قلب طاولة المعترض
المعترض:
شبهة رقم ١- وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ
كيف استدرج اللهُ الميرزا.. ح1
لا ريب عندي في أن الميرزا ملحد، فكان يتقوّل على الله ظانا أنه لن يعاقَب ما دام الله ليس له وجود. لكنّ الله استدرجه حتى جعله مضرب المثل في الذلة والهوان.
وتبدأ الحكاية من عام 1888 حين تجرأ الميرزا على طلب يد طفلة من أقاربه، فرفضوا أن يزوجوه ونشروا رسالته في جريدة. فكتب إعلانا ردّا عليهم جاء فيه:
“أمرني الله تعالى أن اطرحْ موضوع الزواج من ابنته الكبرى، وقلْ له بأنك ستعامَل معاملة حسنة نتيجة ذلك، وسيكون هذا الزواج مباركا وآية رحمة لك وستنال نصيبا من البركات والرحمة المذكورة في إعلان 20/2/1886م. ولكن لو انحرفتَ عن ذلك لكانت عاقبة الفتاة سيئة جدا. والرجل الذي تُنكح له الفتاة سوف يموت في غضون سنتين ونصف وكذلك يموت أبوها في ثلاث سنين”. (إعلان 10/7/1888)
وقد مات أبوها بعد زواجها بنصف سنة لا أكثر. فكان هذا هو الاستدراج الإلهي للميرزا الذي ملأ الدنيا بتحقق نبوءته، ففُتحت شهيته للتنبؤ بموت زوجها الحتميّ، وبزواجها من الميرزا في نهاية المطاف.
يقول الميرزا والعميان الأحمديون من بعده إن هذه النبوءة تحققت، فقد مات أبوها. أما أنا فأقول: لم يتحقق منها شيء، لكن موته كان استدراجا للميرزا لينال هذا الخزي التاريخي الذي لم ينله أحد من العالمين، ذلك أن حكاية محمدي بيغم على لسان كل من يبدأ بالتعريف بالميرزا.
أما أنّ هذا الموت استدراج فواضح جدا، وأما أنه ليس تحققا لشيء، فإنما سبب ذلك أنّ مدة السنوات الثلاثة ليست مرتبطة بالزواج، بل برفض تزويج الميرزا، وإلا فهل سيظلّ حيا لو ظلّت بلا زواج عشرين سنة مثلا؟ وهل يستحيل موته إلا بتزويجها؟ فموته مرتبط برفضه. وقد انتهت السنوات الثلاث في مطلع عام 1891، لكنه مات في 30/9/1892. فاستغلّ الميرزا الفرصة ليقول إن النبوءة تحقّقت، وشعر بانتصار عظيم، وكان واثقا أنّ زوج محمدي بيغم سيموت رعبا من نبوءة الميرزا. فنشر الميرزا بعيد وفاة والد محمدي بيغم إعلانا جاء فيه:
طوبى للصادقين لأن الفتح لهم في آخر الأمر
ثم قال في ذروة زهوه:
“والآن أرى مناسبا أن أنقل هنا الإعلان المنشور بتاريخ 10/7/1888م ….. وعندما ركّزت في تلك الأيام على الدعاء لمزيد من التفصيل والتصريح علمتُ أنه تعالى قدّر أن قران بنت المخاطب في الرسالة الكبرى – التي طُلبت يدها – سيُعقَد معي في نهاية المطاف بعد إزالة كل العقبات في هذا السبيل، وسيجعل اللهُ الملحدين مسلمين، وينشر الهداية في الضالين. ففي هذا الصدد تلقيت بالعربية إلهاما نصه: “كذّبوا بآياتنا وكانوا بها يستهزئون، فسيكفيكهم الله ويردّها إليك، لا تبديل لكمات الله، إن ربّك فعّال لما يريد. أنت معي وأنا معك. عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا.
أيْ مع أن الحمقى والجاهلين سيستخدمون لسوء طويتهم وسوء ظنهم لسانا بذيئا في بداية الأمر ويتفوهون بكلمات نابية ولكنهم سيندمون في النهاية نظرا إلى نصرة الله تعالى وتنال المديح من كل جانب بعد انكشاف الحقيقة”. (إعلان)
وقد تحققت نبوءة الميرزا هذه تماما!!!! ذلك أن خصومه ندموا في النهاية، لأنّ الله نصر الميرزا وتزوج بمحمدي بيغم ونال المدح من كل جانب بعد انكشاف الحقيقة!!!!!!
إننا نحتفل اليوم بانتصار الإيمان على الإلحاد. انتصار إرادة الله على تزوير الميرزا ومحترفي الكذب من جماعته.
شبهة رقم ٢- الميرزا يصف خليفة الأحمديين بالحيوان والشيطان والأحمديين بالحمير
كان الميرزا قد درس اللغة العربية منذ بداية طفولته سنوات متواصلة على أساتذة يأتونه إلى بيته، وكان يتقن العربية نسبيا. وما كان له ألا يستثمر ذلك في دعوته التي لقيت صدودا ونفورا من الهنود، فرأى أن يكتب بالعربية لينتقص من بعض مشايخ الهند الذين لا يعرفون العربية. وفيما يلي فقرات معربة عن الأردية في مقدمة أول كتاب بالعربية تُظهر كمًّا هائلا من الإشكالات تطال جماعته من بعده وتطال خليفتها الذي لم يتعلم العربية ولا يتقن فيها شيئا.
يقول الميرزا:
“قد تكون الحكمة في الكتابة بالعربية أنّ الذين يدّعون التنسك والتصوف ولم يتوجهوا إلى تعلّم القرآن ودراسة العربية؛ بسبب شدة حجُب الغفلة وانعدام علاقة الحب بالدين، كاذبون في ادعائهم ولا يستحقون الخطاب، لأنهم لو كانوا يكنّون الحب لله جلَّ شأنه ولرسوله صلى الله عليه وسلم لبذلوا الجهد حتما لتعلُّم اللغة التي نزل فيها كلام الله المحبوب والحكيم. ولو نظر الله إليهم برحمة لوفّقهم حتما لفهم كلامه المقدس. ولو كانوا يحبون القرآن الكريم حبا صادقا لنبذوا زوايا المرشدين وراء ظهورهم، ولتبرأوا كليا ممن بايعوهم، ولتعلّموا القرآن الكريم قبل كل شيء ولتعلّموا اللغة التي بها نزل القرآن الكريم… فيكفي دليلا على كونهم ناقصي الدين وعلى نفاقهم أنهم لم يقدروا القرآن الكريم كما هو حقّه، ولم يحبوه كما هو حقه، وبذلك ظهر نفاقهم”. (مقدمة كتاب التبليغ)
ثم يكاد يتوجّه إلى مَن يدافع عن الخليفة بحجة أنه صار خليفةً بُعيد الخمسين، فيصعب عليه تعلّم العربية وقتها، فيقول:
“هناك كثيرا من القسس الإنجليز الذين تعلّموا العربية مندفعين بحماس العداوة، بعد أن بلغوا مِن العمر خمسين عاما، واطّلعوا على معاني القرآن الكريم… كل محب صادق يشتاق إلى تعلّم لغة حبيبه، فالذي يدّعي حبّ الله ولكنه مُعرض عن تعلّم لغة القرآن هو ليس محبّا صادقا، أو قولوا إن شئتم بأنه لا يخلو من حالتين؛ إما أنه يعرض عمدا عن تعلّم معاني القرآن وتعلّم لغته؛ وقد بيّنتُ آنفا حالة هذا الشِقِّ وقلتُ بأن هذا الفتور لا يليق بأهل الله، بل الحق أن أهل الله يحبون القرآن حبا جمّا، والمحب لا يستغني عن حبيبه بأي حال، وببركة الحب الكامل يسهل عليهم تعلّم لغة القرآن وتسهل عليهم سبل تحصيل العلم التي تشقّ على الآخرين. ولما كان الفتور شعبة من شعب النفاق لذا لا يصدر من أهل الله هذا النفاق والكسل والتهاون لأن القرآن الكريم يكون روحهم، فأنّى لهم أن ينفصلوا عن روحهم؟” (مقدمة التبليغ)
بل يبالغ الميرزا أكثر ويصف خليفة الأحمديين بأنه شيطان، حيث يقول:
“والحق أن الذي لا يدرك معاني القرآن الكريم مع ادّعاء كونه مِن أهل الله وليس مطّلعا على حقائقه ومعارفه فهو لا يحب القرآن بل هو شيطان مستهزئ. لو كانت رحمة الله الأزلية حليفته لما تركته محروما من هذه الثروة العظمى. فلا دليل على كونه مخذولا ومردودا أكبر من ألا يكون في نصيبه هذا القدر من العلم أيضا مع وجوده في هذا العالم وتسمية نفسه مسلما، وأن يجهل معاني القرآن الكريم وعلومه الضرورية ومعارفه الإعجازية”. (مقدمة التبليغ)
ولم يقف عند حدّ وصفه بالشيطان وبالمنافق، بل يصفه بالحيوان، ويصف الأحمديين بالحمير، فيقول:
“هذا الشخص يكون غبيا وبليدا جدا وأقرب ما يكون إلى البهائم والحيوانات، ولم يجد إلا نزرا يسيرا جدا من القوى الإنسانية والذاكرة وقوة التفكير، لذا لا يقدر على معرفة لغة القرآن. فإن شخصا مثله لا يقدر على أن ينال حظا من الولاية ودرجة قرب الله السامية، والذين يحسبون هذا الشخص وليا ليسوا أقل من الوحوش والحمير؛ لأنهم لحمقهم الشديد لم يصلوا إلى مرتبة يعلمون فيها أن الذي لم يحظَ بنعمة هي مدار الإيمان فكيف له أن يحظى بالنعم الأخرى؟” (مقدمة التبليغ)
وقد يزعم أحمدي أن للخليفة كرامات، فيردّ عليه الميرزا:
“أما إذا ظهرت منه كرامة أخرى فهي استدراج لا كرامة. ولا يمكن أن يحدث بأيّ حال أن يكون مدّعي الولاية محروما من أدنى القوى البشرية أيضا، لأن سنة الله جارية على أن الذين يُكرمهم الله بإنعامات قربه ينالون حظا وافرا من الكمالات البشرية أيضا. فيبدو أن هذه هي الحكمة إذ أشار الله عز وجل إلى كتابة الرسالة بالعربية، لأن الذين هم محرومون من لغة القرآن ومعارفه نتيجة التقاعس والغفلة أو بسبب البلادة والغباوة لا يستحقون أن يخاطَبوا كأناس مُكرَمين بل إنهم نتيجة غفلتهم وجهلهم الدائم خَتموا وصادقوا على أنهم لا يكنّون أدنى حب للقرآن الكريم ولا يسلكون مسلك الإسلام في الحقيقة، بل هم تائهون في سبل أخرى. وإن كانوا حائزين على أيّ نوع من الذوق فلا يمكن أن تعترف روحهم بأنهم حازوه بواسطة القرآن الكريم؛ لأنه ليست لهم أدنى علاقة بالقرآن الكريم ولا يعملون به قط، كما لا يمكن أن تعترف روحهم أنهم اجتازوا مرحلة نتيجة الحب الكامل للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم لما لم يحبّوا القرآن حبّا كاملا فأنّى لهم أن يحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حبا كاملا؛ لأن عظمة الرسول الله صلى الله عليه وسلم تتبين بواسطة القرآن الكريم، فمن لم يدرس القرآن لم ير النبي صلى الله عليه وسلم قط. باختصار، لم يكن هؤلاء قادرين على الحب بناء على هذه الأسباب وكان نفاقهم واضحا تماما. … ومن لم يُكرمه الله بتزويده بعلم كلامه المقدس وإطلاعه على حقائقه ومعارفه فأيّ لطف آخر منه عز وجل يمكن أن يحظى به هذا الشقي؟ … إنني على يقين أن كل مسلم صادق سيوافق بياني هذا، إلا الذي هو واقع في الشرك وهو محروم كليا من حب القرآن الحقيقي والشغف الصادق به”. (مقدمة التبليغ)
المسلمون في أوروبا يحرصون على تعلّم العربية، أما الأحمديون فهم لها كارهون، أو شبه كارهين (نسبيا).
شبهة رقم ٣ – في مقدمة التبليغ ما هو أهمّ من الحمير
ذكرتُ في المقال السابق أن الميرزا يصفهم بالحمير أولئك الذين يظنونَ شخصًا ما أنه وليّ وهو لم يتعلم العربية. لكنّ هذه القضية ثانوية، أما القضية الأهمّ في هذه المقدمة فهو هَدْمُ أكذوبة تعلم الميرزا اللغةَ العربية في ليلة واحدة، ونَسْفُ أكبر أكذوبة في التاريخ، وهي تعلم أربعين ألفا من اللغات العربية في تلك الليلة.
يقول الميرزا:
“ذكر المولوي عبد الكريم السيالكوتي في 11/1/1893م ضرورةَ توجيه رسالة مع كتاب مرآة كمالات الإسلام إلى المتنسكين… كنتُ أنوي أن أكتب هذه الرسالة بالأردية ولكن علمتُ الليلة من بعض الإشارات الإلهامية أنه يجب أن أكتبها بالعربية، وأُلهمتُ أيضا أنهم لن يتأثروا بها إلا قليلا، إلا أن الحجة ستتم عليهم”. (مقدمة التبليغ)
1: في هذه الفقرة ذكر الميرزا الدافع وراء كتابة أول كتاب باللغة العربية في حياته، فلم يقُل إن السببَ أنّ الله علّمه العربية في ليلة واحدة، ولم ينبس ببنت شفة حول هذه القضية.
2: والأهمّ من ذلك أنه يذكر الحكمة من وراء هذا الكتاب الأول بالعربية، فيقول:
“وقد تكون الحكمة في الكتابة بالعربية أنّ الذين يدّعون التنسك والتصوف ولم يتوجهوا إلى تعلّم القرآن ودراسة العربية…كاذبون في ادعائهم ولا يستحقون الخطاب، لأنهم لو كانوا يكنّون الحب لله جلَّ شأنه ولرسوله لبذلوا الجهد حتما لتعلُّم اللغة التي نزل فيها كلام الله المحبوب والحكيم”. (مقدمة التبليغ)
ليس مهما الآن أن نركّز على أنّ الميرزا يتّهم خليفة الأحمدية بالكذب، بل المهمّ هو أنّ الحكمة من كتابة هذا الكتاب بالعربية أنّ المشايخ الهنود الجاهلين بالعربية لا يستحقّون أن يكتب الميرزا إليهم، ولا يستحقون أن يفقهوا حديثه، فكان عليه أن يكتب بالعربية.
وهذه شهادة دامغة من الميرزا ومن حوله أنّه حتى بداية كتابة هذا الكتاب (1893) لم يكن لدى الميرزا ولا غيره أي فكرة أنّ هناك شيئا اسمه تعلم اللغة العربية في ليلة واحدة.
3: ثم يستمر الميرزا بمهاجمة الصوفية الهنود ويصفهم بالحيوانات والمنافقين والشياطين والبهائم لعدم تعلّمهم اللغة العربية.
وهذا شهادة ثانية دامغة أنّ الميرزا تعلّم اللغة العربية تعلّما ذاتيا، وليس تعلما ربانيا، لأنه لا يليق أن يعيبهم بشيء ليس لديهم قدرة عليه.
4: والميرزا هنا يفتخر بتعلّمه العربية، ويتعالى على الناس لعدم علمهم بها. فلو كان الله علّمه العربية لتفاخر بتعليم الله؛ فتعليم الله أسمى هدية، وعلى المؤمن أن يحدّث بهذه النعمة العظيمة. ولو كان الميرزا قد تعلّمها من الله في ليلة، ولم يأبه بهذه المعجزة العظيمة ولم يذكرها في هذا السياق، فإنما هو بنعمة ربه جاحد.
5: ويقول الميرزا: “أُلهمتُ أيضا أنهم لن يتأثروا بها إلا قليلا”.
ولو كان قد تعلّم العربية في ليلة واحدة لركّز على أنهم لا بدّ أن يتأثروا بهذا التدفّق اللغوي المفاجئ وبهذه المعجزة المذهلة. لكنه يعرف سلفا أنهم لن يتأثروا، ويخشى أن يستخفّ الناس بلغة الكتاب. فواضح أنّ ثقته مضعضعة، وأنّ “يده على قلبه” خوفا من أن تكون نتيجة هذه التجربة عكسية.
ويعيد الميرزا ذِكر الحكمة من وراء التأليف بالعربية فيقول:
“فيبدو أن هذه هي الحكمة إذ أشار الله عز وجل إلى كتابة الرسالة بالعربية، لأن الذين هم محرومون من لغة القرآن ومعارفه نتيجة التقاعس والغفلة أو بسبب البلادة والغباوة لا يستحقون أن يخاطَبوا كأناس مُكرَمين، بل إنهم نتيجة غفلتهم وجهلهم الدائم خَتموا وصادقوا على أنهم لا يكنّون أدنى حب للقرآن الكريم ولا يسلكون مسلك الإسلام في الحقيقة، بل هم تائهون في سبل أخرى…. لذا رأيتُ توجيه الرسالة إليهم غير ضروري…. والآن أكتب الرسالة العربية في الصفحات التالية وهي هذه..” (مقدمة التبليغ)
ثم كتب الميرزا كرامات الصادقين، ثم تحفة بغداد وسر الخلافة وحمامة البشرى ونور الحقّ ومنن الرحمن من دون أم ينبس ببنت شفة عن الليلة الواحدة، وفي عام 1896 قال: “عُلِّمتُ أربعين ألفًا من اللغات العربية”، ولم يذكر مَن علّمه، ولا ماهية هذه اللغات العربية، ولا متى تعلّمها. أما تعلم اللغة في ليلة واحدة فلم يذكر حرفا عنها طوال حياته.
مع أن الميرزا احترف التزييف، لكنّ جماعته من بعده تفوّقت عليه. وآنَ أنْ نوقف بالمرصاد لمن يعبث بمستقل الناس بكذبه وتضليله.
شبهة رقم ٤- الميرزا يكذّب نفسه بدليل قاطع لا يختلف عليه الأحمديون وخصومهم
يقول الميرزا:
وعدني الله سبحانه وتعالى بأنه سيعمّرني ثمانين حولا أو أقل من ذلك بسنتين أو ثلاث سنوات أو أكثر، لكيلا يستدل الناس بقصور العمر على أني كاذب. (الأربعين عام 1900)
يقول الأحمديون إن الميرزا ولد عام 1835، وتوفي عن 73 سنة شمسية التي تساوي 75 سنة قمرية.
يقول الميرزا إنه ولد عام 1839 أو 1840 أو 1841، أي أنه توفي عن 67 سنة (على الأرجح من أدلة عديدة ذكرتها سابقا).
ليس هنالك أحد في العالم يقول إن الميرزا عاش 77 أو 78.
لذا سنعيد صياغة عبارة الميرزا:
وعدني الله سبحانه وتعالى بأنه سيعمّرني 77 عاما على الأقلّ، ولأني لم أعِش هذا العمر فمن حقّ الناس أن يستدلّوا على كذبي بِقِصَر عمري.
مع أننا لا نرى قِصَر العمر دليلا على كذب أي نبيّ، لكنْ إذا جعَلَه هذا المتنبي دليلا على كذبه، فصار لازِمَه. خصوصا أنّ الميرزا لم يذكر أنّ الله تراجع عن وعده، بل ذكر قُبَيل وفاته بأشهر أن الله وعده أنه سيطيل عمره، أي سيزيده عن الحدّ الأدنى هذا.
أتحدى أن يؤتى بشخص شهد على نفسه بالكذب كما الميرزا.
الرد
يقول المعترض بأن نبوءة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حول موت والد البنت في غضون ثلاث سنوات أنها تحقّقت بالفعل فقال ما يلي: “وقد مات أبوها بعد زواجها بنصف سنة لا أكثر.” !
وبهذا يعترف المعترضُ أن حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام صَدَقَ القول إذ مات الرجل خلال ثلاث سنين كما قال حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام، وليس بعد هذه الفترة !
أما موت الوالد خلال السنوات الثلاث أي في 30/9/1892 وموت الزوج خلال سنتين ونصف بعد ذلك فقد أجبنا على هذا كله وقلنا بأن النبوءة كانت مشروطةً بموافقة الأب على زواج ابنته منه عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام وعدم تزويجها لرجل آخر وبعكسه أي عند الرفض فإن الوالد سيموت خلال ثلاث سنوات من تزويجها برجل آخر ومن بعده يموت ذلك الزوج إذا أصرَّ هو الآخر على عدم التوبة، وقد مات الوالد خلال ستة أشهر بعد عقد زواج ابنته برجل آخر، مات الوالد خلال ثلاث سنين ولم يكن يعاني من أي مرض ! فارتعد الزوج بعد تحقق نبوءة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هكذا مثل فلق الصبح وخشي أن يموت هو الآخر فتصبح زوجته أرملة وتتزوج المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام، فقرر التوبة هو وزوجته والعائلة كلها ودخلوا إلى الإسلام وعقدوا البيعة مع المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام ! كل هذا تجده عزيزي القارئ (من هنا: نبوءة زواج المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام).
إذاً لم يجد المعترض بُدّاً من الاعتراف بتحقق النبوءة ولم تسعفه موهبة المماحكة كالعادة !
وكذلك معجزة اللغة العربية للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام تحدثنا حولها في منشورات سابقة وبَيّنا أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كان قد هبَّ للدفاع عن لغة القرآن المجيد عندما أخذت تتعرض لحملة إبادة وتسفيه على يد الهندوس والقسس المنصِّرين في الهند، فكان عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام يؤكد لهم أن العربية هي أُمّ الألسنة واللغات كلها وأن من لم يتعلم العربية فقد فاته الكثير من الخير، وأن الذين يعادون القرآن الكريم فهم يعادون كل ما هو حضاري ومتمدن وينادون بالبهيمية حيث يطمسون أعظم مصدر للحضارة والتمدن بمحاولة طمسهم لغة القرآن العظيم (من هنا: ما جئتكم في غير وقت عابثا). وهذا منشورنا السابق الذي يعترف فيه أحد أبرز علماء اللغة العربية المعاصرين بأن أهَمّ مَنْ خدم اللغة العربية هو مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام (من هنا: أهم من خدم اللغة العربية هو مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام بشهادة الأغيار).
تبيّنَ إذن أن حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام كان يخاطب أعداء الإسلام وليس الصالحين ناهيك عن الخلفاء، فكل من عادى العربية فهو في الحقيقة يروج للحيوانية والانحلال الأخلاقي وتكذيب الدين كله، وقد شرح حضرته ذلك كله في سياق كلامه عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام. وإذا ركَّز القارئ العزيز على النصوص التي استشهد بها المعترض فلن يجد المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام يتحدث عن الذين لا يتقنون العربية بل سيجد القارئ أن المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام كان يتحدث فقط عن “المحرومين من بركات القرآن الكريم” والتدبر بآياته، وهذا لا ينطبق بحال على الخلفاء رضوان الله عليهم أجمعين لأنهم جميعاً يتدبرون القرآن بل هم الذين يُعلّمون الأحمديين معاني القرآن الكريم ويحثونهم على التدبر بآياته ! وكل الخلفاء عموماً يفهمون العربية، ومنهم مثلاً خليفة المسيح الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الذي كان ينظم بعض أبيات الشعر بعربية لن يتمكن المعترض ولا مشايخه الباكستان من نظم رُبعها أو أقل من ذلك ! وهذا خطاب كامل ألقاه خليفةُ المسيح الخامس أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز باللغة العربية.
وكذلك نجد علماء الجماعة الإسلامية الأحمدية وجميع أبنائها أغلبهم يتقنون العربية ويتفانون في تعلّمها، وخير دليل على ذلك الأساتذة الباكستانيون الذين يظهرون يومياً كالبدر المنير على شاشة القناة العربية mta3 وهم يقدمون البرامج الحيّة والمسجلة بالعربية الفصحى ! وما أكثرهم ! وهنالك ترجمة الكتب من الأردية التي تتم كلها على يد الأحمديين الكرام من غير العرب الذين نذروا حياتهم لتعلّم اللغة العربية فأتقونها كأهلها وصاروا يفهمونها خيراً من المعترض الذي لا يعرف أبسط قواعد العربية، ومثال على ذلك (من هنا: مفترٍ أم مفتري).
فقد أجاحت هذه الحقيقة بقول المعترض: “المسلمون في أوروبا يحرصون على تعلّم العربية، أما الأحمديون فهم لها كارهون، أو شبه كارهين (نسبيا).” أجاحته عن جادة العقل والواقع وألقته في مهاوي الذلّ الذي يرتع فيه المعترضُ بلا كرامة ولا حياء كما عهدناه دائماً قبل الأحمدية وبعدها !
أما قول المعترض أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام يشتم خلفائه والعياذ بالله فهذه سفاهة فوق كونها كذب وقح، فقد سمّى حضرةُ المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام الخلافةَ بأنها القدرة الأولى وأنها تِرسُ الدين المتين ولولاها لما قامت للدين شوكةٌ ولا استمر كما هو عليه (انظر كتاب “سر الخلافة“)، ووصفَ عَلَيهِ السَلام خلافته بالقدرة الثانية الشبيهة بالقدرة الأولى (من هنا: الخلافة الإسلامية الأحمدية هي صمام الأمان الدائم).
وقد رددنا في منشور سابق على موضوع تعلم اللغة العربية والـ 40 ألف جذر من اللغات العربية الذي كشفنا فيه جهل المعترض بأبسط أسس اللغة العربية (من هنا: نكتة علمت أربعين ألفا من اللغات العربية).
إذن اعتاد المعترض أن يكذب كلما تورط بنبوءة تحققت أو موقف عظيم للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام !
أما حلم المعترض الذي هو كما يقول بلسانه: “هَدْمُ أكذوبة تعلم الميرزا اللغةَ العربية في ليلة واحدة، ونَسْفُ أكبر أكذوبة في التاريخ، وهي تعلم أربعين ألفا من اللغات العربية في تلك الليلة” فكالعادة لم يسعفه الاستعانة بكلام حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام، فلسنا نجد في قول حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام إلا العكس أي أنها إشارة لتعلم العربية في ليلة وأن الغرض من ذلك هو إتمام الحجة على الذين لا يَرَوْن في تعلم العربية خير حيث يقول عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام في نص المعترض:
“وأُلهمتُ أيضا أنهم لن يتأثروا بها إلا قليلا، إلا أن الحجة ستتم عليهم.” أهـ
أي أن التعلم تمَّ بالإلهام وغايته هي إقامة الحجة لا غير !
كما أن قول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام: “وقد تكون الحكمة في الكتابة بالعربية.” أهـ، هذا النص بحد ذاته ينسف كل ما نسجه المعترضُ من خيال مريض حول عدم تعلم المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام العربية بالإلهام بل بجهده الشخصي لأن حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام يحاول بقوله السابق أن يعرف الحكمة من الإلهام الذي تلقاه من الله تعالى للكتابة بالعربية بدل الاْردية، فَلَو كان جهداً شخصياً ما قال عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام “وقد تكون الحكمة في الكتابة بالعربية” بل لقال “وإن الحكمة في الكتابة بالعربية هي كذا وكذا” بدل أن يقول “وقد تكون الحكمة” لأنه بحسب المعترض هو الذي تعلّمها وهو الذي يعلم لماذا يكتب بهذه اللغة الآن، لا أن يحاول معرفة السبب والحكمة من ذلك ! فوق أن النص يذكر كما بيّنا أنها تمت بالإلهام !
ونزيد المعترضَ من الشعر بيتاً حيث يقول حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام في معرض الحديث عن الذي كانوا يعيبون عَلَيهِ عدم معرفة اللغة العربية قبل أن يتعلّمها في ليلة:
“وحقّروني وازدرَوني وقالوا جاهل لا يعلم العربية، بل أُمِّيٌّ لا يعرف الصيغة. ثم إذا جَلَّحْنا عليهم ففرّوا كفرار الحُمُر من الضِرغام، أو الجبانِ من السهام، ورأوا مني ما يرى صبيٌّ عند حلول الأهوال، أو عصفورٌ من عُقاب إذا انقضّت عليه من قُنَنِ الجبال. وكانوا حسبوني كشاةٍ جَلْحاءَ، فمَسَّهم منّا ناطحٌ فقالوا بقرةٌ قرناءُ. ومَن جاءني منهم متسلّحًا، جعلتُه مجلَّحًا، بما أغرَوا كلابَهم على لحم البَراءِ، وأوتغوا الدينَ بالافتراء، فكان جزاؤهم أن يُفشَغوا ويُنسَغوا، أو يُطعَنوا ويُندَغوا. ويريدون أن يخوّفوني وكيف مخافتي، وإنْ هم إلا عُوافتي. يفسّقون الناسَ وأنفسَهم ينسون، ويكذّبون الصادقين ولا يخافون. لا يقومون في المضمار، ويُعِدّون لأنفسهم سبعين منفذًا كالفأر للفرار.” (لجة النور)
وقال عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:
“من اعتراضات العلماء وشبهاتهم التي أشاعوها في الجهلاء، أنهم قالوا إن هذا الرجل لا يعلم شيئا من العربية.” (مكتوب احمد)
وهذه الهدية تنسف ظنون المعترض حيث يصرّح المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بأنه تعلَّم العربية بإلهام الله تعالى ولم يكن قبل ذلك يعرف شيئاً يُذْكَر كما قال المشايخ:
“وفُتحت لي أبواب نوادر العربية واللطائف الأدبية، حتى أمليت فيها رسائل مبتكَرة وكتبا محبَّرة. ثم عرضتُها على العلماء وقلت يا حزب الفضلاء والأدباء .. إنكم حسبتموني أُمّيًّا ومن الجهلاء، والأمر كان كذلك لولا التأييد من حضرة الكبرياء، فالآن أُيّدتُ من الحضرة، وعلّمني ربي من لدنه بالفضل والرحمة، فأصبحت أديبا ومن المتفرّدين، وألّفت رسائل في حُلل البلاغة والفصاحة، وهذه آية من ربي لأولي الألباب والنصفة، وعليكم حُجّة الله ذي الجلال والعزّة. فإن كنتم من المرتابين في صدقي وكمال لساني، والمتشككين في حسن بياني وتبياني، ولا تؤمنون بآيتي هذه وتحسبونها هذياني، وتزعمون أني في قولي هذا من الكاذبين .. فأْتوا بكتاب من مثلها إن كنتم صادقين.” (نجم الهدى)
فهذا دليلٌ صارخ أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام لم يكن يعلم العربية لدرجة أن المشايخ كانوا يعيبون عليه ذلك ويرفضون دعوته أنه هو الإمام المهدي لأنه كان كما يقولون يجهل أسس العربية، فكان أن نصره الله تعالى فعَلَّمَه العربية في ليلة !
وقد ثبت في السنة أن من أدلة صدق المسيح المهدي تعلمه العربية في ليلة، حيث يقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم:
“المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله تعالى في ليلة واحدة”. (أخرجه أحمد، ابن ماجة، أبو عمرو الداني، أبو نعيم الأصفهاني والطبراني. وفي كتاب “التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ” للقرطبي محمد بن أحمد بن فرح [يصلحه الله تعالى في ليلة أو قال يومين] وفي رواية [يصلح به الله تعالى…] قال ابن كثير: أي يتوب عليه ويوفقه ويلهمه ويرشده بعد أن لم يكن كذلك)
ويتضح هذا الإصلاح كما يلي كما ورد في الأثر:
“إن المهدي اسمه محمد بن عبدالله, في لسانه رتة.” (ذكره أبو الفرج الأصبهاني في “مقاتل الطالبيين”. في القاموس: الرُّتّة- بالضم- العجمة [ر ت ت]. فِي لِسَانِهِ رُتَّةٌ: عُجْمَةٌ، أَيِ التَّرَدُّدُ فِي النُّطْقِ). وقد وصف المهدي فذكر ثقلاً في لسانه، نعيم بن حماد “الفتن”. والرتة والعجمة تعني أن حضرته سوف يجد صعوبة أو نقص في اللغة وهو ما قُصد بإصلاحه في ليلة، وقد أصلح الله تعالى بالفعل لسان الإمام عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام حقا في ليلة كما هو معروف.
وقد قيل أن اللغة العربية لا يحيط بها إلا نبي. قال الإمام الشافعي رحمه الله:
“لا يحيط باللغة إلا نبي”. (تحفة المنهاج بشرح المنهاج)
يقول الإمام السيوطي رحمه الله في الإتقان: “ولكن لغة العرب متسعة جداً ولا يبعد أن تخفى على الأكابر الأجلة ، وقد خفي على ابن عباس معنى فاطر وفاتح . قال الشافعي في الرسالة: لا يحيط باللغة إلا نبي”. (السيوطي، الإتقان في علوم القرآن ج 2 ص 105-106، وكذلك في ‘المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب’ للسيوطي)
وقد نبّهَ حضرة الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ السَلام إلى هذا فقال:
“والحق أن اللسان العربي -الذي هو المفتاح الحقيقي للصرف والنحو- محيط لا شاطئ له، وتصدُقُ فيه تمامًا مقولة الإمام الشافعي -رحمة الله عليه- الشهيرة التي قال فيها: “لا يعلمه إلا نبي”، أي من المستحيل لأي إنسان أن يحيط بهذا اللسان بشتى لهجاته وأساليبه بشكل كامل إلا نبي. إذن فهذه المقولة أيضًا تؤكّد أنه ليس بوسع كل إنسان أن يمتلك ناصية هذه اللغة من كافة النواحي، بل الإحاطة الكاملة بها إنما هي من معجزات الأنبياء عليهم السلام.” ( نزول المسيح)
أما قول المعترض: “فواضح أنّ ثقته مضعضعة، وأنّ “يده على قلبه” خوفا من أن تكون نتيجة هذه التجربة عكسية.” فيرد عليه الواقع حيث كان حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام يتحدّى بثقة واضحة جميع المشايخ وعلماء العربية أن يقابلوه في الميدان ويؤلفوا أي كتاب أو قصيدة بالعربية بل أعلن عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بأنه مستعدٌّ أن يقدم لهم المال والجوائز إذا قبلوا تحدّيه كما يلي:
“لقد أعلنتُ مرارًا وتكرارًا أن تعالَوا اكتبوا بالعربية كتيبا إزائي، ثم نحتكم إلى علماء العربية، فلو ثبت أن كتيبكم هو الأفصح والأبلغ لبطُلت دعواي كلها. وها إني أقرّ وأصرّح الآن أيضًا أنكم لو نازلتموني في ميدان كتابة التفسير بالعربية، ثم ثبت أن تفسيركم هو الأفضل والأعلى لفظًا ومعنًى، فسوف أعطيكم خمس روبيات على كل غلطة تجدونها في تفسيري. فالأولى بكم -قبل أن تطيلوا عليّ ألسنتكم بالمطاعن التافهة هكذا- أن تُثبتوا علوَّ كعبكم في العربية بكتابة التفسير بها. ذلك لأن طعنَ غيرِ الضليع بفن من الفنون برجالات ذلك الفن لا يستحق الاعتبار أبدًا. يمكن لبنّاء أن يقدح في بنّاء آخر، ويحقّ لحدّاد أن ينقد حدادا، ولكن لا يحق للكنّاس أن يقدح في بنّاء ماهر.” (نزول المسيح)
ولا نقول إلا ما قاله المعترض مع قلب الأدوار: “فواضح أنّ ثقة المعترض مضعضعة، وأنّ “يده على قلبه” خوفا من أن تكون نتيجة هذه الشبهة عكسية.” كما كانت كل شبهاته عكسية فعادت عليه بالوبال وَعَلَى المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بالمزيد من الهيبة والجلال !
وكذلك عَكَسْنا تحدّي المعترض عليه بعدم وجود أي ذِكْر لمعجزة تعلم حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام للعربية قبل العام 1921 وأثبتنا أن المعجزة ذُكرت حتى قبل حلول القرن العشرين (من هنا: هل ذكر أحد معجزة تعلم اللغة العربية لمؤسس الأحمدية في حياته؟)، بل تبيّن أنها ذُكرت في العام 1893 وليس حتى 1921 كما ظنّ المعترضُ، فقفلَ المعترضُ راجعاً يجر أذيال الخيبة، والآن عاد يقول أريد نصاً أنها ذُكرت قبل العام 1893 وكأنها قضية ! فلا يوجد في الحقيقة أي اعتراض بل هو رفض المعترض الاعتراف بهزيمته المُنكَرة بعد أن ارتدّت عليه كل ((تحدّياته)) بالفشل الذريع !
أما شبهة عمر المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام فقد رددنا عليها وأثبتنا أن ولادة حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام كانت بالفعل في 1835 (من هنا: عمر المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام).
أما الإلحاد فهل الذي يقول عنه الأعداء قبل الأصدقاء أنه ناصر الدين والمدافع القوي وبطل الإسلام (انظر: مسيح كسر الصليب) هل هذا هو الملحد أم هو المعترض الذي يعتقد أن أحاديث نزول المسيح في الصحاح كلها كذب وتلفيق وأن حياة المسيح في السماء أو موته هي أمر لا أهمية له ! فهذا إلحاد صريح بالقرآن العظيم الذي يعلن بأن المسيح قد توفاه الله تعالى، ويعلم كل مُسْلِم علم اليقين أن كل ما ورد في القرآن الكريم مُهم، فيتمسك منهم من يرى المسيح ميتاً لأنه يرى الوفاة المذكورة في القرآن الكريم تعني الموت فيتمسك بقول القرآن الكريم، وكذلك يتمسك الطرف الذي يراه حياً في السماء من منطلق أن الوفاة المذكورة في القرآن تعني استيفاء الجسد حياً إلى السماء فيتمسك بهذا القول لآنه يراه هو إعلان القرآن، وليس كالمعترض الذي يقبل الشيء ونقيضه بنفس الوقت، فالمسيح عنده إذا كان حياً ثم نزل فقد كان خيرا، وإذا كان ميتاً ولم ينزل فهو خير أيضا ! وهكذا لا أهمية لقول القرآن عنده !
كذلك قول المعترضِ بأن البطل الذي كَسَرَ الصليب هو الإلحاد ! وليس المسيح الذي لا يهم عند المعترض نزل أو لم ينزل!
فهذا هو الإلحاد بعينه ! ولكن المعترض يخاف من إعلان إلحاده ولا يريد الاعتراف بهذه الحقيقة المُرَّة، ولا ندري ما سبب ارتعاده من إعلان إلحاده الذي تنضح به جميع اعتراضاته التي نسفناها لحد الآن ولله الْحَمْد. والمنشوران التاليان مجرد مثال بسيط يوضح إلحاد المعترض (من هنا: اعتراض بطعم الإلحاد) (ومن هنا: الفيج الأعوج وزمن المسيح الموعود).
وبعد أن انتهينا من قلب طاولة المعترض وسكب شبهاته الأربعة ها نحن نقدّمها للقرّاء الأعزاء على مائدة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ