المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود العربية ..87
نكتة رفع المفعول به..3
الاعتراض:
عرض المعارضون تحديا مدّعين فيه أن المسيح الموعود عليه السلام قد أخطأ في رفع المفعول به في الكلمات المشار إليها بين الأقواس المزدوجة من الفقرات التالية.
- وجُعِل [الصدِّيق] ((أحدٌ)) مِن المؤيَّدين (سر الخلافة، ص 30).
- ما أرى مثل هذا الذكر الصريح ((ثابت)) بالتحقيق الذي مخصوص بالصدّيق لرجل آخر في صحف رب البيت العتيق (سر الخلافة، ص 31).
- ويعاونوا على شرٍّ ((أحد)) من المخالفين بالقول أو الفعل أو الإشارة أو المال (حمامة البشرى، ص 79)..
- وأمّا الذي أُعطيَ ((حظٌّ)) مِن الإيمان (نور الحق، ص 148).
- وقد حثّهم [كتابُهم المقدسُ] على أنْ يدعوا ربهم يعطهم ((كثير)) من البقر والفرس (مكتوب أحمد، ص 24).
ووفق زعمهم لا بدّ للكلمات المشار إليها أن تكون منصوبة على اعتبار أنها مفعولا به، ولا بد أن تُكتب هكذا: أحدًا، ثابتًا، أحدًا، حظًا، كثيرًا.
الردّ:
كنا قد وجّهنا الرفع في الفقرة الأولى والرابعة على “إنابة المفعول الثاني مناب الفاعل” يُنظر المظاهر الإعجازية 18.
كما كنا قد وجّهنا الرفع في الفقرة الثانية على ” الإلغاء في أفعال القلوب إذا سبقها شيء” وفق المذهب الكوفي والأخفش؛ أو على تقدير ضمير الشأن بعد الفعل أرى وفق المذهب البصري، يُنظر المقال نكتة رفع المفعول به
أما الفقرات المتبقية الثالثة والخامسة فتوجيهها هو على “تنوين النصب على لغة ربيعة”، حيث يُكتب هذا التنوين دون الألف كما أقرّ بذلك ابن مالك في كتابه “شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح” في تخريجه لبعض الأحاديث الواردة في صحيح البخاري .
يُنظر المقال: المظاهر الإعجازية 71
حيث فصّلنا الحديث فيه عن مسألة تنوين النصب على لغة ربيعة ، مع الأمثلة والشواهد من الحديث الشريف وصحيح البخاري ثم من لغة الإمام الشافعي الحجة.
ووفق هذا تكون الكلمتان المعترَض عليهما في هاتين الفقرتين منصوبتين ولكن دون كتابة الألف فيهما هكذا: (أحدً ، و كثيرً).
علما أن هذا التخريج الأخير لا بدّ أن يسري على الفقرات الأخرى من هذا التحدي، خاصة إذا كانت غير محركة في الأصل، وهو الراجح والأغلب، لأن النسخ الأصلية عادة ما تكون غير محركة، وبهذا فيكون توجيه هذه العبارات كلها بضربة قاضية واحدة وفق تنوين النصب على لغة ربيعة.
وبذلك تكون كل الكلمات المعترَض عليها قد جاءت منصوبة دون كتابة الألف هكذا: أحدً، ثابتً، أحدً، حظً، كثيرً.