المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود عليه السلام العربية ..185

كافّةُ الناس والناس كافّةً ..2

قرار مجمع اللغة المصري في (كافة) يشهد للمسيح الموعود عليه السلام على فصاحته وبلاغته

الاعتراض:

تستعمل كلمة كافة بمعنى (كل) و(جميع) فقط إذا وقعت بعد الاسم كالقول: (الناس كافة)، وتكون بذلك حالا منصوبة، كما في الآية الكريمة {وما أرسلناك إلا للناس كافة}، أما إذا جاءت قبله (كافة الناس) فهي لا تكون بهذا المعنى، بل تعني المنع. لذلك من الخطأ القول: كافة الناس، بل الصحيح هو القول: الناس كافة.

لذا فقد أخطأ المسيح الموعود عليه السلام، في استعماله كلمة (كافة) مضافة للاسم وبمعنى (كل) كقوله (كافة الناس) ، وإن جاز ذلك فهي ليست فصيحة ولا ترقى لفصاحة القرآن الكريم. وقد جاء هذا الخطأ في عدة مواضع كالفقرة التالية::

_ ووالله إني مأمور من الله الذي أرسل نبينا وسيدنا محمدا المصطفى صلى الله عليه وسلم لهداية كافة الناس. (التبليغ)

الرد:

رددنا على هذا الاعتراض بمقال تفصيلي ( مظاهر الإعجاز 138 على الرابط التالي: كافة الناس أم الناس كافة

وقلنا ما مفاده أن ثلة كبيرة من النحويين يجوّزون التعبير (كافة الناس) لوروده على لسان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في رسالته لبني كاكلة، والتي تعود لعصور الاحتجاج اللغوي. وعليه فالتعبير صحيح فصيح.

ولنا هنا أن نضيف بأن مجمع اللغة العربية المصري قد تصدى لهذه المسألة، وأصدر قراره في هذا الاستعمال مجوّزا له ومؤكدا صحة وفصاحة هذا التعبير (كافة الناس)، حيث جاء قراراه بالنصّ التالي:

“ترى اللجنة إجازة استعمال لفظ (كافة) في الحال وغيرها، معرفة ومنكّرة. ولغير العاقل، استنادا إلى استعمالات فصيحة قديمة. وإلى استعمال بعض أئمة النحاة والأدباء لها مضافة ومسبوقة بحرف الجر”.[ القرارات المجمعية في الألفاظ والأساليب من سنة 1934 إلى 1987 م، ص 267]

وعليه وبعد كل هذا، فلا مجال للقدح في صحة وفصاحة فقرات المسيح الموعود عليه السلام في استعماله للصيغة (كافة الناس)، فهو تعبير عربي صحيح فصيح وارد عن أفصح فصحاء العرب.