لِكان وأخواتها قاعدة معروفة ومتّبعة في لغتنا الرائجة في هذا العصر، وهي كونها أفعالا ناقصة تدخل على المبتدأ والخبر فترفع الأول ويسمى اسمها وتنصب الثاني ويسمى خبرها. هذه هي القاعدة النحوية المعروفة لطلاب الإبتدائي، غير أن الذي لا يتعدى علمه النحوي هذا المستوى الابتدائي، لا يعلم أن هنالك أوجها وأحوالا أخرى لكان وأخواتها تشذّ عن هذه القاعدة المعروفة وتتبع قواعد فرعية أخرى، مما لا يتعلمه الطالب لا في المستوى الابتدائي ولا الثانوي وقد تفوت الكثرين من طلبة الدراسات العليا في اللغة العربية نفسها.

فقد جاءت “كان” في كتابات المسيح الموعود عليه السلام بهذه الصيغ والأحوال المختلفة، مما قد يُشكل على القارئ فهم السرّ من ذكرها بهذه الصور، نظرا لعدم رواج هذا الاستعمال في لغتنا العربية المعاصرة، فيَظن القارئ بأن ذكر “كان” في هذه المواضع لم يكن ذا جدوى بل ينمّ عن زيادة لا فائدة منها أو خطأ لغوي ونحوي.

غير أنه وبتفحص الأمر بنظرة ثاقبة، نجد أن هذا الاستعمال في هذه المواضع المختلفة لم يكن إلا تمشيا مع قواعد نحوية فرعية أو شاذة عن القاعدة الأساسية، والتي هي لغة من لغات العرب التي لم ترُج في كتاباتنا ولغتنا الحالية، رغم أنها لغة فصيحة لها دلالاتها ومعانيها وفوائدها البلاغية واللغوية الخاصة؛ وإليكم تفصيل بعض الأمر ليكتمل كله في المقالات المقبلة.

لكان وأخواتها عند النحاة أربعة أو خمسة أوجه وأحوال، وهي أن تكون ناقصة، تامة، شأنية، زائدة، أو بمعنى صار؛ وكل منها لها دلالاتها ومعانيها الخاصة. حيث جاء في كتاب المفصل في صنعة الإعراب ما يلي:

وجوه كان: وكان على أربعة أوجه

1- ناقصة كما ذكر،

2- وتامة بمعنى وقع ووجد، كقولهم كانت الكائنة والمقدورة كائن، وقوله تعالى: ” كن فيكون “.

3- وزائدة في قولهم إن من أفضلهم كان زيداً وقال:

جياد بني أبي بكر تسامي … على كان المسومةِ العرابِ

ومن كلام العرب: ولدت فاطمة بنت الخرشب الكلمة من بني عبس” لم يوجد كان مثلهم”.

4- والتي فيها ضمير الشأن

وقوله عز وجل: ” لمن كان له قلب ” يتوجه على الأربعة

وقيل في قوله:

بنيهاء قفر والمطي كأنها … قطا الحزن قد كانت فراخاً بيوضها

أن كان فيه بمعنى صار.” ( إ.ه)

فمن هذه الأحوال لكان، أن تكون زائدة في تضاعيف الكلام، بحيث لا يكون لها أي عمل إعرابي، وهي لا تفيد سوى الدلالة على الزمان والتوكيد. وعن هذه الــ” كان الزائدة” ورد ما يلي في أمهات المصادر النحوية:

جاء في كتاب أسرار العربية لابن الناظم ما يلي:

[انقسام كان على خمسة أوجه]..

والوجه الرابع: أن تكون زائدة (غير عاملة) ؛ نحو: “زيد ٌكان قائمٌ” أي: زيد قائم؛ قال الشاعر: [الوافر]

سَرَاةُ بني أبي بكر تَسَامَى … عَلَى كَانَ المسَوَّمةِ العِرَابِ

(أي: على المسومة) وقال الآخر: [الوافر] ( وفي الهامش: وجه الاستشهاد: وقوع “كان” زائدة بين الجار والمجرور.)

فَكَيفَ إذا مَرَرْتُ بِدَارِ قَومٍ … وَجِيرَانٍ لنَا كَانوا كِرَامِ (أي: جيران كرام).( في الهامش: وجه الاستشهاد: وقوع “كانوا” زائدة بين الصِّفة والموصوف.) ( إ.ه)

وجاء في كتاب اللمع في العربية لابن جني:

كَانَ الزَّائِدَة: وَقد تزاد كَانَ مُؤَكدَة للْكَلَام فَلَا تحْتَاج إِلَى خبر مَنْصُوب تَقول مَرَرْت بِرَجُل كَانَ قَائِمٍ أَي مَرَرْت بِرَجُل قَائِمٍ؛ وَكَانَ زَائِدَة لَا اسْم لَهَا وَلَا خبر وَتقول زيد كَانَ قَائِم . قَالَ الشَّاعِر

(سراة بني أبي بكر تسامى … على كَانَ المسومةِ العرابِ) // الوافر //

أَي على المسومة العراب وألغى كَانَ” (إ.ه)

وجاء في كتاب اللمحة في شرح الملحة ما يلي عن أوجه كان المختلفة:

وأمّا الزّائدة فإنّها لا تحتاج إلى اسمين، ولا إلى اسم واحد؛ فهي تقع [في] وسط الكلام وآخره لا أوّله؛ ولا يتصرّف فيها بمستقبل ولا أمرٍ، ولا نهيٍ، ولا اسم فاعلٍ.

وتتعيّن زيادتها إذا وقعت بين (ما) وفعل التّعجُّب، نحو: (ما كان أحسنَ زيدًا) ، وبين الجارّ والمجرور، كقول الشّاعر:

سَرَاةُ بَنِي [أَبِي] بَكْرٍ تَسَامَى … عَلَى كَانَ المُسَوَّمَةِ العِرَابِ

و [نَدَر] زيادتها بلفظ المضارِع، كقول أُمِّ عَقِيل:

أَنْتَ تَكُونُ مَاجِدٌ جَلِيلٌ1

وفي الهامش:

1 وتتعيّن زيادتها – أيضًا – إذا وقعت بين المسند والمسند إليه، كقوله: (أو نبيّ كان موسى؟) . ابن النّاظم 139، 140.

والشّاهد فيه: (أنت تكون ماجد) حيث زيد المضارع من (كان) بين المبتدأ وخبره، والمشهور الزّيادة بلفظ الماضي؛ لأنّ الماضي شبيهٌ بالحرف لبِنَائه، والحرف يقع زائدًا في المشهور.” ( إ.ه)

وجاء في كتاب “ضرائر الشعر” عن زيادة “كان” في الكلام شعرا ونثرا. حيث جاء:

ومنها (أي ضرائر الشعر): زيادة (كان) للدلالة على الزمان الماضي، نحو قول الفرزدق:

في لجةٍ غمرت أباك بُحُورها … في الجاهلية – كان – والإسلام

وقول الآخر، أنشده الفارسي:

في غرف الجنة العليا التي وجبت … لهم هناك بسعي – كان – مشكورِ

يريد: بسعي مشكور، وقول الآخر، أنشده الفراء:

سراة بني أبي بكر تساموا … على – كان – المسومةِ العرابِ

وقول غيلان بن حريث:

إلى كناس – كان – مُستعيدهِ

يريد: إلى كناس مستعيده، وقول امرئ القيس، في الصحيح من القولين:

أرى أم عمرو دمعها قد تحدرا … بكاء على عمرو وما كان أصبرا

يريد: وما أصبر، أي: وما أصبرها.

وقد تزاد في سعة الكلام، ومنه قول قيس بن غالب البدري: (ولدت فاطمة بنت الخرشب الكملة من عبس، لم يوجد – كان – مثلهم. يريد: لم يوجد مثلهم، إلا أن

ذلك لا يحسن إلا في الشعر.

وإنما أوردت زيادتها في (فعل)، دون زيادة الجملة، لأنها في حال زيادتها غير مسندة إلى شئ. وسبب ذلك أنها لما زيدت للدلالة على الزمان الماضي، فقيل: زيد – كان قائم، أشبهت (أمس) من قولك: زيد -أمس – قائم، فحكم لها بحكم (أمس)، فلم تسند إلى شئ، كما أن (أمس) كذلك. ونظير ذلك استعمالهم (قلما)، وهي في الأصل غير مسندة إلى فاعل، لما كانت في معنى ما لا يسند إليه، وهو حرف النفي، ألا ترى أنك تقول: قلما يقوم زيد، إذا أردت ذلك المعنى.

ولا يزاد شئ من أخواتها، إلا أن يسمع من ذلك شئ، فيحفظ ولا يقاس عليه لشذوذه، نحو ما حكاه أبو الحسن من قولهم: ما أصبح أبردها، وما أمسى أدفاها، يعنون الدنيا، أي: ما أبردها في الصباح، وما أدفاها في المساء (ضرائر الشعر 77 – 79) (إ، ه).

وخلاصة ميزات كان الزائدة بناء على كل ما تقدم كما يلي:

  • تزاد في سعة الكلام وليس فقط للضرورة الشعرية.
  • تزاد لتوكيد الكلام، وللدلالة على الزمن الماضي أو المستقبل رغم أن الشائع هو بصيغة الماضي، ولتوكيد الكلام .
  • تزاد بين المسند والمسند إليه، أي بين الفعل والفاعل، وبين المبتدا والخبر، أو بين الصفة والموصوف، بين ما وفعل التعجب، بين الجار والمجرور.
  • المشهور زيادتها بلفظ الماضي ولكن وردت زيادتها بصيغة المضارع.
  • لا تعمل من الناحية الإعرابية، فما بعدها يعمل فيه ما قبلها.

وبناء على هذه الميزات لكان الزائد نورد بعض الفقرات من كتابات المسيح الموعود والتي تُحمل فيها “كان” على أنها كان الزائدة، وهذه الفقرات هي:

1- وذكر أنّ في آخر الزمان يكون قوما مكّارين مفسدين، ينسلون من كل حدب. (حمامة البشرى، ص 75).

وبالنسبة لهذه الفقرة لا بدّ من تفصيل، حيث إن ورود الكلمات “قوما مكارين مفسدين” في حالة النصب يؤكد أن كلمة “يكون” هنا ما هي إلا زائدة لم تعمل فيما بعدها، فانتصبت الكلمات لكون ” قوما” اسم “أن”؛ وما بعدها نعتا لها. وهذه الفقرة مطابقة تماما لما جاء في كتاب المفصل في صنعة الإعراب كما يلي، من مثال لكان الزائدة: إن من أفضلهم كان زيداً .

فالمثال الذي أورده الكاتب ليمثل به لكان الزائدة “إن من أفضلهم كان زيدا” مطابق تمام المطابقة لفقرة المسيح الموعود عليه السلام هذه:” أنّ في آخر الزمان يكون قوما“، ففي كلتيهما جاءت كان زائدة غير عاملة فيما بعدها، فبقي ما بعدها منتصبا على أنه اسم لإنّ أو أنّ؛ سوى أن الأولى بصيغة الماضي والثانية بصيغة الحال أو الاستقبال.

ومن الممكن التمثيل لهذه المطابقة بتغيير طفيف في المثال السابق، انطلاقا من إمكانية ورود كان الزائدة بصيغة المضارع كما أثبتناه آنفا،ليكون المثال: إن من أفضلهم يكون زيدًا، وهي تمام الصيغة الواردة في فقرة المسيح الموعود ” أن في آخر الزمان يكون قوما مكارين مفسدين.

فثبت أن “يكون” الواردة في هذه الفقرة للمسيح الموعود عليه السلام ما هي إلا “يكون” الزائدة، التي جاءت لتأكيد الكلام والدلالة على الزمن المستقبل دون أن يكون لها أي تأثير إعرابي، أي أنها تندرج تحت قواعد “كان الزائدة أو المهملة”، وثبت بذلك أنه لم يقع فيها أي خطأ ولا أي سهو، وإنما هي لغة فصيحة جاءت بتأييد الوحي الإلهي والرباني المتنزل من عالم الغيب والشهادة.

وهذا ما ينطبق أيضا على الفقرات التالية من كلام حضرته عليه السلام:

2- وقالوا إن لها تكون قدرةٌ على كونها موجودة في المشرق والمغرب في آن واحد.

( ممكن أن تُحرّك قدرة بالرفع أو بالنصب، وفي كلا الحالتين تكون كلمة “تكون” مهملة غير عاملة، كما يلي:

الإمكانية الأولى: تكون: مهملة غير عاملة. قدرةٌ: خبر إن مرفوع. لها: شبه الجملة في محل نصب اسم إن، حيث اعتبر حضرته شبه الجملة في كثير من المواضع اسما للنواسخ على اعتبار أن أصلها مبتدأ كما فصّلناه في مقالات “شبه الجملة” وفق بحث الدكتور عبد الحميد “العدول عن المألوف في إعراب شبه الجملة”؛ وسنعود إليه قريبا إن شاء الله.

الإمكانية الثانية: تكون : مهملة غير عاملة. قدرةً: اسم إن مؤخر منصوب. لها: شبه الجملة في محل رفع خبر إن مقدم)

وكل هذه لغات من لغات العرب أخذ بها المسيح الموعود عليه السلام!

3- إن لي كان ابنا صغيرًا وكان اسمه بشيرًا.

( كان ( الأولى): مهملة غير عاملة، ابنًا: اسم إن مؤخر منصوب.

ومن الفقرات الأخرى الواردة في كتابات المسيح الموعود عليه السلام والتي من الممكن أن تندرج تحت قواعد “كان الزائدة” ما يلي:

4- فالذين يكون في قلوبهم مرض فيزيدهم الله مرضا. (حمامة البشرى)

5- فليسمعْ من يكن له أُذُنان. (الخطبة الإلهامية)

6- ومنهم يكون قومٌ يقال لهم أصحاب الصفّة. (الاستفتاء)

ففي كل هذه الأمثلة ممكن أن تحمل كان على أنها زائدة لا تأثير إعرابي لها، وإنما جاءت لتوكيد الكلام والدلالة على الزمن المستقبل، بحيث يمكن صياغة هذه الجمل مرة أخرى مع إسقاط “كان” أو ” يكون” الواردة فيها دون أن يؤثر ذلك على مبنى الجملة.

ونذكّر أيضا بالفقرات التالية من كلام المسيح الموعود عليه السلام التي سبق وأردنا لها مقالا خاصا في هذا الصدد:

8- ولم يزل “كان” أبي مشغوف الخدمات حتى شاخ. (نور الحق)

9- فالملخص أن أبي لم يزل كان شائِمَ برقِ الدولة. (نور الحق)

10- وكنت لم أزل ينتابني نصرُ الله الكريم إلى أن ظهرت هذه الآية من ذلك المولى الرحيم. (نجم الهدى)

وقلنا بأن هذه الصيغة ” لم يزل كان” تفيد الدمج بين الاستمرارية التي في “لم يزل” والزمن الماضي في ” كان” لتكون المحصلة الاستمرارية الماضية والمنقطعة لا المتصلة بالزمن الحاضر. وهي شبيهة جدا بالمثال المذكور أعلاه في كتاب ” ضرائر الشعر” وهو” لم يوجد – كان – مثلهم.

ومن الجدير ذكره أن بعض هذه الفقرات المذكورة أعلاه من كتابات المسيح الموعود عليه السلام، خاصة الفقرات 4 إلى 6 قد تُحمل “كان” فيها على تخريج ومفهوم آخر لكان، كأن تكون ناقصة أو تامة؛ وهي في الحقيقة من السهل حملها على أنها كان الناقصة المعروفة لنا دون عناء التكلف في إيجاد تخريج لها غير عادي.

ولكن إذا ما سولت للقارئ نفسه أن يشك فيها وفي إدراجها في الكلام، بحيث قد يظن أنها مجرد حشو لا طائل منه، فنقول له إن أقصى ما يمكن أن يذهب إليه هو حملها على أنها زائدة مهملة، وأمثلتها عديدة في أمهات المصادر العربية والنحوية ويقر بها وبفصاحتها كبار النحويين، لأنها لم تأت عابثة بل جاءت بهدف توكيد الكلام والدلالة على الزمان فقط؛ ولا يمكن والحال هذه أن يقدح ذلك في فصاحة وبلاغة المسيح الموعود عليه السلام وأن يقال بأها مجرد حشو لا طائل منه.

وكما قلنا فإنها من الممكن أن تُحمل على أكثر من فهم أو قاعدة فرعية لــ “كان”، فالأمر في نهايته يعود إلى نيّة الكاتب التي لا نستطيع أن نجزم بها قطعا، مثلما سنوضحه في المقالات التالية. فإن ما نريد أن نؤكده في بحثنا هذا، أنه بغض النظر عن نيّة الكاتب في مواضع “كان” هذه، فهي حتما تندرج تحت لغة من لغات العرب ولا ريب في وجود قاعدة أو عدة قواعد ومفاهيم لها، وهو ما يهمّنا في هذا الأمر.

وما يؤكد ذلك ما جاء في كتاب المفصل في صنعة الإعراب عن قول الله تعالى ” لمن كان له قلب:

وجوه كان: وكان على أربعة أوجه 1- ناقصة .. 2- وتامة .. 3- وزائدة ..

4- والتي فيها ضمير الشأن

وقوله عز وجل: ” لمن كان له قلب ” يتوجه على الأربعة .” (إ.ه)

ويقصد الكاتب أن قول الله تعالى “لمن كان له قلب” قد يندرج تحت أحوال كان الأربعة الآنفة الذكر بحيث من الممكن أن تحمل فيه كان على أنها ناقصة أو تامة أو زائدة أو شأنية. كما أننا نرى، كم أن هذا المثال مطابق لفقرة المسيح الموعود عليه السلام “فليسمع من يكن له أذنان” مما يدل على صحتها وفصاحتها.

وعليه يثبت مرة أخرى أن زيادة كان في تضاعيف الكلام ليس بأمر عبثي، وإنما له دلالاته وخاصيته اللغوية، وهي في هذه الفقرات إن حُملت على كونها زائدة إنما جاءت للدلالة على الزمن ولتوكيد المعنى؛ وهذه لغة من لغات العرب تقرّ بها أمهات المراجع النحوية واللغوية.

ويثبت من كل هذا أن زيادة كان في الكلام لهو لغة من لغات العرب، جاءت مظهرا من مظاهر الإعجاز في لغة المسيح الموعود عليه السلام، وتأكيدا وتحقيقا لمعجزة المسيح الموعود عليه السلام في تعلمه أربعين ألفا من اللغات العربية في ليلة واحدة.

إذ كيف من الممكن لحضرته عليه السلام أن يحيط بمثل هذه الدقائق اللغوية لولا أن الوحي الإلهي -كان- “مؤيدٌ” له؛ فما -كان – أعظمها تلك الآية الربانية الإعجازية التي أيدّ الله تعالى بها مسيحه الموعود بتعليمه أربعين ألفا من اللغات العربية في ليلة واحدة.