المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود عليه السلام العربية ..191
المسيح الموعود عليه السلام مجمع لغوي قائم بحد ذاته يسبق مجامع اللغة العربية
بالإضافة إلى اللغات العربية القديمة والأساليب البلاغية العالية النادرة التي يستعملها المسيح الموعود عليه السلام في لغته العربية، فإن من مظاهر الإعجاز الكبيرة في لغته عليه السلام، أن حضرته يسبق مجامع اللغة العربية في تجويزه وتصحيحه للعديد من الألفاظ والصيغ والتراكيب والأساليب اللغوية.
فمجامع اللغة العربية تأسست في بداية القرن الماضي فقط، وهذه المجامع حتى تقوم بتصحيح أو تجويز لفظ أو أسلوب فإنها تقوم بتعيين لجنة خاصة أو عالم لغوي خاص يعنى ببحث المسألة، والنظر فيما إذا كان الأسلوب أو اللفظ وارد في النصوص القديمة الفصيحة، وهذه اللجنة تقوم بتقديم توصياتها لمجلس ومؤتمر المجمع فإذا وافق عليها المؤتمر يصبح الأمر جائزا بقرار خاص من المجمع.
ولو اعتمدت هذه المجامع على لغة المسيح الموعود عليه السلام لوفّرت على نفسها الكثير من العناء والتعب والبحث، فمن الأمور التي سبق فيها المسيح الموعود عليه السلام مجامع اللغة، المسائل اللغوية التالية:
- استعمال أسلوب التضمين والأخذ به على أنه قياسي. (يُنظر: مظاهر الإعجاز 26 نكتة العجمة في تعدية الفعل اللازم ولزوم المتعدي -المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود العربية)
- تجويز العطف بـ (أو) بدلا من أم بعد كلمة سواء كالقول: سواء عليهم أأنذتهم أو لم تنذرهم. (يُنظر: مظاهر الإعجاز 76، نكتة الخطأ في أم التسوية والخلط بين أم التعيينية و أو التخييرية)
- تجويز استعمال كلمة كافة مضافة لما بعدها كالقول: (كافة الناس) . (ينظر: مظاهر الإعجاز 185 كافة الناس والناس كافة ..2 )
- تجويز استعمال (قط) للدلالة على زمن الحال والاستقبال وليس فقط الماضي. (يُنظر: مظاهر الإعجاز 80 نكتة الخطأ في استعمال ظرف الزمان “قط”)
- تجويز جمع صيغة فعيل التي بمعنى مفعول جمعا سالما كالقول (غريقون). (يُنظر: مظاهر الإعجاز 30 نكتة جموع التكسير الخاطئة ..المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود ع العربية)
- تجويز صيغ جمع الجموع والقياس عليها كالقول (تجارون) . (يُنظر: مظاهر الإعجاز 30 نكتة جموع التكسير الخاطئة ..المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود ع العربية)
- تجويز دخول (كلما) على الفعل المضارع كقول سيبويه: كلما تأتيني آتيك. (ينظر: مظاهر الإعجاز 182 دخول (كلما) على المضارع وفق مذهب سيبويه ومجمع اللغة)
فكل هذه الأمور مما لاحظته في لغة المسيح الموعود عليه السلام، ولا شك بوجود غيرها أيضا. وكل هذا يدل على أن لغة المسيح الموعود عليه السلام لغة إعجازية بتعليم الله عز وجل له عليه السلام، فالأمور التي تحتاج مجامع اللغة فيها أن تصرف الكثير من البحث والوقت والطاقة قد علّمها الله تعالى للمسيح الموعود عليه السلام بسهولة ودون أي بحث، وهذا من عظيم الإعجاز في لغة حضرته عليه السلام، وهذا مما يجعل لغة حضرته مذهبا لغويا خاصا ويجعله مجمعا لغويا قائما بحد ذاته.
وهنا لا يسعنا إلا أن ندعو علماء اللغة ومجامعها إلى أن تطلع على لغته عليه السلام وتقوم بدراستها لكي تستفيد من كل ما فيها من مظاهر لغوية قيمة ونادرة.
إن العرب بانفتهم بعدما تولوا عن الله الهادي لهم لجميع شؤن حياتهم فإنهم يصغرون كل إبداع يأتي من غيرهم . لذلك تراهم بغوصون في الانحطاط إلى درجة الهاوية . ولو انهم أخذوا مايوعدون والتزموا حقوق الله والعباد لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم ولبقوا في سيادة العالم . لكنها انفة الشيطان الذي قال انا خير منه . انا عربي وهو هندي ، فأين ان يلحق بي ليصبح خير مني .