المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود العربية ..112

فنون التذكير والتأنيث الإعجازية ..12

عشرُ فقرات موجّهة حملا على المعنى في التذكير والتأنيث ومطابقتها لأمثلة من الأدب العربي..1

نتابع فيما يلي تخريج الفقرات المعترض عليها من كلام المسيح الموعود عليه السلام، في مسألة التذكير والتأنيث. سنعمد من خلال هذا المقال على تخريج الفقرات الأخرى حملا على المعنى، وفق ما بيّناه من أساليب الحمل على المعنى في التذكير والتأنيث في المقال التفصيلي (مظاهر الإعجاز 107 على الرابط التالي: أساليب الحمل على المعنى في التذكير والتأنيث) .

حيث إن أهم ما ذكرناه في ذلك المقال، هو إمكانية حمل الأسماء المجازية ومن بينها المصادر على معنى أسماء أخرى فتعامل كمثلها في التذكير والتأنيث.

وأهم ما نريد تبيانه أن كل هذه الفقرات ينطبق عليها القاعدة الأساسية في الحمل على المعنى في التذكير والتأنيث، وهي أن للاسم معنى آخر فيحمل على ذلك المعنى.

وسنبين أن هذه الفقرات مطابقة تماما للأمثلة التي أوردناها في ذلك المقال التفصيلي، وأن لها ما يماثلها في القرآن الكريم والحديث الشريف ولغة العرب نثرا وشعرا؛ وليست هي بأخطاء ولا سهو قطعا. وللمزيد من شرح الأمثلة وفهمها لا بدّ من الرجوع إلى المقال التفصيلي “مظاهر الإعجاز 107”.

نواصل عدّ الفقرات من النقطة التي انتهينا إليها في المقالات السابقة.

الفقرات:

159- أن وفاة عيسى عليه السلام ثابت بالنصوص القطعية اليقينية. (حمامة البشرى) { حمل (الوفاة) المؤنثة على معنى (الموت) المذكر، فذكّر الخبر (ثابت) كما في “والعشية بارد”، هذا عدا عن أن كلمة وفاة اكتسبت التذكير أيضا من المضاف إليه}

160- فاعلم أن وفاة عيسى ثابت بالآيات التي هي قطعية الدلالة. (حمامة البشرى) {كسابقتها}

161- فإن وفاة المسيح ثابت بالآيات المحكمة القاطعة. (مكتوب أحمد) {كسابقتها}

162- وما شمّت العقلُ رائحته (كرامات الصادقين، ص 76).{ حمل (العقل) على معنى (الطاقة والقوة) فأنث الفعل السابق لها وقال (شمّت)ْ، كالقول:جاءته كتاب؛ حيث أُوّل الكتاب بالصحيفة، وأجاب القائل الأعرابي: أوليس بصحيفة!؟ والدليل على هذا المعنى أن المسيح الموعود عليه السلام، بنفسه قال بأن العقل طاقة حيث جاء: “لأن العقل طاقة تحصل بعد إمرار مقدمات (نور الحق)” ؛كذلك معنى العقل هو قوة الإدراك والتفكير والاستنباط؛ فنقول كما قال الأعرابي: أوليس العقل بطاقة.

أو أنه حمل (العقل) على الجمع لأنه معرّف بأل الجنسية لاستغراق الجنس فصحّ تأويله بالجمع، والجموع تذكر وتؤنث وفق المذهب الكوفي، فكأنه قال ما شمت العقول(العقل:كل عقل وأي عقل) رائحته. هذا مطابق لتفسير ابن مالك للحديث (ما العملُ في أيام أفضلَ منها في هذه الأيام) (صحيح البخاري) حيث أول العمل بالأعمال، والآية القرآنية {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ}(النور 33)، حيث أوّل الطفل بالجمع وقال (الذين) }.

163- وإن القصص لا تجري النسخ عليها كما أنتم تُقرّون (الخطبة الإلهامية) { حمل (النسخ) على معنى الإزالة، حيث إن النَّسخ الشَّرعيّ يعني (في الفقه) إزالة ما كان ثابتًا بنصٍّ شرعيّ ؛ فأنث الفعل كما في “جاءته كتابي”، أوليس النسخ بإزالة!؟ كما قال الأعرابي: أوليس الكتاب بصحيفة!؟ أو أنه حمل (النسخ) على الجمع لأنه مُعرف بأل الجنسية لاستغراق الجنس، فصح تأويله بالجمع، والجموع تذكر وتؤنث وفق المذهب الكوفي، فكأنه قال لا تجري النسوخ عليها. هذا مطابق لتفسير ابن مالك للحديث (ما العملُ في أيام أفضلَ منها في هذه الأيام) (صحيح البخاري) حيث أول العمل بالأعمال، والآية القرآنية {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ}(النور 33)، حيث أوّل الطفل بالجمع وقال (الذين) }

164- وكنت صنّفتُ كتابا في تلك الأيام التي مضت عليها عشر سنة، وسميتُها البراهين، وكتبت فيها بعض إلهاماتي. (حمامة البشرى، ص 44).

{حمل (الكتاب) على معنى (الصحيفة) كقول الأعرابي أعلاه، فأعاد الضمير عليه مؤنثا في (سميتها) و (فيها)،كما في حديث رسول الله في البخاري: “أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليها، إن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم) (صحيح البخاري) وقال ابن مالك فيه:”قلت: موضع الإشكال في هذا الحديث قوله “فخير تقدمونها إليها” فأنث الضمير العائد على “الخير” وهو مذكر. فكان ينبغي أن يقول: فخير تقدمونها إليه.””}

165- فانظر هذه الدولةَ .. أيُّ فساد توجد فيها من هذه المفاسد؟ (نور الحق، ص 36). { حمل (الفساد) على معنى (المفسدة) المؤنثة بدليل كلمة (المفاسد) الواردة في النصّ نفسه؛ فقال (توجد) أي أعاد الضمير في الفعل مؤنثا كما في الآيات الكريمات: {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (12) إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (13) } (الفرقان 12-13) حيث قال (رأتهم) عن سعير (المذكر)}

166- التطهر لا تحل بخانهم (نور الحق، ص 75).

{ حمل (التطهر) على معنى (الطهارة) فأنّث الضمير العائد في الفعل وقال (تحل) كما في الفقرة السابقة}

167- فإن الحق لا تخلو من المرارة.( سر الخلافة). {حمل (الحق) على معنى (الحقيقة) فأعاد ضمير الفعل مؤنثا أو أنّث الفعل، كالسابق}

168- : لأن العقل طاقة تحصل بعد إمرار مقدمات وإحكام مشاهدات تُجَلِّيها الحسُّ المشترك من الحواسّ (نور الحق، ص 111).

{حمل (الحس) على معنى (الحاسة) بدليل كلمة الحواس الموجودة في النصّ، فأنّث الفعل كما في: “ضاءت بنورك الأفق”}