الإيجاز في مظاهر الإعجاز …5

كل اللا توكيدية وأخواتها ..

الاعتراض :

يخطئ المسيح الموعود عليه السلام في استعمال كلمات التوكيد المختلفة، بما فيها ” كل التوكيدية” وأخواتها مثل: كلا وكلتا وجميع. فيضيفها للضمير ولا يتعامل معها كأنها توكيد حيث لا يورد المُؤَكَد قبلها، وكل هذا سببه العجمة. فمثلا قال حضرته عليه السلام::

1: وداومَ على أن يكتب أمام عينه آيةً آية كما كان ينزل حتى جمَع كله. (حمامة البشرى).

والصحيح: حتى جمع القرآن كله. مع ذكر المؤكَد.

2: وقد اجتمع “جميعهم” صائلين على الإسلام. (لجة النور)

وهكذا جاءت هذه الصيغة الخاطئة في 34 فقرة أخرى.

الرد:

لم يقع أي خطأ في استعمال كلمة “كل” في الفقرات أعلاه، بل هي لغة عربية أقرّت بها أمهات المصادر العربية والنحوية؛ وإن لم تكن رائجة ومتبعة اليوم،. وفيها فكلمة ” كل” وأشباهها من عبارات التوكيد الأخرى، لا تعرب بأنها توكيد معنوي، بل تعرب حسب موقعها في الجملة مثل: فاعل، مفعول به، مبتدأ، اسم مجرور بحرف الجر، اسم كان مرفوع، مضاف اليه مجرور. ففي الفقرات إعلاه يكون إعراب كلمة كلَه: مفعول به منصوب، وإعراب كلمة جميعُهم: فاعل مرفوع.

وأكّد صحة هذه اللغة، ما جاء في كتاب النحو الوافي في هذا الصدد، وهو كما يلي:

قد تقع ألفاظ التوكيد المعنوي السبعة “وهي: نفس، عين، كِلاَ، كلتا، كلّ، جميع، عامة” معمولة لبعض العوامل، ولا تعرب توكيدًا لعدم وجود المؤكَّد؛ فتعرب على حسب حاجة ذلك العامل، فاعلًا، أو مفعولًا، أو مبتدأ، أو خبرًا … و … نحو:

الزائرون انصرف جميعهم، أو: عامتهم الزائرون رأيت جميعَهم، أو: عامَّتَهم الزائرون مررت بجميعهم، أو بعامَّتهم.: الحاضرون تكلمَ كلُّهم الحاضرون سمعتُ كلَّهم، وأعجبتُ بكلهم

وبهذا يسقط الاعتراض، وتثبت صحة 34 فقرة أخرى اعتُرض عليها من كلام المسيح الموعود عليه السلام، فلا عجمة فيها البتة بل لغة عربية صحيحة.

البحث المفصل وإعراب كل الفقرات المعترَض عليها

تجدونه في المقالين التاليين على الروابط: آتوني ما زُعم من أخطاء لغوية في كتابات المسيح الموعود ؏ أخرّجْها لكم – “كل” اللا توكيدية وأخواتها

وهنا: فصل الكلام في غريب ألفاظ الإمام عليه السلام – كلا وكلتا وجميع ثم مسك الختام بــــــــ” كلتي” ..