عدوّ وهي عدوّ، وجاء عدوّ الله وجاءت عدوّ الله.وبذلك يكون القصد من التأنيث حمل (العدو) على (النفس) وليس الشخص، فالمعنى: تهوي كل نفس عدوّ لصفي الله.  أو قد يكون حمل (العدو) على معنى (العداوة) فأنّث، وذلك كما في الشعر:

ألا من مبلغٌ عني خفافا رسولا بيت أهلكَ منتهاها

حيث حمَل (الرسول) على معنى (الرسالة) فقال (منتهاها) ؛ أو أنثّ لكون (رسول) على صيغة فعول مما يستوي فيه المذكر والمؤنث .