المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود العربية ..119

فنون التذكير والتأنيث الإعجازية ..19

تخريج عشر فقرات أخرى حملا على المعنى في التذكير والتأنيث ومطابقتها لأمثلة من الأدب العربي ..8

نتابع فيما يلي تخريج الفقرات المعترض عليها من كلام المسيح الموعود عليه السلام، في مسألة التذكير والتأنيث؛ لنتابع العد من النقطة التي انتهينا إليها. سنعمد من خلال هذا المقال على تخريج الفقرات الأخرى حملا على المعنى، وفق ما بيّناه من أساليب الحمل على المعنى في التذكير والتأنيث في المقال التفصيلي (مظاهر الإعجاز 107 على الرابط التالي: أساليب الحمل على المعنى في التذكير والتأنيث).

لفهم الأمثلة من القرآن الكريم والحديث الشريف والأدب العربي، يرجى مراجعة المقال التفصيلي أعلاه.

ملحوظة: ما لم نشمله في العدّ تم توجيهه سابقا على توجيه آخر.

الفقرات:

229- وأُخرجنا مِن حبسٍ كنّا فيها في عهد دولة “الخالصة” (ترغيب المؤمنين في إعلاء كلمة الدين)

[ حمل (الحبس) على معنى (الغرفة) أو (الدولة) بحكم السياق؛ فأعاد الضمير عليه مؤنثا كما الآية: {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (المؤمنون 12)، حيث حمل (الفردوس) وهو مذكّر على معنى (الجنة) المونث فأنث الضمير (فيها).]

230- ضُربت خزيُ الفشل على الظالمين (ترغيب المؤمنين في إعلاء كلمة الدين)

[ حمل (الخزي) على معنى (المهانة) و(البلية) وهي من معانيها، فقال (ضُربت) بتأنيث الفعل، كقول الأعرابي “جاءته كتابي”]

231- “أنت مني بمنزلة لا يعلمه الخلق“. (مكتوب احمد)

[ حمل (المنزلة) على معنى (القدر) و(المكان)؛ فأعاد الضمير عليه مذكّرا كما الآية الكريمة: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (9)} (النساء 9)؛ حيث حمل (القسمة) على معنى (المال) أو (الميراث) فأعاد الضمير مذكرا في (منه)]

232- كما ترى أن وجودنا مسبوقة لوجود الأرض والسماوات والعناصر التي عليها مدار الحياة (مكتوب احمد)

[ حمل (الوجود) على معنى (الكينونة) أو (الحياة)؛ فأعاد الضمير مؤنثا عليه أي: أنّث الخبر، وهي كتذكير الخبر، في:” العشية بارد” للعشية المؤنث.]

233- وإنّ كلام الله لا تتغيَّرُ ( كرامات الصادقين)

[ حمل (الكلام) على معنى (الكلمات) كما حُملت (الكلمات) على معنى (الكلام) في قراءة حمزة والكسائي للآية: { قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} (الكهف 110) حيث قرآها بالياء (قبل أن ينفد كلمات ربي) حملا للكلمات على معنى (الكلام). وعلى هذا المعنى أنّث الضمير العائد في الفعل (تتغير) كما في الآية : {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (12) إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (13) } (الفرقان 12-13) حيث حَمل (السعير) المذكر على معنى (النار) المؤنثة فأعاد الضمير مؤنثا في (رأتهم) ]

234- وكلامهم تتجلى في الألوان، (حمامة البشرى)

[ كالسابق]

235- ولن يلقى الإسلام فَلَجًا بوجود (هذه المجاهدين). (الهدى والتبصرة لمن يرى)

[ حمل (المجاهدين) على معنى (الجماعة) لأنها جمع مذكر سالم يجوز حمله على معنى الجماعة وفق المذهب الكوفي، والذي وفقه يجوز تذكير وتأنيث كل الجموع حملا على معنى الجمع والجماعة، لذا فأنث الإشارة إليه وقال (هذه)؛ كأنه قال: “هذه الجماعة من المجاهدين”. وهذا مشابه للإشارة في :”هذه الصوت”]

236- وقال بعض الناس إن دابة الأرض ((التي ذكره)) القرآن هو اسم الجنس لا اسم شخص معين. (حمامة البشرى)

[ كلمة (دابة) تستعمل للمذكر والمؤنث، وهي اسم لِما دبّ من الحيوان، لذا جاءت مذكرة ومؤنثة في نفس الفقرة. أو قد يكون حملها على معنى (الحيوان) فذكّر الضمير العائد إليها في (ذكره) و(هو) . أو بما ان الحديث هنا عن لفظ (دابة الأرض) فأنثها أولا على معنى (كلمة) ثم ذكّرها على معنى (اللفظ) وأعاد الضمير مذكرا على هذا المعنى. وهذا شبيه بالحديث الشريف الوارد في صحيح مسلم حيث جاء فيه تذكير وتأنيث الدابة معا في حديث الجساسة: “.. . ثُمّ أَرْفَؤُوا إِلَىَ جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ حَتّىَ مَغْرِبِ الشّمْسِ. فَجَلَسُوا فِي أَقْرُبِ السّفِينَةِ. فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ. فَلَقِيَتْهُمْ دَابّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشّعَرِ. لاَ يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشّعَرِ.” (صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب قصّة الجسّاسة)؛ حيث أنث الفعل أولا (لقيَتهم) وذكّر النعوت (أهلب وكثير) وذكّر الضمائر العائدة عليها في (قبله) و (دبره)]

ومن آياتي أنّي أُعطيتُ ((عقيدةً يدرَأ)) عن الطالب كلَّ شبهة {كتاب حجة الله}

[ وجّهنا هذه العبارة سابقا على تذكير الفعل المتأخر عن الفاعل المؤنث المجازي وفق ابن كيسان، ولكنها ممكن أن تحمل على المعنى أيضا، حيث حمل (العقيدة) على معنى (الإيمان) أو (المعتقد) أو (الاعتقاد) فذكّر الفعل أو ضمير الفعل بعدها]

237- ولا ننسى إحسان هذه الحكومة، ((فإنها عصَم)) أموالنا وأعراضنا ودماءنا من أيدي الفئة الظالمة. (ترغيب المؤمنين في إعلاء كلمة الدين)

[ حمل (الحكومة) على معنى (الحكم) أو (السلطان) فأعاد ضمير الفعل مذكّرا عليها، أو قد يُوجّه هذا وفق جواز تذكير الفعل المتأخر عن الفاعل المؤنث المجازي وفق ابن كيسان، كالقول: الشمس طلع وصيحتك أفزعني]

238- ونشكر هذه الدولة التي جعلها الله سببًا لنجاتنا من أيدي الظالمين….. وكيف لا تُشكَر وإنّا نعيش تحت هذه السلطنة بالأمن وفراغ البال، …إنها ما أسَرَتْنا بأيدي السطوة، بل ((جعل قلوبنا)) أسارى بأيادي المنّة والنعمة، فوجب شكرها وشكر مَبرَّتِها (حقيقة المهدي)

[ كالسابق، حمل (الدولة) أو (السلطنة) على معنى (الحكم) و(السلطان)؛فذكّر الفعل المتأخر عنها أو ذكّر الضمير فيه. وهذا كالسابق يوجه على قاعدة ابن كيسان في جواز تذكير الفعل المتأخر عن الفاعل المؤنث المجازي.]