المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود العربية ..38

تمييز المائة وما فوقها بصيغة الجمع ..

الاعتراض:

يقول المعارضون: أخطأ المسيح الموعود عليه السلام في الفقرة التالية:

– وأُحرق فيها زهاء خمسمائةِ مجلداتِ كتابِ الله الفرقان ( التبليغ)

وموضع الخطأ في تمييز العدد (مائة) بصيغة الجمع بدلا من المفرد؛ حيث قال (مجلداتِ)، رغم أان القاعدة المعروفة تقرّ بوجوب تمييز المائة وما فوقها بالمفرد.

الردّ:

للرد على هذا الاعتراض يكفينا أن نذكر ما جاء في كتاب الهمع للسيوطي حيث قال عن تمييز الأعداد ما يلي: التركيز على ما في الخط العريض

وَإِن كَانَ مائَة فَمَا فَوْقهَا مُيَز بمفرد مجرور بِالْإِضَافَة نَحْو مائَة رجل وَمِائَتَا عَام وَألف إِنْسَان وَجمعه مَعَ الْمِائَة ضَرُورَة وَجوّزهُ الْفراء فِي السعَة وَخرّج عَلَيْهِ قِرَاءَة حَمْزَة وَالْكسَائِيّ {ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} [الْكَهْف: 25] بِإِضَافَة مائَة وَيجوز جَرّه ب (من) فَيُقَال ثَلَاث مائَة من السنين..” همع الهوامع في شرح جمع الجوامع (2/ 348)

إذا، يتبين من قول السيوطي ما يلي:

  • أن الفرّاء أجاز تمييز المائة وما فوقها بإضافتها للجمع أيضا، حملا لها على سعة الكلام.
  • أن مثيل كلام المسيح الموعود عليه السلام هذا (خمسمائةِ مجلداتِ كتاب..)، وارد في القراءات القرآنية، وهي قراءة حمزة والكسائي للآية : { ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ } (الكهف 26) حيث قرآها بإضافة (مئة) إلى (سنين) التي هي بصيغة الجمع؛ كما يلي: (ثلاث مئةِ سنين).

وقد أكدّ كل هذا ابن مالك في ألفيته، بقوله: … ومائة بالجمع نزرا قد ردف.

وشرح ابن عقيل قول ابن مالك هذا بقوله:

وذكر هنا أن مائة وألفا من الأعداد المضافة وأنهما لا يضافان إلا إلى مفرد، نحو عندي مائة رجل وألف درهم، وورد إضافة مائة إلى جمع قليلا ومنه قراءة حمزة والكسائي: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} .بإضافة مائة إلى سنين…. وأما إضافة مائة إلى جمع فقليل“{شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (4/68 – 69)}

فيثبت من كل هذا أن تمييز المائة وما فوقها مضافا إلى الجمع، هي لغة من لغات العرب ومن لغات الوحي الرباني على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولغة القرآن الكريم الذي نزل بسبعة حروف. والتي أكّد صحتها كبار النحاة مثل الفرّاء وابن مالك وابن عقيل.

وبذلك تثبت صحة كلام المسيح الموعود عليه السلام حيث قال: (خمسمئةِ مجلداتِ كتاب الله) . ومن كل هذا يثبت أن كلام المسيح الموعود هو كلام الوحي الرباني الذي علمه من اللغة العربية أربعين ألفا.

يكفينا تأييدا من الله تعالى، وإثباتا لصحة منهجنا، أننا ندافع عن الوحي القرآني، وأما معارضونا فيعترضون على كلام الله، وليس على كلام المسيح الموعود عليه السلام.