المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود ع العربية ..98
نكتة العجمة في تمييز االعقود (العشرات) من الأعداد …
تنوين النصب على لغة ربيعة وجواز التمييز بالجمع
اعتراض دكتوراة وتحديات الجهل:
قيل بخطأ المسيح الموعود عليه السلام في الفقرات التالية في تمييزه للعقود من الأعداد، حيث لا بدّ وفق القاعدة المعروفة أن تكون مميزة بمفرد منصوب، إلا أنها جاءت هنا في بعض هذه الفقرات على غير النصب، وفي بعضها على غير الإفراد بل بالجمع؛ كما يلي:
- “ستين أعوام” (لجة النور، ص 7).
- “وإني جُعلتُ مسيحا منذ نحو عشرين أعوام من ربّ علاّم” (تذكرة الشهادتين، ص 146 ).
- “ومشوا معه إلى سبعين فرسخ وباتوا معه وأكلوا معه… أتظن أن سُلَّمَ السماءِ ما كان إلا على سبعين ميل مِن مقام الصليب؟” (الهدى والتبصرة، ص 113).
- “ثلاثون أكواسا.” (نور الحق، ص 15).
- بشّرني ربي بعد دعوتي بموته إلى خمسة عشر أشهر من يوم خاتمة البحث (كرامات الصادقين).( هذه الجملة لا تنتمي إلى العقود او العشرات من الاعداد ولكنها تنطبق عليها نفس القواعد لذا أدرجناها هنا)
فالكلمات: أعوام،أشهر، فرسخ، ميل، أكواساً ؛ كان لا بد أن تكون: عامًا، شهرا، فرسخًا، ميلًا ، وكوسًا وفق القاعدة المتبعة.
الرد:
كنا قد وجّهنا هذه العبارات بتوجيهات مختلفة تعتمد على جواز تمييز الأعداد 11-99 بالجمع وفق ما أقرّ به الفراء وخرّج عليه الآية الكريمة : { وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا } (الأَعراف 161)؛ وكذا بجواز إضافة العقود من الأعداد إلى تمييزها على لغة للعرب أقر بها الكسائي. وبالجمع بين هاتين اللغتين يصح تمييز الأعداد في الفقرات أعلاه، إما بإضافة العقود لتمييزها المفرد أو بإضافتها لتمييزها الجمع . (يُنظر: مظاهر الإعجاز 36)
إلا أنه ورغم ذلك فلهذه الفقرات توجيه آخر وهو أنها تسري على اللغة التي أقرهات الفراء بجواز جمع تمييز الاعداد 11-99 كما الآية: { وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا } (الأَعراف 161)؛ والتي حسبها يثبت صحة الفقرة الرابعة : ثلاثون أكواسًا.
وأما الفقرات الثلاث الأولى فالسرّ فيها أن تمييز الأعداد فيها كلها منصوب، ولكن بتنوين النصب على لغة ربيعة، حيث يُكتب التنوين فيها دون الألف؛ وقد فصّلنا الحديث عن هذا التنوين في عدة مواضع يمكن الرجوع إليها. (يُنظر منها مظاهر الإعجاز 71)
وبناء عليه فتكون كلمات التمييز في الفقرات الثلاث الأولى كما يلي:
أعوامً فرسخً، ميلً. منونة بتنوين النصب دون كتابة الألف.
ووفق هذا التنوين يثبت صحة الفقرة الثالثة وفق القاعدة الأساسية التي تقول بوجوب كون تمييز الاعداد 11-99 مفردا منصوبا .
وأما الفقرتان الأوليان، فيثبت صحتها بالأخذ بعين الاعتبار أنها على اللغة التي أقرها الفراء بجواز جمع تميز الاعداد 11-99 كأن نقول ثلاثون رجالًا، مع كون تنوين النصب فيها على لغة ربيعة دون كتابة الألف. وهذا التوجيه ينطبق تماما على الفقرة الخامسة أيضا (خمسة عشر أشهر).
وللتذكير بما يقوله الفراء في جواز جمع تمييز الأعداد 11-99؛ نذكر ما جاء به السيوطي في الهمع حيث قال:
” مَسْأَلَة مُمَيّز الْعدَد إِن كَانَ مَا بَين عشرَة وَمِائَة مُفْرد مَنْصُوب ((وَأَجَازَ الْفراء جمعه. وَإِضَافَة عشْرين وأخواته لُغَة))…… وَإِن كَانَ أحد عشر إِلَى تِسْعَة وَتِسْعين ميز بمفرد مَنْصُوب نَحْو: {أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} [يُوسُف: 4] {اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً} [الْبَقَرَة: 60] (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً} [الْأَعْرَاف: 142] {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً} [الْأَعْرَاف: 155] ((وَلَا يجوز جمعه عِنْد الْجُمْهُور. وَجوّزهُ الْفراء نَحْو: عِنْدِي أحد عشر رجَالًا، وَقَامَ ثَلَاثُونَ رجَالًا، وَخرّج عَلَيْهِ {اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً})) [الْأَعْرَاف: 160] .
((قَالَ الْكسَائي وَمن الْعَرَب من يضيف الْعشْرين وأخواته إِلَى التَّمْيِيز نكرَة وَمَعْرِفَة فَيَقُول عشرو دِرْهَم وأربعو ثوب..))..{(إ.هـ)همع الهوامع في شرح جمع الجوامع (2/ 348- 347 – 345)}
وبناء على كل هذا تكون الفقرات أعلاه على التوجيه المذكور كما يلي:
- “ستين أعوامً” (لجة النور، ص 7). (على لغة الفراء وتنوين النصب وفق لغة ربيعة)
- “وإني جُعلتُ مسيحا منذ نحو عشرين أعوامً من ربّ علاّم” (تذكرة الشهادتين، ص 146 ). (على لغة الفراء وتنوين النصب وفق لغة ربيعة)
- “ومشوا معه إلى سبعين فرسخً وباتوا معه وأكلوا معه… أتظن أن سُلَّمَ السماءِ ما كان إلا على سبعين ميلً مِن مقام الصليب؟” (الهدى والتبصرة، ص 113). (على القاعدة الدارجة وتنوين النصب على لغة ربيعة)
- “ثلاثون أكواسًا.” (نور الحق، ص 15). (على لغة الفراء والآية الكريمة)
- بشّرني ربي بعد دعوتي بموته إلى خمسة عشر أشهر من يوم خاتمة البحث (كرامات الصادقين).
ومن هذا المنطلق يثبت صحة كل الفقرات أعلاه، وأنه لا خطأ واقع فيها قطّ، بل هي على لغات العرب التي أقرّ بها المسيح الموعود عليه السلام حيث قال إن الله علّمه أربعين ألفا من اللغات العربية.