المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود ع العربية ..51

سلسلة مقالات الـ” ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت في ما ظُن أنه رفع خبر كان..

نكتة رفع خبر كان وأخواتها .. 4

تنوين النصب على لغة ربيعة

الاعتراض:

زُعم أن المسيح الموعود عليه السلام قد أخطأ في العديد من المواضع برفع خبر كان وأخواتها، وحقه أن ينتصب؛ كما هو وارد في الفقرات والعبارات التالية بين الأقواس المزدوجة:

  1. وقد علمتم يا معشر الأعزة، أن مالِك الذي كان ((أحد )) من الأئمّة الأجلّة (مكتوب أحمد)
  2. فالآية تدل على أنه علم للساعة من وجه كان ((حاصل)) له بالفعل (حمامة البشرى).
  3. دقّت المباحث الدينية في هذا الزمان، وصارت معضلاتها ((شيء)) لا تفتح أبوابها من دون الرحمان (الهدى والتبصرة)
  4. وكان هذا ((وعد)) من الله في التوراة والإنجيل والقرآن (الخطبة الإلهامية).
  5. وكان هذا ((وعد )) من الله القهار (سر الخلافة).
  6. كان هذا ((يومٌ)) بعدَ يوم العيد (نجم الهدى).
  7. وكان ذلك ((وعدٌ)) من الله المنّان (لجة النور).
  8. وكان وقتي هذا ((وقت ))كانت العيون فيها مُدّتْ إلى السماوات مِن شدّة الكربة (نجم الهدى).
  9. فإن الله الذي هو قيّوم الأشياء، وبه بقاء الأرض والسماء، كيف يمكن أن يكون ((أحدٌ)) من الموجودات. (مكتوب أحمد).
  10. إن الصدّيق والفاروق كانا ((أميرا)) ركبٍ علوا لله قُننًا عُلى ودعوا إلى الحق أهل الحضارة والفلا (سر الخلافة)
  11. هذا ما أُشيرَ إليه في الفاتحة، وما كان ((حديث)) يُفترى (الخطبة الإلهامية)
  12. وكان الميّت حيّاً ما دام عيسى ((قائم)) عليه أو قاعداً (حمامة البشرى)
  13. وكانوا عند الحرب لمواضعهم ((ملازمون)). (نجم الهدى).

الردّ:

التوجيه الثالث لهذه اللغة:

لقد ذكرنا في المقال الأول عن ورود مثل هذه اللغة مما يُخيل أنه رفع لخبر كان وأخواتها في صحيح البخاري على لسان عائشة رضي الله عنها حيث قالت عن المحصب أو الأبطح: {.. إِنَّمَا كَانَ مَنْزِلٌ يَنْزِلُهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَكُونَ أَسْمَحَ لِخُرُوجِهِ يَعْنِي بِالْأَبْطَحِ} (صحيح البخاري, كتاب الحج). حيث جاء فيه كلمة (منزلٌ) مرفوعة رغم أن حقها النصب على اعتبارها خبر كان.

وقد عُني ابن مالك في كتابه “شَوَاهِد التَّوضيح وَالتَّصحيح لمشكلات الجامع الصَّحيح” بتخريج قول عائشة هذا وتوجيه الرفع الظاهر فيه؛ ومن بين التوجيهات التي ذكرها ما يلي:

أن يكون “منزل” منصوبًا في اللفظ، إلا أنه كتب بلا ألف على لغة ربيعة ، فإنهم يقفون على المنصوب المنوّن بالسكون وحذف التنوين بلا بدل، كما يفعل أكثر العرب في الوقف على المرفوع والمجرور.

وإنما كُتب المنوّن المنصوب بالألف، لأن تنوينه يُبدل في الوقف ألفًا، فروعي جانب الوقف كما روعي في “أنا”، فكُتب بألف لثبوتها وقفًا، ولم يبالوا بحذفها وصلًا، وكما روعي في “:مُسلمة” ونحوه، فكتب بالهاء لثبوتها وقفًا، ولم يبالوا بثبوتها في الوصل تاء. وكما روعي في “به” و”له” ونحوهما، فكتبا بلا ياء ولاواو كلما يوقف عليهما. ولو روعي فيهما جانب الوصل لكتبا بياء وواو.

فمن لم يقف على المنوّن المنصوب بألف استغنى عنها في الخط؛ لأنها على لغته ساقطة وصلًا ووقفًا. { شَوَاهِد التَّوضيح وَالتَّصحيح لمشكلات الجامع الصَّحيح 88-89}

وحاصل كلام ابن مالك ما يلي:

– أن قبيلة ربيعة أسقطت الألف في تنوين الفتح في الوصل، نظرا لعادتهم إسقاطها في الوقف، حيث وقفوا على المنون المنصوب بالسكون بلا تنوين الفتح وبلا ألف. ففي الوقف ( أي نهاية الجملة) كانوا يقولون: قتلتُ أسدْ، بدلا من : قتلتُ أسدًا.

– فنظرا لعادتهم بإهمال الألف في الوقف أهملوها أيضا في الوصل ولم يبالوا بها وبكتابتها، فبقي تنوين الفتح في حالة الوصل (وسط الجملة) دون الألف. ففي حالة الوصل قالوا: قتلتُ أسدً يوم أمس؛ بدلا من: قتلتُ أسدًا يوم أمس

– وسبب ذلك وفق ابن مالك، أن أصل وسبب كتابة تنوين الفتح بالألف في لغتنا- عامة- يعود إلى أن الوقف عليه يكون بإبدال التنوين ألفا، فنقول: قتلتُ أسدا؛ فروعيت حالت الوقف هذه في الوصل أيضا. فقبيلة ربيعة التي لم تُبدِل هذا التنوين ألفا في الوقف بل أبدلته سكونا، لم تكن بحاجة لكتابة هذه الألف في تنوين الفتح في الوصل.

– وبناء على هذه اللغة لقبيلة ربيعة، تكون كلمة (منزل) في قول عائشة رضي الله عنها منصوبة بالتنوين دون كتابة الألف وفق ما فعلت ربيعة. فتكون العبارة كالتالي: إنما كان منزلً ينزله النبي صلى الله عليه وسلم..” وبذلك تكون (منزلً) خبرا لكان منصوبا وفق القاعدة المعروفة.

ووفق تخريج وتوجيه ابن مالك يمكن توجيه معظم عبارات المسيح الموعود عليه السلام والتي ظُن أن خبر كان وأخواتها قد ارتفع فيها خطأ، لتكون هذه العبارات كلها مندرجة تحت لغة ربيعة بنصب خبر كان بتنوين النصب بلا ألف؛ فتكون العبارات كما يلي:

  1. وقد علمتم يا معشر الأعزة، أن مالِكً الذي كان ((أحدً )) من الأئمّة الأجلّة (مكتوب أحمد). في هذه الجملة أيضا جاء نصب كلمة (مالكً) بالتنوين دون كتابة الألف وفق نفس لغة ربيعة.
  2. فالآية تدل على أنه علم للساعة من وجه كان ((حاصلً)) له بالفعل (حمامة البشرى).
  3. دقّت المباحث الدينية في هذا الزمان، وصارت معضلاتها ((شيءً)) لا تفتح أبوابها من دون الرحمان (الهدى والتبصرة)
  4. وكان هذا ((وعدً)) من الله في التوراة والإنجيل والقرآن (الخطبة الإلهامية).
  5. وكان هذا ((وعدً )) من الله القهار (سر الخلافة).
  6. كان هذا ((يومً)) بعدَ يوم العيد (نجم الهدى).
  7. وكان ذلك ((وعدً)) من الله المنّان (لجة النور).
  8. وكان وقتي هذا ((وقتً ))كانت العيون فيها مُدّتْ إلى السماوات مِن شدّة الكربة (نجم الهدى).
  9. فإن الله الذي هو قيّوم الأشياء، وبه بقاء الأرض والسماء، كيف يمكن أن يكون ((أحدً)) من الموجودات. (مكتوب أحمد).
  10. هذا ما أُشيرَ إليه في الفاتحة، وما كان ((حديثً)) يُفترى (الخطبة الإلهامية)
  11. وكان الميّت حيّاً ما دام عيسى ((قائمً)) عليه أو قاعداً (حمامة البشرى)

لتكون بذلك كل الكلمات بين الأقواس المزدوجة منصوبة بتنوين النصب دون كتابة الألف على لغة ربيعة، باعتبارها أخبارا لكان و (ما دام)؛ وفق القاعدة المعروفة بنصب خبر كان.

ومما يؤكد إمكانية وصحة هذا التوجيه في عبارات المسيح الموعود عليه السلام، أن كل هذه الكلمات الواقعة أخبارا لـ (كان) و (ما دام) غير محركة في النسخ الأصلية، ولا يمكن الجزم بأن حركتها هي تنوين الضم وليس تنوين الفتح.

إذ قمنا بالرجوع إلى النسخ والطبعات القديمة والأصلية لهذه الكتب، التي وردت فيها هذه العبارات، وتحققنا من أنها لم تُحرك بتنوين الرفع في أيّ منها، رغم أن بعضها قد يكون حُرك بتنوين الضمّ من قِبَل الناشر في الطبعات الجديدة. فعدم تحريكها بتنوين الضم في النسخ الأصلية، يجعل من هذا التخريج بتنوين الفتح دون الألف وفق لغة قبيلة ربيعة وارد وجائز وممكن، بالإضافة إلى إمكانيات التخريج والتوجيه الأخرى التي نسوقها في هذه السلسلة. ( يُنظر: الصور المرفقة للنسخ القديمة)

ألم أقل لكم إنها سلسلة الــ ” ما لا عين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر”!!؟؟ ولم ننهِ بعدُ!!!!

وبذلك تتجلى أمام أعيننا معجزة المسيح الموعود عليه السلام، بلغة جديدة من أربعين ألف لغة من لغات العرب، تعلّمها من الله تعالى في ليلة واحدة؛ ألا وهي لغة قبيلة ربيعة في نصبها بالتنوين مع إهمال الألف.

تنوين النصب تنوين النصب تنوين النصب تنوين النصب تنوين النصب تنوين النصب تنوين النصب تنوين النصب تنوين النصب تنوين النصب تنوين النصب