المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود العربية ..118

فنون التذكير والتأنيث الإعجازية ..18

تخريج عشر فقرات أخرى حملا على المعنى في التذكير والتأنيث ومطابقتها لأمثلة من الأدب العربي ..7

نتابع فيما يلي تخريج الفقرات المعترض عليها من كلام المسيح الموعود عليه السلام، في مسألة التذكير والتأنيث؛ لنتابع العد من النقطة التي انتهينا إليها. سنعمد من خلال هذا المقال على تخريج الفقرات الأخرى حملا على المعنى، وفق ما بيّناه من أساليب الحمل على المعنى في التذكير والتأنيث في المقال التفصيلي (مظاهر الإعجاز 107 على الرابط التالي: أساليب الحمل على المعنى في التذكير والتأنيث).

لفهم الأمثلة من القرآن الكريم والحديث الشريف والأدب العربي، يرجى مراجعة المقال التفصيلي أعلاه.

ملحوظة: ما لم نشمله في العدّ تم توجيهه سابقا على توجيه آخر.

الفقرات:

219- وكلمات لا يليق لأهل الحياء والحزم. (ترغيب المؤمنين في إعلاء كلمة الدين)

[ التوجيه الأول: عود ضمير الفعل مذكرا على المؤنث المجازي وفق ابن كيسان. التوجيه الثاني: كون (كلمات) جمع مؤنث سالما، يجوز تذكيره حملا على معنى (الجمع) وفق المذهب الكوفي. والتوجيه الثالث: حمل (الكلمات) على معنى (الكلام) و(الكَلِم)، فذكّر الفعل أو ضميره، كما أُنّث الضمير العائد على المذكر في الآية: {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا (12) إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (13) } (الفرقان 12-13). وكل هذا شبيه بقراءة حمزة والكسائي للآية: { قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} (الكهف 110) حيث قرآها بالياء (قبل أن ينفد كلمات ربي) حملا لـ (الكلمات) على معنى (الكلام) ولكون (الكلمات) مؤنثا مجازيا وكذلك جمع]

220- ولا تحسب كلمات المحدَّثين المكلَّمين ككلماتك أو كلمات أمثالك من المتعسّفين. فإنها خرجت من أنفاس طيّبة، ونفوس مطهَّرة مُلهَمة، ((وهي قريب)) العهد من الله تعالى كثمرٍ غضٍّ طريٍّ أُخذ الآن من شجرة مباركة للآكلين. (اتمام الحجة)

[ كالسابق وفق التوجيه الثاني والثالث، حيث حمل (الكلمات) على معنى (الجمع) أو على معنى (الكلام) و(الكلِم)؛ فذكر النعت (قريب)، كما في قوله تعالى: {بلدة ميتا}. أو جاء التذكير لكون صيغة (فعيل) مما يستوي فيه المذكر والمؤنث – وهو الأرجح- كقوله تعالى: { إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (57)} (الأَعراف 57)]

221- وهذا سِرّ لا يعرفها إلا العرّافة (التبليغ)

[ حمل (السرّ) على (السريرة) فأنّث الضمير العائد عليها كما في الآية الكريمة: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا } (الزمر 18) حيث حمل (الطاغوت) المذكر على معنى (الألهة) المؤنثة فأنث الضمير العائد عليها في (يعبدوها). وجاء في لسان العرب ما يلي: والسرِيرةُ كالسِّرِّ، والجمع السرائرُ. الليث: السرُّ ما أَسْرَرْتَ به.

والسريرةُ عمل السر من خير أَو شر.]

222- وتتبيّن الرشد وتهلك الغيّ، (الخطبة الإلهامية)

[ حمل (الرشد) على معنى (الهداية) حيث جاء في لسان العرب: وأَرشَدَه الله وأَرشَدَه إِلى الأَمر ورشَّده: هداه.واستَرْشَده: طلب منه الرشد.ويقال استَرْشَد فلان لأَمره إِذا اهتدى له، وأَرشَدْتُه فلم يَسْتَرْشِد.وفي الحديث: وإِرشاد الضال أَي هدايته الطريقَ وتعريفه. كما حمل (الغي) على معنى (الغواية) و(الضلالة) فأنث الأفعال (تتبين) و (تهلك) على هذا المعنى، كما في قول الأعرابي:”جاءته كتابي”.]

223- وإني أرى أنهم لا يعتقدون بأن القرآن كلام حيٌّ، وإمام صادق ومهيمنٌ، ومعيارٌ كامل، بل يحقرونه ويضعونه تحت أقدام الأحاديث، ويجعلون الأحاديث ((قاضية عليها)). (حمامة البشرى)

[ حمل القرآن الذي هو كتاب الله على معنى (الصحف)، انطلاقا من قوله تعالى: { رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (3) } (البينة 3) أو حمله على معنى (الصحيفة) كقول الأعرابي:”جاءته كتابي” وتأويله أليس بصحيفة!؟. وحملا على هذا المعنى أعاد الضمير في (عليها) مؤنثا، كما الآية: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا } (الزمر 18) حيث حمل (الطاغوت) المذكر على معنى (الألهة) المؤنثة فأنّث الضمير العائد عليها في (يعبدوها).]

224- ولمسوا كتاب الله ((فوجدوه مُلئت)) حججا بينة ونورا فرجعوا وهم خائبون. (التبليغ) [كسابقتها، حمل كتاب الله على الصحف أو الصحيفة فقال (مُلئت)]

225- وأشكر الله على ما أعطاني جماعة أخرى من الأصدقاء الأتقياء من العلماء والصلحاء العرفاء، الذين رُفعت الأستار عن عيونهم، ((ومُلئت الصدق)) في قلوبهم. (حمامة البشرى)

[ حمل (الصدق) على معنى (الجماعة) لتعريفه بأل الجنسية التي لاستغراق الجنس؛ أي قصد فيه الجمع، والجموع يجوز فيها التذكير والتأنيث، لا سيما أسماء الجنس المقرونة بأل الجنسية، والتي بمعنى (الجمع) وهذا كما في الحديث الشريف (ما العملُ في أيام أفضلَ منها في هذه الأيام) (صحيح البخاري) حيث حمل (العمل) على (الأعمال)؛ أو الآية القرآنية {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ}.حيث حمل (الطفل) عل معنى الجمع .أو قد يكون حمل (الصدق) على معنى (الطاعة) و(الصراحة) حيث صدق بيعة النبي هو إطاعته؛ وذلك كما حمل ابن مالك الإيمان على معنى الطاعة والإنابة في قراءة الآية : {لا تنفع نفسا إيمانها}(ينظر المظاهر الإعجازية 100) . وعلى هذا النحو قال (ملئت) كقول الاعرابي: جاءته كتابي.]

226- وبعد ذلك الأيام .. قُلِّب أمر سلطنة الإسلام (التبليغ)

[حمل ( الأيام) على معنى (الزمن، والوقت، والعصر). فأشار إليها بالمذكرا (ذلك)، أو حملها علة معنى الجمع لأنها جمع تكسير، والجموع تُذكّر وتؤنث بالذات جمع التكسير؛ كأنه قال: “وبعد ذلك الجمع من الأيام”. وهذا شبيه بـ” ذلك الرزية” و”وهذه الصوت”]

227- ذلك البلوى (سر الخلافة)

[ كسابقتها، حمل (البلوى) على معنى (البلاء) و(الابتلاء) و(الاختبار)؛ فأشار إليها بالمذكر (ذلك). كما في: (ذلك الرزية وهذه الصوت)]

228- قبل ظهور ذلك الواقعة. (حجة الله)

[ كسابقتها، حمل (الواقعة) على معنى (الحدث) أو (الحادث) فأشار لها بـ (ذلك)]